نيورالينك: 3 أطباء أعصاب يتفاعلون مع الكشف عن رقاقة دماغ إيلون موسك – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

NEURALINK: 3 NEUROSCIENTISTS REACT TO ELON MUSK’S BRAIN CHIP REVEAL

أثناء عرض لخنازيز زُرعت في أدمغتها رقاقات الكترونية، كشفت شركة نيورالينك (Neuralink) [١]  في 28 أغسطس 2020 عن أحدث التطورات في هذا المجال، ولكن ما هو رأي العلماء في الادعاءات الكبرى لشركة الِن موسك (Elon Musk

 كيف يبدو مستقبل علاقة الإنسان بالآلات؟ قد يجادل الِن موسك  بأن الأمر ينطوي على توصيل العقول مباشرة عن طريق الأسلاك بأجهزة الكمبيوتر – لكن علماء الأعصاب اخبروا نشرة انفيرس (Inverse) أن ذلك أسهل قولا من فعله.

في 28 أغسطس 2020، كشف موسك وفريقه [٢] النقاب عن آخر التحديثات من شركة نيورالينك السرية [٣] من خلال عرض توضيحي يظهر خنازير مزروع بأدمغتها رقاقات تسمى الروابط (Links) ، ويبلغ عرضها 0.9 بوصة وطولها 0.3 بوصة تتصل بالدماغ عبر الأسلاك، ولكل منها بطارية يصل عمرها إلى 12 ساعة لكل شحنة، ويمكن إعادة شحنها لاسلكيًا مرة أخرى. وخلال العرض التوضيحي، أظهرت شاشةُ طفراتٍ في الوقت الحقيقي للخلايا العصبية تطلق في دماغ جيرترود ( Gertrud) ، إحدى الخنازير، وهي تتشمم في مربطها أثناء الحدث.

لقد كان حدثًا مصممًا لإظهار المدى الذي قطعته نيورالينك من حيث جعل أهدافها العلمية حقيقة. ولكن ما مقدار طموحات موسك لهذه الروابط (Links) التي لا تزال في عالم الخيال العلمي؟

تجادل شركة نيورالنك بأنه سيكون للرقاقات تطبيقات طبية في يوم من الأيام، ساردةً مجموعة كاملة من الأمراض التي يمكن أن تحلها رقاقاتها بشكل عملي، ومنها فقدان الذاكرة والاكتئاب والنوبات [٤] وتلف الدماغ، كظروف يمكن أن يساعد فيها جهازٌ، مثل الرابط (Link) ، الدماغ.

وصرح البروفيسور رالف أدولفز [٥] ، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب وعلم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لنشرة انفيرس (Inverse) بأن إعلان نيورالينك كان “مثيرًا للغاية” و “إنجازًا تقنيًا ضخمًا”.

البروفيسور رالف ادولفز

وعن نيورالينك، يقول: “هي مثال جيد للتكنولوجيا، يفوق القدرة الحالية لدينا لمعرفة كيفية استخدامه”، ويتابع: “سيكون التطبيق الأولي الابتدائي للأشخاص المرضى، ولأسباب إكلينيكية هناك ما يبرر زرع مثل هذه الشريحة في دماغهم، وسيكون من غير الأخلاقي القيام بذلك الآن في شخص سليم” ، ويتساءل: “ولكن من يدري ما يحمله المستقبل؟”.

ويذكر البروفيسور ادولفز أنه يمكن مقارنة الرقاقة بالعمليات الطبيعية التي تظهر من خلال التطور، اذ يستخدم البشر حاليًا أيديهم وأفواههم للتفاعل بين الدماغ والعالم حولهم. لكن تَخَيُلَ مجرد الجلوس والتفكير في هذه الإجراءات هو أمر أصعب كثيرًا، لذا فإن الكثير من العمل المستقبلي – كما يقول ادولفز – سيحتاج إلى التركيز على جعل هذه الواجهة مع العالم تبدو أكثر طبيعية.

وقد يكون تحقيق هذا الهدف أبعد مما اقترحه عرض نيورالينك التجريبي [٦] ، كما يقول جون كراكوار، المدير الطبي والعلمي في مايند-مايز (MindMaze) [٧] واستاذ علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، الذي أكد لنشرة انفيرس أن رأيه هو: “على مستوى المستهلك، لا يزال الطريق أمام الإنسانية طويلا وبعيدا من ذلك”.

البروفيسور جون كراكوار

يقول كراكوار: “دعني أقدم مصدر قلق أكثر تحديداً: الجهاز الذي رأيناه وُضِع فوق منطقة حركية واحدة، وإذا أردنا قراءة الأفكار بدلاً من الحركات (بافتراض أننا نعرف أساسها العصبي) فأين نضع هذا الجهاز؟ كم من الأجهزة سنحتاج؟ كيف يمكن للمرء أن يتجنب وجود فروة رأس مرصعة بهم؟ لا يوجد ذكر لأي من هذا بالطبع”.

في حين أن الارتباط الدماغي قد يجعل الناس “متحمسين” لأن “له أصداء تشارلز زافير (Charles Xavier) في فيلم رجال اكس (X-Men) ، يجادل كراكوار بأن هناك الكثير من الحلول المحتملة غير الجراحية لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الظروف التي تقول نيورالينك إن تقنيتها ستعالجها. ولا تتطلب هذه الحلول الحالية إجراء جراحة اجتياحية، ولكن يخشى كراكوار أن “العامل الرائع يعيق التفكير النقدي”.

ولكن إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة نيورالينك، يريد الرابط (Link) أن يأخذ البشر إلى أبعد من العلاجات الطبية الجديدة، حيث أن الهدف النهائي هو أن تساعد نيورالينك في إنشاء علاقة تكافلية بين البشر وأجهزة الكمبيوتر. ويجادل موسك بأن الأجهزة الشبيهة بـنيورالينك يمكن أن تساعد البشرية على مواكبة الآلات فائقة السرعة، لكن كراكور يجد مثل هذا الطموح مقلقًا.

ويقول:  “أود أن أرى ضجيجًا أقل لا أساس له حول الكسا (Alexa) الدماغ والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي” ، وأضاف: “الحجة هي أنه إذا كنت لا تستطيع تجنب حالة التفرد، فانضم إليها؛ أنا آسف ولكن هذه الزاوية سخيفة”.

زراعة رقاقة نيورالينك

حتى الارتباط للأغراض العامة، قد يكون بعيدًا عن التطوير أكثر مما قد يبدو. وقد أخبرموسك نشرة “انتظر ولكن لماذا (WaitButWait)” [٨] في عام 2017 أن الارتباط للأغراض العامة قد يكون على بعد 8 إلى 10 سنوات للأشخاص الذين ليس لديهم إعاقة. وهذا من شأنه أن يضع الجدول الزمني للتدشين في حوالي عام 2027 على أبعد تقدير – سبع سنوات من الآن.

ويقول كيفن تريسي [٩] ، أستاذ جراحة المخ والأعصاب ورئيس معاهد فينشتاين للأبحاث الطبية، لنشرة انفيرس أنه “لا يستطيع أن يتخيل” أن أيًا من الأمراض المقترحة علنًا يمكن أن ترى حلاً “في وقت أقرب من 10 سنوات”. وباعتبار أن نيورالينك تأمل في تقديم الجهاز كحل طبي قبل أن ينتقل إلى عمليات زرع أكثر عمومية، فإن ملاحظات الحذر هذه تلقي بظلال الشك على الجدول الزمني للشركة.

البروفيسور كيفن تريسي

ولكن على عكس البروفيسور كراكوار، يجادل البروفيسور تريسي بالقول: “إننا بحاجة إلى مزيد من الضجيج في الوقت الحالي”، ويقول إنه لم يتم إيلاء اهتمام كاف لهذا المجال من البحث. ويضيف: “في الولايات المتحدة على مدى العشرين عامًا الماضية، لم تواكب استثمارات الحكومة الفيدرالية الداعمة للبحوث التضخم، حيث كانت هناك فكرة مفادها أن الأشياء جيدة جدًا ولا يتعين علينا إنفاق الكثير من الأموال على البحث؛ هذا هراء، لقد أثبت فيروس الكورونا ومرض الكوفيد أننا بحاجة إلى زيادة الحماس والاستثمار”.

ويشرح البروفيسور تريسي أن جهاز نيورالينك هو مجرد جزء واحد من لغز ارتباط الدماغ، وهناك ثلاثة مجالات تلعب دورها: الطب الجزيئي لتحديد الأهداف وإيجادها، وعلم الأعصاب لفهم كيف تتحكم المسارات في الهدف، والأجهزة نفسها. ان التقدم في كل مجال يمكن أن يساعد الآخرين، وقد تساعد نيورالينك في رسم خرائط مسارات جديدة، على سبيل المثال، لكنها مجرد جانب واحد مما يجب القيام به لجعله يعمل كما هو مخطط له.

ويذكر أن رقائق نيورالينك الأصغر حجما قد تساعد أيضًا في تجنب مشاكل ندبات الدماغ التي تظهر مع الأجهزة الأكبر حجمًا، ويمكن أن تساعد التطورات في مجال الروبوتات أيضًا في العمليات الجراحية، وهو المجال الذي ذكرته نيورالينك بالتفصيل من قبل. ولكن ربما تكون الفائدة الأكبر من الإعلان هي جعل المجال رائعًا مرة أخرى.

ويختم البروفيسور تريسي: “إذا كان جهازٌ جديدٌ رائعٌ جدًا يرفع من النقاش حول الآثار المترتبة للأجهزة الجديدة على علم الأعصاب، وما الذي نحتاجه لجعل هذه الأشياء لصالح البشرية من خلال المزيد من العلم؛ فهذا جيد”.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر: 
https://www-inverse-com.cdn.ampproject.org/v/s/www.inverse.com/innovation/neuralink-neuroscientists/amp?usqp=mq331AQFKAGwASA=&amp_js_v=0.1

 الهوامش:
[١] معلومات عن شركة نيورالينك من ويكيبيديا: هي شركة أمريكية متخصصة في التكنولوجيا العصبية، وهدف تأسيسها هو تطوير واجهات آلات ممكنة الزرع في الدماغ. تأسست الشركة في عام 2016 على يد إيلون موسك، بن رابوبورت، دونغجين سيو، ماكس هوداك، بول ميرولا، فيليب سابس، تيم جاردنر، تيم هانسون، وفانيسا تولوسا؛ و مقرها في مدينة سان فرانسيسكو، وكان اعلانها في مارس 2017 ، ووفقًا لـبلومبرج ، وظفت الشركة منذ تأسيسها العديد من علماء الأعصاب البارزين من مختلف الجامعات، وتلقت بحلول يوليو 2019 م 158 مليون دولار من التمويل، منها 100 مليون دولار دفعها موسك. وكانت الشركة توظف 90 موظفًا، وأعلنت أنها كانت تعمل على جهاز “يشبه ماكينة الخياطة” قادر على زرع خيوط رفيعة جدًا (4 إلى 6 ميكرومتر) في الدماغ، وأظهرت نظامًا يقرأ المعلومات من جرذ المختبر عبر 1500 قطب كهربائي؛ وكان من المتوقع أن تبدأ التجارب على البشر في عام 2020. راجع الرابط: (https://en.m.wikipedia.org/wiki/Neuralink) للمزيد من المعلومات عن الشركة.
[٢] https://www.inverse.com/innovation/elon-musks-neuralink-demo
[٣] https://youtu.be/DVvmgjBL74w
[٤] النوبة هي اضطراب كهربائي مفاجئ لا يمكن السيطرة عليه في الدماغ. ويمكن أن يسبب تغيرات في السلوك أو الحركات أو المشاعر وفي مستويات الوعي. إذا كان المريض يعاني من نوبتين أو أكثر أو كان يميل إلى حدوث نوبات متكررة، فإنه مصاب بالصرع. وهناك العديد من أنواع النوبات التي تتراوح في شدتها – موقع مايو كلينك.
[٥] https://www.hss.caltech.edu/people/ralph-adolphs
[٦] https://www.inverse.com/innovation/integrating-electronics-with-the-body-study
[٧] https://www.mindmaze.com/
[٨] https://www.inverse.com/article/57739-neuralink-event-5-questions-about-elon-musk-s-mind-bending-launch
[٩] https://en.wikipedia.org/wiki/Kevin_J._Trace

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *