من خلال ٧٦ شريحة على الباور بوينت قدم الباحث عبد الرسول الغريافي شرحا مفصلا عن العمارة الجصية الأسمنتية والفروش (الحجر البحري) في القطيف ، وكان ذلك مساء يوم الجمعة الماضي ١٢ ربيع الأول ١٤٤٢ الموافق ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠م ، وقد استعرض من خلالها اسرار جمال الحضارة العمرانية في محافظة واحة القطيف مُركزا في ذلك على القرنين الماضيين مع الإشارة الى بدء استعمال الانسان القطيفي لهذا الجص المتوغل في اعماق التاريخ ، مستدلا على ذلك بذكر وعرض صور المباني الأثرية التي شيدت بالجص منذ آلاف السنين ولاتزال آثارها صامدة حتى أيامنا هذه.
هذا وقد كان الموضوع الذي استعرضه مليئ بالمصطلحات المحلية التي تخص الفن المعماري القطيفي مع تعريف كل مصطلح موضحا ذلك بالصور الفوتوغرافيه.
وإليكم موجز ما قدمه في ١٤ عنوانا فرعيا ذكرها أثناء عرضه لذلك الموضوع:
١. أولا: بعد البدء بعبارة الترحيب شرع في تعريف العنوان الرئيسي وتوضيح علاقته بمحتوى الطرح.
٢. الخطوة الثانية كانت نبذه عن تاريخ استخدام الجص في المنطقة: ذكر فيها اسماء بعض المعالم التي احتوت هياكلها على الجص ولاتزال قائمة حتى الوقت الراهن كمدافن جاوان وكذلك الملاط الذي لايزال يحمل الصخور المكعبة الضخمة لآثار المعبد الذي بنيت عليه قلعة تاروت. كما ذكر خامة الجص وموارد جلبها وموطنها وأنواعها.
٣. وأما العنوان الثالث فقد كان محوره وصف خطوات طريقة صناعة الجص الذي يتم فيه حرق الطين وهو مايعرف بالصيران ومن ثم تصنيفه وتنقيته مع توضيح استعمال كل صنف منه: (القلب والعربي والخكري).
٤. وفي المرحلة الرابعة من الطرح تم استعراض نماذج جصية كالشخاخيل والزخارف الجصية والطيقان واشكال المرشات والزخارف الهندسية بالإضافة إلى كيفية إعداد قوالب الألواح الجصيه الزخرفيه.
٥. كان طرح العنوان الخامس عن مواد البناء المحليه التي كانت تشكل الغالبية العظمى في بناء المنازل والسوابيط والمرافق العامة ومن أشهر تلك المواد الأحجار والجذوع والرمل والأخشاب وغيرها، وكان ذلك بشكل مفصل.
٦. قدم العنوان السادس تفاصيلا دقيقة عن طريقة البناء القطيفية التقليديه المتبعة في حقبتين زمنيتين وهما حقبة الجص والمعروفة بالجلسة، وعصر الإسمنت والمعروفة فيه بالسافات، ثم بقية التفاصيل عن النقايل والصلخ والرباط وما الى ذلك.
٧. الفقرة السابعة كانت عن الشطر الثاني من الموضوع وهو عرض للنماذج العمرانيه القطيفيه والذي تضمن شرحه تفصيلا عن المباني والمنازل التقليديه القديمه بالإضافة إلى التطرق إلى منازل الخمسينات ومنازل العصر الأسمنتي ومن ثم طرح مقارنة بين بيوت القرية والمدينة وبعدها التطرق إلى بعض القصور والقلاع في منطقة القطيف والتي كان يرجع عهد بناء بعضها إلى مئات السنين، ثم فقرة وجيزة عن التفاوتات بين بعض البيوت، وتلا ذلك ذكر ظهور البيوت الأسمنية التي ظهرت معها بعض الملاحق الخشبية كالشمسات والمحجرات والأرسيات (البرندات الخشبية) التي صنعت بنظام الأنجر أو الشيش، ومن ثم انتقل الحديث إلى ذكر البيوت البسيطة والتي منها المندبية والكبر.
٨. ثامنا: دار الحديث حول أجزاء ومكونات البناء العمراني وفي مقدمتها الحديث عن السقوف القطيفيه وأنواعها الذي تم فيه توضيح سبعة أنواع من السقوف القطيفيه بما فيها النادرة منها والواسعة في الإستعمال كالسقوف المتخذة من جذوع النخل وكذلك أجمل أنواعها وهو الباسجيل ثم سقوف جريد النخل والجندل المحلي وسقوف خشبية مزخرفة نادرة استعمِلت بشكل نادر في البيوت القصريه وكذلك سقوف السميم والسعف المستعملة للمنادب والكبر، وأيضا السقوف القببيه الجصيه النادره المستعملة في بناء الحمامات والمراحيض وأخيرا أحدثها وهي سقوف مربعات الجندل (المرابيع) والليحان والذي عقبته مباشرة السقوف الخرسانية الحديثة.
٩. والعرض التاسع كان عبارة عن متابعة لبقية الأجزاء العمرانيه القطيفيه وهي من الأجزاء الضرورية أيضا حيث كان الحديث حول أنظمة التهوية والإضاءة بدءا من توضيح أنواع الرواشن القديمة المفتوحة التي لا نوافذ عليها وذات الزخارف والعقود المدببة منها والمستديرة (القمريات)، ثم الانتقال إلى النوافذ الخشبية بأنواعها المتعددة ذات الأسياخ التقليدية منها وذات الأنجر النصفي وذات الأشباك (بالسلايت) الخشبية الكامله ، وكذلك النوافذ المزججه وذات المربعات الزجاجيه العلويه الملونه وتلك التي تعلوها القمريات المزججة أيضا (نصف الدائرية). ثم انتقل الحديث إلى المحجرات والشرفات الخشبية بأنواعها الخارجية منها والداخلية وكذلك الشمسات ونوافذ الطرة التي تعلو الأبواب والبوابات سواء كانت من الزجاج أو من القمريات الجصية أو مفتوحة أو من الشخاخيل الجصيه، كما تطرق الحديث إلى نوع نادر جدا تم التذكير به بعد أن نساه الكثير وهو استخدام عجلات نوع من العربات المعروفة بقاري أبو سطحه والذي حل محل منور ومنفذ الطره لبوابة المنزل الرئيسية وقد استعمله بعض أهالي أحياء القطيف كأهالي الشريعة ومياس والمدارس وباب الشمال.
١٠. عاشرا الأبواب والبوابات القطيفيه التقليدية ذات الأنواع المختلفة والتي نقش على بعضها تاريخ الصنع الذي يعود إلى مئات السنين. وتم عرض جميع أنواعها منها ابو مسمار وكذلك ابو مسمار حدادي وأبو طاسه وأبو غضبه والبوابة البغداديه والأبواب المقطعه (ابو منظره) الذي يستخدم خصيصا للمجالس والغرف العلويه، وكذلك الأبواب المنقوشه وباب أبو قمريه علوية والبوابات التي تحيطها إطارات جصية نقشت في خمسة مستويات، بالإضافة إلى باب أبو خوخه للمداخل الرئيسيه وحتى بوابات ومداخل البساتين التقليديه.
١١. الطرح الحادي عشر كان عن الأعمدة والأقواس القطيفية ذات الجمال الباهر بأنواعها المتعددة كالمدببة – وهي الأكثر انتشارا – والقمرية وذات الرؤوس القمريه (النصف دائريه) وكذلك الأقواس المفصصة والإطارات الجصية المقرنصة التي تحيط تلك الأقواس والأعمدة ذات التيجان المزخرفة بالجص.
١٢. الموضوع الثاني عشر تناول أنظمة أزقة وطرقات وسوابيط أحياء وقرى القطيف القديمه وقد تم تعريف كلا منها كالسوابيط وهي الطرق أو الممرات التي تبنى فوقها في الطابق العلوي سقفا مشتركا بين البيتين المتقابلين ، والذي تبنى فوقه غرفة أو غرف لإستغلال المساحات وكذلك لتظليل المارة وجلوس الجيران فيها صيفا للترويح عن شدة الحر ، مع توضيح أنواع سقوفها وأنواع مدخلي كل ساباط التي قد تكون بدايتها مفتوحة بشكل مستطيل أو تكون موجنة بأقواس مذببة أو قمرية وقد يكون الساباط كالموزع حيث يبدأ بمدخل وينتهي بمخرجين وقد يكون الساباط مدعما بعدة اعمدة وأقواس في داخله للتقوية. وبعد مرور سريع على الأزقة الضيقة تم ذكر إضاءتها ليلا من قبل متعهد يعلق الفوانيس ليشبكها في سلسلة حديدية مثبتة في الجدران وعند الفجر يتم إزالة تلك الفوانيس، وكان ذلك قبل عصر الكهرباء. ثم انتقل الحديث إلى بداية شق شوارع القطيف بدءا من نهاية الخمسينات وبداية الستينات حيث كان أولها شارع الملك عبدالعزيز من الجنوب إلى الشمال والذي تقاطع معه شارع الحرية (شارع بدر اليوم) من الشرق إلى الغرب جنوبا وكذلك شارع الخليفة عمر المتقاطع معه شمالا ثم شارع الإمام علي الذي يوازيه من الغرب.
١٣. الفقرة الثالثة عشر كان موضوعها خاص بفنون تصاميم المساجد والتي يعود تاريخ بناء بعضها إلى مئات السنين وكان الطابع العام المعروف في بناء مساجد القطيف كما هو في الكثير من المناطق الاسلاميه إذ ينقسم المسجد إلى قسمين الغربي وهو القسم المسقوف والذي يحتوي على المحراب غربا، وأما العناية الخاصة التي أولاها الأهالي في الأقسام الغربية لتلك المساجد فهي الحرص على تجصيص وتثبيت بعض الروادع الجصية على جنباتها (الشخاخيل) في أعالي جدرانها ، وقد يعتنى بزخرفة محاريبها وكذلك الاعتناء برواشنها الجانبية المزدوجة ذات الأقواس المدببة. وأما القسم الثاني من المسجد فهو القسم الشرقي وهو غير مسقوف في العادة و تثبت على احد جوانبه الثلاثة بوابة مدخل المسجد وهذا القسم محاط بسور غير مرتفع يتراوح ارتفاعه بين المتر والنصف وبين المترين والنصف. وهناك بعض المساجد الصغيرة جدا وهي التي تُبنى على قارعات طرق الفلاحين أو البحارة أو العمال الذين يتعهدون ببناء تلك المساجد بأنفسهم وذلك للتمكن من صلاة الصبح أثناء ذهابهم لأعمالهم في وقت مبكر وكذلك عند الإياب من مقرات أعمالهم عند أذان المغرب، ثم انتقل الحديث إلى ذكر بعض المساجد التي كانت تبنى على جروف بعض عيون القطيف القديمة كمسجد عين القصير بالتوبي ومسجد عين القشوريه بالجاروديه ومسجد حمام ابو لوزه ومسجد حمام تاروت ومسجد عين الدالوه بالجش.
١٤. وأما خاتمة الموضوع فكانت بالنقطة الرابعة عشر والأخيره والتي كانت حول أسواق القطيف القديمة باختصار شديد لضيق الوقت فكان بدء الحديث عن سوق السكة الكبيرة الممتدة من الجنوب عند مدخل حي الكويكب إلى الشمال مقابل مدخل القلعة. وكذلك عرض سريع لبقية الأسواق كسوق الجبلة والقصبة التي تربطها بالسكة وتتخللها بعض الدكاكين لسوق الجلود والاكسافية والمقاهي. وإلى الطرف الجنوبي الغربي من السكة الكبيرة تمتد إلى الغرب سكة الحرية التي تضم أغلب محلات الحرفيين. وكذلك اسواق السبخة التي يبدأ امتدادها من الشرق عند مجمع الخنيزي اليوم الى حدود البريد غربا وتنحصر بين مياس من الجنوب وبين المدارس من الشمال والتي كانت تضم سوق الخضار والفواكه وسوق السمك وسوق العومه وسوق الدجاج وبعض الطيور وبعض الحيوانات وذلك قبل انتقالها إلى مقراتها الحاليه بين منتصف الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين الماضي.
ومن نافلة القول أن البناء القطيفي المعروف بالعربي والذي بدأ بالجص والفروش ثم تحول بعدها إلى البناء الإسمنتي قد بدأ بالإضمحلال ثم الأفول على مرحلتين أو أكثر؛ فأولها بعد أن دخل الطابوق (الطوب) في بناء جدران العمارة القطيفيه حيث ظهرت أحياء جديدة بأكملها تعتمد على الطابوق لدرجة أن حيا بأكمله في سيهات عرف بحي الطابوق (مدينة العمال) وذلك منذ بداية الستينات. وأما المرحلة الثانيه فهي مرحلة دخول مايعرف بالمسلح (البيوت الخرسانيه) والتي بدأ ببنائها موظفي شركة أرامكو وكان ذلك في الخمسينات وبنسبة ضئيلة إذا ماقورنت بالبناء العربي أنذاك، ولكن عندما دخل صندوق التنمية العقاري لتموين المواطنين للبناء فقد بدأ العربي يضمحل تماما وذلك في نهاية سبعينات قرن العشرين الماضي.
الشكر كل الشكر الك أبو محمد على هذه المعلومات القيّمة والمقال الرائع ..
ملاحظة : بعض الصور ليست واضحة رقم ٢ و ٣ و ٨ و ١٣ نتمنى إعادة الصورة المذكورة لنتمكن من قراءة الخط والشرح المفصّل .. وشكراً ،،
ولك كل التقدير
بالنسبة للصور ربما ضعفت اثناء النقل ولكن نحاول تبديلها ان كان بالإمكان وشكرا لهذه اللفته