علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
قام الباحثون بتتبع الآلاف من النمل لتحديد كيفية تحركهم بأعداد كبيرة دون التعثر أو التصادم.
أي شخص يسافر بالسيارة يعرف أن الإختناقات المرورية أمر لا مفر منه في الحياة. لكن البشر ليسوا وحدهم في مواجهة هذا التحدي. فالنمل يتنقل بشكل مستمر – بين بيته ومصادر طعامه، وبقاء مستعمرات النمل يعتمد على تنقلها بكفاءة عالية.
“كلما زاد عدد النمل في المستعمرات ، زادت كمية الطعام الذي يحتاجون لنقله الى هذه المستعمرات. ولكن في الوقت نفسه قد يواجهون صعوبات وإختناقات مرورية لأن هناك الكثير منهم “.
عالم الرياضيات بجامعة أريزونا سيباستيان موتش يوضح أنه: عندما يتنقل البشر بالسيارات، تتكون نقطة تتكدس فيها السيارات بشكل كثيف تصل الى درجة كافية لإبطاء تدفق حركة المرور ، وبالتالي قد يؤدي إلى توقف حركة المرور. أراد موتش وزملاؤه معرفة ما إذا كانت حركة النمل الدؤوبة تصل الى نفس النقطة وتتوقف الحركة. لذا فقد تعاملوا مع الكثافة المرورية للنمل عن طريق بناء جسور بمقاييس مختلفة بين مستعمرة النمل الأرجنتيني ومصدر الغذاء. وبدأ مراقبة الوضع.
“كان الهدف من ذلك هو محاولة معرفة متى تتكون نقطة التكدس ويواجه النمل ازدحام مروري. ولكن يبدو أن هذا لم يحدث أبدا. ولم يتوقف النمل عند أي نقطة. لقد نجحوا دائمًا في تجنب ازدحام المرور “.
زاد تدفق النمل في البداية عندما بدأ النمل يملأ الجسور ، ثم استقر بكثافة عالية. لكنه لم يتباطأ أبدًا ، حتى عندما إزدحمت الجسور بالنمل. ثم ألقى الباحثون نظرة فاحصة على كيفية تأثير سلوك النمل الفردي على حركة المرور ككل. كان هذا يعني تتبع آلاف النمل كل على حدة بدقة أثناء شق طريقهم عبر الجسر.
وجد موتش وفريقه أنه عندما يشعر النمل بالزحمة ، فإنهم (أي النمل) يضبطون سرعاتهم ويتجنبون دخول المناطق عالية الكثافة ، مما يمنع الإزدحام. يمكن تسهيل هذه السلوكيات بواسطة الفيرومونات ، وهي مواد كيميائية تخبر النمل الآخر بمكان وجود الدرب. وتمكن النمل أيضًا من تجنب الاصطدام مع بعضه البعض بكثافة عالية ، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاءها.
هل يمكن أن يساعدنا النمل في حل مشكلاتنا المرورية؟ ليس من المرجح ، كما يقول موتش. هذا لأنه عندما يتعلق الأمر بالإنتقال من النقطة أ إلى النقطة ب بأسرع وقت ممكن ، يضع السائقون من البشر أهدافهم الخاصة كأولوية. بينما يجب أن تكون كل نملة أكثر تعاونًا من أجل (أولوية مشتركة) وهي إطعام المستعمرة. لكن يمكن أن يكون البحث مفيدًا في تحسين تدفق حركة المرور للسيارات ذاتية القيادة ، والتي يمكن تصميمها لتكون أقل إنسانية – وأكثر شبها بالنمل.
*تمت الترجمة بتصرف