[15]

التلوث البلاستيكي: المخاطر والتحديات – أمجد عبد العظيم الخاطر*

تنويه: لتفادي سوء الفهم، المقالة تنظر الى تأثير التلوث البلاستيكي عبر فترة زمنية طويلة بشكل عام ولكن هناك بعض الاستثناءات. كما أن السلبيات المذكورة للبلاستيك لا تنطبق على جميع أنواع البلاستيك و لكنها تشمل الأغلبية.

أصبحت التحديات البيئية محورا للحديث خلال السنين الماضية لما تمثله من خطورة على توازن الحياة. الإحتباس الحراري، شحة مصادر مياه الشرب و التصحر ليست سوى جزءا من التحديات المدروسة و المتداولة. التلوث البلاستيكي جزء آخر ينتمي إلى هذه القائمة. قد نسمع عن هذه الظاهرة بين فترة وفترة ونتداول التنويهات ولكن ربما التفاصيل لا تكون واضحة بأجملها. في الواقع، الأمر فعلا فائق في الأهمية و يستحق التمعن بقرب كما هو الحال مع سائر التحديات البيئية التي نواجهها.

[1]
يعد البلاستيك بمختلف أنواعه من أكثر وأهم المواد استعمالا حول العالم. اعتدنا بالاعتماد على هذه المواد في حياتنا اليومية لسهولة استخدامها وتعدد استعمالاتها. يندر أن يخرج أي شخص دون حمل قوارير مياه أو أكياس لوضع الأغراض. و إن خرج بدونها فإنه قد يقتنيها خلال حركته. ولا يقتصر استخدام البلاستيكات فقط على الامثلة التي ذكرت ، فانها تستعمل في الاجهزة الالكترونية وأدوات الرعاية الصحية وعلب حفظ الاكل والسيارات والكراسي وكافة الملابس وغيرها حيث يصعب تخيل القيام بالأنشطة اليومية دون اللجوء إليها. إذا ما هو الضرر المصحوب في استعمال هذه المواد الرائعة والتي تسهل علينا كافة أركان الحياة؟ ما هو التلوث البلاستيكي ولماذا يعتبر أمرا يتوجب علينا دراسته والتعامل معه بعناية أفضل؟

التلوث البلاستيكي يحصل عندما تتراكم المخلفات البلاستيكية بشكل يؤثر سلبيا على النبات والحيوان والإنسان عن طريق تلويث التربة أو المياه أو الجو. يحدث ذلك لأن البلاستيكات تتركب من (وتحتوي) على مواد ضارة. تحت الظروف الطبيعية، البلاستيكات مستقرة وتستغرق مئات أو آلاف السنين حسب نوعيتها من أجل أن تتحلل وتبعث هذه المواد السامة. لكن السمومات تتحرر بشكل متسارع عندما تواجه ظروفا قاسية كالتعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية الناتجة من الشمس أو الخضوع إلى درجات حرارة عالية أو الإتصال بمواد تُسرع من عملية التحلل كالمذيبات[2].

هذا المفهوم يطرح نواح متعددة سوف نتطرق إليها بالتدريج. و لكن قبل ذلك لننظر إلى بعض الحقائق والإحصائيات:

  • في سنة 2018، كانت تقدر كمية البلاستيك التي يتم صنعها بقرابة 380 مليون طن حول العالم سنويا[3]
  • في سنة 2016، كان يعد البلاستيك هو ثاني أعلى نوع من النفايات التي يتم التخلص منها[4]
  • في سنة 2014، يقدر بأن %50 من البلاستيك يتم استعماله مرة واحدة ثم يرمى[5]
  • بين الخمسينات وسنة 2018 يقدر إنتاج البلاستيك الكلي بقرابة 6.3 مليار طن. %9 منها تم إعادة تكريرها و %12 منها تم حرقها. الكمية المتبقية لا تزال موجودة بشتى أنواعها[3]

هذه الحقائق والإحصائيات تزداد يوما بعد يوم مع ازدهار البلدان و ازدياد عدد السكان و لا يتوقع أن تقل في أي وقت قريب. علما بهذه الحقائق المبدئية، لندرس كيف يمكن للبلاستيكات أن تلحق الضرر بالبيئة في حياتنا اليومية.

التلوث البلاستيكي في حال التخلص بلا مبالاة

عندما تُرمى البلاستيكات في الشوارع و الأماكن العامة فإن الرياح تحملها مع مرور الأيام. أول وجهة طبيعية تصل البلاستيكات إليها هي التربة بشتى أشكالها سواء كانت في بقعة متروكة أم في البراري. عندما تتناثر البلاستيكات بهذا الشكل، هناك أكثر من طريقة ممكن أن تؤدي إلى الضرر. الأولى تتمثل عندما تقوم الحيوانات بتناول البلاستيكات بالخصوص إن كانت تحتوى على بقايا أكل أو قد تكسرت إلى أجزاء صغيرة. قد يظن أن هذه الحالة نادرة و لكن يقدر بأن قرابة مائتين من اصناف الحيوانات تقوم بتناول البلاستيكات عن طريق الابتلاع[6].

[7]
الحالة الثانية هي عندما تتعرض البلاستيكات الى أوضاع شديدة كالأشعة فوق البنفسجية ودرجة الحرارة العالية والأمطار كما ذكر آنفا. تقوم البلاستيكات تحت هذه الظروف ببعث غاز الميثان بكميات بسيطة يزيد ضررها مع الوقت[2]. يُعد غاز الميثان من أقوى الغازات الدفيئة التي تفتك بطبقة الأوزون وتساهم في حادثة الاحتباس الحراري. تراكم البلاستيكات بكميات كبيرة عامل آخر قد يساهم إلى تسارع انبعاث السمومات.

في حالة تعرض البلاستيكات إلى الأمطار، خصوصا إن كانت مكلورة، فإنها تبعث كيميائيات ضارة من خلال مياه الأمطار إلى التربة قد تصل للمياه الجوفية وتلوثها[8]. ضع في بالك أن مصدر مياه الشرب الرئيسي في المملكة العربية السعودية يأتي من المياه الجوفية المعالجة[9].

يمكن أيضا أن تصل البلاستيكات الى المواسير والمجاري فتقوم بسدها والقيام بالضرر من ناحية هدر الموارد التي قد تساهم بمنفعة في نواح اخرى.

هناك أيضا حالات سواء كانت عن طريق رياح شديدة أو رمي مباشر تؤدي إلى وصول البلاستيكات المتناثرة إلى البحار. هنا نفتح مجالا آخر من التلوث البلاستيكي يحمل معه تعقيدات وعواقب وخيمة. لتسهيل تصور الموضوع، الصورة التالية تقدر كمية البلاستيك التي تصل إلى البحار كل نصف ثانية[10]. كما أن بعض الباحثين يعتقدون أن كمية البلاستيك المتواجدة في البحار قد تصبح أعلى من كمية الأسماك بالوزن في سنة 2050 إن استمر الوضع كما هو[11].

[10]
يقدر عدد حبيبات البلاستيك المتواجدة في البحار بـ 5.25 ترليون تزن قرابة 270 ألف طن[12]. هذه الكمية تمثل قرابة 80% من النفايات التي تصل لها وهذا يؤدي إلى موت أكثر من مليون من طيور البحر و مئة الف من الثدييات البحرية كالفقمات و السلاحف سنويا[7]. يتم ذلك من خلال الابتلاع أو عن طريق حجز حركة الكائنات المائية.

[14]
[13]
بالإضافة الى ذلك، الأمواج والتيارات تحمل المخلفات في مجراها حيث تتجمع في مناطق محددة. تراكم هذا المقدار الهائل من البلاستيكات يؤدي إلى تكون بقع حول المحيط يتمركز فيها التلوث. أكثر البقع تداولا يعرفان برقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادي و رقعة القمامة في المحيط الشمالي الأطلسي[16,17].

[18]
[19]
يقدر حجم رقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادي بـ 1.6 مليون كيلومتر مربع والأبحاث تكشف أنها تحتوي على حبيبات من البلاستيك ويعود بعضها إلى الماضي (خمسين سنة أو أكثر). هذه الحبيبات صغيرة جدا لدرجة أن الكائنات الصغيرة مثل العوالق تقوم باستهلاكها و امتصاص عناصرها[20]. هذا يقوم بتكوين مشكلة إلى الكائنات الأكبر. الأسماك تأكل العوالق ومن ثم الإنسان يأكل الأسماك فتنتقل العناصر المتواجدة في البلاستيك تدريجيا وبنسب ضئيلة عبر السنين[2]. لم يقم العلم بتقدير مدى سوء امتصاص هذه العناصر حتى الآن.

بالإضافة إلى هذه الآثار السلبية، تنظيف المناطق المتأثرة بالتلوث يكلف الملايين من المصاريف والجهود مما يمثل أبرز العقبات لمعالجة هذه المشكلة.

بالمقابل، عندما يتم التخلص من البلاستيكات في أماكن مخصصة فهي تخضع إلى مراقبة بحيث يمكن التحكم بضررها مما يجعل هذا الخيار “الأفضل”.

التلوث البلاستيكي في حال التخلص في المناطق المخصصة

مجرد التخلص من البلاستيكات في الحاويات المخصصة يحد من الكثير من السلبيات والمضار من استعمال البلاستيك. أبسط الطرق المعتمدة للتعامل مع المخلفات هي مكبات النفايات. ربما يظن البعض أنها لا تشكل فرقا ولكنها تفعل ذلك لأن النفايات التي تجمع في المكبات تخضع لقوانين حيث يتم السيطرة عليها بشكل يمنع من وصولها إلى البر ،والبحار، والقيام بسد المجاري والمواسير، كما أنه يقلل من احتمالية تعرض الحيوانات لها. المكبات أيضا مبطنة بطبقة سميكة تمنع من وصول الملوثات إلى المياه الجوفية.

[21]
لكن هناك بعض النواحي التي تجعل هذا الخيار غير ملائم على المدى البعيد. مكبات النفايات تتطلب مساحة واسعة في مناطق بعيدة عن المنازل السكنية وتتطلب رقابة وعناية من أجل أن تتحقق فوائدها بالشكل المطلوب. وفي حال توفرت هذه الشروط، مجرد تراكم البلاستيكات وتعرضها لعوامل التعرية يٌسرع من حادثة انبعاث الملوثات التي تتركب منها البلاستيكات.

[22]
طريقة أكثر تعقيدا هي الحرق حيث تحرق البلاستيكات بطريقة تتفادى متطلبات المكبات من ناحية المساحة. البعض قد يحذر من هذه الطريقة بمفهوم أن الحرق يساعد على تحرير الغازات السامة. هذا الكلام صحيح جزئيا، ولكن إذا استعملت أعمدة الحرق بالطريقة الملائمة والتي صممت من أجلها فإنها تحرق البلاستيك بطريقة تحد من انبعاث المواد السامة بحيث تحولها إلى مواد اخرى أقل ضررا[23]. أيضا نواجه تعقيدات من ناحية الطاقة المحتاجة لتشغيل أعمدة الحرق. كما أن الحرق يدمر البلاستيكات بطريقة غير مستجدة، ومع أن الغازات المنبعثة أقل ضررا فهي لا تزال تشكل خطرا على الكيان البيئي.

[24]
الطريقة التي يحث بها الأغلبية هي إعادة التدوير بمختلف أنواعها ، حيث اشتهرت بمختلف البلدان وتم تكريس حاويات خاصة لهذا الغرض. بالفعل، إعادة التدوير يعتبر حل رائع لما يقدمه من إيجابيات ، فهو يُمكِّن من استجداد المواد وتمديد فترة استعمالها بطريقة تقلل من استهلاك البلاستيك. لكن لا يعني ذلك أن مشكلة التلوث البلاستيكي قد تم التغلب عليها. الكثير لا ينظرون إلى التحديات المصحوبة مع هذه الطريقة.

بالرغم من وجود حاويات تجمع البلاستيك بغرض إعادة التدوير، هناك قلة في وفرة الحاويات وضعف في الإلتزام برمي البلاستيك في الحاويات المخصصة. بالإضافة، ليست جميع أنواع البلاستيك يمكن أن يعاد تدويرها. الأسباب قد ترجع إلى صعوبة التعامل مع بعض أنواع البلاستيك أو عدم توفر تقنيات قادرة على إعادة تدوير جميع أنواع البلاستيك[25,26,27].  البلاستيكات أيضا لا يمكن إعادة تدويرها إلى ما لا نهاية. قد تتضارب الحقائق في هذا المجال ولكن أغلب الأنواع يمكن إعادة تدويرها مرة أو مرتين فقط قبل تبدأ جودتها بالانخفاض بشكل جذري[27].  بالإضافة، يظن البعض أن هناك تغير ملحوظ في التصرف عند اقتناء واستعمال الناس مواد مصنوعة من بلاستيك تم إعادة تدويرها حيث أن هذا يضع انطباعا أن مشكلة التلوث مُحيت من الوجود و أن استعمال البلاستيك لا يشكل خطرا على البيئة[28].

بغض النظر، العقبة الكبيرة التي يواجهها مجال إعادة التكرير في البلاستيكات هو أن البلاستيكات التي تُجمع بنية إعادة التدوير في العادة تحتوي على مواد أخرى كالماء أو بقايا الأكل. حينما تتراكم كميات هائلة لا يتم فصلها بشكل ملائم يؤدي ذلك إلى فشل عملية إعادة التدوير[28].

كل طرق التخلص من البلاستيكات في المناطق المخصصة لذلك تأتي مع سلبياتها. لكن هذه السلبيات لا تعني أن ضررها مماثل للضرر في الحالة الأخرى فلا مجال للمقارنة. مجرد جمع البلاستيكات في مكان مخصص ويخضع لرقابة صارمة تتماشى مع الأنظمة الحكومية التي بُنيت على أساس الحد من الآثار الضارة يجعل هذه السبل ذات فائدة فائقة ولو لم تكن مثالية.

استطلاع المستقبل

هنا يُطرح السؤال الذي يراود عقول الكثير من الأشخاص بلا شك: ما هو تأثير جائحة فيروس كورونا على التلوث البلاستيكي؟ في بوادر الجائحة انتشرت مقالات تبشر بالنواحي الإيجابية في المجال البيئي لركود الأعمال الصناعية مما حَدّ من آثار التلوث[29]. ولكن ذلك لم يصمد طويلا. للأسف عندما ننظر الى البحوث الأولية نرى أن الجائحة لها عواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد. العالم سارع باتخاذ الاحتياطات اللازمة من وسائل الوقاية. الإحصائيات قد تكون مجرد أرقام غير واقعية ويصعب الاعتماد عليها لذلك أختصر بأن اسأل كل من يقرأ هذا السؤال: ماذا ترون عندما تخرجون هذه الأيام؟ انا لا استطيع إلا أن أتكلم عن تجربتي الشخصية. مجرد أن يقوم الشخص بالخروج إلى التسوق أو المشي في أماكن النزهة العامة، يرى منظر الأقنعة والقفازات المرمية بين كل خطوة والتالية أمرا طبيعيا وهذا شيء يفطر القلب عندما نضع عواقب هذا التلوث بعين الإعتبار. لا يصح أن تهمل أساليب التخلص الصحيحة بحجة الظروف الراهنة.

[31]
الخبراء يرون أن ليس هناك شك في ازدياد استعمال البلاستيكات. علما بالوضع الراهن وطرق الانتشار والتحكم للبلاستيكات، ما هو الإتجاه الذي يُفترض الأخذ به للمساهمة في الحفاظ على البيئة؟

جواب هذا السؤال يصعب الإحاطة به لأنه يرتكز على نواح متعددة أكثرها خارج عن سيطرة الأغلبية. ولكن لنبدأ بالنظر إلى الحلول الشائعة. أقتصر بالتطرق إلى المواد البديلة والتطور التكنولوجي في التعامل مع البلاستيكات و الارتكاز على القوانين و المخالفات.

[32]
توارد حل استبدال المواد البلاستيكية بمواد ورقية بهدف الحد من استعمال البلاستيك لأنها قابلة للتحلل مما يجعلها بديلا ملفتا. ولكن عندما ندرس الموضوع نرى أن الأوعية الورقية تؤدي إلى تلوث أعظم أثرا من البلاستيكات[33]. هذا شيء مؤلم ولكنه حقيقي. السبب الرئيسي هو أن الأوعية الورقية تأتي من الأشجار. عندما تستبدل مادة شائعة مثل البلاستيكات بالمواد الورقية فإنها تساهم بتسارع استهلاك الأشجار بحكم أن النبات يأخذ وقتا طويلا من أجل أن يستجد مقارنة بالبلاستيك. وذلك بدون ذكر أن الأوعية الورقية أغلى في الصنع وأنها تساهم بامتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون بطبيعتها. باختصار، الأشجار كمصدر للمواد الورقية مورد ثمين. هناك أيضا جانب آخر من ناحية إعادة التدوير حيث أن أغلب الصعوبات التي ذكرت في حال إعادة تدوير البلاستيكات تنطبق على الأوعية الورقية بالإضافة إلى أن عملية إعادة تدوير الورقيات أقل فاعلية وتنتج ملوثات أكثر ضررا[33].

[34]
مادة اخرى تواردت كبديل هي الأكياس القطنية. أيضا نرى هنا أن صنع كيس بلاستيك ذات استعمال واحد يتطلب قدرا شحيحا من الطاقة ويبعث ملوثات بكميات بسيطة عندما يقارن بمتطلبات صنع الأكياس القطنية التي يمكن استعمالها عدة مرات لدرجة أنه يستلزم استعمال الكيس القطني قرابة سبع آلاف مرة قبل أن يصبح ضرره أقل من ضرر استعمال كيس بلاستيك ذات استعمال واحد[2].

في مجال المواد البديلة، لم يتم الوصول إلى بديل ينافس البلاستيكات من ناحية رخص الصنع، سهولة الاستعمال، تعدد الاستخدام، وبطريقة آمنة. كل بديل له تأثير على البيئة بطريقة أو بأخرى مما يجعل الموازنة بين المواد وتأثيرها البيئي في قمة التعقيد.

ننظر الآن إلى مجال التطور التكنولوجي في مجال التعامل مع البلاستيكات. العلم في تطور مستمر والدراسات تهدف إلى الوصول إلى طريقة أفضل للتعامل مع البلاستيكات من حيث تقليل المضرات والتغلب على بعض السلبيات المصحوبة مع التقنيات الحالية. لكن هذه الموارد غير مضمونة، غير متوفرة حاليا وقد تأخذ وقتا طويلا لكي تصلنا.

من الحلول التي انتشرت في مختلف الدول هو فرض المخالفات على المستوى الفردي عند شراء أو رمي المواد البلاستيكية بشكل مستهتر. بالمقابل، توارد حل استعمال المخالفات لحد التصرفات غير المرغوبة في مختلف المجالات في المملكة العربية السعودية. هل يجب تقليل استعمال البلاستيك بهذه الطريقة؟ ربما يكون هذا من أفضل الحلول ولكن اعتماد هذه المخالفات على المستوى الشخصي سيشكل عبئا على الجميع في أصعب الظروف وقد لا يساهم في حل المشكلة بالشكل المتوقع لصعوبة تطبيقه ولأن أغلب موارد البلاستيك المستهلكة مرتبطة بالأعمال الإنتاجية والصناعية[35]. فرض المخالفات على المستوى الصناعي يعد ذات أهمية أكبر من المستوى الشخصي.

بغض النظر، الأفضل أن نقوم باتباع الخيارات المتاحة لنا حاليا. قيام كل شخص بالتفكير في استعماله الحالي والبحث عن طرق لتقليل استعمال البلاستيكات ذات الاستعمال الواحد في وسع طاقته يُعد شيئاٌ إيجابياٌ. مجرد التخلص من النفايات في الأماكن المخصصة يصنع فرقا هائلا. إذا كانت هناك رغبة، لا بأس في النظر إلى الخيارات المتاحة للمساهمة في الحفاظ على البيئة سواء كان النشاط عمليا أو توعويا.

يسعفني ترك ذكر بعض الجهود التي تم بذلها لحماية بيئتنا الجميلة. 3 مبادرات من الشباب السعوديين تتمحور حول الحفاظ على البحر الأحمر تم إطلاقها بعد يوم الأرض العالمي في سنة 2018 ولذي يصادف أبريل 22. من خلالها، “ربحي الشيخ” مع مجموعة من زملائه قاموا باسترجاع 2.5 طن من الجسيمات من البحر الأحمر[36].

نحن نتطلع إلى مزيد من التطور. ولكن لا يعني هذا أن ننسى بيئتنا والمخاطر التي تشكلها البلاستيكات عليها. يجب أن نقوم بالموازنة والتي تعتبر جزءا من أركان الحياة والتعامل مع مثل هذه التحديات بمسؤولية توافق أهمية الموضوع ، ونأمل بالتطور المتواصل والوصول إلى طرق وأساليب أفضل للتعامل مع هذا التحدي. ولنبدأ من اليوم بالقيام بالتغييرات وسع طاقتنا للمبادرة.

كل جهد ولو كان بسيطا يساعد في الحفاظ على بيئتنا و تهيئتها إلى الأجيال القادمة لكي تزدهر الحياة.

[37]
*بكالوريوس هندسة كيميائية من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية.

المراجع:

  1. EcoWatch. 2014. 22 Facts About Plastic Pollution (And 10 Things We Can Do About It). [image] Available at: <https://www.ecowatch.com/22-facts-about-plastic-pollution-and-10-things-we-can-do-about-it-1881885971.html> [Accessed 8 March 2021].
  2. Kurzgesagt – In a Nutshell, 2018. Plastic Pollution: How Humans are Turning the World into Plastic.Available at: <https://www.youtube.com/watch?v=RS7IzU2VJIQ&ab_channel=Kurzgesagt%E2%80%93InaNutshell> [Accessed 5 March 2021].
  3. The Economist. 2018. The known unknowns of plastic pollution. [online] Available at: <https://www.economist.com/international/2018/03/03/the-known-unknowns-of-plastic-pollution> [Accessed 8 March 2021].
  4. Miandad, R., Anjum, M., Waqas, M., Ahmad, I., Alafif, Z., Aburizaiza, A., Barakat, M. and Akhtar, T., 2016. Solid waste management in Saudi Arabia: A review. [online] ResearchGate. Available at: <https://www.researchgate.net/publication/303348044_Solid_waste_management_in_Saudi_Arabia_A_review> [Accessed 8 March 2021].
  5. EcoWatch. 2014. 22 Facts About Plastic Pollution (And 10 Things We Can Do About It). [online] Available at: <https://www.ecowatch.com/22-facts-about-plastic-pollution-and-10-things-we-can-do-about-it-1881885971.html> [Accessed 8 March 2021].
  6. Madaan, S., n.d. Plastic Waste: Environmental Effects of Plastic Pollution. [online] Earth Eclipse. Available at: <https://www.eartheclipse.com/environment/environmental-effects-plastic-pollution.html> [Accessed 8 March 2021].
  7. Aman, E., 2018. The Menace of Single-Use Plastic Bags. [online] EcoMENA. Available at: <https://www.ecomena.org/plastic-bags/> [Accessed 8 March 2021].
  8. Aggarwal,Poonam; (et al.) Interactive Environmental Education Book VIII. Pitambar Publishing. p. 86. ISBN 8120913736
  9. Sengar, R., 2019. Do you know how a desert nation like Saudi Arab gets its water supply?. [online] Times of India Travel. Available at: <https://timesofindia.indiatimes.com/travel/destinations/do-you-know-how-a-desert-nation-like-saudi-arab-gets-its-water-supply/as70878286.cms#:~:text=Well%2C%20the%20fact%20is%20that,form%20of%20wells%2C%20borewells%20etc> [Accessed 8 March 2021].
  10. McCarthy, J., 2017. 9 Shocking Facts About How Much Plastic Is In Our Oceans. [image] Global Citizen. Available at: <https://www.globalcitizen.org/en/content/9-facts-about-ocean-plastic/> [Accessed 10 March 2021].
  11. Sutter, J., 2016. How to stop the sixth mass extinction. [online] CNN. Available at: <https://edition.cnn.com/2016/12/12/world/sutter-vanishing-help/> [Accessed 12 March 2021].
  12. Eriksen, M., Lebreton, L., Carson, H., Thiel, M., Moore, C., Borrero, J., Galgani, F., Ryan, P. and Reisser, J., 2014. Plastic Pollution in the World’s Oceans: More than 5 Trillion Plastic Pieces Weighing over 250,000 Tons Afloat at Sea. PLoS ONE, [online] 9(12), p.e111913. Available at: <https://ui.adsabs.harvard.edu/abs/2014PLoSO…9k1913E> [Accessed 10 March 2021].
  13. Atter, H., 2020. ‘People get quite upset’: Sask. photographer hopes award-winning image of trapped sea turtle inspires change | CBC News. [image] CBC. Available at: <https://www.cbc.ca/news/canada/saskatchewan/sask-sea-turtle-photographer-award-image-1.5435786> [Accessed 10 March 2021].
  14. Ocean Photography Awards, n.d. [image] Available at: <https://www.oceanphotographyawards.com/> [Accessed 10 March 2021].
  15. Plastic Pollution Coalition, n.d. [image] Available at: <https://www.plasticpollutioncoalition.org/blog/2017/5/12/a-giant-beached-whale-illustrates-the-plastic-pollution-problem> [Accessed 10 March 2021].
  16. Dautel, S., 2009. Transoceanic Trash: International and United States Strategies For the Great Pacific Garbage Patch. [online] Available at: <https://www.researchgate.net/publication/281021141_Transoceanic_Trash_International_and_United_States_Strategies_For_the_Great_Pacific_Garbage_Patch> [Accessed 10 March 2021].
  17. Lovett, R., 2010. Huge Garbage Patch Found in Atlantic Too. [online] National Geographic. Available at: <https://www.nationalgeographic.com/science/article/100302-new-ocean-trash-garbage-patch> [Accessed 10 March 2021].
  18. ABC News, 2018. [image] Available at: <https://abcnews.go.com/International/great-pacific-garbage-patch-massive-floating-island-plastic/story?id=53962147> [Accessed 11 March 2021].
  19. The University of Manchester, 2019. [image] Available at: <https://www.manchester.ac.uk/discover/news/microplastics-flowing-into-our-oceans-threaten-deep-sea-marine-life/> [Accessed 11 March 2021].
  20. Conserve Energy Future. n.d. Causes, Effects and Incredible Solutions to Plastic Pollution You’ll Wish You’d Known. [online] Available at: <https://www.conserve-energy-future.com/causes-effects-solutions-of-plastic-pollution.php> [Accessed 10 March 2021].
  21. indiamart, n.d. [image] Available at: <https://www.indiamart.com/proddetail/hazardous-waste-landfills-geomembrane-19490707533.html> [Accessed 11 March 2021].
  22. Texas A&M Today, 2020. [image] Available at: <https://today.tamu.edu/2020/06/09/global-policy-changes-can-have-local-environmental-impact/> [Accessed 11 March 2021].
  23. Harrabin, R., 2018. Should we burn or bury waste plastic?. [online] BBC News. Available at: <https://www.bbc.com/news/science-environment-43120041#:~:text=Burning%20plastic%20creates%20harmful%20dioxins,have%20largely%20solved%20this%20problem.&text=The%20environment%20minister%20Therese%20Coffey,plastic%20than%20to%20burn%20it.%22> [Accessed 11 March 2021].
  24. Will County Supervisor of Assessment, n.d. [image] Available at: <https://m.facebook.com/Will-County-Supervisor-of-Assessments-113153275386069/> [Accessed 11 March 2021].
  25. Tsui, J., 2020. Which Plastics Are Recyclable and Which Aren’t? — Environmental Protection. [online] Environmental Protection. Available at: <https://eponline.com/Articles/2020/01/16/Which-Plastics-Are-Recyclable-and-Which-Arent.aspx?Page=1> [Accessed 12 March 2021].
  26. The Waste Management & Recycling Blog. 2018. Why can’t all plastic be recycled? – The Waste Management & Recycling Blog. [online] Available at: <https://www.forgerecycling.co.uk/blog/why-cant-all-plastic-be-recycled/> [Accessed 12 March 2021].
  27. National Geographic Society Newsroom. 2018. 7 Things You Didn’t Know About Plastic (and Recycling). [online] Available at: <https://blog.nationalgeographic.org/2018/04/04/7-things-you-didnt-know-about-plastic-and-recycling/> [Accessed 12 March 2021].
  28. Segran, E., 2020. Recycled plastic is everywhere—and it’s harming the planet. [online] Fast Company. Available at: <https://www.fastcompany.com/90585634/recycled-plastic-wont-save-the-planet> [Accessed 12 March 2021].
  29. Khan, I., Shah, D. & Shah, S.S. 2021. COVID-19 pandemic and its positive impacts on environment: an updated review. Int. J. Environ. Sci. Technol. 18, 521–530. https://doi.org/10.1007/s13762-020-03021-3
  30. Ana L. Patrício Silva, Joana C. Prata, Tony R. Walker, Armando C. Duarte, Wei Ouyang, Damià Barcelò, and Teresa Rocha-Santos. 2021. Increased plastic pollution due to COVID-19 pandemic: Challenges and recommendations. [online] ScienceDirect. Available at: <https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S1385894720328114> [Accessed 12 March 2021]
  31. Technomask, n.d. [image] Available at: <https://www.technomask.ch/who-we-are> [Accessed 12 March 2021].
  32. Domtar, 2019. [image] Available at: <https://newsroom.domtar.com/anti-plastic-bioalternatives/> [Accessed 12 March 2021].
  33. Kalmusky, K., 2018. Why Paper is Not the Solution to Replacing Plastic – Zero Waste Saigon. [online] Zero Waste Saigon. Available at: <https://www.zerowastesaigon.com/why-paper-is-not-the-solution-to-replacing-plastic/#:~:text=Paper%20bags%20produce%2080%25%20more,landfill%20as%20a%20plastic%20bag> [Accessed 12 March 2021].
  34. LandingFacts, n.d. [image] Available at: <https://www.landingfacts.com/french-transparent-sac-sacd> [Accessed 12 March 2021].
  35. Goldsberry, C., 2019. ‘Saving the planet’ has become a mantra that is virtually meaningless. [online] plasticstoday.com. Available at: <https://www.plasticstoday.com/packaging/saving-planet-has-become-mantra-virtually-meaningless> [Accessed 12 March 2021].
  36. Hameed, N., 2018. Saudi youth on mission to clean up Red Sea. [online] Arab News. Available at: <https://www.arabnews.com/node/1292856/saudi-arabia> [Accessed 12 March 2021].
  37. University of Cambridge – Chemical Engineering and Biotechnology, n.d. [image] available at: <https://www.ceb.cam.ac.uk/shaping-world> [Accessed 12 March 2021]
المهندس أمجد عبد العظيم حسن الخاطر

 

3 تعليقات

  1. صادق القطري

    موضوع يستحق النشر لنشر الوعي البيئي الذي نحن بحاجة اليه فالف شكر للكاتب والناشر

  2. شاكر الخميس

    *موضوع مهم وجهد طيب وشامل وبحث متعوب عليه ويشير كثرة المراجع والمصادر على الجهد المبذول في البحث .*

    *وفق الله ابننا العزيز المهندس أمجد وإلى الأمام إن شاء الله تعالى .*

  3. المقالة بديعة جدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *