دقة وتنوع وفخامة
نماذج زخرفية متنوعة تجدها في البيوت والمساجد والمآتم ، عناصر معمارية شامخة كالأقواس والزخارف الجصية والأبواب الخشبية والنحاسية ،،،،،، آثار مبعثرة هنا وهناك تلتحف سماء واحة القطيف ، تحوي دقة وتنوع وفخامة ، تؤكد أن مهنة البناء في هذه المنطقة لم تكن عادية ، بل هي مهنة فنية راقية والزخارف الهندسية والنباتية والحروفية كانت جزءا لا يتجزأ من تشييد المباني من الداخل والخارج……
عدسة الفنان اسماعيل هجلس تقترب الى أجزاء من الدروازة الخشبية لمنزل سماحة العلامة الشيخ منصورالبيات رحمه الله ، وتلتقط هذه الصور الرائعة….
أدب وتقوى وفقاهة
دروازة شامخة لم يراها سماحة الشيخ البيات رحمه الله لكنه بكل تأكيد تلمسها ومرت أنامله على تفاصيل زخارفها…
دروازة كانت تصغي لتهجدات الشيخ ليلا ، وتستقبل زواره نهارا….
عمر الدروازة تجاوز المئة والخمسون عاما ، وإذا صح هذا التقدير فإن الدروازة تم صنعها قبل أن يلد سماحة الشيخ رحمه الله بأكثر من 35 سنة. (ولد سماحة الشيخ البيات رحمه الله في عام 1325 هجرية وتوفي عام 1420 ).
رحل سماحة الشيخ البيات الى بارئه وبقيت الدروازة المزخرفة، ربما كي تذكرنا بأن هنا كانت محطة تاريخية ، وهنا كان عناقا بين عبق التاريخ والعلم ، وهنا يلتقي الزمان بالمكان ، يرسم اللوحة الفنية القادمة وتتشكل البدايات لوعي يجب أن يبقى نتعلم منه الأدب والتقوى والفقاهة والفن ، ولو تأملنا جيدا بين ثنايا زخارف الدروازة الخشبية لبيت سماحة الشيخ لسمعناه يقول شيئا من أدبه الفياض* في مولد أبا الحسن عليه السلام:
فيا لها ليلة ماست لها طربا @@@ مشاعر الحق والإيمان وإبتهجت
صلى الإله عليكم ما بدا قمر @@@ وما أضاءت نجوم الأفق أو زهرت
رحم الله شيخ المتهجدين رحمة الأبرار
*المصدر: شعراء القطيف (الطبعة الثانية) للشيخ علي المرهون – ص371