نشاهد قرصي الشمس والقمر في السماء بحجم واحد ، ولكن الحقيقة أن قطر الشمس أكبر من قطر القمر بنحو 400 مرة ، وهذا يعني أننا بحاجة 400 قمر متجاورة لتغطي قطرها ، وفي ذات الوقت تبعد الشمس عن الأرض نحو 147 مليون كم تقريبا ، وهو 400 ضعف بعد القمر عن الأرض تقريبا ، وهذا مايجعلهما متساويين حجما ظاهريا ، ويسمح للقمر أن يحجب ضوء الشمس حين توسطه بينها وبين الأرض مسببا كسوفها.
ولايحدث كسوف الشمس إلا في آخر الشهر القمر الإقتراني ( الفترة بين ولادتين متتاليتين للقمر الجديد ) ، وفيه تكون ولادة القمر الجديد ، ولايحدث ذلك شهريا كون مدار القمر حول الأرض يميل عن مدار الأرض حول الشمس نحو 5.8 ْ ، وحيث أن المدارين يتقاطعان في نقطتين تسميان في الفلك عقدتي القمر ، فمتى وقع في إحداهما أو قريبا من ذلك في منتصف الشهر القمري وهو الإبدار عند العرب ، حدث خسوف القمر ، وإن كان في آخر الشهر القمري وهو الإسرار عند العرب حدث كسوف الشمس ، ونوع الكسوف أو الخسوف يعتمد على إحداثيات مركز القمر بالنسبة للشمس، فمتى تطابقا في آخر الشهر كان الكسوف كليا ، ولأن القمر في مداره البيضاوي حول الأرض يقترب ويبتعد عنها (فحين يكون مبتعدا يقل حجمه ظاهريا) لا يمكنه ستر كامل قرص الشمس ، فيتحول الكسوف (من كلي) الى جزئي حيث تبدو دائرة مضيئة حول القمر من الشمس تعرف بحلقة النار أو طوق الخاتم ولذلك يعرف هذا النوع من الكسوف بالكسوف الحلقي وهذا ماتشهده الكرة الأرضية بتاريخ 26 ديسمبر في إسرار شهر ربيع الآخر ، وهو آخر أحداث الكسوفات لعام 2019.
يبدأ الكسوف الحلقي من الهفوف ، قبل شروق الشمس ، بحيث تشرق في حالة كسوف ويعبر في شريط ضيق نحو قطر والإمارات وسلطنة عمان وجنوب القارة الهندية وسريلانكا وأجزاء من أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وانتهاء بجزيرة غوام (غرب المحيط الهادئ).
وسيكون عرض ذلك الشريط 164 كم ، وطوله 12.900 كم ، سيمر فيها الكسوف خلال 3.3 ساعات مغطيا 0.43 من مساحة الكرة الأرضية.
في المناطق التي تقع شمال وجنوب ذلك المسار لايمكن لظل القمر تغطيتها كليا فيبدو الكسوف جزئيا ، وحيث تعرف ذروة الكسوف الكلي للشمس بمرحلة الخاتم الماسي ، فسيبدو وضعها هنا وكأن ذلك الطوق أو حلقة الخاتم وقد مال القمر وهو السواد الذي نشاهده أمام قرص الشمس نحو حافة ذلك الطوق وتعرف تلك الحالة بالطوق المكسور فتبدو الدائرة أو الحلقة الشمسية مكسورة , وسيبلغ الكسوف في القطيف نحو 90 % وهي نسبة كبيرة ، حيث تشرق الشمس الساعة: 06:25 ، ويبلغ الكسوف ذروته الساعة: 06:36 صباحا، وينتهي في القطيف الساعة: 07:48 صباحا ، فيما يستمر في أماكن أخرى من الأرض حتى الساعة: 11:05 صباحا ، وخلاله سيحدث الإقتران المركزي للشمس والقمر ( ولادة القمر الجديد ) ، الساعة 08:13 صباحا ، وهي فترة غير كافية لرصد الهلال ليلة الجمعة.
يترافق مع الكسوف الشمسي خسوف قمري يسبقه أو يتبعه خلال أسبوعين ، فيما سيكون الكسوف الشمسي القادم في 21 يونيو القادم ، وسيكون حلقيا ، ولكن سنشاهده جزئيا بنسبة 73 % تقريبا.