عنوان لافت اعتمدته مجلة (Phys.org) العلمية في تقريرها الذي يقدم قراءة للتحولات الإجتماعية للشعوب التي قطنت أراضي شبه الجزيرة العربية خلال الـ 12 ألف سنة الماضية. وهي فترة شهدت من المتغيرات المناخية الشيء الكثير. رابط تقرير المجلة في الأسفل ويمكنكم الإطلاع عليه (1)، أما أنا فسوف أناقش في متعلقات هذه الفترة ومن منطلق قراءاتي في المجال.
تجدر الإشارة إلى أن بداية الفترة المقترحة أي 12 ألف سنة تقع في آخر فترة البلايستوسين (Pleistocene) (2) حيث أن الفترة التي نعيشها وهي الهولوسين (Holocene) (3) بدأت قرابة الـ 11.7 ألف سنة. كما أن هذه الفترة هي اللاحقة لتراجع آخر مد جليدي الذي سبقها بحوالي ألفي سنة وهو ماجعل هذه الحقبة الزمنية مليئة بالأحداث الطبيعية التي أثرت على سيناريوهات انتشار البشر.
12 ألف سنة مهمة أيضا لأنها شهدت أحد أهم التحولات الإجتماعية التي شهدتها الإنسانية وهي بدء الثورة الزراعية. حيث أنه بعد اهتداء بعض المستوطنات البشرية في مناطق من الشرق الأدنى للزراعة بدأت طبيعة حياة أصحاب هذه المستوطنات للتحول من طبيعة حياة الجمع والصيد (Hunting and gathering) نحو الإستقرار الزراعي. فاستصلاح الحقول ونشر الحبوب وانتظار حصادها يتطلب من أصحاب هذه الحقول الإستقرار بالقرب منها ومداراتها.
إلا أن لهذه الفترة خصائصها المناخية حيث أنها تقع في منتصف الفترة المطيرة، وذلك لأن مسببات كونية متعلقة بقوى جاذبيات الشمس والمشتري وزحل والتفاعلية الثنائية بين القمر والأرض إضافة لقوى جذب هائلة من خارج المجموعة الشمسية، كلها تتسبب في متغيرات طبيعية بينها التحكم في المدى الذي تصل له رياح المونسون التي تصل اليوم في مداها إلى أقصى الجنوب من شبه الجزيرة العربية وتحديدا جنوب عمان واليمن، بينما كانت وإلى ما قبل 6 آلاف سنة تكاد تغطي تمام شبه الجزيرة. ولذلك فقد تميزت مساحاتها في تلك الفترات بالمسطحات المائية كالأنهار والبحيرات الداعمة لطبيعة فطرية غنية بمقومات الحياة. وهو ماجعل مساحاتها كاملة مرتعا للمستوطنات البشرية التي هاجرت إليها واستقرت على أراضيها من مناطق مختلفة.
من الصعوبة بمكان أن نتوصل اليوم إلى هوية الشعوب التي كانت تعيش في شبه الجزيرة، فكما أكرر دائما على أنه من المبكر الإعتماد على بيانات التحورات والمجاميع الجينية (Haplogroup) لرسم خرائط ومشجرات نسب ناضجة، وذلك أولا لقلة العينات المأخوذة والمؤرشفة، ولكن بدرجة أهم لحداثة هذا الفرع الجديد من علوم الجينات وحاجة أجهزة الفحص وبرمجياتها للتطوير. فالنتائج المستخلصة اليوم لاتبدو ناضجة بالقدر الكافي لتمكيننا من رسم مشجرات النسب هذه. وهو واقعا رأيي الذي أزعج الكثير من المهتمين بهذا الجانب. وأقولها بكل تواضع أني لست متخصصا في علوم الجينات ولكني أبني آرائي على خلفيتي الأنثروبولوجية وعلى ما أقرأه في الأوراق العلمية.
عدم قدرتنا على التعرف على هويات الشعوب التي عاشت في شبه الجزيرة إبان فتراتها المطيرة هو الذي يعيقنا في رسم مسارات الهجرات منها وإليها، وأعني هنا تلك الهجرات المعبر عنها في رواية التاريخ الكلاسيكية بالهجرات السامية. وهذه هجرات يتواتر ذكرها في التاريخ حتى أنها شغلت بالي منذ أن قرأتها في كتاب التاريخ عندما كنت في المرحلة المتوسطة. أذكر أن أستاذ التاريخ عندما طرحها هكذا سألته عن المتسبب في انطلاق هذه الهجرات فأجابني بتبرير لم أقتنع به وهو ما أبقى التساؤل معي حيا إلى أن توفقت في ربطها أخيرا بحقائق علمية أبرزها بدء المد التصحري قرابة الستة آلاف سنة الماضية. وقد ناقشت في العديد من المناسبات دراسات علمية تدلل على هذا الإستنتاج سوف تجدونها في المقالات والنقاشات التي أطرحها.
ولكي يكون كلامي واضحا، فما أقصده بعبارة (الهجرات السامية) ليس بالضرورة يعني أنني أتبنى التصنيف العرقي الذي صاغته مجموعة من أساتذة جامعة غوتينغين (University of Gottingen) في سبعينيات القرن الثامن عشر والمبني على روايات كتاب العهد القديم (التوراة) والمستخلص تحديدا من رواية الطوفان وانتشار أبناء نبي الله نوح “عليه السلام” سام وحام ويافث ليكونوا آباء لجميع أعراق بشر اليوم، فهناك معارف عديدة لسنا بصدد ذكرها تتعارض مع هذا الأنموذج العرقي. أما استخدامي لمصطلح (سامي) فهو عائد لرمزيته العلمية فقط.
هذه الموجة من الهجرات والتي يُرجح أنها انطلقت بدافع الهروب من مواسم الجفاف المتزايدة التي بدأت مع المد التصحري قبل قرابة الستة آلاف سنة وقررت انتقال مكونات ديموغرافية من شبه الجزيرة نحو مناطق الهلال الخصيب الذي يتمتع بوفرة في الماء والأراضي الخصبة. وقد شكلت جماعات كانت تقطن سواحل الخليج العربي حينها رافدا مهما ضمن هذه الهجرات. هذه الهجرات التي يتواتر ذكرها في الحديث عن الشعوب السامية التي خلفت السومريون في بناء حضارات وادي النهرين كالأكاديين والآشوريين الذين يتم اعتبارهم ساميون في مقابل السومريين الأقدم والذين لا تزال الحيرة تؤرق العلماء في هوية منشأهم (4).
وما دمنا نتحدث في الهجرات، فهناك موجة هجرات لا تقل محورية في قدرتها على تغيير الخريطة الديموغرافية سبقت هذه الموجة بحوالي ألفي سنة، أي قبل حوالي 8 آلاف سنة، ولكن أسبابها كانت مختلفة تماما. هذه الموجة تتعلق بغمر حوض الخليج العربي بمياه خليج عمان والمحيط الهندي، أما أسبابها فتعود لتراجع المد الجليدي الذي بدأ كما أسلفنا قبل 14 ألف سنة. فمع تراجع المد والإرتفاع التدريجي لدرجات حرارة الأرض بدأت كميات كبيرة من كتل الجليد المخزنة في القطبين وفي مناطق كثيرة أخرى والتي ظلت مخزنة طيلة المد الجليدي الأخير في الذوبان متسببة في ارتفاع في مستوى سطح المحيطات لتغمر مساحات كبيرة من السواحل إثر هذا الإرتفاع.
كان حوض الخليج قبل حادثة الغمر عبارة عن منخفضا من اليابسة يصل أراضي شبه الجزيرة بفضاء أراضي إيران، ويمر به تجمع مياه نهري دجلة والفرات التي تواصل مياههما الجريان عبر الحوض إلى أن يصبا في خليج عمان. ليس هذا فقط، بل كان الحوض مصبا لنهرين آخرين، أحدهما يمر بوادي الباطن في محافظة حفر الباطن من المملكة العربية السعودية اليوم. أما الآخر فمقابل لهذا الأخير يمر في الأراضي الإيرانية. وبذا فيرجح أن الحوض كان من أخصب الأراضي الزراعية ولابد وأنه كان يشكل مستقرا للعديد من المستوطنات البشرية. فهذا الحوض الذي ظل طوال فترة المد الجليدي الأخير أي قرابة 100 ألف سنة (5) عبارة عن يابسة بدأت أراضيه تتقلص تدريجيا منذ بدء المد إلى أن تم غمره بالكامل قرابة الـ 8 آلاف سنة الماضية (6).
مجددا نحن لا نعلم عن هوية الشعوب التي استوطنت الحوض شيئا ولكنني أجادل أننا نتوفر على العديد من البيانات التي سوف تسهل علينا هذه المهمة. فالآثار العديدة التي نجدها على امتداد سواحل الخليج والتي تنسب لثقافة العبيد (بضم العين) كفيلة بإعطائنا بيانات آركيولوجية وجينية تعيننا في التعرف على هويات تلك الشعوب. فالآثار العُبيدية في منطقتنا بعضها يعود لما قبل 9 آلاف سنة بينما عمر مواقع أخرى يعود لحدود الخمسة آلاف سنة. أي أن شعوب ثقافة العبيد عاصروا فترة الغمر وتأثروا بها وحتما ضمن آثارهم الآركيولوجية الكثير مما نستطيع استقراءه لكي نتعرف على طبيعة حادثة الغمر وعن هويات سكان الحوض قبل الغمر. فلدي ترجيح كبير بعلاقة ما بين شعوب ثقافة العبيد وسكان الحوض قبل الغمر حيث لا أستبعد أن يكون فصيل منهم أو أقرباء لهم كانوا قد سكنوه.
هناك أمر آخر أجد فيه حلا لفض نقاش دائر يحير الكثير من المؤرخين، وهو المختص بموطن شعوب ثقافة العبيد الأصلي. فهناك مجموعة من المؤرخين يقولون بأن موطنهم الأصلي هو منطقة العُبيد جنوب العراق، وهو الموقع الأول التي عثر فيه على آثار هذه الثقافة ولذلك فقد حملت اسمه. ويقول آخرون بأنهم انطلقوا من الخليج ليمتد انتشارهم إلى أراضي جنوب العراق. ولذلك أقول أننا ولكي نحسم هذا النقاش نستطيع أن نأخذ عينات من البقايا العضوية المعثور عليها في المواقع العبيدية المعروفة والموثقة فنقوم بدراسة عمر الكربون المشع 14 لتحديد أقدم مواقعها فنتحصل على نتائج ولو مبدأية لموطن شعوب ثقافة العبيد الأصلي. نستطيع أيضا أن نفحص متروكاتهم الآركيولوجية وخصوصا منها المصنوعات الفخارية حيث تتوفر لدينا اليوم تقنيات تزمين فائقة الدقة كتقنية الـ (Thermoluminescence) للتعرف على عمر صنعها فنقارن بين هذه البيانات للتعرف على المواقع الأقدم. كما أن هناك عشرات التقنيات الأخرى التي كلما توفقنا في توظيف أكبر عدد منها تمكنا من تحسين النتائج وخرجنا بأرقام أكثر مصداقية.
ولحضارة العبيد هذه أهمية ليس فقط في التعرف على هويات شعوب المنطقة بل في التعرف على وجهات الهجرات من منطقة الخليج نحو الشمال ونحو الشرق في الأراضي الإيرانية. فغمر الخليج لابد وأنه تسبب في طرد سكانه في كل الإتجاهات. ولها -كما أرى- أيضا أهمية قصوى في دراسة التحول الأهم في عمر البشر والمتمثل بقيام الحضارات الإنسانية الأولى. ففي أحدث موقع من المواقع المنسوبة لثقافات العُبيد والمسمى (Bahra 1) في الصبية شمال الكويت تم اكتشاف بناء حجري يعتقد أنه بني ليكون معبدا (7). الملفت في هذا الموقع أنه الوحيد بين مواقع آثار العبيد الذي يحتوي على بناء حجري، في حين أن جميع المواقع الأخرى العبيدية تتميز بأكواخ مبنية من القصب وسعف النخيل. ولكن المحير هو عمر هذا المبنى الحجري المعثور عليه في موقع (Bahra 1) والمقدر بـ 7500 سنة. أي أنه أقدم بناء في كل المنطقة وأنه بني قبل أن تقوم حضارات وادي النهرين بقرابة الألفي سنة.
هذا المبنى قد يضعنا مباشرة أمام مسلك عبور الأمة الأولى نحو بناء الحضارة. وأنا لا أبالغ هنا، فقرب الموقع من الجزيرة الفراتية وهي مهد حضارات وادي النهرين يجعلنا لا نستثنيه كمرجعية لانطلاق الحضارة. وحتى إن كان المستوى الحضاري لهذا الموقع لا يزال يراوح في نطاق الثقافات حيث لم تتوفر بعد عناصر الحضارة بمفهومها العلمي، فلا تزال أنظمة الدولة والحرب والإقتصاد والثقافة غير مقننة (8). وكذلك فإن شعوب هذه المستوطنات لا تزال تستخدم الحجر كأساس للتقنيات الصناعية، ولذلك فإن فتراتها كانت تسمى بالعصر الحجري أي بعدها بألفي سنة. صحيح أن النحاس كان متداولا ولو بقلة منذ 9 آلاف سنة ولكنه حينها كان يستخدم مطروقا وليس مسكوبا وهنا فرق في الحالتين كبير.
أخيرا، لي رهانات شخصية على ماذكرته أعلاه في تمكيننا من التوصل إلى حقائق بالغة الأهمية ليس فقط على تاريخ المنطقة بل على السيناريو الذي تمت وفق محدداته بدء الحضارات الإنسانية. وليكن في معلومنا أن وقوع هذه الآثار المنسوبة لثقافة العبيد على مدى سواحل الخليج سواء في الكويت أو في مواقع في القطيف وفي جوارها التاريخي وفي الأحساء ودولة البحرين وقطر والإمارات وفي أزمنة تعود لما قبل 9 آلاف سنة فيُرجح بشدة وجود نظائر لها في حوض الخليج حين كان أرضا يابسة حينها من جهة، ومن جهة أخرى تحت كثبان رمال الصحراء وخصوصا في الإمتدادات الجنوبية الغربية الواقعة ضمن أراضي الربع الخالي. ونحن لا نعلم مدى الرقي الحضاري التي بلغته هذه الثقافات في أقصى تمدنها، وهل أن موقع (Bahra 1) شمال الكويت يمثل ذروة تطور المواقع العبيدية أم أن هناك مواقع أخرى أكثر منها رقيا.
أنا هنا أدعو راجيا الجهات الرسمية المختصة بالآثار والسياحة والمهتمة بحفظ القيمة الحضارية للوطن أن تولي هذا الجانب الإهتمام اللازم والذي سوف يكون له مردوده الإيجابي على المواطن من حيث كونه مصدرا للإعتزاز بالقيمة الإنسانية لهذه الأرض الكريمة. وأيضا بما يترتب عليه من وضع المملكة في موضعها التي تستحقه بين الأمم من حيث امتلاكها على كنوز أثرية قد لا تضاهيها عليه أي أرض أخرى.
فالمملكة تمتلك إرثا حضاريا ضاربا في عمق فترات لن نوفيها حقها إن وصفناها بالتاريخية لأنها تقع في المجهول والمسكوت عنه، حيث أننا نراقب بعض ملامح هذه الآثار وتتبدى لنا أرقاما تعود لعشرات وأحيانا مئات من آلاف السنين. وأنا لا أتحدث هنا فقط عن آثار ثقافة العبيد فهناك عشرات الثقافات الأخرى التي تتكشف لنا مواقعها باضطراد غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية في شتى أرجاء المملكة، جنوبها وشمالها وشرقها وغربها (9). وهذا إن شئنا التأكيد على أهمية التوجه، سوف يكون له مردود اقتصادي كبير من حيث قيمته في الجذب السياحي الذي تستهدفه مشاريع الرؤية.
الهوامش:
- رابط تقرير المجلة العلمية
https://phys.org/news/2020-04-societal-resilience-arabia-years-climate.amp?__twitter_impression=true&fbclid=IwAR1IW2V8frmk2ZP_kzcpOju9z0TSseFUq-gpJHKsxq9-WcO7GYRzhbNy954 - فترة البلايستوسين (Pleistocene) هي فترة تميزت بنمطية مناخية تحكمها ترددات جليدية وقد بدأت قرابة الـ 6 مليون سنة وانتهت قبل 11.7 ألف سنة وهي بداية حقبة الرباعي (Quaternary) المتضمنة لفترتي البلايستوسين والهولوسين التي نعيشها اليوم
- فترة الهولوسين (Holocene) وهي التالية للبلايستوسين حيث بدأت قبل 7 ألف سنة وسادها مناخ دافيء نسبيا لكنها واكبت تحولات اجتماعية كبرى في حياة البشر.
- شكل السومريون في الأنثروبولوجيا ألغازا لازالت عصية على الفهم فمن حيث جهلنا عن انتمائهم والجهة التي قدموا منها والفترة التي وصلوا فيها قبل تمكنهم من بناء أول حضارات العالم ومن أين تم لهم جمع هذا الكم من المعارف التي سهلت عليهم إنجاز الحضارة. فهل جلبوها معهم من موطنهم الأصلي أم أنهم تعلموها في الجزيرة الفراتية؟ وقد حاول العلماء استقراء لغتهم كوسيلة للتعرف هويتهم من خلالها ولكن دون جدوى لأنها لغة تختلف في هيكليتها اللغوية عن مجموعة اللغات السامية والأفروآسيوية والهندوأوروبية وخلصوا إلى أنها لغة لا نظير لها في محيطها الجغرافي.
- نحن نتحدث هنا عن آخر مد جليدي شهدته الأرض وهو الذي بدأ قبل حوالي 115 ألف سنة بعد فترة مابين جليدية (Interglacial period) مشابهة للفترة التي نعيشها اليوم واستمر إلى أن بدأ بالتراجع قرابة الـ 14 ألف سنة.
- يذكر أن حادثة غمر مياه الخليج لم تأتي فجأة بل بدأت بعد بدء ارتفاع المنحنى البياني لدرجات الحرارة الذي بلغ ذروته بين 23 و 18 ألف سنة السابقة. فابتداء من قبل 18 ألف سنة ومع ارتفاع درجات الحرارة بدأ مستوى البحار في الإرتفاع وبدأ معها تسرب مياه خليج عمان بالتسرب نحو حوض الخليج واستمرت المياه في التدفق إلى أن تم الغمر قبل حوالي 8000 سنة.
- موقع الصبية في الكويت (Bahra1 )
https://www.researchgate.net/figure/Map-of-Kuwait-with-location-of-Bahra-1_fig1_322658818 - هناك فهم خاطيء يقع فيه الكثير من الناس وأحيانا أيضا من المختصين وهو يكمن الخلط بين مصطلحي الحضارة والثقافة. فاستخدام مصطلح حضارة لوصف كيان استيطاني يلزمه توفر نظام دولة وحرب واقتصاد وزراعة وري وتقنينات مدنية وهيكليات ثقافية وفنون ولغة وأن هذه العناصر توفرت ولأول مرة مع قيام حضارة سومر قرابة الـ 5700 سنة الماضية. أما قبل هذا التاريخ فكل المواقع الإستيطانية في العالم هي مجرد ثقافات.
- يتوفر لدينا اليوم عدد كبير من الأوراق العلمية التي تتناول العثور على آثارا آركيولوجية لبشر حديث بعضها يتجاوز المئة ألف سنة ولدي عددا منها لمن يريد الإطلاع. كما أن مواقع أخرى تظهر آثارا لمتروكات بشرية لسلالات قديمة يتم تزمينها بعدد من مئات الآلاف من السنين.
*باحث في علم الإنسان القديم