تكمل الأرض دورتها حول الشمس ( وهي الدورة الظاهرية للشمس ) في 365.242189 يوما ولكننا نجد أن عدد أيام التقويم هي 365 يوما فقط في كل ثلاث سنوات ثم نجبر ذلك الكسر وهو واقعا يساوي 5 ساعات و48 دقيقة و 45 دقيقة ، ونجبره 6 ساعات فنقول أن طول السنة الشمسية 365.25 ، فنضيف ربع يوم في ثلاث سنوات مع السنة الرابعة التي يصبح عدد أيامها 366 وتسمى سنة كبيسة ، حيث يضاف اليوم الكبيس لشهر فبراير فيصبح 29 يوما عوضا عن 28 كما هو معتاد.
لو تركنا التقويم كما هو سنويا وأهملنا ذلك الكسر من اليوم لتغيرت مواعيد الفصول ولحل شهر فبراير مثلا بعد مدة من الزمن في الصيف عوضا عن موقعه حاليا في فصل الشتاء.
فالكبس هو مزامنة بين الدوران الحقيقي للأرض في مدارها حول الشمس والسنة التقويمية التي نتعامل بها ، ولو أهملنا الكسر من اليوم ولم نستخدم نظام الكبس فخلال قرن من الزمان سيتغير مواعيد الفصول 24 يوما ، وخلال عدة قرون ستتغير مواعيد الأعياد والمناسبات لتحل في غير أوقاتها المعتادة وربما إحتفل الغربيون بعيد الميلاد صيفا.
يمكن إضافة اليوم الإضافي لأي شهر لضبط التقويم ولكن لكون شهر فبراير إستثنائي وعدد أيامه 28 كان الكبس من نصيبه.
في فترة كان التقويم الشمسي مكون من 10 أشهر ويعتمد على رؤية الهلال فلم يكن واقعا لا شمسيا ولا قمريا ، مما جعل منه غير عملي ، وقد حدثت له تعديلات شملت إضافات وحذف ، وكان نتاجها إضافة شهرين متتاليين هما 11 يناير و 12 فبراير ، وفي سنة 45 قبل الميلاد نقل كل من يناير وفبراير ليكونا الشهرين الأوليين في التقويم وكان فبراير 29 يوما ، وفي الكبيسة 30 ، وعرف ذلك التقويم بالتقويم اليولياني نسبة ليوليوس قيصر الذي عمل على تغييره وسمي الشهر السابع منه يوليو ، ولاحقا سمي الشهر التالي له نسبة لأغسطس قيصر بأغسطس وكانت أيامه 30 فقط وحتى لايكون أقل من سابقه المسمى بإسم القيصر السابق أخذ يوم من فبراير وأضيف له ، فأصبح فبراير 28 يوما في السنة البسيطة و 29 في السنة الكبيسة.
تكون السنة كبيسة متى قبلت القسمة على 4 بدون باقي ، فسنتنا 2020 هي سنة كبيسة لأنها كذلك وستكون القادمة 2024 ، ولكن 2019 و 2021 ليستا كذلك.
لكن هذا الإعتبار لايحل المشكلة فسيضل هذا الفارق الكسري بين دوران الأرض الحقيقي والسنة التقويمية باقيا لينتج 3 أيام كل 400 سنة ، ولذلك حين جاء البابا غريغوري الثالث عشر قرر اعتبار سنوات القرون وهي التي تبدأ ب 00 ، مثل 1800 و 1900 و2000 ، قرر من تقبل منها القسمة على 400 بدون باقي هي سنة كبيسة ومن لاتقبل هي بسيطة أو عادية فمثلا 1900 تقبل القسمة على 4 بدون باقي فهي سنة كبيسة وفق هذا المبدأ ، ولكنها لاتقبل ذلك على 400 فهي ليست سنة كبيسة ، فيما سنة 1600 و سنة 2000 والقادمة هي 2400 هي سنوات كبيسة لأنها كذلك وهذا ما يجعل السنة التقويمية 356.25 متقاربة مع السنة الشمسية الناتجة من الدوران الحقيقي للأرض حول الشمس 365.242189 يوما.