منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على كوكب الأرض ، والإنسان لا ينفك عن النظر الى قبة السماء … وعندما تغيب الشمس من كل يوم ويحل الظلام ، تكون السماء هي الملاذ الوحيد للترفيه والتأمل ،،،،
فهي مليئة بالمناظر الخلابة من نجوم وكواكب ونيازك وشهب، لوحة فنية تتشكل كل ليلة بمصابيح الزينة ….. وقد قال الله في محكم كتابه (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ…..)(سورة الملك 5) ، وكلما أراد الإنسان أن ينهل من السعادة ويُنير ليله المظلم رفع رأسه الى السماء ، يبتسم وينسى همومه ويجدد رابطة الحب والألفة مع الكون.
كانت علاقة الإنسان مع السماء تنمو وتتكامل كلما تقدم به العمر ، واستمر الحال هكذا حتى إكتشف الإنسان الكهرباء وإنتشر الضياء في كل مكان وأصبح الليل شبيهٌ بالنهار ، وزادت المصانع والمعامل الأمر سوءاً بإضافة المزيد من أنواع التلوث الى الفضاء ، فبات من الصعب رؤية السماء صافية كما كان يراها الإنسان قبل مئات السنين ، وفي وقتنا الحاضر توقف الإنسان الى النظر الى جمال السماء الا ما رحم ربي. فقط العلماء من يرفعون رأسهم الى السماء في زماننا هذا، يبحثون ويتفكرون. يساعدهم على كشف السماء والتكامل معها عيونهم المسلحة المتطورة جدا بتقنيات عدسات التلسكوبات المتنوعة.
وقد تم تحديد أفضل مكان في العالم يمكن أن نرى سماء الليل صافية كما كان يراها الإنسان منذ بداية الخليقة ، إنه المكان الغير مأهول بالبشر والمكان الأبرد على وجه الأرض ، إنها القارة القطبية الجنوبية ، هناك على قمة جليدية تم إلتقاط أوضح الصور للسماء من الأرض.
هناك عدة عوامل تفسد صفاء الصور للسماء سواء الطبيعية او باستخدام التلسكوب أهمها:
- الغلاف الجوي: الغلاف الجوي يجعل من الرؤية أكثر ضبابية.
- الهواء الحار والرطوبة.
- إنخفاض الموقع على الأرض
- سمك الطبقة الأولى التي تعيق الوصول للغلاف الجوي الحر المستقر وتقدر بمئات الأمتار ، بينما في القارة القطبية لا تتعدى 14 متر ، فيمكن تفاديها بإختيار تلة ثلجية مرتفعة وتصوير السماء من فوقها.
يتكون الغلاف الجوي من خمس أو ست طبقات رئيسية من الغازات تحيط بالكرة الأرضية ، أهمها الطبقة الأولى التي تسمى (التروبوسفير) ….. والتي يتراوح سمكها من بضع مترات الى عدة مئات من الأمتار ، يقل سمكها بالقرب من القطبين وتزداد كلما إقتربنا من خط الإستواء. وهي الطبقة الملاصقة لسطح الأرض وفيها تقع كل المتغيرات الجوية وتحتوي على 75% من الكتل الهوائية و 99% من بخار الماء (الضباب) والعوالق من غبار وجزيئات عالقة صلبة.
ولهذه العوامل لجأ العلماء والهواة الى نصب مناظيرهم في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) لتفادي الضبابية والفوز بلقطات للسماء وهي في أتم زينتها.
هذه بعض اللقطات الرائعة للسماء من إحدى التلال الثلجية في القارة القطبية الجنوبية قرب مركز القطب الجنوبي للكرة الأرضية.
قد تمر بنا الأشهر وربما السنين ولا نرفع رأسنا الى السماء لأن ضوضاء الأرض شغلتنا وأبعدتنا عن جمال السماء ، وإذا كنت لا تستطيع الذهاب الى القارة القطبية الجنوبية ، فإذهب ليلا الى عمق الصحراء بعيدا عن الضوضاء والأنوار والمصانع والسيارات ، إرفع رأسك الى السماء ، وإنظر الى السماء كيف رُفعت ، استنشق هواء نظيفا ، وتمتع بمنظر الكون كما كان يتمتع بها آباؤك قبل الاف السنين.
مصادر الصور:
- https://www.newscientist.com/article/2250033-the-best-view-of-the-stars-from-earth-is-on-a-hill-in-antarctica/
- https://www.journals.elsevier.com/astronomy-and-computing/highlighted-articles/from-antarctica-to-the-stars
- https://www.newscientist.com/article/2250033-the-best-view-of-the-stars-from-earth-is-on-a-hill-in-antarctica/
- https://www.abc.net.au/news/2017-09-14/astronomers-plan-for-new-telescope-in-antarctica/8945828
- https://www.patrickcullis.com/south-pole-night.html
مقال ممتع يدعونا للتأمل والأهتمام بالبيئة. اعتقد إن البشر وخاصة سكان المدن والمناطق الصناعية الملوثة قد خسر المتعة بصفاء السماء الذي هو مدعاة لصفاء الروح.
مقال جميل يمتزج فيه العلم بالتأمل وبالمتعة البصرية وكيف كان الأجداد يستمتعون بمنظر السماء البديع وبقبتها الآسرة المضاءة بالنجوم الزاهرة.
مقال متميز جدا ورائع عمي لتوجيه المجتمع بالاهتمام بالبيئة وتوعيتهم من خطر الاحتباس الحراري وتغيير السلوك اليومي الذي نمارسه للحد من ارتفاع درجة الحرارة ونقاء الجو والاتجاه للطاقة المتجدد ليكون مكان آمن للعيش لأجيالنا القادمة.