We now have the best evidence yet that everyone develops long-term coronavirus immunity after infection — and it’s not just about antibodies
(بقلم: ايلين وودورد – Aylin Woodward)
أشارت بعض الدراسات المبكرة إلى أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا تتلاشى بسرعة نسبيا، لكنه لا يعني اختفاء المناعة، ووجدت دراسة جديدة أن جميع المشاركين المصابين بـ كوفيد-١٩ حتى أولئك الذين يعانون من حالات بدون أعراض أو خفيفة والمرضى الذين ليس لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها – طوروا خلايا تائية (T Cells) خاصة بالفيروس، وهي نوع من الخلايا الليمفاوية تتطور في الغدة الصعترية (ومن هنا جاءت تسميتها) وتلعب دورًا مركزيًا في الاستجابة المناعية. يمكن تمييزها عن الخلايا الليمفاوية الأخرى من خلال وجود مستقبلات الخلايا التائية على سطح الخلية. وتنشأ هذه الخلايا المناعية كخلايا سليفة ، مشتقة من نخاع العظام ، وتتطور إلى عدة أنواع متميزة من الخلايا التائية بمجرد هجرتها إلى الغدة الصعترية، ويستمر تمايزها حتى بعد مغادرتها الغدة. تحدد الخلايا التائية الخلايا المصابة وتقتلها ، وتنتج الخلايا البائية (المعروفة أيضًا باسم الخلايا الليمفاوية ب ، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء من النوع الفرعي للخلايا الليمفاوية، تعمل في عنصر المناعة الخلطية في جهاز المناعة التكيفي عن طريق إفراز الأجسام المضادة) أجسامًا مضادة جديدة. ويمكن لهذه الخلايا مهاجمة الفيروس اذا عاد ، لذا فإن النتيجة الجديدة هي دليل قوي على أن جميع المرضى من المحتمل أن يطوروا مناعة طويلة الأمد.
قد يكون لدى العلماء الآن إجابة على أحد أهم الأسئلة العالقة حول كوفيد-١٩ حول ما إذا كان الناس يطورون مناعة طويلة الأمد، فقد أشارت الأبحاث المبكرة إلى أن الأجسام المضادة لفيروس كورونا – بروتينات الدم التي تحمي الجسم من العدوى اللاحقة – يمكن أن تتلاشى في غضون أشهر. لكن في قلقهم بشأن الآثار المترتبة على هذه النتائج ، فشل العديد من الناس في النظر في دفاع جهاز المناعة متعدد الطبقات ضد غزو مسببات الأمراض، فعلى وجه التحديد ، استبعدوا دور خلايا الدم البيضاء، التي تتمتع بقدرات مذهلة على التذكر يمكن أن تساعد جسمك على شن هجوم آخر ضد فيروس كورونا في حالة عودته. تعد خلايا الذاكرة T نوعًا رئيسيًا بشكل خاص ، حيث إنها تحدد الخلايا المصابة وتدمرها وتبلغ الخلايا البائية حول كيفية صنع أجسام مضادة جديدة تستهدف الفيروسات.
تشير دراسة [بعنوان “Robust T cell immunity in convalescent individuals with asymptomatic or mild COVID-19” لمؤلفيها تاكويا سيكاين وآخرين (العاملين في مركز الطب المعدي بكلية الطب التابع لمعهد كارولينسكا بمدينة ستوكهولم – السويد)، والتي نُشرت يوم الجمعة (14 أغسطس 2020) في مجلة “خلية” Cell] إلى أن كل شخص يصاب بـكوفيد-١٩ – وحتى اولئك الأشخاص الذين يعانون من حالات خفيفة أو بدون أعراض – يطورون الخلايا التائية T Cells التي يمكنها تعقب الفيروس التاجي إذا تعرضوا له مرة أخرى لاحقًا.
وكتب مؤلفو الدراسة: “من المرجح أن تكون خلايا الذاكرة التائية (T memory cells) حاسمة في الحماية المناعية طويلة المدى ضد كوفيد-١٩” ، مضيفين أنها “قد تمنع النوبات الشديدة المتكررة من كوفيد-١٩ “. ويمكن لهذه المناعة أن تستمر لسنوات ، بينما تنخفض مستويات الأجسام المضادة بعد الإصابة، وحتى أولئك المرضى الذين ليس لديهم أجسام مضادة يوجد لديهم خلايا تائية خاصة بالفيروس.
وفحص مؤلفو الدراسة الجديدة عينات دم ٢٠٦ شخصا في السويد مصابين بـكوفيد-١٩ بدرجات متفاوتة من الخطورة، ووجدوا أنه بغض النظر عما إذا كان الشخص قد تعافى من حالة خفيفة أو شديدة ، فإنهم ما زالوا يطورون استجابة قوية للخلايا التائية. وأظهرت النتائج أنه حتى مرضى فيروس كورونا الذين لم تكن نتائج اختبار الأجسام المضادة إيجابية لديهم، طوروا خلايا الذاكرة التائية. ووصف الدكتور أنتوني فوشي ، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة الامريكية ، دراسات الخلايا التائية مثل هذه بالأخبار السارة، وقال خلال مقابلة مع منصة المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية على فيس بوك لايف (Facebook Live): “هناك الكثير من الأشياء الساخنة التي تحدث في الوقت الحالي” في أبحاث الخلايا التائية ، مضيفًا: “الأشخاص الذين لا يبدو أن لديهم عيارًا عاليًا من الأجسام المضادة ، ولكنهم مصابون حاليا أو كانوا مصابين سابقا، ولديهم استجابات جيدة للخلايا التائية “. وتدعم الأبحاث الحديثة الأخرى النتائج الجديدة.
ووجدت دراسة [بعنوان SARS-CoV-2-specific T cell immunity in cases of COVID-19 and SARS, and uninfected controls] بقلم نينا لو بيرت وآخرون، (تعمل نينا لو بيرت في برنامج الأمراض المعدية الناشئة ، بكلية دوك-للطب في جامعة سنغافورة الوطنية Duke-NUS )، نشرت في يوليو ٢٠٢٠ م ، أن مجموعة من ٣٦ مريضًا تم تعافيهم من فيروس كورونا ، أنتجوا جميعًا خلايا الذاكرة التائية التي تتعرف على فيروس كورونا الجديد وهي مصممة خصيصًا لمحاربته. كما وجدت دراسة أخرى حديثة نُشرت في العدد ٢٩ يوليو من مجلة نايتشر (Nature) أنه من بين ١٨ مريضًا بالفيروس التاجي في ألمانيا ، طور أكثر من ٨٠ ٪ خلايا تائية خاصة بالفيروس. وحتى الأشخاص الذين لم يتعرضوا أبدًا لفيروس كورونا الجديد، يمكن أن يكون لديهم خلايا تائية واقية.
وأسفرت هاتان الدراستان عن نتائج أكثر إثارة للدهشة أيضًا إذ يبدو أن لدى العديد من الأشخاص الذين لم يصابوا بـكوفيد-١٩ خلايا ذاكرة تائية يمكنها التعرف على فيروس كورونا الجديد. لقد كان هذا صحيحًا لأكثر من نصف مجموعة من ٣٧ شخصًا في دراسة يوليو وما لا يقل عن ثلث مجموعة من ٦٨ مريضًا في دراسة مجلة نيتشر.
ان التفسير الأكثر احتمالا لهذه النتائج هو ظاهرة تسمى التفاعل التبادلي الذي يقول “عندما تتطور الخلايا التائية استجابة لفيروس آخر تتفاعل مع عامل ممرض مشابه ولكنه غير معروف من قبل”. وفي هذه الحالة ، يعتقد الخبراء أن هذه الخلايا التائية التفاعلية تأتي على الأرجح من التعرض السابق لفيروسات كورونا الأخرى – تلك التي تسبب نزلات البرد.
وفي الواقع ، تدعم دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر (أغسطس ٢٠٢٠) هذه الفرضية، حيث أفاد الباحثون أن ٢٥ شخصًا لم يصابوا من قبل بـكوفيد-١٩ لديهم خلايا ذاكرة تائية يمكنها التعرف على كل من الفيروس التاجي الجديد والأنواع الأربعة من فيروسات الزكام بشكل متساوٍ. وقال الدكتور أليساندرو سيت (كلية الطب ، قسم الأمراض المعدية والصحة العامة العالمية ، جامعة كاليفورنيا ، سان دييغو)، أحد مؤلفي هذه الدراسة ، في بيان صحفي: “قد يساعد هذا في تفسير سبب ظهور أعراض مرضية أكثر اعتدالًا على بعض الأشخاص بينما يمرض آخرون بشدة”. وقد قال سابقا: “لقد بدأت بميزة بسيطة – بداية في سباق التسلح بين الفيروس الذي يريد التكاثر والجهاز المناعي الذي يريد القضاء عليه” ،وذكر أنه ما زلنا لا نعرف على وجه التحديد إلى متى تستمر هذه المناعة طويلة المدى.
وعلى الرغم من أن هذه الأخبار حول الخلايا التائية ومناعة الفيروس التاجي واعدة ، إلا أن العلماء ما زالوا لا يعرفون على وجه التحديد إلى متى سيتم حماية الأشخاص الذين يتعافون من كوفيد-١٩ من العدوى في المستقبل. وقال مؤلفو الدراسة الجديدة إنهم اكتشفوا الخلايا التائية: “بعد أشهر من الإصابة ، حتى في غياب الأجسام المضادة المنتشرة التي يمكن اكتشافها”.
وتشير أبحاث أولية أخرى نُشرت يوم السبت ١٥ اغسطس إلى أن الخلايا التائية لا تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد ظهور أعراض فيروس كورونا ، بل تزداد أيضًا في بعض الحالات خلال تلك الفترة الزمنية ، وعلاوة على ذلك ، تشير القرائن المستقاة من فيروسات كورونا الأخرى ، مثل السارس ، إلى أن عمر الخلايا التائية قد يمتد لعقود.
وبحثت دراسة يوليو أيضًا عن الخلايا التائية في عينات دم من ٢٣ شخصًا نجوا من السارس. ومن المؤكد أن هؤلاء الناجين ما زالوا يمتلكون خلايا ذاكرة تائية خاصة بالسارس بعد ١٧ عامًا من المرض، ويمكن لهذه الخلايا التائية نفسها التعرف على فيروس كورونا الجديد أيضًا.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر: