رسالة قصيرة كتبها حسن بلسان طير وجده يمشي على ساحل القطيف الذي كان نظيفا ، تأثر أعضاء نادي المشي (نادي تحفيز الأنشطة الرياضية*) بهذه الرسالة ، وعلقوا عليها تعاطفا مع الطير ، فهل يكفي أن نعلق أو نصور؟ ، أم أننا بحاجة الى أن نُعلم ونُربي ، ونتسائل كيف يُربي الآخرين صغارهم على النظافة؟ ، ولتكن اليابان وجهتنا.
رسالة وتعليق
ذهبت امشي على الكورنيش… وأصابتني عدوى التصوير من أعضاء النادي المتميزين…. فصورت هذا المسكين….
👇
وكأنه يقول :
أيها الإنسان…..
كفى إزعاجا….
توقف عن إيذاء الطبيعة…
وإلا لن تراني ثانية….
سأهاجر… نعم سأهاجر…
وابقى أنت مع قاذوراتك….
التوقيع
“طير يمشي على ساحل القطيف”
كتب حسن والأسى يعتصر قلبه. والله إنها رسالة تستحق النشر لعلنا نرتدع , أعقب عادل في تعليقه. للأسف الشديد مجتمعنا القطيفي يفتخر برقيه وتحضره ولكن الوجه العام لا يعكس ذلك بتاتا, ليس هناك أي عذر لانتشار التلوث بالمواد الاستهلاكية على الواجهات البحرية والحدائق والشوارع. امس وعلى شارع احد وعند الإشارة القريبة من بنك الجزيرة احدهم سائق سيارة يوكن يفتح النافذة اثناء توقفه عند الإشارة، وبالمناسبة وقف على خطين، وفرغ كل قاذورات السيارة في الشارع ، إنه حقا أمر مزعج وموجع للقلب, تأوه عبد العظيم.
الحس فردي وليس اجتماعي, يرى ميرزا سبب المشكلة.
ويشرح الوضع نادر: لنكن اكثر صراحة وبدون جلد ذاتنا , القطيف في السابق كانت مضرب مثل في كل الامور الراقية , والآن مع الاسف اذا قمنا بمقارنة مع بقية المدن المحيطة وغيرها تجدنا في المؤخرة. قارن بالأماكن الأخرى سابقاً والآن: تجدهم نظافة , سياقة مثالية , رقي , حتى أدق التفاصيل – الحل , يستطرد نادر متابعاً هو بوضع غرامات ماليه وتطبيقها على كل مخالف أسوة بالمرور. وبالتحدث عن موضوع التربية يتحدث نادر: نشأ جيل مع الاسف ليس له علاقة بهذه الامور , جيل خارج عن السيطرة, فتراه ناقم معظم أوقاته على كل شيء, وهناك اسباب عدة تحتاج الى مختصين في علوم مختلفة.
إذاً أين التحضر الذي ندعيه … وكيف لا يبدو جلياً من خلال الحفاظ على النظافة والمظهر العام والالتزام بذلك ليس قولا فقط ولكن فعلا … من لا يكترث فهو يفتقد الوعي المجتمعي وهذي مشكلة … ويتابع عبد العظيم حديثه… المراقبة والعقوبات والمخالفات ضرورية في اي مجتمع ولكن الموضوع اكبر من ذلك وهو برأيي متعلق ايضا بجانب الوعي المجتمعي ، وهو وان لم يلغي المشكلة تماما , لكنه سيخفف منها. يعلق ميرزا قائلا… الغرامات لا تحل المشكلة … التوعية ثم التوعية والحوافز هي الافضل ، ويرد عليه عبد العظيم … لكنها (الغرامات) ضرورية لبعض الفئات ممن لا يعبئون بالنصح وهذا موجود في كل البلدان المتطورة.
احد منكم راح البرية في السنوات العشر الأخيرة وقارنها بما قبلها؟ تساءل عادل وليرد على سؤاله بنفسه مجاوباً: واحدة من الأمور التي جعلتني استنكف من الذهاب إلى البريات والاستمتاع بها هي تلك اللامبالاة بالبيئة. ومن قبل العوائل بالذات والشباب. القصة اكبر من وعي وبدأت حين جلبنا لبيتنا الخدم لكي نظهر بالمظهر الجيد ونسينا ان الخدم ليسوا عقل ووعي يفكر ويعي عنا. غاب عن البيوت التوجيه بالنظافة ونظام الأشياء حتى غدا الصغير والكبير لا يعبأ بنظافة غرفته الا من خلال أوامر يصدرها للخدم ، وطبعا هذا طبيعي ينسحب على الخارج… الوعي يبدأ من البيت والمدرسة فإن فقداها فقل على الباقي السلام. كيف والآباء والمدرسون هم حصيلة اتكالية لا مسؤولة ولا معول عليها.!
فهي منظومة متكاملة تبدأ من البيت والمدرسة وتدعم بالمراقبة والعقوبة للمخالفين عند اللزوم, هكذا أكد الموضوع عبد العظيم وأيده نادر: نعم هذا (جانب مهم) ولكن معظم الذين يرمون ويعبثون ليس لديهم خدم ولا سائقين ولو اخذنا جولة على الكورنيش وغيره من الاماكن يمكننا رؤية ذلك بسهولة , العابثين وحتى سائقي الدبابات من مظهرهم تعطيك دلالات ليست مريحة.
الموضوع: كيف انشر الوعي في بيت واسرة لا تلاقي لقمة عيشها بسهولة وراتب احدهم لا يتعدى الف وخمسمائة ريال. البسطاء الأولون كانوا اصحاب وعي اكثر، والحديث متشعب جداً. الحل اولاً في دفع مخالفات وغرامات وبعد ذلك تدرس بقية الاوجه ، الوعي ليس بالضرورة مرتبط بالفقر او الغنى وليس بهندام الشخص لذلك تجد انسان كاشخ وربما غني ومركزه مرموق ولكنه قمة في التخلف ومتعجرف وفي المقابل تجد الإنسان البسيط في شكله وهندامه قمة في الوعي والنضج. ويؤكد الأخ فوزي اهمية التربية منذ الصغر فهي مهمه جدا في هذا المجال. ويشاركنا قصة تعكس أهمية التربية والتدريب فيقول: اتذكر ونحن صغار رحنا مع المرحوم الوالد و مع المرحوم حسن الغانم (ابو علي)، في باص الى شاطئ نصف القمر (هافمون). اول ما نزلنا ، حسن طلّع لنا اكياس سوداء (للقمامة) وقال ما ابغى اشوف ولا ورقه او أكل مرمي على الارض. مع ان عمري كان حوالي ١٢ سنه اتذكر هذه التجربة وكأنها بالأمس. وتتوافق هذا القصة التربوية مع ما يتبعه اليابانيون في تربية وتنشئة ابنائهم لجعل بلادهم نظيفة.
اليابان وتربية الناشئة على النظافة
حيث يقوم الطلاب في اليابان بتنظيف الفصول الدراسية والمراحيض المدرسية الخاصة بهم والسبب لا يصدق. فهم يرون إن ممارسات التنظيف التي يتبعها الطلاب في اليابان تساعد في بناء شخصيتهم لتطويرهم إلى مواطنين نموذجيين.
ينظر معظمنا إلى التنظيف على أنه عمل روتيني – فنعتبرها مهمة علينا القيام بها حتى تمنح الأم صغارها الإذن بمشاهدة التلفزيون أو الخروج أو اللعب. ومع ذلك ، ففي اليابان ، يُعد تنظيف الفصل الدراسي والمدرسة جزءًا من تعليمهم المدرسي. الطلاب من صغار تلاميذ الصف الأول ينظفون صفوفهم ويحافظون عليها ، ويقدمون الغداء لزملائهم في الفصل بل وينظفون المراحيض! هذا ليس تفويضًا حكوميًا ، لكن كل مدرسة تتبع هذا الاتجاه الوطني مع القليل من الاختلافات. في الواقع ، قد تكون هذه الممارسة مألوفة للبعض في أجزاء أخرى من العالم كما هو موضح في العديد من مسلسلات الأنمي التي تصور الحياة المدرسية اليابانية.
في حين أن هذه الممارسة قد تعتبر نوع من الإساءة في معاملة الأطفال من قبل الكثيرين في العالم الغربي ،الا إنها في الثقافة الشرقية ، يتم التعرف عليها كممارسة شاملة تسمح للطفل أن يكبر كمواطن أكثر مسؤولية. ينظر الطلاب اليابانيون أيضًا إلى الحفاظ على نظافة مدرستهم كجزء من حياتهم وثقافتهم وحبهم للعمل. بينما نجد ثقافة الطلاب في معظم المدارس الهندية مختلفة حيث يحتفل الطلاب بتدمير ممتلكات المدرسة باعتبارها بعض الإنجازات الضارة. “الهدف النهائي للتعليم الياباني هو تعزيز قدرة الطالب على أن يصبح عضوًا متكاملًا ومنتجًا في المجتمع الياباني” ، كما جاء في كتاب “النظر في حياة الأطفال” ، وهو كتاب عن التعليم الياباني.
لماذا تتبع اليابان ممارسات التنظيف هذه؟
هذه الممارسة التي تسمى Gakko Soji (تطهير المدرسة) لها جذورها في التعاليم البوذية التي تشرح أهمية الحفاظ على نظافة محيطنا وأجسادنا. لقد وجدت الدراسات أيضًا كيف يمكن أن تؤثر الغرفة غير النظيفة وغير المنظمة على العقل ولا تسمح له بالهدوء. الحفاظ على نظافة الجسم له أيضًا تأثير إيجابي على عقلك. نظرًا لأنه لا يزال يتم النظر إلى الأعمال المنزلية بازدراء ، فإن إدخال النظافة في المناهج الدراسية لا يزال مهمة صعبة للغاية في الدول الغربية على الرغم من أن بعض المدارس قد نفذتها بالفعل.
ماذا تشمل أعمال التنظيف في المدارس اليابانية؟
يقوم أطفال المدارس في اليابان بتنظيف فصولهم الدراسية وتنظيفها وإزالة الغبار وتنظيف الممرات والسلالم والأبواب والنوافذ وحتى الحمامات في العديد من المدارس. ومع ذلك ، لا يقوم طلاب المدارس الابتدائية بأعمال تنظيف الحمام ويتم تخصيص هذه المهام لهم في سن معينة عندما يكبرون.
كم يقدم الطلبة اليابانيون الغداء الذي أعده الطهاة لبعضهم البعض وينظفون المكان بعد وقت الغداء. يقال إن العديد من المدارس لا تحتوي على عمال نظافة وعندما يفعلون ذلك ، فمن أجل عمل معين لن يتمكن الطلاب من القيام به – مثل أعمال الإصلاح والتنظيف العميق التي لم يتمكن الطلاب من الوصول إليها بشكل صحيح. لضمان بقاء محيطها نظيفًا ، تحتوي المدارس اليابانية أيضًا على أحذية داخلية ، حتى لا تسحب الأوساخ من الخارج. علاوة على ذلك ، يتم إحضار قطعة قماش التنظيف التي يستخدمها الطلاب بانتظام من المنزل.يساعد المعلمون الطلاب من خلال وضع جدول زمني مناسب يخصص مهام معينة لكل طالب. بهذه الطريقة ، لا أحد يلتزم بتنظيف الحمامات بتوزيع غير عادل للمهمات. غالبًا ما يتم تخصيص مهام للطلاب الأكبر سنًا لأداءها مع فصول المبتدئين بحيث يمكن للأطفال الأصغر سنًا الحصول على نماذج يحتذى بها بينما يتم استكشاف مشاعر وجود شقيق أيضًا من قبل الطالب الطفل الوحيد في عائلته.
كيف تُحول ممارسة التنظيف في المدارس الطلاب إلى مواطنين نموذجيين؟
تشجيع الطفل على رعاية محيطه منذ صغره تلقائيًا: لدى اليابانيون “برامج” تعلم الطفل احترام محيطه وبيئته ، ومحاولة الحفاظ عليها نظيفة دائمًا. يظهر للطفل أن مشكلة المجتمع هي في الأساس مشكلة فردية تتركم لتصبح مشكلة اجتماعية. إن تنظيف المدرسة ليس مجرد عمل مدرسي – إنه أيضًا مسؤولية للطلاب. اتبعت Gakko Soji في المدارس اليابانية تحويل النظافة إلى عادة ومسؤولية لا يستطيع المرء التخلص منها. كما أنه يرسخ فكرة لدى الأطفال مفادها أن أي عمل – ولا حتى تنظيف الحمامات – يعد وضيعًا. تعزز الممارسة أيضًا العمل الجماعي حيث يتعاون الطلاب لإنجاز عملهم ومساعدة بعضهم البعض طوال الوقت. هذا يبني عقلية جعلك منتبهًا للآخرين ومتعاطفاً أكثر معهم فمن أهم حاجات العالم الأساسية هذه الأيام هو أن يكبر الطلاب ليصبحوا مواطنين يبحثون دائمًا عن تحسين وسعادة إخوانهم من البشر. لا عجب أن الدراجات ليست مغلقة أبدًا في اليابان لأنها لن تُسرق! الناس هادئون حتى في مترو مزدحم ولا يحتاج أحد إلى التفكير قبل ترك هواتفهم المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم في مكان عام.
والخلاصة يتم زرع عقلية الاحترام والمسؤولية منذ الصغر ليصبحوا صالحين ، وأعضاء فاعلين في المجتمع. فهل يستفيد مجتمعنا من هذه التجربة الإنسانية الرائدة الرائعة؟ نعم نستطيع.
يعطي هذا الفيديو التابع لليونسكو نظرة ثاقبة على فصل دراسي ابتدائي في اليابان:
* للتعرف على نادي تحفيز الأنشطة الرياضية أنقر على هذا الرابط:
https://www.qatifscience.com/wp-admin/post.php?post=6115&action=edit
مصدر الفيديو وبعض الصور:
رسالة توجيهية جميلة عن طريق هذا المقال الحلو . يعطيك الله العافية .