حين نسمع كلمة الخريف فأول مايتبادر لسمعنا هو سقوط أوراق الشجر ، كما يتبادر لسمعنا زقزقة وتغريد الطيور لو سمعنا الربيع ، ولكن الأمر خلاف ذلك رغم أننا قد نجد أوراقاً تتساقط في مكان ما.
لكن – وفي – (أو مع) الخريف فقد نجد بلداً ما يمر به خط الإستواء فيكون شماله خريفاً وجنوبه ربيعاً وقد تكون الحالة الجوية متشابهة.
الحالة الجوية والطقس عموما يتوقف على الموقع الجغرافي وتضاريس المكان حتى في المناطق الجغرافية المنتمية للمناطق المناخية الواحدة.
الإعتدال الخريفي وهو دخول فصل الخريف هو ظاهرة فلكية تعني أن الشمس ظاهريا قد قطعت نصف دورتها السنوية ( الدوران الحقيقي للأرض حول الشمس ) في مسارها ( فلك البروج ) أو خلفيتها من نجوم بروجها ، وبداية تلك الدورة في الإعتدال الربيعي ( دخول فصل الربيع فلكيا ) في مارس ، وذلك حين تقع الشمس في نقطة تقاطع مسارها مع الفلك الإستوائي ( خط الإستواء السماوي ) الموازي لخط الإستواء الذي ينصف الكرة الأرضية لنصفين شمالي وجنوبي، فتكون الشمس عمودية على خط الإستواء في يوم الإعتدالين ويكون ميلها صفرا.
وتأتي كلمة الإعتدال ( Equinox ) من أصل لاتيني وهو aequus و تعني equal بمعنى التساوي و nox وتعني تساوي الليل ، فمعنى الإعتدال تساوي الليل والنهار ، وهو المعنى الأقرب رغم أن التساوي لايحدث في يوم واحد ، فمثلا في مناطقنا يحصل في 27 سبتمبر ، وحتى التساوي هو بشكل نسبي وليس حقيقي ، حيث أن الشمس هي قرص وليست مجرد نقطة واكتمال شروقها وغروبها يحتاج نحو دقيقتين ، كما أن الشمس تبدو في غير موقعها الحقيقي بسبب الإنكسار الذي يسببه الغلاف الجوي فتشاهد قبل شروقها وبعد غروبها ، ولذلك يبدو النهار أطول حسابيا.
يحدث الإعتدال الخريفي تبعا لتغير الفصول ، بسبب ميل محور دوران الأرض عن مستوى دورانها في مدارها حول الشمس فيختلف اتجاه سقوط أشعة الشمس عليها ، حيث يختلف موضع الشمس ظاهريا بالنسبة للأرض ، ويكون الإعتدال عندما تعبر الشمس خط الإستواء ، فيكون فصل الخريف حين تكون قادمة من الشمال باتجاه الجنوب، والربيع بالعكس ، وتكون الشمس عمودية على المناطق التي يمر بها خط الإستواء.
يحصل الإعتدال الخريفي بزيادة نحو 5:48 ساعات عن السنة الماضية بالنسبة للتوقيت العالمي ، ولولا ترتيب التقويم باحتساب السنوات الكبيسة وبمافيها كبائس القرون لقدم الإعتدال بدون توقف.
يمكن تحديد الإعتدال بعلامة واضحة ، ففي ذلك اليوم تشرق الشمس من نقطة الشرق تماما وتغرب في نقطة الغرب ولو وضعنا علامة لتمييز النقطتين فسنراها دوما في الإعتدالين.
كما يكون دخول فصل الصيف في النصف الشمالي من الأرض هو دخول فصل الشتاء جنوباً والعكس صحيح ، فدخول فصل الخريف شمالا هو دخول فصل الربيع جنوباً.
سيكون الإعتدال الخريفي ( دخول فصل الخريف فلكيا ) ، عند وصول مركز الشمس لنقطة تقاطع فلك البروج ( مسار الشمس الظاهري ) مع فلك الإستواء ( خط الإستواء السماوي ، حيث يكون عرض الشمس صفراً ، وطولها 180 درجة في فلك البروج وتقع على خط طول 12 ساعة ، يوم الأحد 23 سبتمبر ، الساعة 01:45 صباحاً بالتوقيت العالمي ( الساعة 04:54 صباحاً ، بالتوقيت المحلي ) ، وسيكون طوله حتى الإنقلاب الشتوي في ديسمبر ، 89 يوما و20 ساعة و28 دقيقة و21 ثانية وستكون المسافة بين الأرض والشمس 150126282 كم ، والشمس في برج السنبلة ( برج العذراء ).