The Concept of Social Structure in Sociology
الهيكل الاجتماعي هو مجموعة منظمة من المؤسسات الاجتماعية وأنماط العلاقات المؤسسية التي تشكل المجتمع معًا. فالهيكل الاجتماعي هو نتاج تفاعل اجتماعي يحدده بشكل مباشر. الهياكل الاجتماعية ليست واضحة على الفور لغير المختص المُدرَب، ومع ذلك، فهي موجودة دائمًا وتؤثر على جميع أبعاد التجربة الإنسانية في المجتمع. من المفيد أن نتفهم البنية الاجتماعية على أنها تعمل على ثلاثة مستويات داخل مجتمع معين: المستوى الكلي والمستوى المتوسط والمستوى الجزئي.
الهيكل الاجتماعي: المستوى الكلي للمجتمع
عندما يستخدم علماء الاجتماع مصطلح “البنية الاجتماعية” فإنهم يشيرون عادةً إلى القوى الاجتماعية على المستوى الكلي بما في ذلك المؤسسات الاجتماعية وأنماط العلاقات المؤسسية. تشمل المؤسسات الاجتماعية الرئيسية المعترف بها من قبل علماء الاجتماع الأسرة والدين والتعليم والإعلام والقانون والسياسة والاقتصاد. وتُفهم على أنها مؤسسات متميزة مترابطة ومتصلة وتساعد معًا في تكوين البنية الاجتماعية الشاملة للمجتمع. تنظم هذه المؤسسات علاقاتنا الاجتماعية مع الآخرين وتخلق أنماطًا من العلاقات الاجتماعية عند عرضها على نطاق واسع. على سبيل المثال، تنظم مؤسسة الأسرة الناس في علاقات وأدوار اجتماعية متميزة، بما في ذلك الأم، والأب، والابن، والابنة، والزوج، والزوجة، وبقية الأقرباء، وعادة ما يكون هناك تسلسل هرمي لهذه العلاقات، مما ينتج عنه اختلاف في القوة. الأمر نفسه ينطبق على الدين والتعليم والقانون والسياسة. قد لا تبدو هذه الحقائق الاجتماعية واضحة تماماً داخل مؤسسات الإعلام والاقتصاد، لكنها موجودة ضمن هذه المنظمات والأشخاص الذين لديهم قدر أكبر من السلطة لتحديد ما يحدث داخلها، وعلى هذا النحو، يكون لديهم المزيد من السلطة في المجتمع. ويتصرف هؤلاء الأشخاص النافذين ومنظماتهم كقوى هيكلية تؤثر في حياة كل واحد منا. ينتج عن تنظيم وتشغيل المؤسسات الاجتماعية في مجتمع معين جوانب أخرى من البنية الاجتماعية، بما في ذلك التقسيم الطبقي الاجتماعي والاقتصادي، وهو ليس مجرد نتاج لنظام طبقي ولكنه يتحدد أيضًا من خلال العنصرية النظامية والتمييز على أساس الجنس، بالإضافة إلى أمور أخرى من أشكال التحيز والتمييز. ينتج عن الهيكل الاجتماعي في بعض المجتمعات مجتمع طبقي حاد حيث يتحكم عدد قليل جدًا من الناس في الثروة والسلطة – ويميلون إلى جعل هذه الطبقة من فئة معينة كالبيض والذكور مثلاً – في حين أن الغالبية يكون لديها القليل جدًا من الحظوة. ولأن العنصرية جزء لا يتجزأ من المؤسسات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والقانون والسياسة، فإن مثل هذه الهياكل الاجتماعية تؤدي إلى مجتمع عنصري بشكل منهجي. يمكن قول الشيء نفسه عن التحيز لأي شيء يفرق بين افراد المجتمع ويميزه طبقياً وفئوياَ.
الشبكات الاجتماعية: مظهر المستوى المتوسط للبنية الاجتماعية
يرى علماء الاجتماع أن البنية الاجتماعية موجودة على المستوى “المتوسط” – بين المستويين الكلي والجزئي – في الشبكات الاجتماعية التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية المؤسسية التي تم وصفها فيما تقدم أعلاه. على سبيل المثال، تعزز العنصرية النظامية الفصل داخل المجتمع بعض المجتمعات، مما يؤدي إلى وجود بعض الشبكات المتجانسة عرقيًا. وهذه الشبكات الاجتماعية هي مظهر بارز من مظاهر التقسيم الطبقي الاجتماعي، حيث يتم تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس من خلال الاختلافات الطبقية، والاختلافات في التحصيل العلمي، والاختلافات في مستويات الثروة. في المقابل، تعمل الشبكات الاجتماعية كقوى هيكلية من خلال تشكيل أنواع الفرص التي قد تكون متاحة لبعض الفئات لتحقيق بعض المكاسب، وذلك من خلال تعزيز معايير سلوكية وتفاعلية معينة تعمل على تحديد مسار حياتهم ونتائجها.
التفاعل الاجتماعي: البنية الاجتماعية على المستوى الجزئي للحياة اليومية
يتجلى الهيكل الاجتماعي على المستوى الجزئي في التفاعلات اليومية التي نجريها مع بعضنا البعض في أشكال الأعراف والعادات. يمكننا أن نرى ذلك حاضرًا في الطريقة التي تتشكل بها العلاقات المنظمة لتفاعلاتنا داخل مؤسسات معينة مثل الأسرة والتعليم، وهي تتكون بالطريقة التي تتشكل بها الأفكار المؤسسية المتمركزة على انماط مختلفة من محاور التمييز.
الخاتمة
يتكون الهيكل الاجتماعي من مؤسسات اجتماعية وأنماط من العلاقات المؤسسية تتكون في الشبكات الاجتماعية التي تربط المجتمع بعضه ببعض وتؤثر في التفاعلات التي تملأ حياته اليومية.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر: