قاري أبو سطحه القطيفي – عبد الرسول الغريافي

قاري أبو سطحه القطيفي أو قاري سطحه كما كان يطلق عليه، وهو من أشهر القواري القطيفيه. والقاري في الخليج تعني العربه وهي مستعاره من لغة الأردو الهنديه وأيضا من الفارسية إذ تسمى (قوري) وكلمة قاري تطلق على السيكل (الدراجة) عند أهل الكويت.


كان هناك 3 أنواع رئيسية من القواري وهي: قاري السطحه أو (أبو سطحه) ، قاري حمار الذي يجره الحمار ، وقاري صغير يعرف بالعيربانه (محرف من عربه) وهي عربة صندوقية صغيرة مكونة من صندوق مستطيل تدفع دفعا بأدرع خشبية تثبت على جانبيها بشكل مائل للأعلى ويربط بينهما مقبض خشبي مستعرض لسهولة مسكه و الدفع به للأمام، وفي أسفل قاع الصندوق محور حديدي (سيخ) قوي يمر من منتصف الصندوق بحيث يزيد طوله عن عرض الصندوق لتشكل تلك الزائدتين بروزين من الجانبين ليثبت عليهما عجلتان: واحدة عند كل طرف، وللقاري العيربانه أحجام مختلفة حسب الحاجة كما أن عجلاتها أو كفراتها (دراريجها) متنوعة ومتعددة ومتفاوتة الأحجام.

أما قاري ابو سطحه فعادة يجر جرا بمسك مقبضيه الغليظين الأيمن والأيسر ويستعان في جره بحبل متين مثبتا بحلقة في خلف المقبضين. يمرره الرجل العتال أو الحمال على كتفه من جهة وعلى خصره من الجهة الأخرى ليساعده على جره عندما يكون محملا بالبضائع، أما إن كان فارغا من الشحنه فبإمكان الحمال أن يدفعه دفعا ليسهل عليه. وسمي قاري السطحة بهذا الإسم لأنه مسطح خشبي مكون من عدة ألواح مصفوفة ومثبتة بجانب بعضها بالمسامير على (مربعين) خشبيين متوازيين يبعدان عن بعضهما 125 سم تقريبا وطول كل واحد منهما 3 أمتار تقريبا ولعله يقل قليلا،
ويهذب ويدبب طرفيهما لسهولة مسكهما. وللقاري ابو سطحة أيضا عجلتان على جانبيه تثبت أيضا على محور يعرف بالعكس axis. وهذه العجلات ثابت حجمها ونوعها وطرازها في كل قواري القطيف ومحاطة بإطار مطاطي قوي وقاس يعرف بكفر الحجر لانه لاينفخ، ويبلغ قطره 40 سم تقريبا ولايثبت محور هذين الكفرين على جسم (القاري) مباشرة ولكن يرفع عنه القاري بعدة مربعان خشبية من الطرفين يبلغ ارتفاع كلا منهما نصف متر تقريبا يفصل بين العجلات وجسم القاري يعرف (بالسيسته).
ومن الملاحظ أن القاري يستخدم في جميع دول الخليج وأن لكل منطقة حجم عجلات تختلف عن عجلات المنطقه الأخرى وكذلك تختلف بعض تفاصيل صناعتها.


وفي منتصف الخمسينيات وحتى بداية الستينيات حين أدخلت بعض التحسينات الزخرفيه على الفنون المعماريه القطيفيه دشنت عجلة (دراج) أبو سطحه في عالم البناء القطيفي إذ عصفت (موضة) استخدام كفر قاري أبو سطحه لتكون جزءا من بناء واجهة المنزل فكان البعض يثبت هذا الكفر فوق بوابة مدخل منزله مباشرة على بعد عشرين سم منه اي أنه يثبت فوق الطره بعد نزع إطاره المطاطي وبعدها يطلى باللونين الأحمر والأخضر فقط. جدير بالذكر أن القاري أبو سطحه لايستخدم في جميع مدن وقرى القطيف وإنما فقط في حدود أسواق مدينة القطيف بل أن البعض لايعرف قاري أبو سطحه حين تتحدث عنه كما أنه أيضا ليس معروف في الأحساء والسبب أن أغلب قرى القطيف وكذلك مناطق الأحساء وقراها تعتمد كليا على قاري الحمار أو قاري أبو حمار المعروف وهو صندوقي الشكل يحمل على مربعين طويلين يثبت على الحمار ويرفع هذا الصندوق أيضا على (سيستتين) اثنتين يثبت عليهما المحور الذي يثبت على طرفيه العجلتان.

المؤرخ عبد الرسول الغريافي

تعليق واحد

  1. اتمنى ان يحتفظ بعض المهتمين بهذه العيربانات قبل ان تندثر كليا مع بعض الحمير الحساوية التي تنافس الخيول. فلا يمكن مقارنة ال pony الامريكي بالحمار الحساوي. و لكم الشكرا والتقدير على مواضيع احياء التراث القطيفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *