لطالما راودني تساؤل عنوان المقال وجعلني حائرا أمام تبرير واحد يجيب عليه. والأمر لاينحصر فقط في القطط، بل في عموم الحيوانات التي دجنت وبدأت تعيش في الحقول والمنازل. وقد ظل التساؤل معي سنينا دون إجابة.
نحن نعلم أن هذه الحيوانات قد تم تهجينها عن أسلاف تعيش في البرية، ولكنها إذ ذاك كانت تتميز بألوان ثابتة في كل بيئة. فهل رأيتم قطا صحراويا أسود اللون؟ أم أرنبا يعيش في المناطق الثلجية بفرو داكن؟
فلماذا تغيرهذا الواقع بعد أن دجنت هذه الحيوانات فأصبحت الأنثى الواحدة تلد صغارا متعددي الألوان؟
شدتني هذه الملاحظة كثيرا وحاولت أن أجد لها مبررا، ولكن دون جدوى، وعلى الأقل في البداية.
ولكني حين بدأت في دراسة الجينات وأثرها في تغير الصفات الظاهرية phenotypes وفي التركيب التشريحي للكائنات بدأت أمسك خيوطا قادتني أخيرا لحل اللغز.
ليس خافيا على أي مختص الأهمية الكبيرة لتسلح الكائنات جسديا للبقاء، وسواء في تجنب تعرضها للإفتراس بالنسبة للطرائد، أو في تسهيل مهام الصيد بالنسبة للحيوانات المفترسة. وأن من أهم أدوات تسلح الكائن هي اللون الخارجي لجسده، فكلما سهل لون جسد الكائن على قدرته على التخفي زادت معدلات بقائه حيا.
ولذلك فنحن نرى أن أرانب الصحراء يتماهى لون فرائها مع لون رمال تلك الصحراء، وأرانب الجبال تكون ألوان فرائها بلون الصخور، وكذلك الأرانب التي تعيش في المناطق المغطاة بالثلوج تكون ذات لون أبيض.
نستطيع أن نقول الكلام ذاته مع الثعالب والقطط وأغلب الأحياء الأخرى.
على أن ألوان هذه الحيوانات البرية تكون ثابتة، وأنثى أي منها تلد صغارا بلون واحد. فلماذا؟
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نفهم الآلية التي وائمت بين لون فراء وشعر ووبر وريش هذه الحيوانات مع بيئاتها، حيث أن فهمنا الواضح لهذه الخاصية سوف يوصلنا أخيرا لحل اللغز.
نعلم أن أي مولود يرث نصف جيناته من أمه والنصف الآخر من أبيه، وأن صفاته الخارجية تتبع نظاما حددته قوانين الوراثة. وعليه فعندما تضع الأنثى صغارها فإن هؤلاء الصغار سوف يكونون مختلفين في الصفات، وسبب ذلك يعود إلى اختلاف صفات الوالدين، فكما قلنا أن الصغار ترث صفاتها من والديها وبشكل متناصف.
في الطبيعة حين يكون الكائن الحي محكوما بشروط بيئته للبقاء فإن الأفراد الذين يولدون بصفات تساعدهم أكثر للبقاء هم المرشحون فقط للبقاء، أما الآخرون فسوف يهلكون.
وفي هذه الحالة فالأفراد الباقون (المتوائمون مع البيئة) هم فقط من سوف يتمكنون من التزاوج ونشر صفاتهم. ففي الصحراء، كما أسلفنا، سوف تتمكن الأرانب ذات الألوان الأقرب لرمال الصحراء على البقاء، فيما سوف تهلك ماسواها. وهكذا في البيئات الأخرى. فتلك الأرانب التي تمكنت من البقاء في الصحراء هي التي سوف تتزاوج وتبث أنسالها حاملين معهم صفاتهم المناسبة لتلك البيئة.
على أن هذا لايمنع أن يحصل بين فينة وأخرى تدخل الخاصية الوراثية لتظهر مواليد يحملون صفاتا مختلفة ورثوها من المخزون الوراثي للآباء. ولكن هؤلاء المواليد البائسون لن تتوفر لهم فرص البقاء التي يتحلى بها إخوتهم ليهلكوا دون أن يكون لهم عقب فتعود صفتهم الغير ملائمة للبيئة للغياب مجددا.
أما في حيوانات الحقل والمنزل، فالأمر يختلف. فهذه الحيوانات لاتواجه ذات الإلحاح البيئي القاسي الذي يقع على نظرائها في الطبيعة. وأنثى أي من هذه الحيوانات تستطيع أن تلد صغارا مختلفي الألوان ليواجهوا نفس المصير وبغض النظر عن ألوانهم. فعادة لاتعيش الضواري في جوار البشر، وهذا ينفي الحاجة للتخفي. كما أن غذاء الحيوانات المدجنة مكفول إما بتوفيره من قبل البشر، أو من مخلفات غذائهم. وفي هذه الحالة فليس هناك فرق بين أن يكون القط أو الأرنب أو الكلب بلون أسود أو أبيض.
وعليه، فتنوع لون المواليد سوف يكون مستمرا ودون توقف لأن كل من هذه الصغار مختلفي الألوان سوف يكبر فتكون له نفس فرص البقاء والتكاثر وبغض النظر عن ألوانهم وصفاتهم.
*باحث في علم الإنسان القديم
مقال جميل و تفسير منطقي لصراع البقاء.
مقال غير مقنع
لماذا الوان القطط المنزليه مختلفة الالوان
اريد جواب علمي
جواب غير مقنع….
. القطة يتم تلقيحها من اكثر من ذكر واحد في كل حمل وكل ذكر له شكل ولون مختلف كما نشاهد… وعندما تلد القطة تكون الوان الصغار. مختلفة حسب اباءهم…….
هذا رأيي الشخصي…… هل العلم يؤكد هذه النظرية ام لا؟ الله اعلم!