ندرة المياه معضلة تواجه البلدان التي لا تملك مخزونًا متجدّدًا وكافيًا من المياهِ الجوفيّة. وبالتالي تكون حلول تزويد السّكان بالماء الصالح للشرب والاستعمال الآدمي مكلفةٌ للمنتج والمستهلك في آنٍ واحد، وهذه الكلفة بدأت تفرض حضورها في ميزانيات كثير من أُسر اليوم، وحجم حضورها يتناسب طرديًّا مع عدد سكان المنزل ومع سوء ترشيد الاستهلاك.
فلك أن تتخيل طفلًا واحد يستحم، كم يصرف من الماء الذي يمكن استخلاصه بسهولة إن وجدت الحلول؟ كيف إذا كان المنزل تسكنه عائلة كبيرة؟ وبالفعل هناك أدوات توجد وتقنيات بسيطة تساعد على تدوير الماء، قد تكون في بداياتها، ومع الاستخدام وتنشيط الفكرة سوف تصبح كما غيرها من العادات والتقنيات، صعبة التعود في بداية الأمر وروتينية بعد مدة.
اختفت خضرة الأشجار في كثيرٍ من المنازل خوفًا من ارتفاع كلفة فاتورة الماء، مع أن الماء الخارج من حجرة المطبخ والاستحمام وغسيل الملابس والأطباق في كثيرٍ من المنازل يمكن إعادة الاستفادة منه، بحيث يعود صالحًا مرة أخرى للاستهلاك الآدمي والزراعة وتنظيف المنزل وغسل السيارة، وأكثر.
أعتقد أن بيوت المستقبل أو – الحاضر التي لم تكتمل – يجب أن يفكر أصحابها بفصل المياه القابلة لإعادة التدوير عن المياه المرتبطة بالصرف الصّحي والتي تحتاج إلى تقنيّات أعقد وأكثر أمانًا من غيرها، وبالتالي تكون الخطوات كالآتي:
يضع مهندسو المنازل ومصمميها هذا الأمر في حسبانهم عند إعداد خرائط المياه في المنازل الحديثة بتعديل سباكة المطابخ والمغاسل وغسالة الملابس والأطباق، بحيث ينتهي تصريفها في خزّان تحت الأرض للاستخدام الآني.
قد يحتاج المخزون معالجةً بسيطة إذا كانت الرغبة أن يعاد استخدامه لأغراض الشرب والنظافة، والقليل من العناية – أو لا شيء – إذا كان الغرض منه الاستخدام في الزراعة والتنظيف.
يمكن بسهولة اعادة الاستفادة من أغلب الماء المهدور في المساجد والمطاعم والمدارس ومغاسل السيارات والمستشفيات، وغيرها من المنشآت التي تستهلك المياه بكثرة، من أجل تقليل كلفة فاتورة المياه والاستفادة من الماء مرة أخرى. فلك أن تتخيل كم من الماء النّظيف يهدر في هذه المنشآت بمختلف أنواعها، مع أنه من الممكن استخدامه وإن كان – فقط – من أجل تحسين البيئة والتشجير والنظافة!
ولكي تقتنع من نجاعة الفكرة، اجمع أو راقب كمية الماء المهدور في سكناك، وسوف تتأكد أنها في كل يوم لترات وجالونات لا يستهان بها ومن الخطأ عدم الاستفادة منها بأي طريقةٍ ممكنة، وتقليل كلفة الماء ما أمكن.