عصبونات الذين لديهم توحد مختلفة قبل ولادتهم – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Autistic people’s nerve cells differ before birth
Researchers in Biological Psychiatry report differences in the autistic brain are seen at the earliest stage of development

(راجعته ودققته الدكتورة أمل حسين العوامي، استشارية طب نمو وتطورالأطفال)

باحثون في الطب النفسي البيولوجي ؛ أفادوا أن ثمة اختلافات قد شوهدت في المرحلة المبكرة من مراحل تطور دماغ من لديه  توحد.

التوحد هو حالة من حالات اضطراب النمو العصبي (1) التي يرجعها الباحثون الآن إلى تطور حدث ما قبل الولادة ، على الرغم من أن هذا الاضطراب لا يُشخص حتى بلوغ الطفل سن 18 شهرًا على الأقل. دراسة جديدة (2) تظهر أنه في خلايا الدماغ البشري أن التطور الشاذ / غير النمطي [في هذه الحالة ، دماغ من لديه توحد] (لتعريف غير النمطي، راجع 3) يبدأ في المراحل المبكرة جدًا من تنظيم الدماغ ، على مستوى كل خلية من خلايا الدماغ.

نُشرت الدراسة من قبل باحثين في جامعة كينغز كوليدج لندن وجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة في مجلة طب النفس البيلوجي (Biological Psychiatry) ، بواسطة اليسڤير (Elsevier) (انظر 4).

قال الدكتور ديباك سريڤستاڤا (Deepak Srivastava) ، من مركز مجلس البحوث الطبية  MRC (انظر 5) لإضطرابات النمو العصبية (1) وقسم علوم الأعصاب الأساسية والسريرية في جامعة لندن كينغز كوليدج (King’s College London) ، الذي أشرف على الدراسة: “في هذه الدراسة استخدمنا خلايا جذعية متعددة القدرات مستحثَة ، أو اختصارًا تعرف ب (iPSCs) [وهي نوع من الخلايا الجذعية متعددة القدرات التي يمكن انتاجها مباشرة من خلية جسدية، كما استفدناه من 6 و 7] ، لنمذجة التطور المبكر للدماغ. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن خلايا الدماغ من الذين لديهم توحد تتطور بشكل مختلف عن تلك الموجودة في الذين ليس لديهم توحد”.

قام الباحثون بعزل عينات شعر من تسعة أشخاص لديهم توحد وستة أشخاص ليس لديهم توحد. بمعالجة الخلايا بمجموعة من عوامل النمو ، استطاع الباحثون من تحويل خلايا الشعر الى خلايا عصبية ، أو عصبونات – والتي تشبه إلى حد كبير تلك العصبونات  الموجودة في القشرة الدماغية أو منطقة الدماغ المتوسط (لتعريف الدماغ المتوسط، راجع 8). تحتفظ خلايا ال iPSCs بالهوية الجينية للشخص الذي أتت منه وهذه الخلايا تجدد تطورها كما لو كانت لتتطور في الرحم ، مما يوفر نافذة على كيف تطور دماغ هذا الشخص.

قال الدكتور دويبايان أدهيا (Dwaipayan Adhya) ، اخصائي الأحياء الجزيئية في مركز أبحاث التوحد في جامعة كامبريدج وقسم علم الأعصاب الأساسي والسريري في جامعة كينغز كوليدج لندن: “استخدام خلايا ال iPSCs من عينات الشعر هو الطريقة الأكثر أخلاقية لدراسة التطور المبكر للدماغ لدى الذين لديهم توحد. وهذه الطريقة تتجاوز الحاجة إلى إجراء أبحاث على الحيوانات ، فهي غير باضعة (لا تحتاج جراحة) وتتطلب عينة واحدة من شعر أو جلد الشخص”.

في مراحل مختلفة ، فحص الباحثون مظهر الخلايا المتطورة وقاموا بعمل تسلسل للحمض النووي الريبي الخاص بها ، لمعرفة أي من الجينات تظهرها الخلايا من خلال التعبير الجيني.

تشكيل خطوط الوريدات العصبية في الخلايا الجذعية لمجموعة الضبط مقابل تلك لمجموعة للتوحد

في اليوم التاسع ، الخلايا العصبية المتطورة من الذين ليس لديهم توحد “شكلت وُريدات عصبية / روزوتيس عصبية (neural rosettes)” ، وهو شكل معقد يشبه الهندباء ، مما يدل على أن الخلايا العصبية تطورت بشكل عادي (بدون توحد). بينما خلايا الذين لديهم توحد شكلت وريدات عصبية / روزوتيس عصبية أصغر أو لم تشكل وريدات عصبية / روزوتيس عصبية على الإطلاق. وأظهرت جينات متطورة مفصلية (من خلال عملية التعبير الجيني) بمستويات أقل في خلايا الذين لديهم توحد.

في يومي الحادي والعشرين والخامس والثلاثين ، الخلايا من الذين ليس لديهم توحد ومن الذين لديهم توحد اختلفت بشكل كبير في عدد من الأوجه ، مما يشير إلى أن مكون الخلايا العصبية في القشرة يختلف في الدماغ  المتطور في الذي لديه توحد عن دماغ الذي ليس لديه توحد.

قال الدكتور جون كريستال ، رئيس تحرير مجلة الطب النفسي البيولوجي ، عن النتائج: “إن ظهور الاختلافات المقترنة بالتوحد في هذه الخلايا العصبية يثبت أن هذه الاختلافات تظهر في وقت مبكر جدًا من حياة الشخص”.

على عكس الاختلافات التي شوهدت في الخلايا العصبية القشرية ، فإن الخلايا الموجهة للتطور كالخلايا العصبية للدماغ المتوسط ​​- والدماغ المتوسط منطقة دماغية غير متورطة في اضطراب التوحد – أظهرت فقط اختلافات طفيفة بين الذين ليس لديهم توحد والذين لديهم توحد.

“استخدام خلايا ال iPSCs تسمح لنا بدراسة الاختلافات في مصير الخلايا ومسارات الجينات في الخلايا العصبية من الذين لديهم توحد والذين ليس لديهم توحد بدقة أكبر. قال الدكتورة سريڤاستاڤا: “نأمل أن تساهم هذه النتائج في فهمنا لسبب وجود مثل هذا التنوع في نمو الدماغ”.

أضاف الدكتور سايمون بارون-كوهين (Baron-Cohen) ، مدير مركز أبحاث التوحد في جامعة كامبريدج ، الذي شارك في قيادة الدراسة ، “قد يشعر بعض الناس بالقلق من أن البحث الأساسي في الاختلافات في دماغ من لديه توحد ودماغ من ليس لديه توحد قبل الولادة قد يكون الهدف منه” الوقاية ، و “استئصال” أو “علاج” التوحد. هذا لم يكن دافعنا ، ونحن صريحون في قيمنا في الوقوف ضد تحسين النسل وفي تقييم التنوع العصبي (لتعريف التنوع العصبي، راجع 9). ستؤدي مثل هذه الدراسات إلى فهم أفضل لتطور الدماغ لدى الذين لديهم توحد والذين ليس لديهم توحد”.

“الدماغ كان ولا يزال هو الصندوق الأسود المطلق. هنا ، استخدم الباحثون الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية الطرفية لاستراق نظرة داخل هذا الصندوق. تشير هذه الدراسة المهمة إلى أن هذا ممكن ويعمق من فهمنا لاضطراب التوحد”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_النمو_العصبي
2-https://doi.org/10.1016/j.biopsych.2020.06.014
3-يتطور طفل التوحد ضمن سلسلة متصلة. تطور معظم الأطفال يقع في مكان ما في “وسط” تلك السلسلة المتصلة. يوصف الطفل بأنه يتطور  بشكل شاذ (غير نمطي) عندما تظهر إحدى حالتين: 1) عندما يبلغ الطفل مراحل نموه أبكر من أطفال آخرين في عمره ، أو 2) عندما يبلغ الطفل مراحل من النمو متأخرًا عن أقرانه من الأطفال، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: http://blogs.ubc.ca/earlychildhoodintervention1atypical/category/1-4-atypical-development/
4-https://www.journals.elsevier.com/biological-psychiatry
5-https://ar.wikipedia.org/wiki/مجلس_البحوث_الطبية_(المملكة_المتحدة)
6- https://en.wikipedia.org/wiki/Induced_pluripotent_stem_cell
7- https://ar.wikipedia.org/wiki/خلية_جسدية
8-الدماغ المتوسط هو قسم من أقسام الجهاز العصبي المركزي والذي يرتبط بالرؤية والسمع والتحكم الحركي والنوم واليقظة وتنظيم درجة حرارة الجسم. وهو أقصر أجزاء جذع الدماغ ويقع بين الجسر من أسفل والدماغ البيني من أعلى. يحتوي الدماغ المتوسط على نواة للأعصاب القحفية الثالث والرابع. اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/دماغ_متوسط
9- “التنوع العصبي عبارة عن اعتراف جديد أشاعه عالم الاجتماع الأسترالي جودي سينجر والصحفية الأمريكية هارفي بلوم أواخر التسعينيات، للإشارة إلى الاختلاف في الدماغ البشري في ما يتعلق بالتواصل الاجتماعي والتعلم والانتباه والمزاج والوظائف العقلية الأخرى بطريقة غير مَرَضية. ظهر المصطلح كتحدٍ للآراء السائدة المتمثلة في أن بعض الاضطرابات النمائية العصبية مرضية بطبيعتها وتعتمد بدلاً من ذلك على النموذج الاجتماعي للإعاقة، إذ تُعد الحواجز المجتمعية العامل الرئيسي الذي يساهم بتعطيل الأشخاص” اقتبسناه من نص ورد على هذا الرابط: https://ar.wikipedia.org/wiki/تنوع_عصبي

المصدر الرئيسي:
https://www.elsevier.com/about/press-releases/research-and-journals/autistic-peoples-nerve-cells-differ-before-birth

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *