A father’s letter to his kid: The 9 money and life lessons most people learn too late in life
(بقلم: السيد مورغان هاوسل – Morgan Housel)
في ٣ يونيو ٢٠١٩م، رحبت أنا وزوجتي بقدوم ابنتنا الى هذا العالم. إنها بالكاد لا تبلغ من العمر ما يكفي لتستطيع أن تمشي، لذا فإن وظيفتها (الأكل والنوم في الغالب) لم تتغير كثيرًا.
لكنها في يوم من الأيام، ستحتاج إلى بعض المال والنصائح الحياتية. بصفتي أب قضى معظم حياته المهنية في الدراسة والكتابة عن المال والتمويل السلوكي والأعمال التجارية، فإني سوف أقول لها ما يلي، وهي دروس تسعة:
الدرس الأول – لا تقلل من أهمية دور الصدفة في الحياة:
من السهل افتراض أن الخيارات التي نتخذها هي سبب الغنى والفقر، ولكن من السهل أيضا التقليل من أهمية دور الصدفة في الحياة. العائلات والقيم والبلدان والأجيال التي ولدنا فيها، وكذلك الأشخاص الذين صادفنا أن نلتقي بهم على طول الطريق، يلعبون جميعًا دورًا في مخرجاتنا أكبر مما يرغب معظم الناس الاعتراف به.
بينما يجب أن تؤمن بقيم ومكافآت العمل الجاد، من المهم أيضًا أن نفهم أنه ليس كل النجاحات هي نتيجة العمل الجاد، وأن الفقر ليس كله بسبب الكسل. ضع ذلك في الاعتبار عند تكوين آرائك حول الآخرين، بما في ذلك نفسك أنت.
الدرس الثاني – إن أعلى أرباح يتم دفعها هي القدرة على التحكم في الوقت:
أن تكون قادرًا على فعل ما تريد، وقتما تريد، وحيث تريد، ومع من تريد وبطول أي مدة تريد، كل ذلك يوفر لك مستوى دائم من السعادة لا يمكن أن يقدر بأغلى الاثمان من “الأشياء الفاخرة” والتي لا تستطيع أن تقدم لك أي سعادة.
التشويق من امتلاك الأشياء الفاخرة يتلاشى بسرعة. لكن العمل بساعات مرنة وفي أماكن قريبة لن يجعلك متقدما في العمر أبدًا. امتلاك مدخرات كافية لمنحك الوقت والخيارات أثناء حالة الطوارئ لن يجعلك متقدما في العمر أبدًا. إن القدرة على التقاعد عندما تريد ذلك لن يجعلك متقدما في العمر أبدًا.
تحقيق الاستقلال المالي هو هدفنا النهائي في الحياة. لكن الاستقلال ليس “كل شيء أو لا شيء” – فكل دولار تدخره يشبه امتلاك جزء من مستقبلك يمكن أن يديره أشخاص آخرون، بناءً على أولوياتهم.
الدرس الثالث – لا تعتمد على أن تفسد او تتدلل:
لا أحد يستطيع أن يدرك قيمة الدولار دون أن يعاني من ندرته، ولذلك عندما سنبذل أنا وأمك قصارى جهدنا دائمًا لدعمك، فلن ندللك او نفسدك.
تعلم أنه لا يمكنك الحصول على كل ما تريد هي الطريقة الوحيدة لفهم الاحتياجات مقابل الرغبات. هذه الطريقة بدورها ستعلمك عن أهمية الميزانية والادخار وتقييم كل ما لديك بالفعل.
إن معرفة كيف تكون مقتصدًا – دون أضرار – هي مهارة أساسية في الحياة ستكون مفيدة أثناء تقلبات الحياة التي لا مفر منها.
الدرس الرابع – لا يأتي النجاح دائمًا من الأعمال الكبيرة:
تعريف نابليون للعبقرية هو الشخص “الذي يمكنه فعل الشيء العادي عندما يفقد الاخرون من حوله عقولهم”.
إدارة الأموال هي نفسها. لست مضطرًا إلى القيام بأشياء مذهلة حتى ينتهي بك الأمر في مكان جيد بمرور الوقت، ما عليك سوى ألا تفشل باستمرار لفترات طويلة من الزمن. إن تجنب الأخطاء الكارثية (أكبرها إغراق نفسك بالديون) أقوى من أي نصيحة مالية مذهلة.
الدرس الخامس – أن تعيش دون إمكانياتك:
تعد القدرة على العيش بالقليل من أحد أقوى الروافع المالية، لأنك ستتحكم فيها أكثر من بعض الأشياء الأخرى مثل دخلك أو عوائد استثمارك.
الشخص الذي يكسب ٥٠،٠٠٠ دولار سنويًا، ولكنه يحتاج فقط الى ٤٠،٠٠٠ دولار ليكون سعيدًا، يكون أغنى من الشخص الذي يكسب ١٥٠،٠٠٠ دولار أمريكي، ولكنه يحتاج إلى ١٥١،٠٠٠ دولار ليكون سعيدًا. قد يكون المستثمر الذي يكسب عائدًا بنسبة ٥٪، ولكن لديه نفقات منخفضة، أفضل حالًا من المستثمر الذي يكسب ٧٪ سنويًا، ولكنه يحتاج إلى كل قرش من أرباحه.
لا يحدد مقدار ما تجنيه مقدار ما تملك، ولا يحدد المبلغ الذي لديك مقدار ما تحتاجه.
الدرس السادس – لا بأس في تغيير رأيك:
لم تتحقق تقريبا حياة أي شخص بحلول سن ١٨ عامًا، لذا لن تكون نهاية العالم إذا اخترت تخصصًا ينتهي بك الأمر إلى عدم الاستمتاع به. أو الحصول على شهادة في مجال لست متحمسًا له بنسبة ١٠٠٪. أو العمل في مهنة ثم قررت لاحقًا أنك تريد القيام بشيء آخر.
لا بأس من الاعتراف بأن قيمك وأهدافك قد تطورت. مسامحة نفسك لتغيير رأيك هي قوة عظمى، خاصة عندما تكون شابا.
الدرس السابع – كل شيء له ثمن:
ثمن المهنة التي تشغل وقتك هي بمثابة قضاء وقت بعيدًا عن الأصدقاء والعائلة. سعر عوائد السوق طويلة الأجل هو عدم اليقين والتقلب. ثمن إفساد وتدليل الأطفال هو أنهم يعيشون حياة محمية ومصانة.
كل شيء يستحق العناء يأتي بثمن، ومعظم هذه الأسعار مخفية. وتستحق أحيانًا الدفع مقابلها، لكن يجب ألا تتجاهل تكاليفها الحقيقية أبدًا. بمجرد قبولك لهذا، ستبدأ في النظر للأشياء مثل الوقت والعلاقات والاستقلالية والإبداع على أنها عملات لا تقل قيمة عن الأموال النقدية.
الدرس الثامن – المال ليس أكبر مقياس للنجاح:
قال السيد وارن بافيت (Warren Buffett) ذات مرة: النجاح الحقيقي في الحياة هو “عندما يكون عدد الأشخاص الذين تريدهم أن يحبوك هم بالفعل يحبونك حقًا”.
ويأتي هذا الحب بشكل كبير من الطريقة التي تعامل بها الناس، وليس بسبب مستوى صافي ثروتك. لن يوفر لك المال (ولا لأي شخص آخر تقريبا) الشيء الذي ترغب به كثيرا. لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعوض نقص الشخصية والصدق والتعاطف الحقيقي مع الآخرين. هذه أهم نصيحة مالية يمكنني أن أقدمها لك.
الدرس التاسع – لا تقبل بشكل أعمى أي نصيحة تحصل عليها:
جميع الدروس هنا، بما في ذلك هذا الدرس الأخير، هي أشياء يتعلمها معظم الناس في وقت متأخر جدًا في الحياة. لكن لا تتردد في رفض هذه الدروس جميعا.
سيكون عالمك مختلفًا عن عالمي، تمامًا كما يختلف عالمي عن عالم والدي. لا أحد يشبه الآخر تمامًا، ولا أحد لديه كل الإجابات الصحيحة. لا تأخذ نصيحة أي شخص أبدًا دون وضعها في سياق قيمك وأهدافك وظروفك.
وأخيرا: والديك يحبونك. نحن سعداء جدًا لأنك هنا. من فضلك دعنا ننام.
*تمت الترجمة بتصرف
الكاتب: السيد مورغان هاوسل Morgan Housel هو شريك في محفظة الصندوق التعاوني The Collaborative Fund وخبير في التمويل السلوكي وكاتب عمود سابق في صحيفة وول ستريت جورنال The Wall Street Journal وشركة موتلي فوول The Motley Fool. وهو أيضًا فائز بجائزة نيويورك تايمز سيدني The New York Times Sidney Award ومتأهل مرتين لجائزة جيرالد لوب Gerald Loeb Award للأعمال المتميزة والصحافة المالية.
المصدر: