قد تعيشونَ أطول وأصح … قريباً! – المهندس هلال الوحيد

ذهبتَ للصيدلاني لشراء دواء فسألكَ كم سنة تريد أن تحيا؟ فهل ترغب أن تشتري ما يضاعف عمرك مرةً واحدة، أم أكثر؟ ربما لن تحصل هذه المعجزة لمن هم في عمري ولكن طوبى للأجيالِ القادمة، فقد يكون باستطاعتهم أن يبقوا أحياء مدةً أطول وبصحةٍ جيدة!

نشرت صحفٌ علمية يومَ أمس، ١٣ كانون الثاني/ يناير ٢٠٢٠م، أن علماءَ نجحوا في تجربة قد تسمح بزيادة عمر الإنسان والتخفيف من آثارِ الشيخوخة. إذ نجحوا بالفعل في تمديد عمر دودة خمسةَ أضعاف عمرها الطبيعي، وأكد العلماءُ أن الدودةَ المستديرة عادةً ما تعيش من ثلاثة إلى خمسة أسابيع، بينما نجح فريق أمريكي – صيني في جعلها تعيش أكثر من أربعة عشر أسبوعاً.

وأفادت الدراسةُ أن هذا الاكتشاف ربما يؤدي إلى علاجاتٍ مشابهة بين البشر، تؤدي إلى إطالة العمر، فيما أكد العلماء أن الدودة المستديرة بشكلٍ خاص تستخدم في الأبحاثِ الخاصة بالشيخوخة حيث تتقاسم العديد من جيناتها مع البشر.

واستخدم العلماءُ الأمريكيون والصينيون مسارين رئيسيين، وهما: إشاراتُ الأنسولين (IIS)، التي تربط مستويات المغذيات بالتمثيل الغذائي والنمو وطول العمر، وثانيهما مسارات (TOR)، وهي وحدة تحكم مركزية حساسة للمغذيات لنمو الخلايا والشيخوخة، ونجح الفريقان في تغيير كلا المسارين وراثياً.

وأظهرت أبحاثٌ سابقة أن تغيير مسار إشارات الأنسولين ينتج عنه زيادة ١٠٠٪ في العمر، بينما تغيير مسارات TOR يُنتج زيادة بنسبة ٣٠٪ في العمر الافتراضي، ورغم ذلك فوجئ العلماء بزيادة عمر الدودة خمسة أضعاف وليس ١٣٠٪ فقط كما تقول الأرقام.

أما بالنسبة للبشر، فهناك عدد من العقاقير، التي تمد مسارات TOR و IIS، قيد التطوير وربما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تكونَ التقنية فعالة.

أنا سوف أشتري أطولَ مدةً إذا كانت الحياة تستحق! أما إذا لم تستحق، وكانت تشبه حياةَ الدودة المستديرة، سوف أكتفي بما اكتفى به زهير بن أبي سلمى وعشرينَ أو ثلاثينَ فوقها:
سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

واقع الحياة أن كثيراً من البشر راحتهم في الموت الذي كانت أمي عليها الرحمات تقول عنه: “الموت ملح العشاء”، فلا تكتمل نكهة الحياة وتلذ إلا بشيءٍ من الملح:
ليس من ماتَ فاستراحَ بميْتٍ
إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياءِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *