في هذه السنة، ٢٠٢٠م، يُسدِل الستارَ على العملِ الرسمي كلُّ أو جل دفعةِ العام ١٩٧٩م، من طلاب المرحلة الثانوية. ومن جمال الماضي أن جمعت مدرسةٌ واحدة طلابَ قرى وبلدات القطيف، وخلقت بينهم صداقاتٍ لا تزال حتى اليوم. اختار كثيرٌ من الطلاب، وكنا منهم، دراسة هندسة النفط في بعثاتِ شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) داخل المملكة وخارجها. وعدنا للعمل بين عامي ١٩٨٤ و١٩٨٥م وفي أيدينا شهادة تخرج ومعرفة أكاديمية لا غير. وفي عالم النفط المخفي تحت الأرض بكلِّ تفاصيله، الشهادة وحدها لا تكفي لتجعلَ من صاحبها مهندسًا متمرساً يشارك في قراراتٍ مكلفة ومعقدة.
وكأنَّ هبة الله لنا أن سبقنا أعلامٌ في هندسة النفط منهم هذا السَّيد الذي لابدَّ من الإشادة والثناء على ما قدمه لكثيرٍ منا حيث غذانا بالخبرة الميدانية وطريقة القراءة الشاملة لكلِّ التفاصيل الهندسية، وعوَّدنا العملَ ضمنَ فريقٍ متكامل والاطلاع على الأبحاثِ القديمة والجديدة لكي يخرج القرارُ بعدها صائبًا ومفيدا. ولم تقف مساعدته عند جيلنا بل من جاءَ قبلنا وبعدنا من أجيال في مجالِ النفط.
كنا لا نبحث معه شيئاً في العمل إلا وأرشدنا الى قطبةٍ مخفية لم نلحظها. ولو ملكت مكاتب مباني الهندسة في الظهران لساناً لحكت الكثيرَ عن المناظرات التقنية الصعبة التي جمعت السَّيد والكثير من المهندسين والمدراء لقرابة الأربعينَ عاما. وكما وصفه أحد تلامذته فقد كان “حكيمًا في كلامه وصمته”، وهذه الحكمة أهلته لتحمل مسؤولية إدارة وتطوير حقول النفط لفترة طويلة. كما امتاز أيضا بقدرته على اكتشاف المواهبِ الشابة وإعطائها الاهتمام والتطوير اللازم لتحصل على فرصتها المناسبة دون تحيز أو عنصرية. صفة أنالته احترامَ ومحبة من عملوا معه.
انضم السَّيد للعمل مع شركة أرامكو السعودية عام ١٩٧٦م، قبل سنة من إكمال دراسته الجامعية عام ١٩٧٧م، في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – جامعة البترول والمعادن حينها – منطلقا بكل حماس في عالم هندسة النفط، فهو الذي يقول عن نفسه في منشور الشركة الطاقة للعالم – قصة أرامكو السعودية في جزءها الثاني والصادر باللغة الانجليزية: “لو أردت المال لافتتحت سوقاً مركزيا في الخبر، ولو أردت الاسمَ والمكانة لعملت في وظيفةٍ حكومية، لكنني وجدت التحدي في هذا العمل وهذا ما أصنعه وأرغب فيه”.
كل هذا التذكر الجميل لا يعني بان السَّيد حيدر كان يجامل أو يحابي، بل في كثيرٍ من الأوقات اشتكينا من قسوته الأبوية التي أدركنا قيمتها بعد سنوات. فهو كان في كلِّ محطةٍ من الزمان يفيض علينا – كلنا – من خبرته ودرايته في العمل، وفي الحياةِ الخاصة ولم يبخل يومًا بحسن الرأي والمشورة دون أن يسأل من أين جئنا، وعمَّا في دواخلنا من ثقافاتٍ ومعتقدات، فقد كنا خليطاً من جميعِ المناطق والدول والجنسيات في شركة أرامكو.
كبرنا مع السيد وكلما كبرنا وجدنا فيه زوايا مشرقة لم نرها من قبل، بدءا من كفاءته الهندسية وقيادته الحكيمة، ثم هدوءه وسياسته، كما تمسكه بالمبادئ والقيم في تعامله الإنساني مع الجميع بتواضع وتقدير، حقًّا هو مثال للإنسان المبدع. وبعد أن ترك السَّيد حيدر العمل ضمَّ مجلسه الأسبوعي عصر كلِّ جمعة مجموعةً من المثقفين في جلسة لم تخل من نوادرَ قيمة، وصداقاتٍ جديدة وتداول أخبار ما استجد في عالمِ النفط وعالمِ الحياة الأوسع.
بالطبع ليس هذا السَّيد وحده من أبدعَ في تخصصه، لكنه جمع بين كونه مبدعاً وإنساناً في آنٍ واحد، والحق أن منطقة القطيف فيها من الأعلامِ والمفاخر ذكورًا وإناثاً الكثير، فلعل هناك من يعرفهم فيكتب عنهم ويشيد بذكرهم ويوفيهم ولو النزر اليسير من التقديرِ والاحترام!
السيد العزيز المهندس حيدر : كان مربيا و استاذا و مديرا و انسانا تجلت فيه معاني الإخلاص و الأمانة و خدمة الوطن. انا و جيل المهندسين الذين تشرفنا بالعمل معه، نحمل له كل آيات الشكر و الإمتنان و ندعو له بالصحة و العافية.
كل الإحترام والتقدير للسيد حيدر وكلّ الإخوة الذين اشتركوا في كتابة هذا المقال.
السيد حيدر العوامي كان الاب والاخ والمعلم ، تدرب على يديه نخبة من أفضل مهندسي البترول الذين لهم باع طويل في تطوير حقول النفط في شركة ارامكو
وكنت احد هؤلاء المهندسين الدين تدربو على يديه ورافقوه لسنين طويله وما زلنا ، فألف شكر لهذا العطاء الذي لا يُنسى ، اللهم امدده بالصحة والعافيه وسيبقي في القلب دائما.
الأخ العزيز السيد حيدر ما لا تعرفه عنه
الانسان الخلوق و العطوف ليس في مجال النفط فقط و لكن بتعامله مع الآخرين
الاخويه تنبع من قلبه الطيب.
لست اقول المهندس بل الانسان بكل معنى الكلمه.
شكرأ للأخ كل هذا العطاء
كل المحبه والتقدير والاحترام لسيدنا المبجل.الكلمات لاتوفي حقه علينا في النصح والإرشاد كأخ كريم عطوف. الله يعطيه الصحه والعافيه
المهندس السيد حيدر العوامي من افضل المهندسين وكانت قرارتة حازمة ودقيقة تحترم وتنفد شغل منصب رئيس قسم هندسة الانتاج في راس تنورة لفتره حضرنا معاها عدة اجتماعات دائما صدره رحب والكل يشيد به وانا دائما ألاحظ جميع رؤساؤنا يتصلوا فيه لاخد المشورة منه أتمنى له كل التوفيق وطول العمر ان شاء الله
الاخ العزيز والأستاذ الكبير السيد بوهاشم مهما تحدثنا عنه لا نوفي حقه
عملت معاه سنوات وكانت من أسعد أيام حياتي العملية وبالرغم من تقاعدي عن العمل لسنوات وما زلت أحس بلذة تلك الأوقات التي عملت فيها تحت إدارته وبرفقة فريق العمل من الأخوة الذي أعتز وأفتخر بمعرفتهم ، لم أحس يوماً بالضجر أو الملل. حتى عند إستفساره عن أمر ما ، تتجلى فيه الخلق العظيمة ولا يتسبب لإحراج لأي أحد، وتكون أسئلته عادة ليستفيد الآخرون منها. وكان مكتبه مفتوح للجميع ولا تحس بأنك تتعامل مع رئيس أعلى منك، ولكن أخ وزميل عمل بالرغم من الفارق الوظيفي. وكما ذكرت، يعجز اللسان عن إعطاء هذا السيد الجليل حقه. الله يجزيه ألف خير ويمن عليه بتمام الصحة والعافية بجاه النبي محمد وآل محمد صلى الله عليه و آله وسلم
والنعم بزميل الدراسة بجامعة البترول (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لاحقا) وزميل الدراسة في اول ثانوي السيد حيدر ابو السيد هاشم. إنسان فاضل ذو خلق رفيع وخريج اول دفعة من قسم هندسة البترول بالجامعة وكان له دور كبير في تطوير حقول البترول لدى شركة ارامكو. والشكر موصول للاخوان المهندس السيد أسعد الطويلب والمهندس السيد محمد آل جواد والمهندس هلال على هذه اللفتة الكريمة تجاه الاخ العزيز السيد حيدر الله يمن عليه بالصحة والعافية.
السيد حيدر العوامي كان الاخ الاكبر والمرشد الفني والأخلاقي لكل من عاشره وعمل معه مباشرة او غير مباشرة. له بصمات في طريقة البحث والاحاطة بجميع تحديات عالم هندسة البترول ، فكان يناقش مهندسي الحفر والانتاج بلغتهم رغم انه متميز في هندسة المكامن. له الود والاحترام …ودعائنا له بالصحة وطول العمر
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
إنّه من نعم الله أن أبدى الجميل و ستر القبيح..
تباركت مسيرة حياتي بوجودكم.. أصدقاء و أخوة في الشدّة و الرخاء.. فأعاننا الله على أداء حقّ هذه الأخوّة، و عفى عنّا أيّ تقصير بدر منّا..
من صميم القلب، أقدّر لكم لفتتكم الكريمة و كلماتكم الصادقة.. أدامَكم الله أخوة و أحباء و أطالَ في أعماركم بصحة و عافية.. و جمعنا و إياكم بكل خير
و الشكر موصول لكل الأخوة و الأحباء الذين عقّبوا على المقال بكلمات و مشاعر تبعث في النفس كل السرور .. رجاؤنا أن كُنّا فعلاً أهلاً لها..
لقد وضعت الأسس للعمل الجاد و كنت سباقا في هذا. لا ازال إلى اليوم اتذكر بل ارجع الى أسلوب مداخلاتك بالاجتماعات. انا حقا معجب بأسلوبك و كيف كنت تبدي الرأي الآخر فنيا. لك جزيل الشكر.