How to survive social distancing according to science
بقلم: الباحث كيفين ديكنسون Kevin Dickinson
المصدر: منصة التفكير الكبير Big Think حسب الرابط أدناه
لن تكون قيود التباعد الاجتماعي سهلة المراس، لكن العلم يوضح لنا كيفية جعلها أكثر قابلية للإدارة والتأقلم. التباعد الاجتماعي يطلب منا قمع رغباتنا التطورية في الاتصال والتفاعل البشري. يخشى الخبراء أن تكون ممارسة هذه القيود لفترات طويلة لها عواقب غير متوقعة على صحتنا العقلية. في هذا البحث، ننظر في سبع طرق لمساعدتنا في التخفيف من الآثار الضارة لممارستنا حياة التباعد الاجتماعي.
في الرد على فيروس كورونا المستجد، طلب منا مسؤولو الحكومة والصحة العامة الابتعاد عن بعضنا البعض. الفكرة التي يطلق عليها “التباعد الاجتماعي”، وهي الحد من انتقال المرض عن طريق تقليل الاتصال بيننا وبين الناس.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أوصى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بتأجيل أو إلغاء جميع التجمعات الجماهيرية؛ ولهذا أغلقت أكثر من٣٠ ولاية أبواب المدارس؛ كما ان العديد من المدن أغلقت الحانات والمطاعم.
يتفق الخبراء على أن التباعد الاجتماعي سيساعدنا في إبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد، ولكن كما أفاد التقرير من مجلة العلوم Science، يخشى آخرون أنه قد تكون له عواقب غير متوقعة.
على مدى فترة طويلة، يمكن للوحدة والعزلة الاجتماعية أن تزيد من التوتر والاكتئاب. يمكن أن تتفاقم مشاكل الصحة الجسدية مثل أمراض القلب. ومثل هذه الفيروسات، فإنها تستهدف المجموعات العمرية الأكبر سنا وتؤثر بشكل ضار.
لقد أخبرنا السيد نيكولاس كريستاكيس Nicholas Christakis، وهو عالم اجتماع وطبيب في جامعة ييل Yale University حيث قال لمجلة العلوم Science: “إن فيروس كورونا المستجد والمنتشر في جميع أنحاء العالم يدعونا إلى قمع نبضاتنا البشرية العميقة والتطورية في التواصل: رؤية أصدقائنا، أو لقاءاتنا في مجموعات، أو مصافحة بعضنا بعضا”، وقال أيضا: “إن الأوبئة بشكل خاص تتطلب اختبارات مكثفة، لأننا لا نحاول فقط حماية الأشخاص الذين نعرفهم، ولكن أيضًا الأشخاص الذين لا نعرفهم أو حتى من نهتم بهم”.
ستكون ممارسة قيود التباعد الاجتماعي هو أسلوب حياتنا لعدة أسابيع، وربما أشهر. فيما يلي سبع طرق لمساعدتنا للتغلب من هذا النموذج الجديد.
الطريقة الأولى – افهم التباعد الاجتماعي:
على الرغم من الاسم، فإن التباعد الاجتماعي هو حقًا شكل من أشكال التضامن الاجتماعي.
معظم الأشخاص الذين يصابون بالمرض يعانون من أعراض خفيفة إلى معتدلة – بما في ذلك الحمى والسعال الجاف والتعب وإنتاج البلغم – وسيتعافون قريبًا. يقدر فقط ٦٪ من الناس يصابون بأمراض خطيرة، وعدد قليل منهم يموتون. ومع ذلك، فإن هذا يترك الملايين من الناس في خطر في ان تتطور حالتهم الى وهن وضعف.
لحماية هؤلاء الناس، نحن نمارس التباعد الاجتماعي لكبح عامل مضاعفة المرض. وكما يوضح السيد لو بلومفيلد Lou Bloomfield، العالم الفيزيائي بجامعة فيرجينيا University of Virginia حيث يقول: في الوقت الحاضر، ينقل كل شخص مصاب بفيروس كورونا المستجد الفيروس بمعدل شخصين إلى ثلاثة أشخاص. مع عامل الضرب الكبير هذا، لدينا نمو أسي سريع. لأن الأمر يستغرق حوالي خمسة أيام لتطوير هذا الفيروس، ثم تتضاعف الحالات كل يومين أو ثلاثة أيام.
إذا كان هناك ١٠٠ حالة في هذا اليوم، فسيكون هناك ٢٠٠ حالة في غضون يومين، وألف حالة في خلال أسبوع أو أكثر قليلا. في غضون شهر، سيكون هناك ما يقرب من مليون (١,٠٠٠,٠٠٠) حالة. وهذا أمر في غاية الخطورة.
ومن ثم فإن تلك الحالات التي تقترب من مليون حالة سيزدحم بها النظام الصحي العام، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد والأفراد بشدة.
لإعطاء فكرة عن مدى الضرر الذي يمكن أن يكون، الولايات المتحدة الامريكية لديها فقط ٢,٩ سرير مستشفى لكل ١,٠٠٠ مواطن – وهو الرقم الذي يشمل جميع الاسرة، وليس فقط الأسرة المتوفرة والمتاحة. الموارد الأخرى المعرضة للخطر تشمل الإفراط في استخدام أجهزة التنفس الصناعي المختلفة وبكل أنواعها.
من خلال التباعد الاجتماعي، يمكننا تسطيح المنحنى. هذا لا يعني أن قلة من الناس ستمرض فقط، ولكن هذه الممارسة ستساعدنا في تطويل وتمديد الجدول الزمني للأشخاص الذين قد يصابون بالمرض. في المقابل، نعطي فرصة للنظام الصحي المزيد من الوقت لمعالجة الحالات الحرجة قبل وصول حالات جديدة.
وقالت السيد سيرا مداد Syra Madad، اختصاصية الأمراض المعدية، لمنصة فوكس Vox: “من الأفضل باننا نتظاهر بالعمل تحت أجواء انتقال الامراض في مجتمعنا بالفعل”. “سيكون هناك خلل في الحياة اليومية، لكننا نريد أن يشعر الناس بالتمكن من هذه الممارسة. القرارات التي نتخذها ستؤثر في النهاية على مسار هذا المرض”.
الحفاظ على الإحساس بالتضامن الاجتماعي في عقولنا، إلى جانب ما يسميه الفيلسوف بيتر سينجر Peter Singer الدائرة الموسعة للقلق الأخلاقي، قد يساعدنا فيما اذا كان التباعد الاجتماعي أفضل مما لو شعرنا بالعقاب وذلك بفضل منحنى شائك إضافي للرسم البياني المجرد.
الطريقة الثانية – لا داعي للذعر:
أدت جائحة إنفلونزا الخنازير لعام ٢٠٠٩ إلى هستيريا جماعية، وفقًا لدراسة أجريت في جامعة ميشيغان University of Michigan. ووجدت الدراسة أن الناس اعتبروا أن فيروس إتش ١ إن ١ H1N1 أكثر فتكًا من تفشي فيروس إيبولا في إفريقيا. ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك.
أشارت النتائج إلى أنه مع زيادة إدراك الخطر – بغض النظر عن التغير في الخطر الفعلي – زادت مشاعر الخوف والقلق. وهذا الخوف يمكن أن يؤدي إلى سلوك اجتماعي أو شخصي خطير.
كتبت السيدة جاميي بيل Jamiee Bell في منصة الفكر الكبير Big Think التالي: “هذا الامر خطير عندما لا يكون الفيروس موجودًا بالأساس كما هو الحال في معظم حالات الهستيريا الجماعية، ولكن الامر يصبح أكثر خطورة عندما نتحدث عن فيروس حقيقي وهو موجود بالفعل”. “إن الخوف والبارانويا من الإصابة بالفيروس تؤدي إلى استجلاب الذعر وانتشار المعلومات الخاطئة، الأمر الذي يزيد من القلق والخوف لدى عامة الناس”.
بالفعل مع فيروس كورونا المستجد، قام الناس وكأنهم في يوم القيامة بقطع الامدادات من ورق التواليت والمناشف الورقية ومعقم اليدين. والأسوأ من ذلك، أن بائعي زيت الثعبان بدأوا في بيع علاجات مزيفة واستغلوا فيها مخاوف الناس.
لمكافحة الذعر، نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية للمنطق والواقع. ومن الطرق الجيدة لإدارة هذه الازمة هي تصفية النظم البيئية للمعلومات لدينا.
إعطاء الأولوية لمصادر المعلومات ذات السمعة المرموقة ومن دور الخبرة المعروفة. تشمل أفضل المواقع لمثل هذه المعلومات صفحة مكافحة الفيروسات التاجية لدى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC’s coronavirus page، وموقع الويب الخاص بإدارة الصحة العامة في منطقتك، ومركز جونز هوبكنز للأمن الصحي Johns Hopkins Center for Health Security. يجب أن تكون هذه مصادر المعلومات الأساسية حول ما يحدث والخطوات التي يجب اتخاذها.
تعتبر وسائل الإعلام ذات السمعة المرموقة مثل صحيفة نيويورك تايمز New York Times وجريدة وول ستريت Wall Street Journal من المصادر الجيدة، مثلا وليس حصرا، لكيلا تحد من زيادة معلوماتك. الارشاد المتوفر يوضح أننا نتخذ أحكامًا سريعة بناءً على مدى سهولة دخول المعلومات في عقولنا.
التشبع المفرط للأخبار يمنحنا الإحساس الخاطئ بأن الأحداث النادرة تحدث بتواتر أكثر مما يمكن. بعض الأمثلة التي تحركها الاخبار بشكل أساسي تشمل الهجمات الإرهابية، وتحطم الطائرات، وبالطبع الأوبئة.
إحساسنا بالعالم يجب موازنته بالحقائق والإحصائيات التي، على الرغم من أنها أقل جاذبية من عنوان الصفحة الأولى، إلا أنها تتماشى مع الواقع.
الطريقة الثالثة – عدّل حلقة عادتك:
مع إغلاق المكاتب وإغلاق المدارس، أصبحت روتيناتنا اليومية عديمة الجدوى. يمكن لهذه الحالة أن تترك مخلوقات ذات عادات بدون هدف، وقلق، وتثير الجنون. لحسن الحظ، يمكنك تحويل حلقة عاداتك المحددة مسبقا وتعديلها لتتماشى مع الابتعاد الاجتماعي.
لقد أمضى الصحفي تشارلز دوهيج Charles Duhigg الكثير من الوقت في البحث في علم العادات. حيث يقول، تتكون حلقة العادة من ثلاثة أجزاء: هناك أولاً تلميح أو اشارة، وذلك محفز للسلوك. ثم السلوك نفسه، والذي نشير إليه عادةً أو روتين، كما يشير إليه العلماء. ثم هناك المكافأة. والمكافأة هي في الواقع سبب حدوث هذه العادة في المقام الأول، إنها الطريقة التي يقرر بها دماغك نوعًا ما، “هل يجب أن أتذكر هذا النمط للمستقبل أم لا؟”
إذا كنت تعمل الآن عن بعد، التزم بمواعيدك القديمة للاستيقاظ والاستحمام وارتداء ملابسك. وخلافا على الاعتقاد الشائع، فإن معظم الأشخاص الذين يعملون حصريًا في المنزل يديرون هذه الأعمال يوميا. بعد العمل، تأكد من مكافأة نفسك بشيء يرتبط بروتينك الجديد بتناول وجبة لذيذة مثلا.
كمكافأة، يمكنك الآن استبدال تنقلك الصباحي بشيء أكثر استرخاء. ربما فنجان قهوة وكتاب جيد؟
أو إذا كان أطفالك يدرسون في المنزل، ضع جدولًا يتضمن الروتين والمكافأة. اتبع ساعة من القراءة ومن ثم دفتر العمل على الفور مع وجبة خفيفة أو حلقة تلفزيون تعليمية. لا تنسى بمكافأة الكثير من الاعمال المنزلية المغلقة من خلال الرحلات الخارجية في الأيام المشمسة.
الطريقة الرابعة – احصل على الهواء الطلق وممارسة الرياضة:
نعم، لا يزال بإمكانك اصطحاب الأطفال في الهواء الطلق. تذكر أن الفيروسات التاجية تنتشر من شخص لآخر من خلال قطرات الجهاز التنفسي. الأسطح عالية التلامس التي تتجمع عليها تلك القطرات – فكّر بالأجهزة فوق الطاولة، ومقابض الأبواب، وأزرار المصاعد، وما إلى ذلك.
يوفر الهواء الطلق سربًا من الفوائد لتعويض تقلصات العقل من قيود التباعد الاجتماعي. الاتصال
المتكرر بالطبيعة يجعل الناس أكثر سعادة، ويحسن تركيزهم، ويساعدهم على الشفاء. ويوفر أيضا بيئة صحية لفيتامين د. يوصي الأطباء بقضاء ١٢٠ دقيقة في الطبيعة كل أسبوع، ويمكنك ان تنطلق لهذا الهدف في الأسابيع القادمة.
يوفر الهواء الطلق أيضًا صالة رياضية خالية من الناس لأولئك الذين يشعرون بالقلق من فقدان مكاسبهم. والخبراء يوافقون في مقولة: تجنب الصالة الرياضية هذه الايام.
ومع ذلك، كما قالت الدكتورة نيها تشودري Dr. Neha Chaudhary لصحيفة نيويورك تايمز، سترغب في تجنب الأماكن العامة كثيرة الحركة سواء كانت في الهواء الطلق أم لا. لسوء الحظ، هذه تشمل الملاعب والحدائق العامة أيضا.
الطريقة الخامسة – قم بإجراء اتصالات بأي طريقة تستطيع:
يعرّف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) التباعد الاجتماعي بأنه تجنب التجمعات والمحافظة على مسافة تقارب ٦ أقدام من الآخرين. هذا مبدأ توجيهي عام مع الاخذ في الاعتبار في ترك الكثير من المساحة المتغيرة أيضا.
في مقابلة مع مجلة اتلانتيك Atlantic، تترجم السيد كارولين كانوسيسيو Carolyn Cannusicio، مديرة البحوث في مركز الصحة العامة، تلك الإرشادات على النحو التالي: “أوصي بأن يقلل الناس من التواصل الاجتماعي، وهذا يعني الحد من جميع المشاركات الاجتماعية. والتي تشمل التجمعات الحميمة بين الأصدقاء”. ولكن هناك بعض الاستثناءات:
أعتقد أن الاستثناء هو إذا اتفقت أسرتان بشكل صارم على أنهما سيقللان أيضًا كل الاتصالات الخارجية وبعدها يمكن ان تقوم الاسرتان بالتواصل معًا، لدعم بعضهما البعض. أستطيع أن أرى مزايا الصحة الاجتماعية والعقلية لهذا النوع من الاسلوب.
وبالمثل، تشير رئيسة قسم الصحة في مقاطعة كينغ إلى أن “التفاعل الاجتماعي لا يزال مهمًا للغاية للصحة العقلية للشباب”. وتوصي بعمل مسرحي يضم ١٠ أطفال أو أقل إذا كان الأطفال يتمتعون بصحة جيدة، وان يكون الاتصال الجسدي محدودًا، وان تكون منطقة المسرح غير مزدحمة.
البعض الآخر يتخذ نهجا أكثر تشددا. كما قالت السيدة ليندسي طومسون Lindsay Thompson، طبيبة الأطفال في جامعة فلوريدا University of Florida، للإذاعة العامة الوطنية في أمريكا NPR: “أنا شخصياً أتخذ خطًا صارمًا حقًا. أود أن أقول إن مواعيد اللعب تنطوي على مخاطر بطبيعتها – لا أعرف مدى صغرها أو كبرها. ولكن إذا استطعنا تأجيل هذه المسرحيات او الالعاب لبضعة أسابيع واستبدالها بوقت أسري، فان ذلك سيكون من الأفضل”.
يتفق جميع الخبراء على أنه إذا كنت مريضًا، فإن العزلة هي أفضل سياسة. إذا كان يجب عليك إجراء اتصال شخصي، فضع في اعتبارك المخاطر، وابق على مسافة، واتبع إرشادات مركز السيطرة من الأمراض والوقاية منها CDC لغسل يديك، وعدم لمس وجهك، والعطس في محارم ورقية ثم رميها على الفور.
الطريقة السادسة – كن محبًا للغير وتحلى بالإيثار:
أظهرت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين أنشطة الإيثار وتحسين مستوى الصحة والسعادة والرفاهية. وجدت دراسة في موقع اتصالات الطبيعة Nature Communications أن بعض المشاركين في تجربة اجتماعية والذين أنفقوا المال على الآخرين شعروا بسعادة أكبر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وفي تجربة أخرى وجد آخرون أن العطاء المنتظم يقلل الاكتئاب ويعزز من مستوى الانتظام العاطفي. ووجد آخرون أيضا في تجربة اخرى أن المرضى شعروا عن ألم خفيف بعد قيامهم في عمل تطوعي.
كتب السيد ستيفن ج. بوست Stephen G. Post: “تركز الكثير من أعمال الصحة العامة على السموم البيئية والسيطرة على الأوبئة بشكل صحيح. ومع ذلك، الرؤية الإيجابية للصحة العامة يجب أن تغذي التأثير الخيري وسلوك المساعدة”.
قد يحد التباعد الاجتماعي من فرصنا لسلوك الإيثار، ولكن يمكننا أن نكون مبدعين. يمكننا، على سبيل المثال، مساعدة أحد الأقارب أو الجيران المعرضين لخطورة عالية لعدوى الفيروس وذلك من خلال عرض القيام بالتسوق عنهم من البقالة مثلا في وقت تسوقنا. بهذه الطريقة يبقي الفرد عالي المخاطر بعيدًا عن المتاجر المزدحمة، بينما يقلل أيضًا من عدد الأشخاص المتجمعين عبر الممرات في تلك المتاجر.
يمكننا أيضًا أن نشكل اتفاقية مع زملائنا من الآباء لمشاركة مسؤوليات المدرسة المنزلية – بشرط، كما توصي السيد كارولين كانوسيسيو Carolyn Cannusicio ، أن يكون الجميع بصحة جيدة ويحافظ الآباء على اتفاق صارم لتقليل الاتصال في مكان آخر.
وبالطبع، هناك تبرعات تقليدية بالوقت والمال والموارد للمؤسسات المجتمعية غير الربحية التي تساعد الآخرين خلال هذا الوقت العصيب.
الطريقة السابعة – تحكم في إدارة الضغوط:
أثناء الوباء، يمكن أن يظهر الإجهاد بطرق عديدة، وكلها ضارة. يتحول القلق بشأن أنفسنا وأحبائنا إلى قلق واسع الانتشار وفي كل مكان. التغييرات في أنماط النوم أو زيادة استخدام الكحول يمكن أن تجعلنا نشعر بالتعب والانفعال. ويمكن أن تتفاقم الظروف الصحية الكامنة فينا.
سنحتاج إلى صقل تقنيات إدارة الضغوط لدينا للحفاظ على توازن حياتنا. يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بتخصيص وقت للاسترخاء وممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة التي نستمتع بها. كن على دراية بعادات الأكل، واستبدل الكحول بالشاي، وتواصل مع الآخرين. وعندما يكون لديك وقت فراغ، لا تنفقه في متابعة الأخبار العاجلة أو منصات التواصل الاجتماعي (مرة أخرى، لا داعي للذعر).
يوصي مركز السيطرة على الأمراض والحماية منها CDC أيضًا بممارسة التنفس العميق والتأمل، والتي ثبت أن لها فوائد في التركيز وتقليل الإجهاد. كما يوضح عالم النفس السيد دانيال جولمان Daniel Goleman حيث يقول:
الخبر السار هو أن هناك علاقة بين حجم الجرعة والاستجابة في عملية التأمل. على ما يبدو يمكننا أن نقول إنه كلما طال وقت التأمل، زادت الفوائد التي تحصل عليها. على سبيل المثال، منذ البداية، هناك فوائد مقصودة، وهناك فوائد من الإجهاد، أنت أكثر مرونة تحت الضغط، لكننا نرى ذلك بشكل ملحوظ أكثر للانتباه في الأشخاص الذين كانوا يتأملون لفترة أطول.
إذا كانت تقنيات تقليل الإجهاد لديك تتضمن عادةً مغادرة المنزل، فقد تكون في حاجة إلى الهروب خارجا بالفعل. تقدم العديد من المتاحف جولات افتراضية للحفاظ على عقول حادة للساكنين. وينطبق الشيء نفسه على العروض الحية. معظم الأوبرا متروبوليتان ستبث بعض إنتاجاتها مجانا بينما تبقى الستارة مغلقة.
النصيحة الاضافية – ابقى إيجابيا:
سوف يثبت التباعد الاجتماعي محاكمة بالنار. لا يتم بناء البشر ولا مجتمعاتنا بقصد أن نعيش كسنوات ضوئية صغيرة وبعيدة عن الأبراج الأخرى. بالإضافة إلى ما سبق، لدينا قوة أخرى يمكن الاعتماد عليها، وهي: التفاؤل.
في إحدى الدراسات، نظر الباحثون إلى “الصحة الإيجابية” لأطول أسرى الحرب الأمريكيين المعتقلين في حرب فيتنام. وخلص الباحثون إلى أن التفاؤل يتنبأ “بصحة بدنية ونفسية إيجابية” ويوفر “فوائد وقائية طويلة الأمد”. هذه نصيحة إضافية للبقاء على قيد الحياة عن بعد في الأسابيع القادمة.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://bigthink.com/mind-brain/social-distancing?rebelltitem=4#rebelltitem4
أعجبني البحث المعنون “الطرق السبع للتخفيف من الآثار السلبية للتباعد الاجتماعي” الذي ترجمة بالعربية الاستاذ عبدالله سلمان العوامي ونشر في موقع علوم القطيف، نقلًا عن “منصة التفكير الكبير للباحث كيفين ديكنسون Kevin Dickinson” وذلك لما لهذا الموضوع من أهمية كبرى تتعلق بالطرق السليمة المفترض إتباعها في هذا الظرف الصعب بسبب الجائحة.
لا يخفى علينا تسارع الأحداث وآثارها المجتمعية القاسية نتيجة لهذه الجائحة الجديدة. فقد عزلت عوائل بأكملها، وتوقفت جميع أنشطة التقارب الاجتماعي وأغلقت المتاجر والمدارس والشركات، وخيَّم شبح الظلام الموحش على البلاد ليلًا بعد خلوه من البشر، ولم تتبقى في الشوارع سوى الحيوانات المتآلفة مع الإنسان والتي أضحت هي الأخرى لا تطيق هذا المشهد الغريب. فدب الصراع بين الكلب والقط، بعد أن كان تقليديًا بين القط والفأر، في إشارة واضحة بولادة نمط حياة جديد لا يعير وزنا في التطور والتراكم المعرفي الطبعي في هذه المعمورة التي يتشارك فيها الإنسان والحيوان والنبات والجماد ويتفاعل معها إلى أَبْعَد حدٍّ.
ولكي لا أطيل المقام في زمن التباعد الاجتماعي، أضع بين أيديكم مختصر بحثٍ يدور حول سبع طرق لمساعدتنا للتخفيف من الآثار الضارة في ذروة وقت التباعد الاجتماعي.
يقول كيفين أن “التباعد الاجتماعي يتطلب منا قمع رغباتنا في الاتصال والتفاعل البشري” وأن “ممارسة مثل هذه القيود لفترات طويلة لها عواقب غير متوقعة على صحتنا العقلية”
كما يقول السيد نيكولاس كريستاكيس Nicholas Christakis، وهو عالم اجتماع وطبيب في Yale University: “إن فيروس كورونا المستجد والمنتشر في جميع أنحاء العالم يدعونا إلى قمع نبضاتنا البشرية العميقة والتطورية في التواصل.”
والطرق السبع هي كما يلي:
“١-افهم التباعد الاجتماعي:الهدف منه هو التضامن الاجتماعي لكبح عامل مضاعفة المرض والحماية الاجتماعية لفترة من الزمن”
“٢-لا داعي للذعر: فلقد أشارت الدراسات إلى أنه مع زيادة إدراك الخطر – تزيد مشاعر الخوف والقلق.”
كتبت السيدة جاميي بيل Jamiee Bell في منصة الفكر الكبير “إن الخوف والبارانويا من الإصابة بالفيروس تؤدي إلى استجلاب الذعر وانتشار المعلومات الخاطئة، الأمر الذي يزيد من القلق والخوف لدى عامة الناس”. هنا يقترح الباحث “إعطاء الأولوية للمنطق والواقع لإدارة الأزمة وتصفية النظم البيئية للمعلومات.” ويمكنني القول بأن هذا الذعر ينتج عنه أخطاءً بشرية على غرار بارانويا شراء ورق الحمام أو أطباق البيض وذلك حسب الثقافات المجتمعية المختلفة.
“٣-عدّل حلقة عادتك:” بالخصوص مع إزدياد فترة ساعات الحظر، حيث يزداد الفراغ والتململ بسبب روتين الحياة اليومي المتكرر.
يقول الصحفي تشارلز دوهيج Charles Duhigg الذي أمضى الكثير من الوقت في البحث في علم العادات: “تتكون حلقة العادة من ثلاثة أجزاء: هناك أولاً تلميح أو اشارة، وذلك محفز للسلوك. ثم السلوك نفسه” وبعدها ينتج عن هذه الأنماط الثلاثة من السلوك ما يسمى “بالمكافأة وهي السبب الرئيسي في تطوير عادات البشر.” ويدعو الباحث إلى الابتكار، كالإبداع في مكافأة النفس كتناول وجبة لذيذة أو قراءة كتاب جديد أو مزاولة أنشطة جديدة ومنها على سبيل المثال الاهتمام بتجميل حديقة المنزل.
“٤-احصل على الهواء الطلق وممارسة الرياضة:” يقول الباحث “يوفر الهواء الطلق سربًا من الفوائد لتعويض تقلصات العقل من قيود التباعد الاجتماعي. فالاتصال المتكرر بالطبيعة يجعل الناس أكثر سعادة، ويحسِّن من تركيزهم، ويساعد على الشفاء من الأمراض. لذلك يوصي الأطباء بقضاء ١٢٠ دقيقة في الطبيعة كل أسبوع”
“٥-إعمل على إجراء اتصالات بأي طريقة تستطيع:” في حديث لمجلة أتلانتيك توصي السيدة كارولين كانوسيسيو Carolyn Cannusicio، “بأهمية تقليل الناس من التواصل الاجتماعي، وهذا يعني الحد من جميع المشاركات الاجتماعية، والتجمعات الحميمة بين الأصدقاء”. أن التفاعل الاجتماعي ضرورة ملحّة للصحة العقلية خصوصًا لدى الشباب والأطفال، ولكن يجب أن يتم ذلك ضمن ضوابط صارمة تلزم بعدم الاختلاط مع الآخرين.
وأود هنا أن أقترح بعضاً من الأنشطة التي يمكن القيام بها في المنزل لزيادة الحميمية بين أفراد الأسرة، وعلى سبيل المثال المشاهدة الجماعية لمسلسل أو فلم مفيد، الجلوس في حديقة المنزل وممارسة هواية الشوي أو اللعب الجماعي المسلي لكسر العزلة بين أفراد الأسرة.
وفي سياق التفاعل الاجتماعي، يستطيع أفراد الأسرة استخدام تقنية أدوات التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة للتواصل بين الأصدقاء مما لهذه الاتصالات من آثار فعالة وإيجابية على الجميع.
“٦-كن محبًا للغير وتحلّى بالإيثار:” يقول الباحث كيفين “أظهرت العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين أنشطة الإيثار وتحسين مستوى الصحة والسعادة والرفاهية”. وفي دراسة في موقع اتصالات الطبيعة Nature Communications “أن بعض المشاركين في تجربة اجتماعية والذين أنفقوا المال على الآخرين شعروا بسعادة أكبر من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وقد أثبتت الدراسات أن العطاء المنتظم يقلل الاكتئاب ويعزز من مستوى الانتظام العاطفي. وفي تجربة أخرى اجريت على مجموعة من المرضى وجد أن العمل تطوعي يؤدي إلى الشعور بالراحة ويخفف من الألم.”
ومن هذا أستطيع أن أستنتج بأن العمل التطوعي والعطاء والإيثار يبعث على التفاؤل والإيجابية، وكذلك يزيد في رفع مناعة الجسم لمحاربة الآفات والفيروسات والأمراض المختلفة. يقول ستيفن ج. بوست Stephen G. Post “الرؤية الإيجابية للصحة العامة يجب أن تغذي التأثير الخيري وسلوك المساعدة”.
ومن أمثلة الإيثار البارزة هو مساعدة المحتاجين المعرضين لخطورة عالية لعدوى الفيروس ككبار السن أو المرضى. فهناك أمثلة كثيرة من الإيثار نستطيع القيام بها ومساعدة الآخرين بدون أي مقابل.
“٧-تحكم في إدارة الضغوط:” يقول كيفين “أثناء الوباء، يمكن أن يظهر الإجهاد بطرق عديدة، وكلها ضارة. يتحول القلق بشأن أنفسنا وأحبائنا إلى قلق واسع الانتشار وفي كل مكان” والذي يمكن أن يحدث بسبب التغييرات في أنماط النوم ومن الفراغ الطويل والممل أثناء التواجد الإضطراري في المنزل.
“لذلك فإن توازن الحياة يحتاج إلى صقل تقنيات إدارة الضغوط”
وفي الختام، أود تلخيص ما سبق فيما يلي:
🙂 كن متفائلًا بتخصيص وقت للاسترخاء وممارسة الرياضة.
:)مارس الأنشطة الأسرية المختلفة وتفاعل معها لزيادة الحميمية.
🙂 تواصل مع الآخرين بالصوت والصورة.
:)شارك في الأعمال التطوعية وتحلى بالإيثار .
:)استثمر وقتك في التسلية الجماعية مع أفراد الأسرة وقراءة كل ما هو جديد.
🙂 قم بممارسة هوايات جديدة مثل تنسيق حديقة منزلك أو تعلم بعض المهارات الجديدة كالطبخ أو الصيانة المنزلية.
🙂 استمتع بجمال الطبيعة وكل ما يحويه المحيط من حولك وتمتع بأوقاتٍ جميلة.
🙂 تقرب (ي) من زوجك وأفراد أسرتك فقد يكون هو الوقت الأكثر أهمية في حياتك.
**وفي الأخير لا داعي للذعر**
أبو كميل