Immunity to the Coronavirus May Last Years, New Data Hint
(بقلم: ابورفا ماندافيلي – Apoorva Mandavilli)
عينات الدم من المرضى المتعافين تشير إلى مناعية قوية وطويلة الأمد، كما أفاد الباحثون.
إلى متى قد تستمر المناعة ضد فيروس كورونا؟ سنوات، وربما حتى عقود، وفقًا لدراسة جديدة؛ وهي الإجابة الأكثر تفاؤلاً حتى الآن على سؤال ألقى بظلاله على خطط التطعيم على نطاق واسع.
وتظهر البيانات الجديدة أنه بعد ثمانية أشهر من الإصابة، لا يزال لدى معظم الأشخاص الذين تعافوا ما يكفي من الخلايا المناعية لدرء الفيروس والوقاية من المرض [١]. ويشير معدل الانخفاض البطيء على المدى القصير، لحسن الحظ، إلى أن هذه الخلايا قد تستمر في الجسم لفترة قادمة طويلة جدًا.
وقد تم نشر هذا البحث (الدراسة) على الإنترنت، لكن لم تتم مراجعته أو نشره في مجلة علمية. ولكنها الدراسة الأشمل والأطول مدى للذاكرة المناعية لفيروس كورونا حتى الآن.
وقال البروفيسور شين كروتي (Shane Crotty)، عالم الفيروسات في معهد “لا هولا” لعلم المناعة [٢] (La Jolla Institute of Immunology) الذي شارك في قيادة الدراسة الجديدة: “من المرجح أن يمنع هذا القدرُ من الذاكرة الغالبيةَ العظمى من الناس من الإصابة بمرض في المستشفى، مرض حاد، لسنوات عديدة”.
ومن المرجح أن تأتي النتائج كفرج للخبراء القلقين من أن المناعة ضد فيروس الكورونا قد تكون قصيرة الأجل، وأنه قد يتعين إعطاء اللقاحات بشكل متكرر للسيطرة على الوباء. وقد توصل البحث إلى نتيجة حديثة أخرى هي أن الناجين من السارس، الناجم عن فيروس كورونا آخر، ما زالوا يحملون بعض الخلايا المناعية المهمة بعد 17 عامًا من التعافي.
وتتوافق النتائج مع الأدلة المشجعة القادمة من المختبرات الأخرى. إذ أظهر الباحثون في جامعة واشنطن – في وقت سابق – بقيادة عالمة المناعة البروفيسور ماريون بيبر، أن بعض خلايا “الذاكرة” التي تم إنتاجها بعد الإصابة بفيروس كورونا تستمر في الجسم لمدة ثلاثة أشهر [٣] على الأقل. ووجدت دراسة [٤] نُشرت في ١٠ نوفمبر أيضًا أن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-١٩ لديهم خلايا مناعية قاتلة قوية ووقائية حتى عندما لا يمكن اكتشاف الأجسام المضادة. وقال البروفيسور ديبتا بهاتشاريا (Deepta Bhattacharya)، اختصاصي المناعة في جامعة أريزونا: “إن هذه الدراسات ترسم جميعها إلى حد كبير الصورة نفسها، وهي أنه بمجرد تجاوز تلك الأسابيع القليلة الأولى الحرجة، تبدو بقية الاستجابة تقليدية جدًا”.
وذكرت البروفيسور أكيكو إيواساكي (Akko Iwasaki)، عالمة المناعة في جامعة ييل [٥] (Yale University) أنها لم تتفاجأ من استجابة الجسد طويلة الأمد لأن هذا ما يفترض أن يحدث. ومع ذلك، فقد شجعها البحث وقالت: “هذه أخبار مثيرة”.
ولم تكن لدى عدد صغير من المصابين في الدراسة الجديدة مناعةً طويلة الأمد بعد الشفاء؛ ربما بسبب الاختلافات في كميات فيروس كورونا التي تعرضوا لها. وقالت البروفيسور جينيفر جومرمان (Jennifer Gommerman) ، أخصائية المناعة في جامعة تورنتو: “إن اللقاحات يمكنها التغلب على هذا التباين الفردي”. وأضافت: “سيساعد ذلك في تركيز الاستجابة، لذلك فإنك لا تحصل على نفس النوع من عدم التجانس الذي قد تراه في السكان المصابين”.
وفي الأشهر الأخيرة، كونت تقارير عن انخفاض مستويات الأجسام المضادة قلقًا من أن المناعة ضد فيروس كورونا قد تختفي في غضون بضعة أشهر، مما يترك الناس عرضة للفيروس مرة أخرى.
لكن العديد من علماء المناعة لاحظوا أنه من الطبيعي أن تنخفض مستويات الأجسام المضادة [٦]. إلى جانب ذلك، فإن الأجسام المضادة هي مجرد ذراع واحد من جهاز المناعة. وعلى الرغم من الحاجة إلى الأجسام المضادة في الدم لمنع الفيروس وإحباط العدوى الثانية [٧] – وهي حالة تُعرف باسم المناعة المعقمة – فإن الخلايا المناعية التي “تتذكر” الفيروس غالبًا هي المسؤولة عن منع المرض الخطير. وقال البروفيسور أليساندرو سيت (Alessandro Sette)، اختصاصي المناعة في معهد “لا هولا” لعلم المناعة والقائد المشارك للدراسة: “إن تعقيم المناعة لا يحدث كثيرًا – هذا ليس هو القاعدة”.
وفي كثير من الأحيان، يصاب الناس مرة ثانية بممرضٍ معين (بمسببات الأمراض)، ويتعرف الجهاز المناعي على الغازي (invader) ويقضي على العدوى بسرعة. إن فيروس كورونا على وجه الخصوص بطيء في إحداث ضرر، مما يمنح الجهاز المناعي متسعًا من الوقت لبدء العمل. وقال البروفيسور سيت: “قد يتم إنهاؤه بسرعة كافية بحيث ليس فقط أنك لا تعاني من أي أعراض ولكنك لست معديًا”.
وقام الدكتور سيت وزملاؤه بتجنيد 185 رجلاً وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 19 و 81 ، تعافوا من كوفيد-١٩، وكان لدى الغالبية منهم أعراضٌ خفيفة لا تتطلب دخول المستشفى؛ قدم معظمهم عينة دم واحدة فقط ، لكن 38 منهم قدموا عينات متعددة على مدى عدة أشهر.
وتتبع الفريق أربعة مكونات للجهاز المناعي: الأجسام المضادة؛ والخلايا البائية (B cells) التي تصنع المزيد من الأجسام المضادة حسب الحاجة؛ ونوعين من الخلايا التائية التي تقتل الخلايا المصابة الأخرى. وكانت الفكرة هي بناء صورة للاستجابة المناعية بمرور الوقت من خلال النظر في مكوناتها. وقال البروفيسور كروتي: “إذا نظرت إلى واحدة فقط من هذه المكونات، فإنه يمكن – حقا – أن تفقد الصورة الكاملة”.
ووجد هو وزملاؤه أن الأجسام المضادة كانت دائمة، مع انخفاض طفيف في 6 إلى 8 أشهر بعد الإصابة، على الرغم من وجود فرق 200 ضعف في المستويات بين المشاركين. وأظهرت الخلايا التائية اضمحلالًا طفيفًا وبطيئًا في الجسم، بينما نما عدد الخلايا البائية – وهو اكتشاف غير متوقع لا يستطيع الباحثون تفسيره تمامًا.
وذكر الخبراء إن الدراسة هي الأولى التي ترسم خارطة الاستجابة المناعية لفيروس بمثل هذه التفاصيل الدقيقة. وقالت البروفيسور جومرمان: “بالتأكيد، ليس لدينا سابقة هنا، فنحن نتعلم – على ما أعتقد – للمرة الأولى، بعض ديناميات هؤلاء السكان عبر الزمن”.
وقد نشأت المخاوف بشأن طول فترة استمرار المناعة ضد الفيروس التاجي (كورونا) بشكل أساسي من خلال البحث في تلك الفيروسات التي تسبب نزلات البرد. واقترحت إحدى الدراسات التي يُستشهد بها كثيرًا، بقيادة البروفيسور جيفري شامان (Jeffry Shaman) من جامعة كولومبيا، أن المناعة قد تتلاشى بسرعة وأن العدوى يمكن أن تحدث في غضون عام [٨]. وقال البروفيسور شامان: “ما نحتاج لنكون على دراية به هو ما إذا كانت الإصابة مرة أخرى ستكون مصدر قلق أم لا؛ ولذا فإن رؤية الدليل على أن لدينا هذا النوع من الاستجابة المستمرة والقوية، على الأقل لهذه المقاييس الزمنية، أمرٌ مشجع للغاية”. وأشار إلى أنه حتى الآن، على الأقل، يبدو أن إعادة الإصابة بفيروس كورونا نادرة.
ويصعب التنبؤ بالوقت الذي تستغرقه المناعة بالضبط، لأن العلماء لا يعرفون حتى الآن ما هي مستويات الخلايا المناعية المختلفة اللازمة للحماية من الفيروس. ولكن الدراسات حتى الآن أشارت إلى أنه حتى الأعداد الصغيرة من الأجسام المضادة أو الخلايا التائية والخلايا البائية قد تكون كافية لحماية أولئك الذين تعافوا.
وكان المشاركون في الدراسة يصنعون – حتى الآن – هذه الخلايا بكميات نشيطة. وقالت البروفيسور إيواساكي: “ليس هناك ما يشير إلى أن خلايا الذاكرة ستنهار فجأة، وهو أمر غير معتاد نوعًا ما؛ وهناك عادة اضمحلال بطيء على مدى السنوات”. وأشار البروفيسور باتاتشاريا إلى أن هناك بعض الأدلة المستجدة على أن العدوى بفيروسات كورونا نزلات البرد الشائعة هي نتيجة للاختلافات الجينية الفيروسية، وبالتالي قد لا تكون هذه المخاوف ذات صلة بفيروس كورونا الجديد.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.nytimes.com/2020/11/17/health/coronavirus-immunity.html