الطريقة الأكثر احتمالية للإصابة بـ (كوفيد -19) – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

The Most Likely Way You’ll Get Infected With Covid-19
You don’t have to sanitize your apples anymore, but you do have to wear a mask
 (بقلم: دانا جي سميث – Dana G Smith)

لست مضطرًا لتعقيم فاكهة التفاح بعد الآن ، ولكن عليك ارتداء الكمامة

  • لا يبدو أن الأسطح ذات أهمية بالقدر الذي كان يعتقد في الأصل.
  • القطيرات المنتقلة لمسافات قريبة هي النظرية الرائدة الجديدة.
  • اكتسبت فكرة انتقال الرذاذ القبول تدريجياً.
  • كيف تحمي نفسك من جميع طرق انتقال العدوى.

في بداية الجائحة في مارس 2020 [لعله يقصد في أمريكا] ، جيفري ڤانوينغن (VanWingen) ، طبيب أسرة من مدينة ميتشيغان ، أخاف الناس وأثار غضب علماء الغذاء. من خلال مقطع فيديو مدته 13 دقيقة ، والذي انتشر على موقع يوتيوب انتشار النار في الهشيم وشوهد أكثر من 26 مليون مرة ، ڤانوينغن طلب من الناس أنه حين يعودون بمشتريات من البقالة ، يجب عليهم ترك هذه المشتريات في الخارج لمدة ثلاثة أيام ، ورش كل منتج غذائي بمعقم ، و نقع المنتجات في الماء والصابون. كان منطقه هو أن هذه المواد قد تحمل فيروس كورونا المستحد ويمكن أن تصيب الأشخاص بالعدوى بعد لمسها.

بعد ستة أشهر ، تعلمنا الكثير عن كيف ينتشر فيروس سارس-كوف-2، واتضح أن معظم نصائح ڤانوينغين غير ضرورية إلى حد كبير وبعضها خطيرة صراحةً (لا يجب عليك أبدًا تعقيم المنتجات الغذائية ، ولكن نأمل أنك تعلم بذلك). بدلاً من الهوس بالأشياء والأسطح ، يقول العلماء الآن إن أكبر احتمال للإصابة بالعدوى يأتي من استنشاق زفير شخص آخر ، سواء أكان رذاذًا صغيرًا أو قطيرات كبيرة. في حين يبدو انتقال الفيروس عبر الهواء شيئًا مرعبًا ، إلا أن الخبر السار هو أن هناك طريقة آمنة ورخيصة وفعالة لوقف انتشار الفيروس: وهو ارتداء كمامة. وفيما يلي ثلاثة مسارات أساسية لانتقال العدوى ، وما يعرفه الخبراء عنها بعد ستة أشهر من بدء الجائحة.

لا يبدو أن الأسطح ذات أهمية [في انتقال العدوى] بالقدر الذي كان يعتقد في الأصل

كانت نظرية الأسطح  أو أداة العدوى (fomite) (للتعريف، راجع 2) – وهي أنك ستصاب بالعدوى من خلال ملامسة الأشياء التي تحمل الفيروس ، والتي تسمى أداة نقل العدوى ، كمقابض الأبواب أو عربات التسوق أو العبوات / المعلبات – هي الخصم الرئيس الأصلي لأن هذه هي الطريقة التي يعتقد الباحثون العلميون وعلماء الأوبئة أن معظم أمراض الجهاز التنفسي تنتشر عن طريقها. على سبيل المثال ، عندما يسعل الشخص المصاب بنزلة برد أو يعطاس ، تخرج جزيئات لعاب ومخاط دقيقة تحمل الفيروس من أنفه وفمه وتسقط على الأسطح المجاورة. فإذا لمس شخص آخر هذا السطح ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه ، فقد يصاب بالفيروس. لهذا السبب من المفترض أن نغسل أيدينا قبل تناول الطعام أو تحضيره، وبعد استخدام وسائل النقل العام ، أو لمس مقابض الأبواب ، خاصة خلال موسم البرد والإنفلونزا.

“أنا لا أقول أنه لا يمكنك أن تصاب بالفيروس ، وأنه مستحيل التقاطه والإصابة به من الأسطح ، ولكن يجب أن تحدث مجموعة أحداث محددة للغاية حتى يحدث ذلك”.

دعمًا لهذه الفكرة ، وجدت دراسة (3) نُشرت في مجلة نيو انغلاند للطب (New England Journal of Medicine) أن فيروس سارس-كوف-2 يبقي على أسطح مختلفة لعدة أيام ، بما في ذلك 24 ساعة على الورق المقوى و 72 ساعة على البلاستيك. أوصت منظمات الصحة العامة بالممارسات الصحية لليدين كخط دفاع أول ضد الفيروس ، وكان هناك إقبال شديد على شراء المناديل المعقمة (المسحات المعقمة) من شركة لايسول (Lysol) ومعقم اليدين في محلات السوبر ماركت والصيدليات ، ولذلك،لا زالت سلاسل التوريد تعاني من شح في هذه المواد.

يقول الدكتور إيمانويل غولدمان (Emanuel Goldman) ، برفسور علم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية في جامعة روتغرز ، إن المشكلة تكمن في أن التجارب التي استندت إليها تلك التوصيات “كانت تجارب خاطئة في الأصل (4)” لأنها لم تكن ممثلة لكيف يكون الناس على تماس مع فيروس كورونا المستجد في العالم الحقيقي.

“لقد بدأوا بكمية ضخمة وغير واقعية من الفيروسات في بداية التجربة ، ومن المؤكد أنهم وجدوا فيروسات في النهاية. لكنهم بدأوا بأكثر بكثير مما ستتعرض له في حياتك الواقعية” كما يقول. “يجب أن يكون هناك 100 شخص يسعلون ويعطسون على مساحة صغيرة من إحدى الأسطح لالتقاط كمية من الفيروس التي استخدمت في التجارب المنشورة في الأوراق العلمية التي أفادت عن بقاء الفيروس على الأسطح”.

اتضح أنه على الرغم من الضرر الكارثي الذي تسبب فيه، فإن فيروس كورونا المستجد ضعيف للغاية في الواقع ، ولا يحب أن يكون في منطقة مفتوحة حيث يمكن أن يذوي ويموت. وفقًا للورقة المنشورة في مجلة نيو انغلاند للطب (NEJM) ، فإن نصف عمر الفيروس هو ست ساعات وهي مدة قصيرة نسبيًا ، مما يعني أنه كل ست ساعات يتلاشى 50 ٪ من الفيروس ويصبح غير نشط أو غير معدٍ. هذا يعني أنك إذا بدأت بـ 100 جسيم فيروسي ، فبعد ست ساعات يتحول هذا العدد إلى النصف إلى 50 جسيمًا ؛ وبعد ست ساعات ، يتبقى 25 جسيمًا فيروسيًا ، ويبقى أقل من 10 جزيئات فيروسية بعد 24 ساعة. ومع ذلك ، إذا كانت هناك كميات هائلة من الفيروسات في البداية ، فسيبقى الكثير منها بعد كل فترة مدتها ست ساعات ، وسيستغرق الفيروس وقتًا طويلًا حتى يتحلل.

بدلاً من شراء علبة أخرى من مناديل مسحات لايسول( Lysol) ، ربما اشتر جهاز تنقية الهواء ، أو كمام من القماش مريح مكون من طبقتين ، أو حتى موقد نار خارجي أو مدفأة.

“إذا بدأت بكمية واقعية من الجسيمات الفيروسية ، وهذه الكمية الواقعية تتراوح بين 10 و 100 جسيم فيروسي ، لأن ذلك هو عدد الجسيمات الفيروسية الذي من  المحتمل أن تحمله قطيرة من سعال أو عطاس ، إذن فستختفي فيروساتك في يوم واحد”، كما يقول غولدمان . “الآن ، أنا لا أقول أنك لن تصاب بها، وأنه من المستحيل أن تصاب من الأسطح ، ولكن هناك مجموعة محددة جدًا من الأحداث يحب توافرها حتى تحدث تلك الإصابة”.

بغض النظر ، من الأهمية بمكان أن يستمر الناس في غسل أيديهم – على الرغم من أن هذا شيء يجب علينا جميعًا القيام بالممارسات الصحية العادية على أي حال – ولكن ، كما يقول غولدمان ، لكن لا ينبغي عليك الإفراط في ذلك ، كتعقيمك مشترياتك من البقالة.

القطيرات التي على مسافات  قريبة هي النظرية الرائدة الجديدة

في مايو 2020 ، قام مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (5) بتحديث الإرشادات ليذكر أن أدوات نقل العدوى (fomites) ليست مصدرًا رئيسيًا لانتقال الفيروس.  وبدلاً من ذلك ، قال هذا المركز، إن المسار الأساسي للإصابة بالعدوى ربما هي القطيرات المحملة بالفيروسات – وهي تلك الجسيمات المخاطية واللعابية التي هي في أصل نظرية أداة العدوى (fomite). ولكن بدلاً من القلق بشأنها بعد أن تسقط  على الأسطح ، فإن القلق الأكبر الآن هو ملامسة تلك القطيرات وهي لا تزال في الهواء [قبل أن تسقط على الأسطح].

عندما تخرج أنت الهواء – سواء أكان ذلك عبر العطاس أو السعال أو التحدث أو الغناء أو الصراخ أو حتى التنفس –  تخرج معه أجزاء صغيرة جدًا من اللعاب ، تتراوح في الحجم من رذاذ غير ملحوظ إلى بصاق مرئي. تسقط الجسيمات الأثقل على الأرض بسرعة نسبيةً وتصنف على أنها قطيرات ، بينما تظل الجسيمات الأصغر عائمة في الهواء لفترة أطول. وعند التحدث والتنفس ، يبلغ طول مسار القطيرات المعتاد حوالي ثلاثة إلى ستة أقدام (متر الى مترين تقريبًا) ، ومن هنا جاءت التوصية بترك مسافة مقدارها ستة أقدام (مترين). وإذا خرجت القطيرات بقوة أكبر ، عن طريق العطاس أو السعال ، فستتمكن من قطع مسافة أطول قبل أن تسقط على الأرض.

وجودك على تماس وثيق بشخص ما يزيد من خطر تعرضك للقطيرات الصغيرة التي تخرج منه ، ويعتقد العديد من الباحثين العلميين الآن أن هذه هي الطريقة التي يصبح بها معظم الناس مصابين بالفيروس. أحد الأسباب هو أن الفيروس المتواجد داخل قطيرات الزفير الخارجة  للتو  من المرجح أن يكون نشطًا ومعدٍ أكثر من الفيروس الموجود على مقبض باب لعدة ساعات. والسبب الآخر هو في حالة كونك على مسافة قريبة من شخص آخر فاستنشاقك لزفير شخص آخر، سيعرضك لكمية أكبر من الجسيمات الفيروسية – التي تسمى المادة التلقيحية (inoculum) – أكثر مما يحدث بعد أن تتشتت هذه القطيرات وتسقط على الأرض.

تقول ناهد بهاديليا، طبيبة الأمراض المعدية وأستاذة مشاركة في كلية الطب بجامعة بوسطن: “الأمر ليس أن [الانتشار من خلال الأسطح] لا يمكن أن يحدث،  إنه مجرد احتمال أضعف مما لو كان شخص ما أمامك مباشرة يزفر فيروسًا نشطًا متواجدًا في القطيرات التي ينفثها”. . “هذه مادة لقاحية (inoculum) أكبر بكثير ، [و] من المرجح أن يكون هناك الكثير من الفيروسات النشطة  فيها ، ولهذا السبب تُعتبر ذات خطر عال”.

ونتيجة لذلك، التباعد الاجتماعي أصبح واحدًا من الأساليب الموصى بها لمنع انتقال الفيروس، الفكرة كانت لو ابتعدت أكثر من مترين  من شخص ما، فلن تصيبك معظم القطيرات الخارجة مع الزفير. ومما يدعم هذه النظرية، معظم الناس يصابون بالفيروس من شخص يعيشون معه ومن المفترض أن يكونوا على تماس وثيق معه بشكل متكرر. في إحدى الدراسات (6) من الصين، على سبيل المثال، الشخص المصاب لديه احتمال مقداره  17.2٪ لنشر الفيروس إلى أحد أفراد الأسرة الذين يعيش معهم، ولكن احتمال نقله الي شخص يعيش خارج المنزل ينخفض الى 2.6٪.

“أعتقدُ أن الناس لديهم هذا الفكرة المسبقة أنه لو كانت المسألة مسألة انتقال عبر الهواء فهو كالحصبة أو كالجدري حيث لا يحتاج  الشخص سوى جسيم فيروسي واحد ليصاب بالعدوى ، وهذا من شبه المؤكد أنه ليس هو الحال مع فيروس كورونا هذا . معظم فيروسات الكورونا ربما تكون بالمئات .”

ومع ذلك ، كانت هناك العديد من حالات العدوى الموثقة التي لا تتناسب مع انتشار العدوى عبر القطيرات أو الأسطح لأنها حدثت حتى عندما حافظ الناس على المسافة المطلوبة. ربما المثال الأكثر شهرة هو بروفة الجوقة التي حدثت خارج مدينة  سياتل، واشنطن، حيث حدث انتشار هائل جدًا وأصيب 52 من أصل 61 شخصًا أثناء تدريب (البروفة) الذي دام ساعتين ونصف. ما هو ملاحظ في هذه الحالة هو أن المغنيين حافظوا على مسافة من بعضهم البعض واستخدموا كمية كبيرة من معقمات اليدين ، وفقًا لإرشادات السلامة حينئذ. أيضًا ، الشخص المصاب حينها كان قبل أن تظهر عليه الأعراض ، لذلك لم يكن يسعل أو يعطس لذا لم ينفث قطيرات على مسافة أطول. على الرغم من كل هذا ، شخص واحد تمكن من نقل العدوى إلى 52 شخصًا آخر.

وجدت دراسة (7) أجريت على حيوان الهامستر في المختبر (هذا صحيح ، اتضح أن حيوان الهامستر هو أفضل الحيوانات لدراسة انتشار فيروس كورونا) وجدت نتائج مماثلة في بيئة متحكم فيها بشكل أكثر. أثبت الباحثون أن الحيوانات يمكن أن تصيب بعضها البعض بالعدوى ليس فقط من خلال الاختلاط  المباشر حين وضعت في نفس القفص ، ولكن أيضًا عندما فصلت عن بعضها في أقفاص مختلفة في نفس الغرفة. بناءً على هذه الدراسات وغيرها من الأدلة المتزايدة ، بدأ العديد من الباحثين في الاعتقاد بأن الفيروس ينتقل من خلال القطيرات والرذاذ (الأيرسول) ، تلك الجسيمات الصغيرة الشبيهة بالرذاذ يمكن أن تنتقل لمسافات أبعد عبر التيارات الهوائية وتبقى عائمة لفترة طويلة هناك (8).

انتقال الفيروس عبر الرذاذ اكتسب قبولًا تدريجياً

على الرغم من هذه المشاهدات ، بعض خبراء الصحة العامة كانوا مترددين في البداية في القول إن الفيروس ينتقل عبر الهواء ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم لا يريدون إثارة قلق الناس. هناك أيضًا نقاشات (9) بين علماء الأوبئة وعلماء الفيروسات ومهندسي الرذاذ (الأيروسول) عما تعنيه كلمة مجوقل (محمول في الهواء) بالفعل (10) – سواء أكان حجم الجسيمات أو تصرفها (مدى سرعة سقوطها على الأرض ، وما إذا كان يمكن حملها على تيار هوائي) له أهمية أكثر ، وما هي الأسئلة التي يجب الإجابة عليها قبل أن يتم تعريف المرض على هذا النحو.

جزء من المقاومة ضد تسمية كوفيد-19 أنه مجوقل (محمول في الهواء) متجذر في التاريخ. على مدى قرون ، لم يعرف الأطباء والباحثرن العلميون كيف تنتشر الأمراض. إحدى النظريات تقول ان العدوى تنتقل في غيوم غير مرئية تسمى “الهواء الملوث” (miasmas) لم يكن هذا الإدعاء ثابتًا حتى ترسخت نظرية جرثومية المرض ل لويس باستور (للتعريف، راجع 11) حتى ستينيات القرن التاسع عشر ، وتوطدت في تسعينيات القرن التاسع عشر باكتشاف الفيروسات. ونتيجة لذلك ، شن العلماء حملة (12) أوائل القرن العشرين لتشويه سمعة فكرة الانتشار عبر الهواء الملوث والمجوقلة بهدف حث جمهور الناس على أن يأخذوا الجراثيم – والممارسات الصحية الشخصية – على محمل الجد.

يقول خوسيه لويس جيمينيز (Jose Luis Jimenez) ، برفسور الكيمياء في جامعة كولورادو ، في بولدر والمتخصص في الرذاذ  (الايرسول): “أصبح هذا نموذجًا (paradigm) لعلم الأوبئة والأمراض المعدية من عام 1910 حتى الآن”. “بالنسبة للطب ، خلال كل هذه الفترة الزمنية، انتقال المرض في الهواء أمر بالغ الصعوبة. إنه افتراض غريب”.

ونتيجة لهذا الأرث، خبراء الصحة العامة في البداية اعتقدوا أن فيروس سارس-كوف-2 لا يمكن أن يُنشر عبر الهواء لأن الفرضية هي أنه من الناحية العملية لم يُنشر أي مرض عبر الهواء. لكن هناك بعض الاستثناءات القليلة التي حدثت على مر السنين، ولكن تلك كانت للفيروسات المعدية جدًا ربما لا يمكنها أن تنتشر عبر أي وسيلة أخرى – وهي الحصبة والجدري.

“لأمراض كالحصبة والجدري، لأنهما مرضان ساريان للغاية ، فالأدلة على ذلك أصبحت واضحة جدا” كما قال جيمينيز. “فهما  يسريان عن طريق الهواء الى درجة لا يمكن إنكار ذلك، وقابلية نقلهما عن طريق الرذاذ (الأيرسول) أصبحت فكرة مقبولة”. 

علي الرغم من أنه يبدو غريبًا، بالمقارنة، فيروس كورونا المستجد ليس معديًا جدَا. كل شخص يصاب بفيروس سارس-كوف-2 سوف، في المتوسط، ينشره الى اثنين أو ثلاثة أشخاص آخرين. شخص مصاب بالحصبة سيعدي 15 شخصًا آخر. جيمينيز يقول منظمة الصحة العالمية في البداية ذكرت المعدل المنخفض نسبيًا لعدوى فيروس كورونا كسبب ل لماذا لا يتمكن من أن يُنشر عبر الهواء. “[منظمة الصحة العالمية] خلطوا بين الأثر التاريخي وبين قانون الطبيعة” كما يقول جيمينيز. “كانت المنظمة تفكر  أنه بحسب قانون الطبيعة إذا انتقل المرض عبر  الهواء، فإنه يجب أن يكون معديًا للغاية”.

لم يكن الأمر كذلك حتى حصل احتجاج عام من أكثر من 200 باحث علمي (13) حتى اعترفت منظمة الصحة العالمية أخيرًا في يوليو 2020 أن انتقال الفيروس عبر الزذاذ (الأيرسول) ممكن (13).

لذا إذا كان فيروس كورونا المستجد ينتقل عبر الهواء ، فلماذا لا يكون معديًا كالحصبة؟ قد يكون أحد الأسباب هو أن فيروس الحصبة شديد التحمل للعيش في الظروف القاسية (تذكر أن فيروس سارس-كوف-2 ضعيف نسبيًا) ويمكن أن يعيش لفترة أطول في تلك الرذاذات (الأيرسول) الصغيرة. الاختلاف المحتمل الآخر يتمثل في الجرعة المعدية – وهي كمية الفيروسات المطلوبة لبدء العدوى. لا يزال الباحثون العلميون لا يعرفون بالضبط المقدار المطلوب من فيروسات كورونا المستجد لإصابة شخص ما بالمرض ، ولكن من المحتمل أن يكون أعلى من الفيروسات الكلاسيكية المجوقلة (المحمولة في الهواء).

يقول الدكتور جوشوا سانتاربيا ، الأستاذ المشارك في قسم علم الأمراض والأحياء الدقيقة في جامعة نبراسكا: “الجرعة المعدية عبر المسلك التنفسي هي على الأرجح الجزء الأخير من السؤال الذي لم يُجاب عليه بالكامل بعد”. “أعتقد أن الناس لديهم فكرة مسبقة مفادها أنه إذا كان الفيروس مجوقلًا فهو كالحصبة أو كالجدري حيث لا يتطلب الأمر سوى جسيم فيروسي واحد لإصابة الشخص بالعدوى ، وهذا بالتأكيد ليس هو الحال مع فيروس كورونا هذا. معظم فيروسات كورونا ربما موجودة  بالمئات”.

هناك سؤال آخر يحتاج إلى إجابة قبل أن يعبر العديد من خبراء الصحة العامة عن قبولهم ما إذا كان فيروس سارس-كوف-2 المجوقل بإمكانه البقاء نشطًا في الرذاذ (الأيرسول) الصغير الحجم هذا. بعض الفيروسات لا تستطيع ذلك لأنها تذوي بسرعة كبيرة إذا لم تكن في قطيرة سائل كبيرة تدعمها. ومع ذلك ، يشعر العديد من الباحثين العلميين أن هذه المشكلة قد انتهت الآن بصدور ورقتين حديثتين (واللتين لا زالتا بعد تحتاجان لمراجعة الأقران, 14)، وقد وفرت هاتان الورقتان ما أطلق عليه البعض “الدليل القاطع ” (15) على أن انتقال الفيروسات عبر الرذاذ (الأيرسول): فيروسات نشطة ومتكاثرة جُمعت من هواء غرف المصابين بكوفيد-19 في المستشفى.

توزيع قطيرات تنفسية دقيقة في بيئة داخلية ، حيث الشكل (أ) تهوية غير كافية والشكل (ب) تهوية كافية، منقول من مصدر رقم 13.

يقول سانتاربيا ، الذي قاد إحدى الدراسات. “بكل ثقة ، ما يمكنك قوله هو أن الأشياء التي نعتبرها رذاذًا (ايرسولًا) ، لا قطيرات ، تحتوي على كل من الحمض النووي الريبي RNA [الفيروسي] والفيروس [النشط] القادر على التكاثر في مزرعة خليوية ، “أعتقد أنه بين [الدراستين] اللتين أجريناهما، يمكنك القول بأن الرذاذ (الأيرسول) معدٍ … مما يعني ربما أن الشيء الذي نحن بصدده هو فيروس مجوقل (محمول في الهواء).

كيف تحمي نفسك من جميع مسارب انتقال الفيروس

بحلول هذا  الوقت ، يتفق معظم الباحثين العلميين وخبراء الصحة العامة على أن فيروس سارس-كوف-2 يمكن أن ينتشر عن طريق كل من القطيرات والرذاذ (الأيرسول) ، لا سيما من مسافة قريبة (16)، على الرغم من أن لا أحد يعرف ما هو الطريق السائد لانتقال الفيروس. “أعتقد أنها ثنائية خاطئة لاعتبار هذا الانتقال على أنه انتقال عبر الرذاذ مقابل انتقال عبر القطيرات”. تقول بهاديليا: “معظم الأشياء موجودة في نطاق ما”.

ما هو ذو أهمية أكثر هو ما إذا كان الناس يعرفون كيف يحمون أنفسهم بشكل مناسب من الفيروس. لحسن الحظ ، فإن خطوات الوقاية لكل من طريقتي الانتقال (الرذاذ والقطيرات) هي نفسها إلى حد كبير: حافظ على مسافة بينك وبين الشخص الآخر  وارتدِ كمامة. الأدلة على أهمية الكمامات (17) ، على وجه الخصوص، تتزايد ، ليس فقط لأنها تمسك الجسيمات الخارجة من الشخص نفسه عن الهروب، مما يقي الآخرين ، بل أيضًا لأنها تمنع الجسيمات الكبيرة الواردة من آخرين من الدخول إلى المسالك الهوائية للشخص ، مما يقي مرتديها أنفسهم. وحتى إذا دخلت بعض الجسيمات الفيروسية ، فستظل الجرعة الفيروسية أصغر بكثير ، وبالتالي سيكون الشخص أقل احتمالًا لتكون حالة مرضه خطيرة (18).

مثال واضح على فوائد الكمامات هو تفشي المرض مؤخرًا في كوريا الجنوبية (19) ، حيث امرأة واحدة كانت موجودة،في ستاربكس أصابت 27 مرتادًا آخر للمحل بالعدوى – وهؤلاء كانوا من الذين لم يكونوا مرتدين كمامات لأنهم كانوا يأكلون ويشربون حينئذ، بحسب ما افترضه المسؤولون – ولكن لم يكن أي موظف بين المصابين، حيث جميع الموظفين كانوا مرتدين كمامات طوال الوقت.

ادخال الهواء الى الغرف

انتقال الفيروس عبر الرذاذ يزيد من أهمية الحاجة إلى خطوة وقائية إضافية ، وهي التهوية المناسبة وترشيح (تصفية) الهواء (20). تدفق الهواء ، إما بإدخال هواء جديد (21) إلى الغرفة [عبر فتح النوافذ مثلًا] أو تصفية الهواء الموجود في نفس الغرفة (22) ، يمكن أن يؤدي إلى تشتيت وتخفيف أي جسيمات رذاذية معدية ، مما يقلل من تعرض الشخص المحتمل، التواجد في الهواء الطلق (23) يُعتبر التهوية القصوى ، وقد أوصى مسؤولو الصحة العامة على مدار شهور بأن يجعل الناس اجتماعهم مع آخرين في خارج البنايات لا داخلها. ولكن ، بحلول الشتاء ودرجات الحرارة الباردة ، سيصبح كل من ترشيح الهواء الداخلي والالتزام بالكمامات أكثر أهمية.

تقول بهاديليا: “الشيء المهم في الجانب العام هو معالجة الهواء ، وتقليل عدد الأشخاص في داخل المباني المغلقة ، وارتداء الكمامات”. “[انتقال الفيروس عبر الرذاذ] يبرر لماذا الوضع الداخلي (داخل المباني) أكثر أهمية بكثير وتسهم بشكل كبير في إصابات جديدة أكثر بكثير مما تسهم في ذلك الأماكن الخارجية (خارج المباني)”.

جهاز تنقية الهواء

وأنت مسلح بهذه المعرفة ، فكر في كيف تجعل فصلي الخريف والشتاء القادمين أكثر أمانًا على المستوى الجسدي والعقلي. بدلاً من شراء علبة أخرى من مسحات لايسول (Lysol) ، ربما ، بدلًا من ذلك، تريد أن تشتري جهازًا لتنقية الهواء ، أو كمامات قماشية مريحة مكونة من طبقتين ، أو حتى موقدًا خارجيًا أو مدفأة. كن مستعدًا لمقابلة الأصدقاء خارج البيت في درجات الحرارة المنخفضة أو كن مصرًا على لبس الكمامات ، حتى لو كان في داخل منزلك. لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن نعلن الانتصار على فيروس كورونا المستجد ، لكننا على الأقل نعرف الآن أكثر مما كنا نعرفه قبل ستة أشهر. ولن تضطر إلى تطهير تفاحك بعد الآن.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://elemental.medium.com/how-to-grocery-shop-without-stress-spiraling-e3c9ce8df2af
2- “أداة العدوى (بالإنجليزية: Fomite)‏ هي أي كائن أو مادة عديمة الحياة قادرة على نقل الكائنات الحية المعدية، مثل الجراثيم أو الطفيليات، وبالتالي نقلها من فرد إلى آخر. وتُعتبر خلايا الجلد والشعر والملابس وأغطية الفراش مصادر شائعة للتلوث” اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/أداة_العدوى
3-https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/nejmc2004973
4-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7333993/
5-https://www.cdc.gov/media/releases/2020/s0522-cdc-updates-covid-transmission.html
6-https://www.thelancet.com/journals/laninf/article/PIIS1473-3099(20)30471-0/fulltext
7-https://www.nature.com/articles/s41586-020-2342-5
8-https://elemental.medium.com/if-the-coronavirus-is-airborne-what-does-it-mean-for-us-c19a04568a2b
9-https://twitter.com/angie_rasmussen/status/1303353169234124800
10-https://twitter.com/jljcolorado/status/1289721055901147139
11-“نظرية جرثومية المرض والتي يطلق عليها أيضًا نظرية مرضية الدواء هي نظرية تفترض أن الميكروبات هي سبب العديد من الأمراض. وعلى الرغم من أن نظرية جرثومية المرض كانت خلافية ومثيرة للجدل عند اقتراحها لأول مرة، إلا أنها النظرية العلمية المقبولة حاليا ومنذ أواخر القرن التاسع عشر وتعد الآن جزءًا أساسيًا من الطب الحديث وعلم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي، وقد أثمرت عن ابتكارات عظيمة الأهمية مثل المضادات الحيوية والممارسات الصحية” اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان : https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية_جرثومية_المرض
12-https://time.com/5883081/covid-19-transmitted-aerosols/
13-https://academic.oup.com/cid/advance-article/doi/10.1093/cid/ciaa939/5867798
14-https://www.medrxiv.org/content/10.1101/2020.07.13.20041632v2
15-https://www.nytimes.com/2020/08/11/health/coronavirus-aerosols-indoors.html
16-https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0360132320302183
17-https://link.springer.com/article/10.1007/s11606-020-06067-8
18-https://coronavirus.medium.com/can-masks-function-as-a-crude-vaccine-696049cb06db
19-https://www.bloomberg.com/news/articles/2020-08-25/this-starbucks-in-south-korea-became-a-beacon-for-mask-wearing
20-https://elemental.medium.com/if-the-coronavirus-is-airborne-what-does-it-mean-for-us-c19a04568a2b
21-https://elemental.medium.com/the-germ-cleaning-power-of-an-open-window-a0ea832934ce
22-https://elemental.medium.com/air-purifiers-air-filters-and-the-best-diy-hacks-to-reduce-the-coronavirus-risk-14169e8839c5
23-https://elemental.medium.com/what-we-know-and-dont-about-catching-covid-19-outdoors-252f32aa9817

المصدر الرئيسي:
https://elemental.medium.com/the-most-likely-way-youll-get-infected-with-covid-19-30430384e5a5

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *