الحاجة للقادة
إدراك أهمية القيادة ومدى تأثيرها في جميع مفاصل الحياة أمر مهم يحتاج الشباب للمزيد من معرفته. الحاجة الى قيادة واعية ضرورة لنا في المنزل، في أماكن العمل، في العلاقات الاجتماعية، مع الناس وأينما وُجدنا. فبدون امتلاك كفاءة قيادية في حياتنا لن نبلغ النجاح ولربما سينتهي بنا المآل، في الأغلب، للتخبط والخسارة والضياع. لا يوجد في عالم اليوم مؤسسة رسمية كانت ام غير رسمية الا وبها قيادة تلعب دوراً هاماَ في نجاحها أو فشلها.
تلزمنا القيادة للمساعدة في مواءمة أفكارنا وفهمها وتحديد اهدافنا وصقلها، وارشادنا الى الطريق الأسلم في كيفية اداء مهماتنا. فنحن بحاجة دائمة الى فهم منطقي لما نتبناه من افكار أو نقوم به من اعمال، كما إننا نحتاج إجابات الى كل ما نجهل ادراكه. والقادة هم من يقودوننا إلى المعرفة والفهم، إلى التمييز بين الحقيقة والشبهة، إلى القيم والنبل، إلى الفرح أو الحسرة، إلى التحدي أو الاستسلام، إلى التمرد أو الطاعة، وإلى غير ذلك من الأفكار والسلوكيات التي نتبناها بوعي أو غير وعي.
الإنسان من أجل كماله، يبقى في حاجة مستمرة إلى التطور وبالتالي في حاجة الى إرشاد ورعاية ودعم مدى حياته وعلى جميع المستويات وفي جميع المواقف. فحتى الزعماء الذين يصلون لقمة الهرم في مسئولياتهم يتخذون لهم مستشارين لمساعدتهم في إدارة دفة القيادة التي يتسنمون رعايتها، فالمستشار قائد للقائد، مادام يؤثر في قراره، ولو بطريقة غير مباشرة. فالحاجة إلى أشخاص يتقدمون ويتحملون المسؤولية القيادية ضرورة من ضروريات الحياة ومطلب مستمر لبني الإنسان بل نحن نشاهده حتى في قطيع الحيوان واسراب الطيور وممالك الحشرات كالنحل والنمل. ولذلك فعلينا أن نتفهم المسئولية تجاه الاستمرار في بناء قدراتنا القيادية وتطويرها.
الحاجة الغريزية للقيادة
الانسان كائن اجتماعي وحاجته الى الاجتماع والتعامل مع نوعه الانساني فطرية، وهي واضحة في الحياة العامة ولكسب الرزق وأسباب المعيشة وليس لحياة الأنسان قيمة بدونها {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}(1).
ويمكن رد حاجة الإنسان الغريزية للقيادة الى ثلاثة عناصر:
العنصر الأول: هي الرغبة الطبيعية المتأصلة في حب البقاء والعيش بأمن وسلام وطمأنينة. هذه حاجة أساسية عند جميع البشر. فعلى سبيل المثال، الطفل ينظر إلى والديه أو من يرعاه على أنهم قادة، بسبب تأثيرهم الكبير عليه وحاجته إليهم للحفاظ على سلامته وصحته ونموه وتطوره. عندما يصل الطفل إلى سن الرشد، يجد نفسه وقد وضُع في مواقف جديدة لم يواجها من قبل قد تمثل له صعوبة وتخلق عنده شعور بالتهديد الخارجي، ليس بالضرورة على حياته فقط ومسيرة نجاحه ولكن حتى على كبريائه واستقراره في الحياة، مما يجعله يتطلع الى أخذ التوجيه وكسب الدعم من قيادة تساعده في مواجهة التهديدات التي تعترضه وتقلل من المخاطر التي يواجهها.
هذه الرغبة الداخلية في طلب التوجيه والرعاية من “قيادة” لمواجهة التهديدات والتقليل من المخاطر تعطي مثالاً واضح عن حاجة الإنسان الطبيعية إلى القادة. فالتهديدات والمخاطر تكبح قدرة الإنسان على إكمال مهماته في الحياة ولها تأثير سلبي بالغ الأثر على نجاحه وتحقيق طموحاته وبالتالي على معيشته واستقراره.
العنصر الثاني: هي حاجة الإنسان لارتباطه بقوة أكبر في وجوده وحاجته لمن يشبع معرفته عن الغرض من هذا الوجود، فهو يتطلع إلى من يجيبه على السؤال الأزلي، “لماذا أنا هنا؟” في هذه الحياة. هذا السؤال مصدره الحاجة الغريزية في الإنسان للتفكر في خالقه عن طريق فهم الغاية العامة من حياته. ولهذا السبب بعث الله الرسل وأنزل الكتب وجعل له خليفة في الأرض للتوجيه والارشاد، ولتحقيق العدالة والمساواة بين الناس عن طريق إعطاءهم مفاتيح إلهية لذلك في حال ضلوا الطريق وابتعدوا عن الفطرة السليمة، إذ إن افضل ما يحقق السعادة للناس هي العدالة (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(2) والعدالة تهب لصاحبها صفة من صفات القيادة المهمة.
يجيب على السؤال: “لماذا نحن هنا؟”، رجال الدين مما يجعل لهم تأثير مباشر على الناس الذين يحتاجون للاطمئنان. الزعماء الدينيون يربطون أنشطة الإنسان بالثواب والعقاب كمحصلة نهائية في يوم الدين ويحثونهم على اتباع التعاليم الدينية ويوجهونهم اليها فيكون لهم أثرهم في الناس بناء على هذه الرؤية ويصبحون لهم قادة من هذا الباب.
كما يشارك في الإجابة على هذا السؤال المهم ولو بطريقة غير مباشرة الناس المقربون من الأهل والأصدقاء والزملاء والرؤساء الذين يحاولون المساعدة بما يملكونه من تجارب وخبرات وقناعات لربط أنشطتنا الحياتية بالأمور التي تحقق طموحاتنا مما يشعرنا بالرضا عن الحياة ويجعلنا مقتنعين بوجودنا وما نقوم به من عمل وطرق أدائه. هذا الدور للأهل والأصدقاء والزملاء والرؤساء يعطيهم دور في القيادة.
العنصر الثالث: هو حاجة الإنسان للنجاح والحصول على مردود من جهوده ونيل مكتسباته. عندما يعيش الإنسان بصحة وامان، ويتمكن من تحقيق حاجاته الأساسية والسيكولوجية ويرضى عن وجوده، يحصل عنده استقرار نفسي وتتفتح له الآفاق بشكل طبيعي مما يحثه للسعي في تحقيق الذات (self-fulfillment) والتقدم وطلب النمو والتطور والنجاح والتفوق.
ومن الطبيعي أن يسعى الإنسان السوي لنيل الأفضل مما يساعده في التغلب على الصعوبات ومواجهة التهديدات والتقليل من المخاطر وبالتالي الاستقرار وتكوين اسرة سعيدة وحياة راضية وبناء مجتمع مستقر يكون مساهماً في قيادته.
الحاجة لصنع القادة
يمكن للنجاح أن يكون في متناول الكثير من الناس، لكن بدون وجود قيادة فعالة ستكون نتائج النجاحات باهتة وربما اقتصرت فقط على مستويات فردية وهذا ما يحصل في بعض المجتمعات. فالوصول إلى مستويات أعلى من التقدم والنجاح يحتاج إلى وجود قيادة واعية، تدرك ما تقوم به.
وقدرتنا على القيادة تحدد مستوى سقف فعاليتنا الشخصية في المحافل التي نعيش فيها ونتعامل مع معطياتها وتعقيداتها. فكلما ارتقينا بمستوانا القيادي، زادت فعاليتنا وتأثيرنا؛ وكلما انخفض مستوى قدرتنا القيادية انخفض سقف إمكانياتنا في التأثير على ما حولنا.
فالقدرة القيادية – سواء اكانت للأفضل أو الأسوأ – هي التي تحدد الفعالية والأثر المحتمل من نجاح أو فشل. إن قيمة ما ينجزه الفرد يتناسب طرداً مع قدرته على قيادة الآخرين وتحقيق آمالهم وطموحاتهم. فالتأثير الشخصي وإن عظم شأنه ليس له فعالية ذات جدوى أو قيمة يعتد بها إذا ما قيس بالنتائج التي يحققها صاحب القيادة الفعالة المبنية على دراية للنهوض بمن حوله.
القيادة مهمة الكل
القيادة مهمة الجميع. كل فرد مسئول – الجميع مسؤولون. جاء في الأثر عن سيد البشر «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، والراعي هو الحافظ المؤتمن الذي يأخذ دور القائد الملتزم بتحقيق المصالح التي يقوم عليها ويتصرف بحكمة ويعطي المسائل حقها الكافي ويستقبل السهام نيابة عن الآخرين ويستطيع التفكير بما يفكر به الجميع وله القدرة على التحدث بلسان الكل ولا يكون عنده احساس بأنه يختلف عنهم فيشعرون إنه “منهم وفيهم”.
يعتقد البعض أن القيادة تتعلق بالمسمى الوظيفي أو الدور التنظيمي ومختصة بالقليل من الأشخاص الذين هم في قمة سلم المسئولية، وهذا التفكير لا يعكس كامل الواقع. فبغض النظر عن المنصب، على كل شخص ينتمي لفريق ما أو مجموعة معينة أن يتحمل مسؤولية فعالية القيادة التي يؤديها الفريق.
ويميل الكثير من الناس للابتعاد والتهرب عن مسئولية القيادة، ربما بسبب الخوف أو طلب الراحة كما قال الجاحظ “ما زاد للإنسان فائدته صعبت على النفس ممارسته”، وهذا المنحى يؤدي الى تفويت الفرص السانحة التي يمكن الاستفادة منها لتطوير انفسنا ومجتمعاتنا إذا تعلمنا كيفية القيادة.
ذكر رئيس أحد الكليات أن عددًا قليلاً فقط من الطلاب سجلوا في دورة قيادة قدمتها المدرسة لهم مجاناً لتطوير قدراتهم القيادية. وعند استقصاء الأسباب، وجد إن قلة منهم فقط اعتقدوا بأنهم قادة، “فمن جهل شيء أنكره”. ولو ادرك الباقون من زملائهم مدى تأثير ممارسة القيادة وتطبيق مهاراتها على جودة حياتهم والرقي بنجاحاتهم لتكونت عندهم رغبة جامحة لمعرفة المزيد عن القيادة واتقانها.
تقدير القادة
أن الحاجة لفهم مهمات وادوار القيادة في خدمة المجتمع وكذا تقدير واحترام دور القائد ومساعدته للقيام بدوره في تأدية مهماته لا يقل أهمية عن صنع ووجود قادة مخلصين من اصحاب الهمم. ذلك لأن مجتمع بدون قادة لابد وأن يكون مسلوب الإرادة، وقادة بلا جمهور واعي يقدر ضرورة وجود القيادة ويتفهم الدور المناط بها ستكون قيادة بلا سند مآلها الفشل والانهيار. فالنفخ في الرماد لا يضرم نار.
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت *** ولكن أنت تنفخ في رماد
تفاني القائد يستحق التقدير والتشجيع. إن انتقاد الآخرين أمر في غاية السهولة وهو في معظم الأحيان ليس مهم لأنه غالبا لا يأتي بنتائج مثمرة، فالشخص الذي يحاول شرح كيف تعثر لاعب دولي في تحقيق هدف في شباك المرمى، أو كيف كان بإمكانه التسديد بشكل أفضل لن يكون في وسعه النزول للميدان، ولو نزل فيه فعدم تعثره لن يكون مضمون. فالفضل يعود للاعب الذي هو في الساحة، اللاعب الذي يشوب وجهه الغبار والعرق والدم، والذي يجاهد ببسالة لتحقيق الهدف، وكلنا في هذه الحياة لاعبون.
الذي يسعى للإنجاز هو من يبذل الجهد في المحافل ويحسن العمل لتحقيق الانتصار، وهو الذي، في أسوأ الأحوال، إذا فشل، يفشل على الأقل بينما كان يتجرأ لتحقيق الهدف وانجاز النصر، حتى لا يكون مكانه أبدًا مع النفوس المتقاعسة والخجولة التي لا تعرف لذة النصر وتقبل الهزيمة. فالذي يخطئ ويقصر لكنه يجتهد ويعمل ويثابر، هو الذي يفهم معنى الحماس لتحقيق النجاح ويعرف ماذا تعني الأخطاء عند التضحية بالجهد والوقت من أجل قضية نبيلة.
ولا بد للمرتاد وصل حسانه *** لدى البحث من تذليل معضلة الصعب
تعريف القائد
يُعرف القائد بأنه الشخص الفعال الذي له رؤية واضحة ويملك القدرة على تحقيقها من خلال التأثير في الآخرين وإلهامهم وإقناعهم بالانضمام إليه لتحقيق الأهداف التي يسعى للوصول اليها بالتركيز الواعي والسعي الحثيث والعمل الدؤوب.
رأيتُ البطولةَ في وَجَهِهِ *** وَعَزْمَاً شديداً يفوقُ الخيالْ
ونفساً وقوراً إذا فكَّرت *** تريد الأعاليْ كصقرِ الجبالْ
عسيرُ الأمور عليه يسيرٌ *** أناةٌ وعقل وصفو الخِلالْ
يوازن إمّا تراءت خطوبٌ *** أ بالوثب أجدى أم الاحتيالْ؟
فيُعملُ فكراً ويَسمع رأياً *** ويَضرب خصماً بلسع النصالْ
يقدِّمُ رأياً يُهَيِّئُ عَزْماً *** ويجني القطاف لوفر الغلالْ
بكف سيبني صروحَ المعالي *** وأخرى سيسقي مياهَ الزلالْ
ولا بد أن تكون للقائد شخصية متوازنة ولديها مركز ثقل وجاذبية، تتصرف بذكاء، وفي اطار القانون، وضمن معايير محددة وأسس معينة حتى يكتسب حب الناس وتتكون عندهم ثقة فيه. ولا بد أن تكون اهداف القائد نبيلة ونواياه حسنة؛ لا يضلل الناس بالكلام ولا يخدعهم بالإيهام، ويقوم بمهماته بالشكل الصحيح والمباشر، ولا يلجأ الى التحيز ولا يتبنى رأياً مسبق لا يستند إلى سبب وجيه أو بدون خبرة فعلية أو مشورة من اصحاب الرأي.
ويجب أن يكون للقائد صوت مسموع “فلا رأي لمن لا يطاع”، ولا بد أن تكون عنده القدرة على توجيه الجمهور عندما لا يكونوا على حق فيما يفعلوه، فيجعل من نفسه قدوة للآخرين ويكون لهم مثالاً نموذجياً بالفعل الصحيح، فالناس يبحثون دائماً عن الشخصية الأبوية أو الأمومية التي تجمعهم ولا تفرقهم وتهتم بهم وتعطيهم مما لديها وتقودهم الى حيث ينفعهم، والناس – وإن لم تكن لهم في مرحلة معينة القدرة على تمييز ما يحقق منفعتهم – سيكونون شاكرين ومقدرين للقائد الذي ينتهي بهم الى حيث ينفعهم، أكان ذلك عاجلاً أم آجلا.
القيادة والتبعية
القيادة والتبعية أمران نسبيان ومتداخلان، فكلنا قائد وكلنا تابع. فالشخص الذي يختار أن يكون مبادراً ليأخذ زمام المبادرة في موقف من المواقف يصبح قائداً أما الشخص الذي يختار أن يجلس في المقعد الخلفي ويكون متلقياً ويتفاعل مع ما يتلقاه من الغير لتصدر منه ردات فعل موائمة او معاكسة، ايجابية أم سلبية، فسيكون بطبيعة الحال تابعا.
القائد يشرع في المبادرة ويستشرف المشاكل ويقضي وقته في التخطيط ويستثمر لقائاته مع الناس ويجعل له أولويات. القائد يسأل “من سأرى؟” “من سيكون معي؟” اما التابع فينتظر ماذا يقول الناس وماذا يفعلون فيستمع لما يقال ويتفاعل مع الأحداث ويقضي وقته كيفما كان وتكون اعماله ردات فعل آنية حسب الطلب.
وليس بالضرورة أن يكون القائد شخص يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة أو زعيم سياسي، ولكنه أي شخص يمكنه تحفيز الآخرين والهامهم ودعمهم بغض النظر عن موقعهم وسلطتهم. قد يكون هذا أخوك أو صديقك أو زميلك أو رئيسك أو مرؤوسك.
القيادة عملية مستمرة
يسعى القائد دوماً إلى التعلم وتحسين نفسه بشكل مستمر، حتى النهاية. كل شخص لديه قدرات قيادية كامنة، لكنها لا تتحقق بين عشية وضحاها، فهي تتطلب مثابرة جادة ومستمرة. بدون الاستمرار في التعلم، سيصاب نهج القائد بالركود وسيستمر في فعل “ما كان يفعله سابقاً”. إذن يتطلب الأمر جهدًا لدفع حدود معرفة القائد، وستكون نتيجة هذا الجهد، للتعلم باستمرار، شعور براحة أكبر في قيادة فريق العمل عند تحمل المسئولية.
إذا كنت تريد أن تكون قائدًا ناجحاً، فيمكنك تحقيق هذا المطلب. لكن عليك اولاً إدراك إن صناعة القائد هي عملية مستمرة (process) تضمن سلسلة من الإجراءات والخطوات التي يجب فهما وتطبيقها لتحقيق الغاية، أي القدرة على القيادة. وهذا المطلب مستمر باستمرار الحياة.
العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً *** وكن له طالباً ما عشتَ مقتبساً
اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ به *** وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِساً
فنون القيادة ليست ثابتة، وذلك بسبب التغيرات الكثيرة والسريعة التي تحدث في العالم، ولذلك يلزم الاستمرار في تطويرها وتحسينها تبعاً لتتطور الزمن وتغير مجريات الأحداث. فناس يوم أمس ليس هم ناس اليوم ، وناس اليوم لن يكونوا ناس يوم غد، “فلكل مكان مقال ولكل زمان دولة ورجال” ، ولكل جيل متطلباته، وفي نهج البلاغة “لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم” ، ومن الأخلاق ما هو ثابت ودائم لكل زمان كالصدق والأمانة والوفاء، والمطلوب تنشئة الأجيال عليها، ومنها أخلاق شخصية واجتماعية تخص العادات. فالأجيال اللاحقة غير مطالبة بالبقاء على العادات التي كان عليها الأجيال السابقة، فلكل زمان جيل، ولكل جيل عاداته الخاصة. والقادة يخاطبون الناس على قدر استيعاب عقولهم وفهمهم للأمور التي تتغير مع الزمان والمكان.
وبعض القادة يصل إلى ذروتهم أثناء وجودهم في مناصبهم، بينما يستمر آخرون في النمو ويصبحون قادة أفضل بعد أن يغادروا مناصبهم الرسمية حيث يزداد مستوى تأثيرهم بشكل مستمر نتيجة لنزاهتهم العالية وتفانيهم في خدمة الناس من خلال الأعمال الإنسانية وغيرها من المنظمات التي تجعل لهم تأثير متنامي في خدمة البشرية.
(1) سورة الحجرات – آية 13
(2) سورة الحديد – آية 25
جميل أن يكون هناك رؤية لأهمية القياده في جميع مناحي الحياة ولكن الاجمل ان نتعلم كيف نكتشف هذه المهارات القياديه لدى الافراد لذلك وجب التوجيه من مراحل الدراسه الاولى من خلال مناهج او برامج متخصصه لذلك. تسلم ابو حسن رؤاك الجميله دائما ما تتحفنا. اخيك علي حسن المسعود.