تتكون مجموعة فيتامينات ب (B complex) من ثمانية أنواع، وهي فيتامين B1 (الثيامين)، وفيتامين B2 (الرايبوفلافين)، وفيتامين B3 (النياسين)، وفيتامين B5 (حمض البانتوثينك)، وفيتامين B6 (البيريدوكسين)، وفيتامين B7 (البيوتين)، وفيتامين B9 (حمض الفوليك)، وفيتامين B12 (الكوبالامين).
فيتامين B5 (حمض البانتوثينك)
يُعدُّ B5، أو ما يُعرف بحمض البانتوثينيك (Pantothenic acid) من الفيتامينات الذائبة في الماء. يدخل الفيتامين في تصنيع خلايا الدم، وتحويل البروتين، والكربوهيدرات، والدُّهون إلى طاقة.كما أنّه يَدخُل في تركيب مُرافق الإنزيم-أ (Coenzyme A)؛ الذي يساهم في تكوّن الأحماض الدهنية وأكسدتها، كما يعدّ مهماً لصحة الجلد، والشعر، والعين، والجهاز الهضمي بالإضافة إلى أهميَّتَه في عملِ الجهاز العصبي، والكبد، وله دورٌ أيضاً في إنتاج الهرمونات الجنسيَّة، والهرمونات المُرتبطة بالتوتُّر والتي توجد في الغدة الكظرية، وتركيب الكوليسترول، والنواقل العصبيَّة، والهيموغلوبين.
لمحة تاريخية
اكتشف روجر ويليامز الطبيعة الأساسية لحمض البانتوثنيك في عام 1933 من خلال إظهار أنه ضروري لنمو الخميرة. بعد ثلاث سنوات ، أثبت (Elvehjem) و (Jukes) أنه عامل نمو ومضاد لالتهاب الجلد في الدجاج. أطلق ويليامز على المركب اسم “حمض البانتوثينيك” مشتقًا الاسم من الكلمة اليونانية بانتوس والتي تُترجم إلى “من كل مكان”. والسبب أنه موجود في كل الأطعمة التي اختبرها تقريبًا.
مصادر فيتامين B5
يجبُ الحصول على كميَّاتٍ كافيةٍ من فيتامين B5 عبر تناول وجباتٍ غذائيَّة صحيَّةٍ ومتوازنةٍ بشكلٍ يوميٍّ، حيثُ يسهُل إدخال هذا الفيتامين إلى النظام الغذائي لتوفره بمختلف الأطعمة المُستهلكة، ويجدر التنويه إلى أنّه على الرغم من أنّ عمليات تجميد وتعليب الأطعمة قد يُؤدِّي إلى فقدان ذلك الفيتامين، كما أنّ الحبوب الكاملة على الرغم من أنّها إحدى المصادر الرئيسية لفيتامين B5، إلَّا أنَّ عمليَّات التصنيع، والتكرير قد تُقلِّلُ محتواها منه بنسبةٍ تتراوح بين 35% إلى 75%. ومن أهم مصادر فيتامين B5:
- اللحوم
- خبز القمح الكامل..
- الشوفان
- الحليب.
- البيض وصفاره
- العدس
- البازلاء
- فاصولياء
- فول الصويا
- الأفوكادو
- البطاطا الحلوة
- الذرة
- البندورة
- بذور دوار الشمس.
الجرعات الموصى بها من فيتامين B5
يُبيّن الجدول الآتي الكميات الموصى بها من فيتامين B5 بالاعتماد على الفئات العمرية:
الفئة العمرية | الكمية المُوصى باستهلاكِها (مليغرام) |
منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر | 1.7 |
12-7 شهراً | 1.8 |
3-1 سنوات | 2 |
8-4 سنوات | 3 |
13-9 سنة | 4 |
18-14 سنة | 5 |
19 سنة فأكثر | 5 |
الحامل من عمر 14 إلى 18 سنة | 6 |
الحامل من عمر 19 سنةً فأكثر | 7 |
نقص فيتامين B5
يعد نقص حمض البانتوثينيك في البشر نادرًا جدًا حالياً. في الحالات القليلة التي شوهد فيها النقص (أسرى الحرب خلال الحرب العالمية الثانية ، ضحايا الجوع) ، تم عكس جميع الأعراض تقريبًا باستخدام حمض البانتوثنيك الفموي. أعراض النقص مشابهة لنقص فيتامين B الآخرى. هناك ضعف في إنتاج الطاقة ، بسبب انخفاض مستويات (CoA) ، مما قد يسبب أعراض التهيج ، والتعب. كما أن تصنيع الأسيتيل كولين ضعيف ؛ لذلك ، يمكن أن تظهر الأعراض العصبية أيضاً، وتشمل الإحساس بالخدر في اليدين والقدمين ، وتنمل وتشنجات عضلية، الأرق ، والشعور بالضيق ، واضطرابات النوم ، والغثيان ، والقيء ، وتشنجات البطن.
بانثينول Panthenol المعروف أيضًا باسم البانتوثينول هو النظير الكحولي لحمض البانتوثنيك فيتامين B5، وبالتالي فهو بروفيتامين B5. يتأكسد بسرعة في الكائنات الحية إلى حمض البانتوثنيك. وهو سائل شفاف لزج في درجة حرارة الغرفة. يستخدم البانثينول كمرطب ولتحسين التئام الجروح في المنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل.
فيتامين B6 البايريدوكسين
يُعدُّ فيتامين B6 أو ما يُعرف بالبيريدوكسين (Pyridoxine)، أحد مجموعة B، وهو من الفيتامينات الذائبة، يُساهم في إنتاج النواقل العصبية، مثل: السيروتونين والنورإبينفرين، وفي أيض الجلوكوز، والبروتين، بالإضافة إلى إنتاج الهيموغلوبين، كما يساعد أكثر من 100 إنزيمٍ على أداء وظائفها.
لا يُخزن الفيتامين داخل جسم الإنسان، ويُطرح عبر البول. يتوفّر هذا الفيتامين في العديد من الأطعمة بشكلٍ طَبيعي، بالإضافة إلى توفّره على شكل مُكملات غذائية مُصنّعة.
لمحة تاريخية
في عام 1934 ، اكتشف الطبيب المجري بول جيورجي مادة كانت قادرة على علاج مرض جلدي في الفئران (التهاب الجلد acrodynia). أطلق على هذه المادة اسم فيتامين B6 في عام 1938 ، عزل صموئيل ليبكوفسكي فيتامين B6 من نخالة الأرز. حدد هاريس وفولكرز في عام 1939 بنية البيريدوكسين ، وفي عام 1945 ، تمكن سنيل من إظهار شكلي فيتامين B6، البيريدوكسال والبيريدوكسامين. تم تسمية فيتامين B6 بيريدوكسين للإشارة إلى تجانسه الهيكلي مع بيريدين.
المصادر الغذائيّة لفيتامين B6
يمكن الحصول على فيتامين B6 من الأغذية ذات المصادر الحيوانية والنباتية، وفيما يأتي ذكر الأمثلة على هذه المصادر:
المكسرات، سمك السلمون: صدور الدجاج قليل الدهون، اللحم البقري، الموز، الأفوكادو ، البطاطا الحلوة.
الكميات الموصى بها من فيتامين B6
يُبيّن الجدول الآتي الكميات الموصى بها من فيتامين B6 بالاعتماد على الفئات العمرية:
الفئة العمرية | الكمية الموصى بها (مليغرام / اليوم) |
الرُّضّع إلى 6 أشهر | 0.1 |
7 إلى 12 شهراً | 0.3 |
سنة إلى 3 سنوات | 0.5 |
9 سنوات إلى 13 سنة | 1.0 |
الذكور 14 سنة إلى 18 سنة | 1.3 |
الإناث 14 سنة إلى 18 سنة | 1.2 |
19 سنة إلى 50 سنة | 1.3 |
الذكور من 51 سنة فما فوق | 1.7 |
الإناث من 51 سنة فما فوق | 1.5 |
الحامل 14 سنة إلى 50 سنة | 1.9 |
المرض 14 سنة إلى 50 سنة | 2 |
نقص فيتامين B6
يُعدُّ نقص فيتامين ب6 نادر الحدوث، وذلك نظرًا لتوفّره في معظم الأطعمة الغذائية، قد يحدث هذا النقص بسبب عمليات تصنيع الأغذية التي من الممكن أن تُقلل محتواها من فيتامين B6، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا النقص يؤدي إلى الإصابة بعددٍ من المشاكل الصحية؛ مثل: اعتلال الأعصاب المحيطية، ومتلازمة شبيهة بالبلاغرا مصحوبةٌ بالتهاب الجلد الدهني ، والتهاب اللسان ، وتشقق الشفة، كما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب،، ونوبات الصرع لدى البالغين.
يمكن للنقص الثانوي لفيتامين B6 أن ينتج عن ظروفٍ مختلفة، منها: سوء التغذية الناجم عن عَوَز البروتين. سوء الامتصاص. إدمان الكحول. الأدوية المعطلة للبيريدوكسين، مثل: (Isoniazid Cycloserine، Hydralazine، Corticosteroids Penicillamine). الخسارة المُفرطة خلال غسيل الكلى. فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تعدُّ هذه الحالة نادرة وينتج عنها النقص الثانوي لفيتامين B6. الخلل الأيضي الخلقي الذي يؤثر في أيض فيتامين B6.
التسمم بفيتامين B6
على الرغم من أنه فيتامين B6 قابل للذوبان في الماء ويتم إفرازه في البول ، إلا أن جرعات البيريدوكسين الزائدة عن الحد الأعلى الغذائي على مدى فترات طويلة تسبب مشاكل عصبية مؤلمة ولا رجعة فيها في النهاية. الأعراض الأولية هي ألم وتنميل في الأطراف. في الحالات الشديدة ، قد يحدث اعتلال الأعصاب الحركية، مما يسبب صعوبة في المشي. يحدث الاعتلال العصبي الحسي عادة عند تناول جرعات من البيريدوكسين تزيد عن 1000 مجم في اليوم ، ولكن يمكن أن تحدث آثار ضارة بجرعات أقل بكثير ، لذا فإن الجرعات التي تزيد عن 200 مجم لا تعتبر آمنة.
نبدة تاريخية عن الفيتامينات وتسميتها
في البداية، درس العلماء سبب فشل بعض الحيوانات في النمو ، كان هؤلاء العلماء هم أول من اكتشف الفيتامينات. أحد هؤلاء الباحثين الأوائل ، كورنيليوس أدريانوس بيكلهارينغ ، رأى في عام 1905 أن الحليب يحتوي على “مادة غير معروفة حينها … بكميات صغيرة جدًا كانت ضرورية للنمو الطبيعي والمحافظة عليه”.
في عام 1912 ، أثناء دراسة الأرز ، عزل كازيمير فونك (Casimir Funk) “عاملًا” عضويًا وصفه بالأمين (مثل الأحماض الأمينية). لأنه كان أمرًا حيويًا للحياة ، قام بدمج الكلمتين لصياغة مصطلح فيتامين (vita تعني حياة أو حيوي) و (amine) فصارت (vitamine).
يمكن إرجاع فكرة استخدام نظام الحروف المألوف الآن إلى كورنيليا كينيدي التي كانت ، في أطروحة الماجستير الخاصة بها في عام 1916 ، أول من “استخدم الحرفين”أ” و “ب” لتعيين الضروريات الغذائية الجديدة. بالإضافة إلى الحروف الأبجدية ، تحددت الفيتامينات أيضًا على أنها إما دهنية أو قابلة للذوبان في الماء (على سبيل المثال ، فيتامينات A “قابلة للذوبان في الدهون” و فيتامينات B “قابلة للذوبان في الماء”). في عام 1920 ، اقترح جاك سيسيل دروموند إسقاط “e” من الفيتامين لتمييز الفيتامينات عن الأمينات وتجاهل صفة “قابل للذوبان”.
تسمية الفيتامينات المختلفة
أكتشفت أول خمس فيتامينات ، بين عامي 1910 و 1920 ، وسُميت A و B و C و D و E. ومن المثير للاهتمام ، أن فيتامين D قد جُمع في الأصل مع فيتامين A حتى اكتشف أنهما عاملان منفصلان.
جُمّعت فيتامينات B المتبقية معًا تحت التصنيف “B complex” للأسباب التالية:
تشابهات واسعة في خصائصها ، وتوزيعها في المصادر الطبيعية ، ووظائفها الفسيولوجية ، والمتداخلة بشكل كبير.
لم تكن التسمية متدرجة بالترتيب الزمني كما يُظن ، حيث اكتشف (B12 Cobalamins) في عام 1926 ، B5 (حمض البانتوثنيك) و B7 (البيوتين) في عام 1931 ، B6 (البيريدوكسين) في عام 1934 ، B3 (النياسين) في عام 1936 و (B9 folic acid) في عام 1941. إن فيتامينات B المفقودة هي مواد كان يُعتقد في الأصل أنها فيتامينات ، ولكن أعيد تصنيفها لاحقًا، كما أشرنا في الجزء الثاني.
تتخطى الفيتامينات من E إلى K ، لأن العديد من فيتامينات B ، أعيد تصنيفها والتي كان يُعتقد أنها فيتامينات. على سبيل المثال ، يُعرف فيتامين F اليوم باسم الأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا 3 و 6). وبالمثل ، أعيد تصنيف فيتامين G على أنه B2 (ريبوفلافين) ، وفيتامين H أصبح الآن (Biotin) فيتامين B7.
*غسان علي بوخمسين ، صيدلاني أول ، مستشفى جونز هوبكنز.
رابط الجزء الثاني:
https://www.qatifscience.com/2020/11/20/%d9%81%d9%8a%d8%aa%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%86-%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%83%d8%a8-vitamins-b-complex-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%86%d9%8a/