Harmful Algal Blooms in Arabian Sea Fueled by Shrinking Snowcaps
إعداد: معهد الأرض بجامعة كولومبيا ، 9 مايو 2020
التحولات المدفوعة بالمناخ تعطل مصايد الأسماك ومحطات التحلية ؛ وقد تضرب المشاكل مناطق أخرى
يتكاثر كائنٌ مرنٌ فريدٌ لم يُسْمَع به من قبل في بحر العرب منذ ٢٠ عامًا وينتشر بوتيرة مثيرة للقلق ، ويشكل دوامات خضراء وسميكة كريهة الرائحة وخيوط يمكن رؤيتها حتى من الفضاء. هذا الكائن الحي غير العادي يدعى نوكتيلوكا سينتيلانز ( Noctiluca scintillans ) وهو من العوالق وحجمه لا يتعدى المليمتر ، لكن لديه قدرة استثنائية على البقاء والازدهار وإبعاد الدياتومات (العوالق المائية) ، وهذه العوالق ذات تركيب ضوئي تدعم تقليديًا شبكة طعام بحر العرب. ولا تمثل نوكتيلوكا غذاء مفضلًا للكائنات الأكبر ، لذا فإنها تزدهر بشكل كبير ومتكرر سنويًا ، وتستمر لعدة أشهر ، معطلة قاعدة السلسلة الغذائية البحرية في المنطقة ، وتهدد مصائد الأسماك التي تدعم ١٥٠ مليون شخص ، وربما تُفاقم من ارتفاع القرصنة الإجرامية في المنطقة.
ويصف بحث جديد نُشر في مجلة نايشرز ساينتفك ربورتس ( Nature’s Scientific Reports ) كيف أن فقد تساقط الثلوج المستمر فوق منطقة الهضبة في الهيمالايا – التبت يغذي توسع هذا الطحالب المدمرة.
وقد قاد جاكوم جوس فريقا من مرصد لامونت – دورتي ( Lamont-Doherty ) الأرضي بجامعة كولومبيا ، لدراسة هذه الظاهرة ، واستخدم فريقه بيانات ميدانية ، وتجارب مختبرية ، وصورا من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا جمعت لعقود من الزمن ، لربط انتشار نوكتيلوكا في بحر العرب مع ذوبان الأنهار الجليدية والرياح الموسمية الشتوية الضعيفة.
عادة ما تُبَرِّدُ الرياح الموسمية الشتوية الباردة القادمة من جبال الهيمالايا سطح المحيطات ، وتتسبب في هبوط المياه السطحية الباردة للطبقات السفلى من مياه البحر واستبدالها بالمياه السفلية الغنية بالمغذيات. ولا يختلف هذا الاختلاط الحراري عن وضع مكعب ثلج في كوب من القهوة الساخنة.
وأثناء هذا الوقت ، تزدهر العوالق النباتية المنتجة الأساسية للسلسلة الغذائية ، في الطبقات العليا المضاءة بنور الشمس والغنية بالمغذيات. وتشاهد الدول المحيطة ببحر العرب انتشار مجموعة من الأسماك التي تتغذى بشكل مباشر أو غير مباشر على العوالق النباتية. ولكن مع تقلص الأنهار الجليدية والغطاء الثلجي في جبال الهيمالايا ، تكون الرياح الموسمية التي تهب من اليابسة أكثر دفئًا ورطوبة ، مما يؤدي إلى تناقص الاختلاط الحراري وانخفاض الإخصاب في الطبقات العليا.
وفي هذا السيناريو ، تكون العوالق النباتية مثل الدياتومات في وضع غير مميز ، على عكس نوكتيلوكا (المعروفة أيضًا باسم بريق البحر) ، التي لا تعتمد على ضوء الشمس والمغذيات فقط ؛ ويمكنها أيضًا البقاء على قيد الحياة عن طريق تناول الكائنات الحية الدقيقة الأخرى ، وتستضيف الآلاف من التركيبات الداخلية التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي داخل خليتها المنتفخة الشفافة الشبيهة بالاحتباس الحراري. وتزودها الشرائط الداخلية الخضراء بالطاقة من عملية البناء الضوئي ، في حين أن سوطها الشبيه بالذيل يسمح لها بالتقاط أي عوالق مجهرية من المياه المحيطة كمصدر إضافي للطعام.
ويمنح هذا الوضع المزدوج لاكتساب الطاقة ميزةً هائلةً لازدهار نوكتيلوكا ومن ثم تعطيل السلسلة الغذائية الكلاسيكية لبحر العرب. أما الميزة الثانية لنوكتيلوكا فهي أن تراكيبها الداخلية تراكم الكثير من الأمونيا في الخلية ، مما يجعلها كائنًا غير مستساغٍ للكائنات البحرية الأكبر. ولها ميزة ثالثة أيضا ، حيث تعتبر الأمونيا المتراكمة أيضًا مستودعًا للمغذيات النيتروجينية لمصادر داخلية ، مما يجعلها أقل عرضة لتقليل مدخلات المغذيات من الاختلاط الحراري الضعيف.
وظهر أزدهار نوكتيلوكا لأول مرة في أواخر التسعينات ، ويهدد الحجم الهائل من إزدهارها السنوي سلسلة الغذاء الضعيفة بالفعل في بحر العرب لأن الكائنات التي تعيش معها لا تتنافس فقط مع العوالق النباتية للمغذيات التي يتم تجديدها سنويًا ، ولكن تتغذى على العوالق النباتية نفسها. ومع ذلك ، يبدو فقط أن قناديل البحر والأملاح تجد نوكتيلوكا مستساغًا. وفي عُمان ، تُضطر محطات تحلية المياه ومصافي النفط ومصانع الغاز الطبيعي إلى تقليص العمليات بسبب اختناقها بسبب إزدهار نوكتيلوكا والقناديل التي تحتشد لتتغذى عليها. وربما أدى الضغط الناتج عن الإمدادات الغذائية البحرية والأمن الاقتصادي إلى زيادة ارتفاع معدلات القرصنة في دول مثل اليمن والصومال.
قال جوس ، الذي يدرس الارتفاع السريع لهذا الكائن منذ أكثر من 18 عامًا بمشاركة هيلجا دو روزاريو جوميز الباحثة في لامونت : “ربما يكون هذا أحد أكثر التغيرات الدراماتيكية التي رأيناها والتي تتعلق بتغير المناخ ، حيث نشاهد نوكتيلوكا في جنوب شرق آسيا ، قبالة سواحل تايلاند وفيتنام ، وفي أقصى جنوب جزر سيشيل. وفي كل مكان تزدهر فيه ، تصبح مشكلة ، كما أنها تضر بنوعية المياه وتسبب الكثير من نفوق الأسماك “.
وتقدم الدراسة أدلة جديدة مقنعة على الآثار المتتالية للإحترار العالمي على الرياح الموسمية الهندية ، إضافة الى الآثار الاجتماعية والاقتصادية على عدد كبير من سكان شبه القارة الهندية والشرق الأوسط.
وأضاف جوس “معظم الدراسات المتعلقة بتغير المناخ وبيولوجيا المحيطات تركز على المياه القطبية والمعتدلة ، أما التغيرات في المناطق الاستوائية فإنها تمر دون أن يلاحظها أحد”.
وتسلط الدراسة الضوء على كيفية تأثر المحيطات الاستوائية بشكل غير متناسب وفقدان تنوعها البيولوجي وتغيرها بشكل أسرع من تنبؤات النماذج التقليدية. وقال جوس “إن هذا قد ينذر بعواقب وخيمة على المدى الطويل لبلدان المنطقة التي تعاني بالفعل من مشاكل اجتماعية واقتصادية من الحرب والفقر وفقدان سبل العيش”.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://scitechdaily.com/harmful-algal-blooms-in-arabian-sea-fueled-by-shrinking-snowcaps/
مرجع إعتمدت عليه الدراسة: “تغير حالة النظام الإيكولوجي في بحر العرب بسبب الفقد الأخير للثلوج فوق منطقة الهضبة التبتية في الهيمالايا – التبت” بقلم جواكيم جوس ، هوازن تيان ، هيلجا دو روساريو جونز ، روجرز اندرسون ، خالد الهاشمي ، سيرجيو دي رادا ، هاو لو ، لبنا الخروصي ، عدنان العذري ، و دوجلاس مارتنسون ؛ والمنشور في دورية “التقارير العلمية” ٤ مايو ٢٠٢٠ م.
ملاحظة: ساهم في البحث علماء لامونت دوهرتي أو. روجر أندرسون ، دوغلاس ج. مارتينسون ، وطلاب المدارس الثانوية الذين يعملون مع المرصد. كما أن من بين المؤلفين المشاركين الآخرين باحثين من وزارة الثروة السمكية والثروة الزراعية في عمان ووزارة الخارجية ، بالإضافة إلى باحثين من جامعة السلطان قابوس العمانية ، ومن جامعات تيانغونغ وشيامن في الصين. وتم تمويل البحث من قبل ناسا لعلوم الأرض ومؤسسة جوردون وبيتي مور ومركز السلطان قابوس الثقافي.