Raising Student Motivation During the Pandemic
(بقلم: شورتي نغبال، استاذة مساعدة في قسم علوم الكومبيوتر، جامعة وستر الحكومية في ماشستويتس)
(تقديم ومراجعة: البرفسور رضي حسن المبيوق، منسق برنامج التطوير المهني للمدرسيين، جامعة شمال أيوا)
مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق
ذكرت الكاتبة في نهاية المقال بأن على المعلم أن “يتحلى بقبعة محفز شبيهة بخلاطة إسمنت”. هناك الكثير من الإستعارات الرائعة لوصف وظيفة المعلم، ولكن وصفه بخلاطة إسمنت صفة جديدة بالنسبة لي. وعند قراءتي لهذا التشبيه ابتسمت ، ولكن سرعان ما أدركت مغزى الكاتبة من هذا التشبيه الحاذق الذي يلخص كل النصائح التي ذكرتها في المقال لتحفيز الطلبة ورفع مستوى انتباههم واهتمامهم وحماسهم للتعلم. على المعلم أن يكون حاذقاً ودقيقاً في عملية المزج بين كل العوامل التي تعطي الطلبة تجربة علمية شيقة ترفع من مستواهم وتحصيلهم الأكاديمي يوماً بعد يوم في ظل ظروف هذه الجائحة الصعبة.
يمكننا صياغة ما أوصت به الكاتبة لتحفيز الطلبة في المعادلة التالية:
مهام تعليمية + معايير مرنة لقياس الإنجاز + مزيج مناسب من التكنولوجيا التعاونية + طاقة إيجابية يتحلى بها المعلم = طاقة تحفيزية وحماس عالي للتعلم لدى الطلبة.
والآن يتضح اكثر سبب تشبيه الدور التحفيزي للمعلم بخلاطة اسمنت ، حيث لا بد للمعلم ان يصنع مزيجا آسرًا لإنتباه الطلبة، جاذبًا لإهتمامهم بمادة الدرس، ومثيرًا لفضولهم المعرفي، ورابطاً قوياً للطلبة بالمادة وبالمعلم.
الموضوع المترجم
في ربيع 2020 ، واجه أعضاء هيئة التدريس في جميع أنحاء البلاد مهمة صعبة لم تتمثل في التحول والتكيف مع أساليب التدريس عبر الإنترنت (للتعريف، راجع 1) فحسب ، بل أيضًا في القيام بمهام متعددة من خلال تعلم تكنولوجيا جديدة ، وتقديم النصح والمشورة ، وحضور ساعات مكتب لتلقي استفسارات وأسئلة الطلاب عبر الإنترنت ، وحضور اجتماعات رسمية ، والاستجابة للطلاب الذين يطلبون اللقاء (الإتصال) بالمدرس عبر تطبيق زووم (Zoom) خارج ساعات المكتب ، وما إلى ذلك. اتفق جميع المدرسين على هدف أساسي واحد – فائدة الطلاب. الآن ، ونحن نتطلع إلى الأمام ، نحتاج إلى اتخاذ قرارات وفقاً إلى منظور طويل الأجل. يحتاج أعضاء هيئة التدريس إلى العمل بحذر شديد ليبقوا الطلاب محفزين بينما لا يسمحون لمعنوياتهم بالإنخفاض. تحفيز الطلبة أصبح مصدر تحدٍ كبير للمدرسين ، بغض النظر عن أي نموذج دراسة معتمد: عبر الإنترنت (1) ، أو مختلط بين الحضوري وعبر النت، أو هجين من النموذجين، أو تنوع كبير من النماذج . ولغرض التبسيط ، قمت بجمع متغيرات أنماط التعلم عن بعد / عبر الإنترنت (للفرق بين النموذجين، راجع 1) وأطلقتُ عليه اسم أوضاع التعلم أثناء الجائحة. تتعمق هذه المقالة في مقاربات للمشاركة البناءة للطلبة التي يمكن أن تساعد في رفع مستوى تحفيزهم.
مبدأ بوميرانغ (Boomerang)
أعتقد أن التدريس يعتمد على “مبدأ بوميرانغ” (Boomerang) ، والذي يستلزم أن ما يقدمه المرء سيرتد عليه إن كان خيرًا فخير أو كان شرًا فشر [وهو ما يعرف بمبدأ الإرتداد] ، في المقابل. يمكن للمرء أيضًا ربطه أيديولوجيًا بقانون نيوتن العلمي حيث لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه. لكن النقطة التي يجب توضيحها هنا هي أنه كلما زاد الجهد المبذول لتحفيز الطلاب على ابقائهم متفاعلين بشكل بنّاء ، كلما كانت فرصهم في الرد بالمثل والمشاركة والتقدم أفضل. وهذا لا ينتهي هنا. انخراط الطلبة ومشاركتهم تضيف حماسًا لتحفيز المعلمين ، مما يجعل الدور مكتملًا [أيُ تحفيز للمعلم فهو يحفز الطلاب والعكس بالعكس]. لكي تعيش وتمارس مبدأ بوميرانغ هذا ، يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة وإعجاب متبادل ودافع متبادل [بين المعلم والتلميذ].
في سيناريو الجائحة الحالية حيث يجب على المعلمين التعامل مع أساليب التعلم أثناء الجائحة ، فإن تحفيز الطلاب له أهمية قصوى. أود أن أستعير من توليفة ماريلين وايمر (Maryellen Weimer) (انظر 2) للتحليل التلوي للدكتور باول بينتريش (Paul Pintrich) (انظر 3) بشأن التحفيز وكيف يمكن لهذه المبادئ أن تُتبنى بشكل أكبر في أساليب التعلم المختلفة أثناء الجائحة لزيادة تحفيز الطلاب.
- تصورات النجاعة الذاتية (4) والجدارة تحفز الطلاب
ترجمة وايمر (Weimer) البسيطة: “لو اعتقد الطلاب أن بإمكانهم القيام بعمل ما ، فهم مُحفزون لمحاولة القيام به. الإقتضاء الأول للمعلمين يتضمن التغذية الإرتجاعية التي يقدمونها للطلاب. يجب أن تكون دقيقة … إذا كان الطلاب يحاولون ، فيجب تسجيل أي تقدم يقومون به ، حتى وإن كان بمقدار صغير جدًا “.
“الإقتضاء الثاني للمعلمين يتعلق بصعوبة المهمة. يجب أن تنطوي المهمة على تحدِ ولكن ينبغي أن تكون قابلة للإنجاز “.
المهام التي تمثل تحديًا للطلاب المتفوقين ولكن غير مغرقة للطلاب الآخرين ينبغي بالفعل توخي الحذر الشديد في تصميمها في ظل الظروف العادية ، بل وأكثر من ذلك في ظل أوضاع التعلم أثناء الجائحة. المدرسون لا ينبغي عليهم اختيار المهام بحكمة أثناء تصميم المهام فحسب ، بل يتعين عليهم أيضًا أن يكونوا على دراية بعتبة سبيل الوسطية (عدم الإفراط والتفريط) (middle-path threshold).
تصميم أي شيء أدنى من هذه العتبة الوسطية سيكون بمثابة عامل مثبط للطلاب الذين هم فوق مستوى الصف الدراسي (above grade level). تصميم أي شيء فوق هذا المستوى سيكون أمرًا صعبًا للغاية وسيكون مرة أخرى عاملاً مثبطًا للطلاب الذين تقل مستوياتهم عن المستوى المتوسط للصف أو بالقرب منه. هنا تأتي أهمية التكنلوجيا والوسائل البصرية. تحزيم المهام (تجميعها في حزمة واحدة) باستخدام وسائل التقنية عبر الإنترنت ستساعد الطلاب دون مستوى الصف الدراسي لإبقائهم محفزين. إن توفير خيار الحصول على درجات إضافية (extra credit) عند أداء مهام تنطوي على تحدٍ (صعبة) إضافية سيبقي الطلابَ الذين هم فوق مستوى الصف الدراسي محفزين. تمكين خيار الدرجات الإضافية لتجاوز المهام ، مقرونة بالتغذية الإرتجاعية الدقيقة ، ستكون مفيدة أيضًا بطريقة مزدوجة حيث أنها ستعالج أيضًا الإقتضاء الأول. الدرجات الإضافية ستعمل كمحفز للطلاب فوق مستوى الصف الدراسي لقبول المهام الصعبة ، بينما سيُحفز الطلاب دون مستوى الصف الدراسي لإكمال المهمة أو متابعة التغذيات الإرتجاعية من أجل تحسين مستواهم.
- العزو التكيفي ومعتقدات التحكم (5) تحفز الطلاب
ترجمة وايمر (Weimer) البسيطة: “… لو كان الطالب لا يعتقد أن الجهد يُحدث فرقًا ، فلن يبذل أي جهد. أحد اقتضاءات هذه المهمة للمعلمين: هناك حاجة للتحدث عن كيف يعمل التعلم ، وأهمية الجهد والتحكم الذي يتمتع به الطلاب فيما يتعلق بما يدرسون وكيف يدرسون. اقتضاء آخر: يزداد دافع الطلاب عندما تتاح لهم الفرصة لاتخاذ خيارات وممارسة بعض السيطرة على التعلم … “.
يصبح الطلاب محفزين عندما يعرفون أن أصواتهم مسموعة وهناك عملية للتغذية الإرتجاعية من قبل الطلاب ، ليس فقط بعد انتهاء الدورة التعليمية (المادة التعليمية) ولكن أيضًا أثناء المادة. سيصبح هذا أمرًا حاسمًا في أوضاع التعلم أثناء الجائحة عندما يتم دمج أصوات الطلاب وتغذيتهم الإرتجاعية في تصميم المادة التعليمية. المرونة ستكون ذات أهمية رئيسية. ملاحظات الطلاب بشأن الموضوعات المختلفة مثل تقدم المادة التعليمية ومحتوى المادة والمهام المرتبطة بها والمساعدات عبر الإنترنت المستخدمة وما إلى ذلك ، يجب مراعاتها على فترات منتظمة ، ويجب دمج اقتراحاتهم كذلك في تصميم المادة التعليمية، إذا كان ذلك ممكنًا. سيؤدي ذلك إلى تحفيز الطلاب ومشاركتهم في المادة التعليمية.
- المستويات العليا من الاهتمام والدافع الذاتي (الداخلي) تحفز الطلاب
ترجمة( Weimer) البسيطة: “يميز البحث بين الاهتمام الشخصي والاهتمام الظرفي. تمثل الاهتمامات الشخصية الجاذبية التي يشعر بها الطالب تجاه تخصص في مجال معين (content area) – الدافع الذي وراء قرار التخصص في مجال معين. بينما الاهتمام الظرفي يشير إلى المشاعر الإيجابية المنبثقة من مهام التعلم أو أنشطة التعلم نفسها … الطلاب يمكن أن يلتقطوا هذا الدافع من المعلم الذي من الواضح أنه يحب التخصص ويحب تعليمه بغير خجل”.
باختصار ، الدافع معدٍ. الدافع سيولد دافعًا آخر. من المؤكد أن الطلاب سيلتقطون التدفق الإيجابي للطاقة من المعلم والعكس صحيح. خلال هذه الأوقات الصعبة ، يصبح من الضروري اختيار المهام التعليمية إما عبر الإنترنت أو حضوريًا أو هجينة (عبر النت وحضورية) التي هي خارج الصندوق وتحفز الطلاب بجد.
- مستويات القيمة العليا تحفز الطلاب
ترجمة وايمر (Weimer) البسيطة: “المسألة التحفيزية هنا واضحة ومباشرة. هل يرى الطلاب مدى العلاقة بالموضوع وأهمية ما يُطلب منهم تعلمه وفعله؟ … يجب على المعلمين، توضيح أهمية وفائدة وملاءمة المحتوى والأنشطة المقترنة به بعدة مرات وبطرق متعددة .”
يجب أن يفهم الطلاب القيمة المتعلقة بما يتعلمونه وأين سيتم تطبيقه في حياتهم المستقبلية لإبقائهم متحفزين. بدلاً من إخبار المعلمين للطلاب بأهمية كل موضوع أساسي ، سيكون من المفيد لو تم توجيه الطلاب لمعرفة مدى الصلة (relevance) بالتطبيق المستقبلي لكل موضوع من خلال القراءات الموجهة والتعلم التجريبي (6). خلال هذه الأوقات الصعبة التي ترتفع فيها معدلات البطالة ، ينبغي أن يُطلب من الطلاب وضع قائمة “لأرباب العمل الذين يحلمون بالعمل في شركاتهم / مؤسساتهم” ومعرفة المزيد من المعلومات عنهم. وبعد ذلك ، يمكن للمدرسين أن يطلبوا من الطلاب مناقشة كيف يستخدم “أرباب العمل هؤلاء” أو يطبقون موضوعات المادة التعليمية الحالية في مكان العمل ، وكيف يمكن أن تكون مواضيع المادة التعليمية الحالية جزءًا من عملية المقابلة التي يخضعون لها في حال التقديم على وظيفة مستقبلية.
- الأهداف تحفز الطلاب وتوجههم
ترجمة وايمر (Weimer) البسيطة: “والطلاب ليسوا محفزين فقط بالأهداف الأكاديمية ، مثل تلك الأهداف المتعلقة بالإتقان (فهم المحتوى) والأداء (الدرجات) … بالنسبة للمعلمين، تتضمن إحدى الملازمات استخدامًا كبيرًا للعمل الجماعي التعاوني المصمم بحيث يتضمن فرصًا لتحقيق الأهداف الاجتماعية والأكاديمية “.
ينبغي التأكيد على أهمية التعلم التعاوني. في حالة أوضاع التعلم أثناء الجائحة ، تكون هذه بمثابة زانة خشبية في يد الماشي على حبل مشدود. يجب التأكيد على أنماط التعلم أثناء الجائحة بإبراز أهمية أدوات التعاون الإنترنتية (قائمة بهذه الأدوات متوفرة في 7). تقدم غوغل Google أدوات متنوعة للتعاون عبر الإنترنت. بالنسبة لأولئك العاملين في مجال علوم الكمبيوتر ، هناك أدوات متاحة عبر الإنترنت تتيح البرمجة التعاونية بين الفريق أو الإقتران (8) عندما تُقرن الألعاب عبر الإنترنت بالتعلم ، فإنها توفر مساعدة دراسية رائعة لتعزيز معلومات المادة التعليمية / التدريبية (9).
في أوضاع التعلم في زمن الجائحة ، سيتعين على المعلمين أن يتحلوا بقبعة محفِز، شبيهة بخلاطة أسمنت! المحفِز هو الذي يسهل عملية المزج المناسب بين المهام وبين معايير مرنة لقياس مستويات الإنجاز المتفاوتة في المادة التعليمية (grading scheme) ، ويقرنها مع مزيج مناسب من التكنولوجيا التعاونية (7) عبر الإنترنت لإنتاج طاقة إيجابية وتجربة تعليمية رائعة للطلاب. ولكن ما الذي سيبقي هذا الحافز مستمرًا؟ سيعتمد ذلك على طاقة الطلاب التحفيزية التي يتم تغذيتها للمعلم من خلال تقدمهم [العلمي] البناء واستجابتهم وحماسهم. أي خرق في الدورة التحفيزية [من المعلم إلى الطلاب ومنهم إليه] سيكون هدامًا للجميع.
مصادر من خارج وداخل النص:
1- التعليم عبر الإنترنت يتم بالكامل عبر الإنترنت. قد تستخدم المواد الدراسية محاضرات فيديو أو دورات تعليمية ليست محددة بجدول زمني معين. بينما التعليم عن بعد فهو يجري عبر النت لكنه يتطلب جدولًا حضوريًا معينًا وله هيئة صف دراسي افتراضي بحيث يتفاعل الطالب مع المدرس ومع الطلاب، ترجمناه ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://www.geneva.edu/blog/higher-education/online-education-vs-remote-learning
2-https://www.teachingprofessor.com/topics/for-those-who-teach/five-keys-student-motivation/
3-https://psycnet.apa.org/record/2003-09576-001
4- ” النجاعة الذاتية هي مدى اعتقاد الشخص بقدرته على إتمام المهام وبلوغ الأهداف وقوة ذلك الاعتقاد. وبعبارة أخرى هو اليقين من الاقتدار على إتيان المهام وبلوغ المقاصد. ويعبر عنه بالإنجليزية بما معناه أن “اذا اعتقدت أنجزت” (بالإنجليزية: Believing is Achieving). بحث علماء النفس في النجاعة الذاتية من عدة جوانب وأشاروا إلي المسارات المختلفة لتطور هذه الحالة والعادات التي تزيد أو تخفف منها. النجاعة الذاتية عامل مباشر ومؤثر رئيسي في كل جوانب تحقيق الهدف. وبذلك تؤثربشكل كبير في كمية الطاقة التي يمتلكها الشخص لإنجاز هدف ما بشكل ناجح والخيارات التي يسلكها الشخص في سبيل هذا الهدف. هذه التأثيرات واضحة وقد تكون مرتبطة بسلوكيات مضره بالصحة”. اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/نجاعة_ذاتية
5-https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_السلوك_المخطط
6- https://www.facultyfocus.com/articles/effective-teaching-strategies/teaching-unprepared-students-the-importance-of-increasing-relevance/
7 – https://business.tutsplus.com/ar/articles/best-online-collaboration-software-tools–cms-29382
8- https://www.sitepoint.com/collaborative-coding-tools-for-remote-pair-programming/
9-https://www.teachingprofessor.com/topics/online-learning/teaching-strategies-techniques/games-as-study-aids/
المصدر الرئيسي:
https://www.facultyfocus.com/articles/effective-teaching-strategies/raising-student-motivation-during-the-pandemic/