ناوي تفش خلقك في رمضان؟ هلال الوحيد

يتوافق توقيت شهر رمضان في هذه السنة، ١٤٤١ هجرية، مع حصول هذه الجائحة العالمية. أول التوصيات لهذا العام أن تشتري ثلاجة خاصة وتضع أعصابك فيها في الليل لكي تستيقظ في برودةِ المزاج وراحة الأعصاب في يومِ الصوم التالي.

يوصي الرسول الأكرم (ص) في شهرِ رمضان: ” أيُّها الناسُ مَن حَسّنَ مِنكم في هذا الشهر خُلُقَه كان له جوازاً على الصراطِ يومَ تَزلُّ فيه الأقدامُ “، ومع ذلك ليس على أحدنا سوى الخروج من المنزل للسوق أو الشارع ليكتشف أن ضيقَ صدرِ الصائمين وعِيل صبرهم في نهارِ شهر رمضان سمة عامة وكلهم يلومون صعوبةَ الصيام، فهل لفش الخلق وإنزال غائلةِ الغضب سببٌ علمي؟

في الواقع رغم أن الكثيرين منا يفترضون أن ارتباطَ الجوع بالغضب مجرد خرافة، أظهرت دراسة أجرتها جامعة جيلف “Guelph” الكندية أن الانخفاض المفاجئ في مستوى الجلوكوز في الدم عند الشعور بالجوع، قد يكون له تأثير سلبي على الحالة المزاجية، وأن هناك علاقة متينة بين الشعورِ بالجوعِ والغضب في آنٍ واحد.

 

سعى الباحثون في الدراسة إلى التحقق مما إذا كان نقص سكر الدم المزمن، يعد أحدَ عوامل ظهور سلوكيات شبيهة بالاكتئاب. ولم يكن الغرض من الدراسة البحث في علاقة “الجوع – الغضب” فحسب، بل جاءت ضمن عمل مجموعة من العلماء الكنديين في محاولة فهم الاكتئاب في شكلٍ أفضل، ومن زوايا عدة.

ولمعرفة العلاقة بين التمثيل الغذائي واضطرابات المزاج درس العلماء حال الفئران عند شعورها بالجوع عن طريق إعطائها حقنة من الدواء الذي منعها من القدرة على استقبال الجلوكوز، ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن تصبحَ حركةُ الفئران بطيئة، واستجاباتها سلبية وعدوانية، تشبه سلوكَ البشر عند الشعور بالغضب نتيجةَ الحرمانِ من الطعام.

قال البروفيسور فراشيسكو ليري في خلاصة الدراسة: “لقد وجدنا دليلا على أن تغيير مستوى الجلوكوز يمكن أن يكونَ له تأثيرٌ دائم على الحالة المزاجية، لقد بحثت الدراسة الحالية، تأثير انخفاض الجلوكوز المفاجئ في الدم على السلوك العاطفي، عن طريق إحداث نقص في مستوى السكر في دم مجموعة من فئران التجارب” ، وذكر رئيس فريق البحث توماس هورمان: “عندما يفكر الناس في حالات المزاج السلبي والإجهاد، يفكرون في العواملِ النفسية، لكننا وجدنا أن سلوكَ الأكل السيئ يمكن أن يكون له تأثير”.​

لا يستبعد أن تكون نتائج الدراسة تنطبق على الإنسان، ومن هنا يكون صحيحا ما قال الامام علي (ع): “بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة”, وأبلغ منه ما قال الله سبحانه وتعالى {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}. فإن بدا لك أن تنفس عن غضبك لا تغادر دارك وقل “اللهم إني صائم”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *