يُبتلى الإنسان أحيانا بمواجهات عرضية في الحياة تتطلب منه تصرفا يتناسب مع هذه الظروف ، مقدرا لما يدور حوله ومعتبرا لدين، لأخلاق، لأعراف، لأصول، لذاته أو ذوات الغير.
ولكل مواجهة حيثيات ونتائج يتحتم على المرء إعادة حساباته ، وترجمتها على صعيد الواقع، فليس من الحكمة تجاهلها. فالحياة مجموعة من الاحداث إن تجاهلتها كلها فكأن هذه الحياة لم تكن.
في هذا المقال ، سنقوم باستعراض وباختصار ما احتواه عنوان الموضوع. فلنبدأ:
الخطأ وارد من كل انسان إلاّ ما عصم ربي. نعم ”خَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ“ (1) لكن هذا لا يجعلهم خير ممن لم يخطيء!
إن صدر الخطأ من جاهل، فبمجرد كونه جاهل فالخطأ يمحوه جهله. اما العالم، يكون الخطأ خطأ. يتمنى العالم لو كان جاهلا عندما يستيقظ من غفلته لكنه يعرف ما يستوجب عليه خطأه.
اما الأحمق فأمره مختلف. فقد قيل: ”لا تجادل الأحمق، فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما“ (2). فهنا يكون الصمت أفضل الإجابات تفاديا للمهاترات. قال الامام علي عليه السلام: “لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه” (3).
وقد يكون أفضل ردا على الاثنين، الجاهل والاحمق: قول الله تعالى: (عِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (4).
واخيرا، نأتي لفاقد البصيرة ، لضيق فكر أو حسد وغيرة ، أو حقد أو غيض وغضب أو عصبية او عُجب – من غير ورع وحلم أو ذوق… وقد يزيد الطين بِلة أن يكون اعتقاد فاقد البصيرة أنه ”بصير“ وهذا هو ”الجهل المركب“. وأسوأ ما في هذا هو الاعتقاد الملازم بذلك ، ورؤية الباطل حقا. فلا تكون البصيرة بالعلم وحفظ الحقائق عن ظهر قلب والالتزام بالطقوس والاعراف ، بل أن يراها غيرك مترجمة بسلوكك واخلاقك واحساسك. فالبعد من هؤلاء أسلم.
وفيما قال الامام علي – العلاج الناجع – لكل ما ذُكر: “أَغْنىَ الغِنىَ العَقْلُ وَأَكْبَرُ الفَقْرِ الحُمْقُ وَأَوْحَشُ الوَحْشَةِ العُجْبُ وَأَكْبَرُ الحَسَبِ حُسْنُ الخُلُقِ” (5).