Evidence grows that children may play a larger role in transmission than previously believed
(بقلم: أريانا إيونجونج تشا – Ariana Eunjung Cha)
{أحدث دراسة هي صغيرة، ولكنها تظهر أن معدلات إصابة الأطفال والأحمال الفيروسية قد تجعلهم ناشرين صامتين}
مع إعادة فتح المدارس في أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت دراسة نُشرت يوم الخميس ٢٠ أغسطس ٢٠٢٠ أن بعض الأطفال يعانون من مستويات عالية من الفيروس في مجرى الهواء أثناء الأيام الثلاثة الأولى من الإصابة، رغم من ظهور أعراض خفيفة أو عدم وجود أي أعراض على الإطلاق – مما يشير الى أن دورهم في انتشار الفيروس في المجتمع قد يكون أكبر مما كان يعتقد سابقًا.
وذكر أحد مؤلفي الدراسة، أليسيو فاسانو، وهو طبيب في مستشفى ماساتشوستس العام للأطفال، أنه نظرًا لأن الأطفال يميلون إلى إظهار القليل من الأعراض، إن وجدت، فقد تم تجاهلهم إلى حد كبير في الجزء الأول من تفشي المرض ولم يتم اختبارهم، لكنهم ربما كانوا يتصرفون بصفتهم ناشرين صامتين للفيروس طوال الوقت.
وقال: “يعتقد بعض الناس أنه يمكن حماية الأطفال؛ هذا غير صحيح، قد يكونون عرضة للإصابة مثل البالغين- لكنهم غير مرئيين”.
وتأتي الدراسة في مجلة طب الأطفال (Journal of Pediatrics) في أعقاب دراستين أخريين تقدمان رؤى حول الأطفال وانتقال فيروس كورونا. وفي ٣٠ يوليو ٢٠٢٠ ، أفاد الباحثون في جاما بيدياتريكس (JAMA Pediatrics) [١] أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٥ سنوات والذين يعانون من مرض خفيف أو معتدل لديهم مستويات أعلى بكثير من الفيروسات في الأنف، مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا والبالغين. وقبل ذلك بوقت قصير، نشر محققون في كوريا الجنوبية دراسة منزلية ذكروا فيها أن البعض يعتقد أنه يمكن للأطفال الأكبر سنًا نشر الفيروس بسهولة مثل البالغين، بينما الأطفال الأصغر سنًا ينشرونه بمستوى أقل. لكن الباحثين أوضحوا لاحقًا أنه من غير الواضح ما إذا كان انتقال العدوى جاء من الأطفال الأكبر سنًا، أو من الجهات التي شاركوا مع أفراد الأسرة الآخرين في الاتصال بها.
وقد كانت جميع الدراسات الثلاث صغيرة، وتَناقضَ بعضُها مع بعضٍ في بعض التفاصيل، لذلك ذكر الباحثون أنهم لا يستطيعون استخلاص أي استنتاجات نهائية بناءً على أي واحدة من الدراسات الثلاث لوحدها، ولكن إذا تم جمعها معًا فإنها ترسم صورة جديدة مقلقة لدور الأطفال في الوباء.
وذكرت أحدث دراسة أن الأحمال الفيروسية (Viral Loads) للأطفال كانت أعلى بشكل ملحوظ من تلك الخاصة بالبالغين المصابين بأمراض خطيرة في المستشفى. ومع ذلك، لم يكن الأطفال والبالغون في نفس المرحلة من المرض – تم قياس مستويات الأطفال في الأيام من صفر إلى يومين من الإصابة، مقارنة بالأيام السبعة أو أكثر للبالغين. وأكد لايل يونكر، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي طب الأطفال في مستشفى ماساتشوستس العام، أن هناك حاجة إلى تحليل أكبر جنبًا إلى جنب، لمقارنة الأحمال الفيروسية بمرور الوقت لدى البالغين مقابل الأطفال. وقال يونكر: “لكن النقطة المهمة هي، عندما تفكر في وحدة العناية المركزة … هناك العديد من الاحتياطات المعمول بها لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية من الإصابة بالفيروس. إن الأطفال، الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة في وقت مبكر من العدوى، يتجولون في المجتمع، ونحن بحاجة إلى تقليل إمكانية هؤلاء الأطفال لنشر الفيروس”.
ومنذ ظهور الفيروس لأول مرة في ٣١ ديسمبر ٢٠١٩، كان تأثيره على الأطفال من بين أكثر الآثار المحيرة، وقد تأكد مع الوقت أن معظم الأطفال يبدو أنهم يعانون من مرض خفيف أو لا تظهر عليهم أعراض، ولكن لماذا يبقى هذا الأمر غامضًا؟
وتوفر الدراسة الجديدة واحدة من أكثر النظرات تفصيلاً في رد الفعل المناعي لدى الأطفال المعرضين لفيروس كورونا، فمن بين ١٩٢ مريضًا من الأطفال تم فحصهم في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن ومستشفى ماساتشوستس العام للأطفال، تم تشخيص ٤٩ مصابًا بعدوى حادة و ١٨ مصابًا بمرض متلازمة الالتهابات المتعددة المرتبطة بالفيروس MIS-C. وقال أليسيو فاسانو: “متوسط عمر الأطفال في الدراسة ١٠ سنوات، ونسبة الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس كانت حوالي ٢٥ في المائة، مقارنة بحوالي ٢٠ في المائة للبالغين”. ومن بين النتائج الأولية الأخرى: العمر لم يؤثر على الحمل الفيروسي (أو كمية الفيروس الموجودة)؛ وظهر هذا الحمل الفيروسي مرتفعًا بشكل خاص بعد يومين من الإصابة.
وهناك اكتشاف آخر – يفتح العين – يتضمن مستقبلات مناعية تعرف باسم الإنزيم ٢ المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin-Converting Enzyme 2 أو “مستقبل” ACE2 ، ويعمل ACE2 كمستقبل لفيروس SARS-CoV-2 ويسمح له بإصابة الخلية؛ إنه إنزيم يولد بروتينات صغيرة – عن طريق تقطيع بروتين أنجيوتنسينوجين الأكبر – والتي تنتقل بعد ذلك لتنظيم الوظائف في الخلية) يستخدمها الفيروس لغزو الجسم. وافترض العلماء أنه نظرًا لأن الأطفال قد يكون لديهم أعداد أقل من المستقبلات، فقد يكونون أقل عرضة للإصابة أو نقل الفيروس. وأكدت البيانات أن الأطفال الأصغر سنًا لديهم عدد أقل من المستقبلات، مقارنة بالأطفال الأكبر سنًا والبالغين – لكن لا يبدو أن هذا مرتبط بالحمل الفيروسي.
ووجدت دراسة منفصلة [٢] أجريت بين ١٥ مارس و ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ على ١٧٧ طفلًا وشابًا مصابين بعدوى SARS-CoV-2 ، وصدرت هذا الشهر (أغسطس ٢٠٣٠) من المستشفى الوطني للأطفال في واشنطن العاصمة، أن الأطفال الأصغر والأكبر سنًا كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى، وكان من المرجح أن يحتاج الأكبر سنًا إلى رعاية حرجة.
وقد لاحظت خبيرة الأمراض المعدية (روبرتا ديباسي) والمؤلفون المشاركون لها أن الربو كان التشخيص الأساسي الأكثر شيوعًا عند الأطفال المصابين – لكن لم يتم تمثيلهم بشكل كبير في أولئك الذين عولجوا في المستشفى أو كانو في حالة حرجة. وكتبوا: “يشير هذا إلى أنه على الرغم من أن الأطفال والشبان المصابين بالربو قد يعانون عادة من تفاقم استجابة لعدوى SARS-CoV-2 ، فإن تفاقم الربو ليس هو المحدد الأساسي لمرض أكثر خطورة يتطلب دخول المستشفى”.
ووصف بيل كابوجيانيس (الباحث في المعاهد الوطنية للصحة في الأمراض المعدية للأطفال والذي لم يشارك في الدراسة التي أجراها أليسيو فاسانو) هذه النتائج بأنها “يحتمل أن تكون مقلقة”، لكنه قال: “إن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق لفهم بعض الإشارات”. وأضاف “إنه أمر مثير للاهتمام، لكننا بحاجة إلى مجموعة أكبر للتوصل إلى استنتاجات قوية”.
ويستمر العمل في العديد من الجهود، وقد رصدت المعاهد الوطنية للصحة ٢٠ مليون دولار تقريبا على مدى أربع سنوات لدراسة المؤشرات الحيوية والمؤشرات الأخرى التي ستصف كيفية تقدم المرض لدى الأطفال، وتكون قادرة على التنبؤ بمرض خطير عند الأطفال. وقال كابوجيانيس: “السؤال المركزي هو: لماذا هذا العدد الكبير من الأطفال يعانون من أمراض أكثر اعتدالًا مقارنة بالبالغين؟ هناك معلومات قيمة يمكننا تعلمها وتسخيرها واستخدامها لمعالجة هذا الأمر فينا جميعًا”.
وتقود أدريين راندولف (أخصائية الرعاية الحرجة في مستشفى بوسطن للأطفال وأستاذة في كلية الطب بجامعة هارفارد) مجموعة تضم ٧٣ مركزًا طبيًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة الامريكية تقوم بجمع السجلات والعينات البيولوجية من الأطفال؛ إنهم يبحثون في العديد من جوانب الأمراض الخطيرة: مثل مزيج الأجسام المضادة الموجودة وكيف تتغير بمرور الوقت، والتسلسل الجيني لأنواع مختلفة من المرضى.
وقالت: “إن الأهم من ذلك أن هذه الفرق تعمق في محاولة فهم العلاجات والتغلب على فيروس كورونا”. وحتى الآن، تمت صياغة معظم نظم العلاج بشكل سريع من خلال التجارب والكلمات الشفهية، ولكن من المأمول أن يكون هذا العمل قادرًا على تحديد العلاجات والنتائج.
والدرس الأكثر أهمية الذي ذكرته راندولف أن اخصائيي طب الأطفال تعلموه خلال الأشهر الثمانية الماضية هو أن “هذا المرض لا يتوقف عن مفاجأتنا”، وقالت: “أعتقد أنه لا ينبغي لنا أن نفترض أي افتراضات لتقليل الفيروس”.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.washingtonpost.com/health/2020/08/20/children-coronavirus-spread-transmission/
الهوامش:
١- Age-Related Differences in Nasopharyngeal Severe Acute Respiratory Syndrome Coronavirus 2 (SARS-CoV-2) Levels in Patients With Mild to Moderate Coronavirus Disease 2019 (COVID-19), Taylor Heald-Sargent, MD, PhD1; William J. Muller, MD, PhD1,2; Xiaotian Zheng, MD, PhD1,2; et al, JAMA Pediatr. Published online July 30, 2020. doi:10.1001/jamapediatrics.2020.3651
٢- Severe Coronavirus Disease-2019 in Children and Young Adults in the Washington, DC, Metropolitan Region, Roberta L. DeBiasi, MD, MS , etc, Published: May 12, 2020, DOI: https://doi.org/10.1016/j.jpeds.2020.05.007