الطريق الى نبع الوجود (13)
رحلة الحائرين إلى الله
قراءة في كتاب “وجود الله بين العلم و المنهج العلمي”
القسم الثاني
الكاتب : علي ديلان
أقسام الاحتمال
بعد أن استعرضنا بعض القواعد المهمة في حساب الإحتمالات ، نعود لنذكر بعض أقسام الإحتمالات و التي ذكر منها الـ”ديلان” ثلاثة أقسام:
الاحتمال القبلي و الاحتمال البعدي
الاحتمال القبلي هو درجة من الاحتمال لم تتأثر بعد بالقرائن الحسية و التجريبية. فعلى سبيل المثال عند رمي قطعة النقود فإننا نحدد درجة احتمال ظهور الصورة أو الكتابة بـ ½ و هذا يمثل الاحتمال القبلي فهو لم يكن مرهونا بالقرينة الحسية. يمكن أن يتحدد الاحتمال القبلي باستخدام قواعد الاحتمال الرياضي. فإذا ما أردنا نحدد درجة الاحتمال القبلي لظهور الصورة عند رمي قطعة النقود ثلاثة مرات ، فإنه يمكن ذلك بإستخدام قانون برنولي الذي ذكرناه آنفا. إن درجة الاحتمال القبلي تختلف باختلاف موارد التطبيق.
أما الاحتمال البعدي فهو ، على العكس من الاحتمال القبلي ، درجة من الاحتمال تتأثر بالقرائن الحسية أو التجريبية. و هذا الاحتمال قد يزيد من درجة الاحتمال القبلي أو ينقص منه بحسب القرينة التي قد تتوافق أو تتعارض مع الاحتمال القبلي. و هذا النوع من الاحتمال لا يمكن تحديده سلفا لانه يتبع القرينة المؤثرة عليه.
يركز الـ”ديلان” على الاحتمال البعدي لما له صلة بتطبيق نظرية الاحتمالات على مسألة فرضية وجود الله “و كل طموحنا متوجه إلى تحديد درجة الاحتمال البعدي حتى يتسنى لنا بعد ذلك أن نتعرف على كيفية تطبيق نظرية الاحتمال في مسألة فرضية وجود الله” (ص 196).
الاحتمال المشروط و الاحتمال المستقل
الاحتمال المشروط هو درجة من الاحتمال التي تتأثر بافتراض حصول شيء آخر له علاقة بالمحتمل. فإن قيمة إحتمال (ب) على سبيل المثال تزداد على فرض وجود (أ) و تقل عند عدم وجوده. إن احتمال نجاح الطالب في مادة الرياضيات سيكبر عند معرفتنا بأن الطالب قد نجح في مادة المنطق على أساس أن نجاحه في المنطق يدل على أن له كفاءة عقلية تمكنه من النجاح في الرياضيات و العكس صحيح.
أما الاحتمال المستقل فهو على العكس من الاحتمال المشروط درجة من الاحتمال لا تتاثر بافتراض حصول حدث آخر محتمل. فمثلا قيمة احتمال نجاح زيد في الرياضيات لا يتأثر بنجاح عمر في مادة المنطق.
يشير الـ”ديلان” إلى أنه قد يختلط الأمر على الباحث و يظن أن احتمال الحادثة التي هو بصدد دراستها تنتمي إلى الاحتمالات المشروطة في حين أنها تنتمي إلى الاحتمالات المستقلة. فالخرافات التي تؤمن بها الشعوب و التي تؤسس لعلاقة متوهمة بين حدثين ليس بينهما في الحقيقة أدنى صلة ، فيقوى احتمال حصول الحدث في ذهنية الشعوب بوقوع الاخر.
الاحتمال الذهني و الاحتمال الرياضي
الاحتمال الذهني يعبر عن درجة من القناعة الذهنية ، و هو لا يماثل الظواهر النفسية كالفرح و الحزن فهي لا تعبر عن اعتقاد حقيقي أو تحكي عن درجة تصديقية تمثل قناعة معينة. و لذلك فإن الاحتمال الذهني هو احتمال حقيقي – فعلي لكنه غير معلوم الدرجة على نحو الدقة. لكن هذا الاحتمال يعبر عن درجة تصديقية تتراوح ما بين درجة الصفر و هي الدرجة التي تمثل الاعتقاد بعدم أو إستحالة وقوع الحدث و بين درجة الواحد و هو رقم اليقين الذي يعني ان الحدث مؤكد الوقوع. و حيث لا يوجد مقياس دقيق لتحديد الدرجة التصديقية في الاحتمالات الذهنية ، فإنه يمكن ان نعبر رياضيا و على نحو التقريب عن هذا الاعتقاد الذهني بالقول مثلا أن درجة الاحتمال الذهني تساوي 30% (ص 199).
اما الاحتمال الرياضي فهو احتمال ذهني مقدر بدرجة معينة. هذا يعني أن الاحتمال الرياضي هو احتمال افتراضي شرطي يعبر عن الاحتمال الذهني بصورة تقريبية. إن اعتقادنا أو مدى قناعتنا تجاه حدث معين تتأثر بالاحتمال الرياضي. فهناك علاقة متواصلة بين حساب الاحتمالات الرياضية و درجات الاحتمال الذهني (ص 199).
يشير الـ”ديلان” في خاتمة حديثة عن العلاقة بين الاحتمال الرياضي و الاحتمال الذهني أن كثير من الاستقرائيين إعتقدوا بعدم إمكان الوصول إلى رقم اليقين ، يعني الواحد الصحيح. لأن الاحتمال مهما تصاعد و نما يظل هناك درجة ضئيلة من الاحتمال المضاد بحيث يكون دائما الاحتمال أقل من الرقم واحد ، رقم اليقين. هناك حسب هذا المدعى كثير من القضايا مهما بلغ فيها الاحتمال الرياضي درجة عالية من التصديق فإن هامشا ضئيلا من الاحتمال المخالف يظل قائما. من هذه القضايا مثلا (إن كل حديد يتمدد بالحرارة) و ( كل إنسان يموت إذا قطع رأسه) …ألخ ، فإن مثل هذه القضايا تظل ظنية و تنطوي على احتمال و لو ضئيل على عدم صدقها (ص 200).
لكن ثمة اتجاه آخر أبدعه السيد محمد باقر الصدر في كتابه الأسس المنطقية للإستقراء تجعل من الاحتمال الرياضي المخالف بنسبة ضئيلة جدا ترتفع إلى درجة اليقين عبر إعتماده على مصادرة عقلية يعبر عنها الـ”ديلان” بالنظام التكويني. هذه المصادرة العقلية أو النظام التكويني يرفع من درجة اعتقاد الانسان إلى اليقين و إن كان الاحتمال الرياضي لا يرقى بالاحتمال إلى درجة اليقين. إن الذهن بعد تصاعد قيمة الاحتمال إلى درجات تصديقية عالية تقترب من اليقين ، فإن الذهن يتخلص من الحسابات الرياضية التي تقترب من رقم اليقين و يمتلك قناعة جازمة باليقين. و بذلك أثبت السيد محمد باقر الصدر امكانية وصول الدليل الإستقرائي إلى اليقين.
من بين كل الاتجاهات داخل مدرسة المنطق الاستقرائي في الغرب ، فإن الـ”ديلان” في كتابه يتبنى بالكامل نظرية الاحتمال التي أسس لها السيد محمد باقر الصدر في كتابه ” الأسس المنطقية للإستقراء” حتى أن أغلب عبائر هذه النظرية كما أوردها الـ”ديلان” في كتابه هي اقتباس من كتاب السيد محمد باقر الصدر. فما هي نظرية الاحتمال في الرؤية التي أفصح عنها كتاب ” الأسس المنطقية للإستقراء ” و التي اعتمدها الـ”ديلان” بكاملها في كتابه ؟ ……………………… قريبا الطريق الى نبع الوجود (14).
وماذا تسمى هذه الحالة وما تقييمكم لها
اذا كان هناك شخص مجرد يفكر بالشخص الآخر ويذهب لزيارته او يسأل عنه باعتبار انه وحشه وله خاطر ان يراه ويعرف أخباره ولكن في اليوم التالي يسمع بخبر وفاته (الشخص المريض)
أرجو التوضيح لهذه الحالة
ولكم مني خالص التحايا والتقدير والاحترام
رحمها الله تعالى
الفيزياء تعجز عن تفسير هذه الحالة
لانها تتعلق بالنفس ، و النفس وجود غير مادي
لكن يمكن ان يقال ان الرابطة الروحية القوية التي بينكما هي التي
دفعتك لرؤيتها قبل الرحيل او ربما هي من جذبتك اليها لتراك قبل ان ترحل