Harvard professor says ‘winning a $20 million lottery
won’t make you happier in life’—but these 4 things will
الكاتب: كايل يونج
المصدر: ملحق الصحة والرفاه لموقع سي ان بي سي،
٣١ مايو ٢٠١٩م
ما الذي يجعلنا سعداء في الحياة؟ يبدو أن هذا سؤالًا بسيطا ومباشرًا، ولكنه سؤال نطرحه على أنفسنا كل يوم.
كانت هناك عدة إجابات محتملة حول مصدر السعادة. أحد المفاهيم الأكثر إثارة للجدل هو أن السعادة تأتي من الحصول على المزيد من المال. لكن الدكتور سانجيف شوبرا Dr. Sanjiv Chopra، أستاذ الطب بجامعة هارفارد، يختلف مع هذا المفهوم.
الفوز بتذكرة يانصيب بقيمة ٢٠ مليون دولار لن يجعلك أكثر سعادة. أظهرت الأبحاث أنه بعد عام واحد، يعود الفائزون باليانصيب إلى قواعدهم الأساسية. وقال البعض في منصة تيد للخطابة TED Talk في وقت سابق من هذا العام إن البعض من هؤلاء الفائزين يشعرون بسعادة أقل.
ربما القليلون من أولئك الفائزون ينفقون أموالهم على قصر كبير أو سيارة فاخرة. ربما أنفقوا جميع أموالهم على لعب القمار. ومع ذلك، فإنه في نهاية الثلاثة الأشهر الأولى من الشراء، سيصبح لهم إنه مجرد منزل ضخم، أو إنها مجرد سيارة جميلة. ويتعودون على ذلك فيما بعد كما يقول البروفسور شوبرا، الذي كتب عددًا من الكتب عن السعادة. ويصف هذه الظاهرة بالتكيف المتناسق، وهو مفهوم يشير إلى ميل الناس بشكل عام للعودة إلى مستوى معين من السعادة على الرغم من صعود وهبوط مستويات الحياة.
في خطابه في منصة تيد، يشرح البروفسور شوبرا الأشياء الأربعة التي تم ربطها علميا بالسعادة:
أولا – الأصدقاء والعائلة:
إن تطوير علاقة وثيقة مع أشخاص نثق بهم ونفضي إليهم أسرارنا أمر ضروري لرفاهيتنا بشكل عام. يقول البروفسور شوبرا: “اختر أصدقائك بحكمة واحتفل بكل شيء جيد معهم حتى لو كان صغيرا”.
آخرين كثر أكدوا على أهمية وجود علاقات عميقة وذات معنى. “العالم يعاني من وباء الوحدة”، كتب الجراح السابق في الولايات المتحدة الامريكية الجنرال فيفيك مورثي Vivek Murthy في مقالة في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو عام ٢٠١٧ Harvard Business Review “إذا لم نتمكن من إعادة بناء الروابط الاجتماعية القوية الأصيلة بيننا، فأننا سوف ننفصل عن بعضنا الآخر – سواء كان ذلك في مكان العمل أو في المجتمع”.
حذر الباحثون أيضًا من أن “الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن يضر بالصحة كمثل من يقوم بتدخين ١٥ سيجارة في اليوم”، في حين أن الصداقات باستطاعتها أن “تقلل من خطر الوفيات وتقلل أيضا من تطور الإصابة بأمراض معينة وباستطاعتها كذلك أن تسرع بالشفاء لأولئك المصابون بالأمراض”.
ثانيا – الصفح والتسامح:
يقول البروفسور شوبرا: “إن القدرة على الصفح والتسامح تحررك من أعباء الكراهية ومن المشاعر غير الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤثر عليك سلبًا وعلى مجمل سعادتك”.
يستشهد البروفسور شوبرا بالمناضل نيلسون مانديلا كالبطل الذي أتقن بالفعل فن الصفح والتسامح. في عام ١٩٩٠، عندما خرج مقاتل الحرية الأسطوري من سجنه والذي احتجز فيه لمدة ٢٧ سنة، سألوه عما إذا كان لديه أي استياء تجاه سجانيه. وأجاب نيلسون مانديلا قائلا: “ليس لدي أي مرارة، ليس لدي أي استياء. إن الإستياء يشبه شرب السم الذي تأمل منه أن يقتل أعدائك”.
أي شخص شعر أنه تعرض في حياته لسوء المعاملة (على الأرجح كل واحد منا) يعلم أن فعل المسامحة يمكن أن يكون تحديًا صعبا. لكن السيدة كارين سوارتز Karen Swartz,، مديرة العيادة الاستشارية لاضطرابات مزاج البالغين في مستشفى جونز هوبكنز، تقول إن “اتخاذ قرار واع بالتخلي عن المشاعر السلبية سواء كان الشخص يستحق ذلك أم لا” يمكن أن يؤدي ذلك إلى أكثر من مجرد زيادة في السعادة.
لقد أثبتت الدراسات أن فعل الصفح والتسامح يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، ويحسن مستويات الكوليسترول ويقلل من ضغط الدم والقلق والإكتئاب والإجهاد.
الثالث – البذل والعطاء:
يقول البروفسور شوبرا إن الانخراط في عمل الجمعيات الخيرية والتبرع بالمال لمساعدة الآخرين هو أحد أكثر الطرق إرضاءً للنفس في قضاء وقتك وصرف أموالك. وأشار الباحثون حتى الناس المتطوعون يشعرون بسعادة أكبر، وباحترام لذواتهم بدرجة عالية وينخفض لديهم معدل الوفيات.
وجدت دراسة أعدتها جامعة شيكاغو University of Chicago بالتعاون مع جامعة نورث ويسترن Northwestern University أن العطاء، بدلاً من الأخذ، يؤدي إلى سعادة طويلة الأجل. في واحدة من التجارب، تم منح ٩٦ مشاركًا ٥ دولارات يوميًا لكل واحد منهم ولمدة خمسة أيام – مع خيار إما إنفاقها على أنفسهم أو على الآخرين.
ووثق الباحثون: “بدأ الجميع بمستويات مماثلة من السعادة المعلن عنها شخصيا لكل واحد منهم”. “أولئك الذين أنفقوا أموالهم على أنفسهم أفادوا عن انخفاض مطرد في السعادة خلال فترة الخمسة أيام. لكن يبدو أن السعادة لا تتلاشى بالنسبة لأولئك الذين أنفقوا أموالهم إلى أشخاص آخرين”.
الرابع – العرفان والإمتنان:
يقول البروفسور شوبرا: هناك اقتباس مجهول ولكنه رائع، “اذا كنت لا تعرف لغة وثقافة الامتنان، فلن تكون أبدًا ناطقا بكلمات عن السعادة “.
يمكن أن تكون ممارسة الامتنان بسيطة مثل قولك “أنا ممتن” مرة واحدة على الأقل يوميًا. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association أن القيام بممارسة ذلك يمكن أن تساعد الناس على تذوق التجارب الإيجابية والتعامل مع الظروف العصيبة وكذلك تزيد من تقوية العلاقات.
أن تدفق السعادة لا يأتي من الظروف المادية أو الخارجية، مثل الملذات الجسدية أو الثروة والسلطة، ولكن يأتي من العيش في حياة مناسبة لروحك وبدون تكلف، ويأتي من أعماق الخير في داخلك.
يقول البروفسور شوبرا: “إن قضاء بعض الوقت في التفكير لما تشعر بالامتنان له يجعلك أكثر وعياً بالأشياء الإيجابية في حياتك”. ونتيجة لذلك، “يجعلك أقل تحيزًا تجاه الأشياء السلبية القليلة في حياتك.”