فيتامين E أو فيتامين هـ، هو أحد أنواع الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويعمل كمضادٍ للأكسدة؛ حيث يقوم بتخليص الجسم من الإلكترونات الحُرّة أو ما يُعرف بالجذور الحرّة (Free radicals)، والتي من الممكن أن تُسبّب تلف الخلايا، والأنسجة، والأعضاء، وتزيد من سوء بعض الحالات الصحية المرتبطة بتقدم العمر، ويُساهم هذا الفيتامين في الحفاظ على جهاز المناعة قويّاً ضدّ الفيروسات والبكتيريا، بالإضافة إلى أهميّتهِ في إنتاج كريات الدم الحمراء، وفي مساعدة الجسم على استخدام فيتامين K ، وتوسيع الأوعية الدموية وبالتالي التقليل من خطر تجلط الدم داخلها، كما يُساعد فيتامين E الخلايا على القيام بوظائفها، والتفاعل فيما بينها.
ويوجد فيتامين E بعدةِ أشكال؛ حيثُ يتوفر له عددٌ من المُماثلات الصناعيّة وشبه الصناعيّة، كما أنّ له ثمانيةُ إيزوميراتٍ (Isomers)، وهي الأشكال: ألفا، وبيتا، وغاما، ودلتا، من التوكوفيرول أو من التوكوترينول، لكنّ الشكل الوحيد الذي يحتاجه جسم الإنسان ويستفيد منه، هو ألفا توكوفيرول (Alpha-tocopherol).
لمحة تاريخية
اكتشف فيتامين E في عام 1922، وعُزل في عام 1935. نظرًا لأنه تحدد نشاط الفيتامين لأول مرة على أنه عامل خصوبة غذائي (في الجرذان) ، فقد أطلق عليه اسم “توكوفيرول” من الكلمات اليونانية “τόκος” [توكوس ، ولادة] ، و “φέρειν” ، [فيرين ، لتحمل أو تحمل] تعني في المجمل “حمل الحمل” ، حيث تشير النهاية “-ol” إلى وضعها ككحول كيميائي.
مصادر فيتامين E:
الزيوت ، البذور والمكسرات، المصادر الحيوانية مثل البيض واللحوم، الفواكه والخضروات.
فيتامين E ضمن المضافات الغذائية
أشكال مختلفة من فيتامين E تستخدم كمضافات غذائية شائعة في الأطعمة الزيتية ، وتستخدم لردع التزنخ التي يسببها البيروكسيد. أولئك الذين لديهم رقم E هم:
E306 مستخلص غني بتوكوفيرول (مختلط ، طبيعي ، يمكن أن يشمل توكوترينول)
E307 ألفا توكوفيرول (اصطناعي)
E308 جاما توكوفيرول (اصطناعي)
E309 دلتا توكوفيرول (اصطناعي)
توجد هذه المضافات بشكل شائع على ملصقات الأطعمة في أوروبا وبعض البلدان الأخرى ، تقييم السلامة والموافقة عليها من مسؤولية الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية.
الكمية الموصى بها من فيتامين E
يبيّن الجدول الآتي الكميّة الغذائيّة اليوميّة المُوصى بها من فيتامين E لمُختلف الفئات العمرية، والتي يمكن التعبير عنها بوحدتين مختلفتين:
الفئة العمرية | كمية فيتامين هـ الموصى بها (بالمليغرام) | كمية فيتامين هـ الموصى بها (بالوحدة الدولية) |
الرُّضع من 0-6 أشهر | 4 | 6 |
الرُّضع من 7-12 شهر | 5 | 7.5 |
الأطفال من 1-3 سنوات | 6 | 9 |
الأطفال من 4-8 سنوات | 7 | 10.4 |
الأطفال من 9-13 سنة | 11 | 16.4 |
الأشخاص من 14 سنة وأكثر | 15 | 22.4 |
الحامل | 15 | 22.4 |
المُرضع | 19 | 28.4 |
وحدات تقييس فيتامين E
استخدِم القياس الدولي للوحدة من قبل الولايات المتحدة في الفترة من 1968 إلى 2016. 1 IU هو المعادل البيولوجي لحوالي 0.667 مجم في اليوم (RRR) -alpha-tocopherol (2/3 مجم تمامًا) ، أو 0.90 مجم من (dl-alpha-tocopherol) ، وهو ما يقابل الفاعلية النسبية المقاسة بعد ذلك للإيزومرات الأخرى. في مايو 2016 ، تمت مراجعة القياسات ، بحيث أن 1 ملغ من “فيتامين E” هو 1 ملغ منd -alpha-tocopherol أو 2 ملغ من (dl-alpha-tocopherol).
نقص فيتامين E
تُعدُّ الإصابة بنقص فيتامين هـ أمراً نادراً جداً، وقد يكون السبب في حدوث هذا النقص عدم انتظام الأيض أو امتصاص الدهون.
النسب الطبيعية لفيتامين E في الجسم تتراوح بين 5.5 إلى 17 مليغراماً لكل لتر، وقدّ تختلف هذه النسب بالنسبة للرضع الخُدّج، والاطفال بعمر أقلّ من 17 سنة، ومن جهة أخرى قد تختلف النسب الطبيعية بشكلٍ بسيط بين مختبرات الفحص.
تظهر بعض الأعراض نتيجة حدوث نقصٍ في فيتامين E، ونذكر منها ما يأتي: وهن العضلات، صعوبة في المشي، الشعور بالوخز والتخدر، تدهور الرؤية: ضعف المناعة.
أسباب نقص فيتامين E
- عدم تناول كمية كافية من فيتامين E: يُعدُّ عدم استهلاك ما يكفي من فيتامين هـ أحد أكثر الأسباب شيوعاً لنقص هذا الفيتامين؛ خاصةً في الدول النامية.
- الأسباب الوراثية: يُمكن لنقص فيتامين E أن يصيب الأفراد من عائلة واحدة بالوراثة، ويُسهّل معرفة التاريخ العائلي للأمراض من تشخيص الأمراض النادرة التي تنتقل بالوراثة، ومن هذه الأمراض مرض فقد البروتين الشحمي بيتا من الدم الخلقي (Congenital abetalipoproteinemia)، ومرض (Familial isolated vitamin E deficiency)، إذ يُعدُّ كلاهما من الأمراض المزمنة، التي تؤدي إلى انخفاضٍ حادٍّ في مستويات فيتامين E.
- الإصابة ببعض الأمراض: يُمكن لنقص فيتامين E أن يحدث بسبب الأمراض التي تقلل بشكلٍ كبير من امتصاص الدهون، إذ يحتاج الجسم للدهون لامتصاص فيتامين هـ بشكلٍ صحيح، ومن هذه الأمراض: التهاب البنكرياس المزمن، والداء البطني، أو ما يُعرف بمرض حساسية القمح (Celiac disease)، ومرض الركود الصفراوي (Cholestatis) الذي يُصيب الكبد، ومرض التليّف الكيسي (Cystic fibrosis).
- الأطفال الخُدّج: يمتلك الأطفالُ الخدّج الذين يقلّ وزنهم عن 1500 غرامٍ عند الولادة نسباً منخفضةً من مخزون فيتامين E، لأنّ هذا الفيتامين يمرّ بكمياتٍ قليلة عبر المشيمة من الأم إلى الجنين، كما أنَّ خطر الإصابة بنقص فيتامين E يزداد نتيجة عدم اكتمال نموّ القناة الهضميّة لدى الخُدّج، ممّا يتعارض مع امتصاص الدهون وفيتامين E.
- التدخين: يمكن للتدخين أن يزيد من استخدام فيتامين E، ممّا يزيد خطر تعرّض المدخنين لنقص فيتامين هـ، مقارنةً بالأشخاص غير المدخنين.
مضاعفات نقص فيتامين E
يمكن أنّ يسبب نقص فيتامين هـ فقر الدم الانحلالي (Hemolytic anemia)، وهو اضطرابٌ تتحطّم فيه خلايا الدم الحمراء بصورةٍ أسرع من تكوّنها، ويحدث هذا الاضطراب ذلك لأنَّ فيتامين E يحمي غشاء خلايا الدم الحمراء من الضرر التأكسدي، وعادةً ما يؤثر فقر الدم الذي يحدث نتيجة نقص فيتامين هـ يؤثر في الأطفال الخُدّج، والأطفال الذين يعانون من مرض التليّف الكيسي.
تشخيص نقص فيتامين E
يُمكن أن يحتاج الشخص لفحص نسب فيتامين E لديه إذا كان يعاني من أعراض نقص هذا الفيتامين، ويتمّ هذا الفحص من خلال قياس نسبة فيتامين E في الدم، ويُشير وجود نسبة منخفضة منه في الدم إلى عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين E، أو إلى عدم مقدرة الجسم على امتصاص كفايته منه، وقد يطلب الطبيبُ في هذه الحالة إجراءَ فحوصاتٍ أخرى لمعرفة سبب نقص فيتامين E, ويمكن أن يحدث النقص في فيتامين E إذا كان مستوى (Alpha-tocopherol) يقلّ عن 5 ميكروغرامات لكلّ مليلتر.
علاج نقص فيتامين E
يُحدّد الطبيبُ بدايةً الأسباب التي أدّت إلى حدوث النقص في فيتامين E، ومنها سوء امتصاص الدهون، والاضطرابات الأيضية المختلفة، وقد يصف للمريض مكملات فيتامين هـ الغذائيّة لتصحيح الحالة التغذوية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ التعديل على النظام الغذائي مهمٌ جداً إلى جانب تناول المكمّلات الغذائية، إذ يُنصح بتناول كميةٍ أكبر من الخصروات الورقية، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والحبوب، وزيوت الخضروات، وحبوب الفطور المدعّمة، وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجةٌ لاستخدام الحقن العضليّة، وذلك عندما تكون حالة نقص فيتامين هـ نتيجة انخفاض تركيز العصارة الصفراوية في تجويف الأمعاء الدقيقة، والذي يحدث بسبب عدم مقدرة المرضى على امتصاص المُكمّلات الغذائيّة المتناولة عبر الفم.
أدلة علمية تقلل من فائدة استعمال مكملات فيتامين E
بعد ما يقرب من 50 عامًا من اكتشاف فيتامين E ، نشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية افتتاحية بعنوان “فيتامين بحثًا عن مرض” قراءة جزئية … كشفت الأبحاث العديد من أسرار الفيتامين ، ولكن لا يوجد استخدام علاجي محدد ولا مرض نقص واضح في الإنسان “. كانت تجارب الاكتشاف على الحيوانات شرطًا لنجاح الحمل ، ولكن لم تُلاحظ أي فوائد للنساء المعرضات للإجهاض. وُصفت الأدلة على صحة الأوعية الدموية بأنها غير مقنعة. اختتمت الافتتاحية بذكر بعض الأدلة البشرية الأولية للحماية من فقر الدم الانحلالي لدى الأطفال الصغار.
أقترِح دور فيتامين E في أمراض القلب التاجية لأول مرة في عام 1946، حيث أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين E يمكن أن يبطئ بل ويعكس تطور تصلب الشرايين. ومع ذلك ، أظهر التحليل التلوي لعام 2004 عدم وجود علاقة بين مكملات فيتامين E والأحداث القلبية الوعائية (السكتة الدماغية غير المميتة أو احتشاء عضلة القلب) أو الوفيات القلبية الوعائية. هناك تاريخ طويل من الاعتقاد بأن الاستخدام الموضعي لفيتامين (E) المحتوي على الزيت يفيد الحروق والتئام الجروح. استمر هذا الاعتقاد على الرغم من أن المراجعات العلمية دحضت هذا الادعاء مرارًا وتكرارًا.
تراجع ملحوظ لاستعمال مكملات فيتامين E في امريكا في السنوات الأخيرة
في الولايات المتحدة ، كان استخدام مكملات فيتامين (E) من قبل العاملات في مجال الصحة 16.1٪ في عام 1986 ، و 46.2٪ في عام 1998 ، و 44.3٪ في عام 2002 ، ولكنه انخفض إلى 19.8٪ في عام 2006. وبالمثل ، بالنسبة للمهنيين الصحيين الذكور ، كانت المعدلات في نفس السنوات 18.9٪ و 52.0٪ و 49.4٪ و 24.5٪. افترض الباحثون أن انخفاض الاستخدام لدى هؤلاء السكان؛ ربما كان بسبب منشورات الدراسات التي لم تظهر أي فوائد أو عواقب سلبية من مكملات فيتامين E.
وثق تقرير عن حجم مبيعات فيتامين (E) في الولايات المتحدة انخفاضًا بنسبة 50٪ بين عامي 2000 و 2006 ، مع وجود سبب محتمل وهو التحليل التلوي الذي خلص إلى أن جرعة عالية (≥400 وحدة دولية / يوم لمدة سنة واحدة على الأقل). ارتبط E بزيادة معدل الوفيات لجميع الأسباب.
ملحوظة مهمة
يوجد نوعان كمكملات هما الشكل الطبيعي ، وهو (d-alpha-tocopherol) والشكل الاصطناعي ، وهو (dl-alpha-tocopherol).
الشكل الطبيعي أكثر نشاطًا من الناحية البيولوجية. لهذا السبب ، فإن الـكمية الموصى بها من الشكل الطبيعي هو 22.4 وحدة دولية. بينما تبلغ نسبة الكمية الموصى بها الخاصة بالشكل الاصطناعي 33.3 وحدة دولية.
لذلك ينبغي التحقق من الملصق لتحديد شكل فيتامين E الذي لديك. يمكن أن تساعدك المعلومات الموجودة على الملصق في التأكد من حصولك على الجرعة المناسبة.
تداخلات مكملات الفيتامين E مع الأدوية
قد يؤدي استهلاك ألفا توكوفيرول كمكمل غذائي بكميات تزيد عن 300 ملغ / يوم إلى تفاعلات مع الأسبرين والوارفارين والتاموكسيفين والسيكلوسبورين أ بطرق تغير الوظيفة. بالنسبة للأسبرين والوارفارين ، فإن تناول كميات كبيرة من فيتامين E قد يحفز التأثير المضاد لتخثر الدم. أظهرت إحدى التجارب الصغيرة أن فيتامين E عند 400 ملغ / يوم يقلل من تركيز الدم لعقار تاموكسيفين المضاد لسرطان الثدي. في العديد من التجارب السريرية ، خفض فيتامين (E) تركيز الدم للأدوية المثبطة للمناعة ، السيكلوسبورين أ.
زيادة فيتامين E في الجسم
يُعدّ تناول فيتامين E آمناً في الغالب لمعظم الأشخاص الأصحّاء، فمعظم الأشخاص لا يعانون من أيّة أعراض جانبيّة عند استهلاكهم للجرعات الموصى بها، إلّا أنّه من المحتمل عدم أمان استخدامه بجرعاتٍ عاليةٍ للأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات، كأمراض القلب والسكري، ويُنصح هؤلاء الأشخاص بتجنب استهلاك 400 وحدة دولية أو أكثر من فيتامين E، وعلى الرغم من نُدرة ارتفاع نسبة هذا الفيتامين في الجسم، إلّا أنّ ارتفاعه قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل: الإعياء، والضعف العام، والغثيان، وزغللة النظر (Blurred vision)، والغازات، والإسهال، كما أنّ تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من هذا الفيتامين قد يؤدي إلى انخفاض مخزون فيتامين A في الجسم، وزيادة خطر الإصابة بنزيفٍ في الدماغ أو ما يُعرف بالسكتة الدماغيّة النزفية (Hemorrhagic stroke)، والعيوب الخَلقية، ومن الجدير بالذكر أنّ فيتامين E قد يزيد من مفعول الأدوية المُضادة لتخثُّر الدم (Anticoagulants)، وبالتالي زيادة كميّة النزيف والمُدّة اللازمة لتجلّط الدم.
*غسان علي بوخمسين ، صيدلاني أول ، مستشفى جونز هوبكنز.