لوحة فنية بعنوان “قلعة تاروت” للفنان عبد الكريم الرامس تتألق بشموخ مع قصيدة “قلعة تاروت” للشاعر أمجد المحسن
قلعة تاروت
تجرُّ عَشتاروتُ أذيالَها فيها، ألا تسمعُ خَلخالها..؟
قلعةُ تاروتَ، وَمَنْ طالَها، طالَ دهوراً صِرْنَ أطلالها
كأنَّها قصيدةٌ لم تُقَلْ بعْدُ ولمْ يُدرَ الذي قالَها
قَلْعَةُ تاروتَ، وقدْ نالَها من عبثِ الأيَّامِ ما نالها
كهؤلاء النَّاسِ لو رمَّموا ذاكرةً أو أصلحوا بالَها
قدْ راكَمَ الدّهرُ بحيطانِها أسماءَهُ، واقتصَّ أسمالَها
قَلعةُ تاروتَ، وأوحى لها ربُّكَ، قُلْ لي كيف أوحى لها ؟
زُلْزلت الأيَّامُ زِلزالَها، وهي على ما تَركتْ حالَها
هل تشهدُ الغيمَ ؟، وما غيمةٌ بدَّلتِ الفصولُ أشكالَها
إلا كهذا الصُّلبِ، نحتُ النَّدى أشغالُهُ تفعلُ أفعالَها..
مصْطبةٌ أخشَنُ مِن لعنةٍ، ذادتْ عن النسيانِ تمثالَها
ناقضُ غَزْلِ العابري ليلِها غُبارٌ استهلَكَ أنوالَها..
البُرتغاليُّون مرُّوا هُنا، وغالَهمْ نَسْيٌ وما اغتالَها
وقبلَهمْ وبعدهُمْ، ما لها ؟، ما بالُها تكيلُ مُكتالَها ؟
كأنَّما آجالُها كثرةٌ، غُبارُهم يمدُّ آجالَها
هانتْ على أقدام زُوَّارها، حجارةٌ تندُبُ أبطالَها
ها نحنُ فيها رغم آنافِهمْ، وتضرِبُ الأقدارُ أمثالَها..
غنِّ لها، طيِّبْ لها بالَها، واستنشد الأهلينَ موَّالَها..
كأنَّها المحملُ يُحدى بِه، لم تَزِن الأمواجُ ميَّالَها
حطَّ بها الدَّهرُ وما شالَها، تلك التي لم تُلقِ أثقالَها
وما الذي ينبُعُ من ضِلعها ؟، عينٌ أفاضَ اللهُ سلسالَها
كانَ نشيدُ النَّاسِ سيَّالَها، مُرمدةٌ لم تَلْقَ كحَّالَها
يا صاحبيَّ استذكِرا مرَّةً، جئنا شتاءً يا لَنا يا لَها
حاولتُ أن أهبطَ في لُغزِها، أفضُّ سرَّاً كانَ إشكالَها
جرَّحني مسنونُ نثرِ الحصى، أدمى يدي إذ قرَأَتْ فالَها..!
قصيدة “قلعة تاروت” للشاعر أمجد المحسن