medicalxpress.com

قد يكون النسيان علامة على كفاءة الدماغ – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Forgetfulness May Be a Sign of Brain Efficiency
(المصدر: جامعة بوند –  Bond University)

خلاصة: تكشف الدراسة عن كيف يتفاعل الدماغ عندما نواجه شخصًا أو كائنًا (جسمًا) خارج سياقه الطبيعي لأول مرة. توضح النتائج كيف يسعى جهاز الذاكرة للحفاظ على  كفاءة الدماغ ويقوم فقط بترميز المعلومات الأساسية التي فقط يحتاجها. 

هل سبق لك أن مررت بزميل عمل في السوبر ماركت وأخفقت في التعرف عليه؟ إلق اللوم على دماغك المتوقد الكسول.

دراسة جديدة بقيادة الأستاذ المساعد أوليڤر بومان (Oliver Baumann) من جامعة بوند Bond الاسترالية سلطت ضوءًا جديدًا على الطريقة التي يسجل بها أكثر أعضاء الجسم تعقيدًا الذكريات.

درس الباحثون على وجه التحديد كيف يتفاعل الدماغ عندما يلتقي الناس بشخص أو كائن خارج السياق لأول مرة.

قال الدكتور باومان أنه نظرًا لأننا لا نشاهد زميل العمل إلاّ  في المكتب، يبدو أن جهاز الذاكرة ينتج عنه لقطة (صورة) تدمج / تربط فيها الشخص والمكتب معًا.

قال الدكتور بومان: “يعتقد دماغنا أن هذا الشخص ينتمي إلى تلك الغرفة”.

“لو صادفتهم في مكان آخر، فهذا يخلق مشكلة حيث أنك قد لا يمكنك أن تتعرف عليهم”.

“هذا لا يحدث بمجرد أن يعرف دماغنا أن الشخص موجود بشكل مستقل عن الغرفة. في المرة الثانية ، والمرة الثالثة، لن يرتكب دماغنا هذا الخطأ مرة أخرى ولكنه يرمز الشخص والغرفة بشكل منفصل”.

قال الدكتور باومان إن الظاهرة تشير إلى أن أدمغتنا “فعالة في جوهرها أو شبه كسولة”.

“إذا رأينا شجرة مرتبطة بالغابة، فقد يكون من المفيد افتراض أن كل الأشجار والأحجار المختلفة ليست كيانات منفصلة عن بعضها ولكنها تُرمّز كوحدة واحدة”.

“هذا يضمن أننا لا نثقل كاهل عقولنا ونهدر الفضاء العقلي (2) والطاقة”.

“فقط عندما يبدو مفيدًا أن نفترض أن كائنًا أو شخصًا موجودًا بشكل منفصل عن الخلفية بحيث يبذل دماغنا جهدًا لترميز ذلك كوحدة مستقلة”.

في الدراسة، طُلب من الطلاب المستلقين في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ أن يتذكروا صورًا متعددة لأشياء (مثل حقيبة الظهر أو ساعة أو كب كيك) على خلفيات (بما فيها صالة ألعاب رياضية ومغسلة وحديقة).

عُرض نصف الأشياء على الطلاب قبل يوم من التصوير بالجهاز.  هذا مكّن الباحثين من أن ينظروا في الاختلافات في استجابات الدماغ عندما تكون الأشياء مألوفة له أو صادفها لمرة واحدة فقط.

في مرحلة اختبار لاحقة، قام الباحثون بتبديل خلفيات بعض الأشياء ووجدوا أن هذا أدى إلى صعوبة في تذكُّر الأشياء غير المألوفة.

كان النسيان مصحوبًا بتغييرات في نشاط الحُصين، والحصين هو أحد مناطق الذاكرة البشرية الأساسية.

قال الدكتور باومان إن النتائج تزودنا بنظرة ثاقبة عن كيف يسعى جهاز ذاكرتنا للحفاظ على الكفاءة ولا يقوم إلا بترميز ما يتيقن أنه يحتاج اليه.

“يمكن اعتبار النسيان كميزة لأننا لا ينبغي لنا ترميز أكثر مما نحتاج إليه، والكثير لا يعني دائمًا أنه الأفضل” كما قال بومان.

“يتذكر الأشخاص المصابون بفرط الاستذكار (الهايبرثيمسيا، معلومات عنها في 1) كل شيء تقريبًا في حياتهم، وعلى الرغم من أن هذا يبدو وكأنه إنجاز رائع،  إلا أنه يأتي مع جوانب سلبية لأن لديهم هذا الكم الهائل من المعلومات ويصبح من الصعب جدًا التركيز على مهمة واحدة.

“النسيان يساعد على تنظيف فضاءنا العقلي من الفوضى والأمر كله يتعلق بالكفاءة”.

قال الدكتور باومان إن البحث يمكن أن يكون خطوة صغيرة نحو زراعة دماغ يستعيد الذاكرة.

“لدينا زراعة شبكية العين وقوقعة الأذن الآن وربما في غضون 100 أو 200 عام ، يمكن أن يكون لدينا زراعة ذاكرة وأن نكون قادرين على الربط الاصطناعي مع جهاز الذاكرة لدينا”.

“هذه وحدة / لبنة بناء صغيرة في محاولة لفهم كيف يعمل جهاز الذاكرة لدينا بشكل كامل”.

كان البحث عبارة عن تعاون بين كلية علم النفس والمركز المتعدد التخصصات للعقل الاصطناعي بجامعة بوند الاسترالية ، ومعهد كوينزلاند للدماغ بجامعة كوينزلاند، ومركز ماكس بلانك للطب النفسي الحوسبي وأبحاث الشيخوخة الألماني.

مصادر من داخل وخارج النص:
1-https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fpsyg.2020.591231/fulll
2- هايبرثيميسيا أو فرط الاستذكار أو متلازمة فرط الاستذكارأو الذاكرة السيرية-الذاتية بالغة القوة والمعروفة اختصارا بHSAM (بالإنجليزية: Hyperthymesia)‏ حالة مرضية نادرة تجعل الشخص المصاب بها يتذكر كل لحظة في حياته بكل تفاصيلها ولا ينسى شيئاً مهما مرت السنوات، عدد المصابين بها 20 شخصا أو أقل. عدم قدرة المصابين بهذه الحالة على نسيان تجاربهم الشخصية، تسبب لهم القلق والتوتر الشديدين بسبب تذكرهم لكل تفاصيل حياتهم والتركيز على المؤلمة والمحرجة منه ، اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/هايبرثيميسيا.
3- الفضاء العقلي هو بناء نظري اقترحه غيل فوكونير (Gilles Fauconnie)  يتوافق مع عوالم محتملة في دلالات الحقيقة المشروطة. الفرق الرئيسي بين الفضاء العقلي والعالم المحتمل هو أن الفضاء العقلي لا يحتوي على تمثيل صادق للواقع ، بل نموذج معرفي مثالي. إن بناء الفضاءات الذهنية وإنشاء الارتباطات بين تلك الفضاءات الذهنية هما العمليتان الرئيسيتان المتضمنتان في بناء المعنى. إنه أحد المكونات الأساسية في نظرية المزج المفاهيمي ل غيل فوكونير ومارك تيرنر (Mark Turner‘ blending theory) ، وهي نظرية داخل الدلالات المعرفية. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://en.wikipedia.org/wiki/Mental_space

المصدر الرئيسي:
https://neurosciencenews.com/efficiency-forgetting-17428/

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *