كلا الوالدان يرغبان بأن يشعر أطفالهم بالرضا عن أنفسهم ولأسباب وجيهة.
أظهرت الدراسات أن الأطفال الواثقين بأنفسهم يتمتعون بفوائد كثيرة تتراوح من قلة القلق وتحسين الأداء في المدرسة إلى إزدياد المرونة والعلاقات الصحية.
كمعالجة نفسية ومؤلفة لكتاب “١٣ شيئا لا يفعلها الوالدان الأقوياء”، رأيت العديد من الآباء والأمهات ينشغلون كثيرا في إستراتيجيات يعتقدون أنها ستعمل على بناء الثقة لدى أطفالهم.
لكن بعض هذه الإستراتيجيات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، وخلق حلقة مفرغة يصارع فيها الأطفال للشعور بالرضا عن أنفسهم. نتيجة لذلك، قد يجد الآباء والامهات أنفسهم يعملون ساعات إضافية ويصرفون وقتا كثيرا في محاولة منهم لتعزيز إحترام أطفالهم لذواتهم.
فيما يلي أكبر سبعة أخطاء في الأبوة والأمومة تسحق ثقة الأطفال بأنفسهم:
١ السماح لهم بالتهرب من المسؤولية
على الرغم من أنك قد تعتقد أن الأعمال المنزلية ستثقل كاهل أطفالك وتزيد من مستوى التوتر لديهم، فإن إقحامهم بمسؤوليات في أرجاء المنزل سيساعدهم على أن يصبحوا مواطنين أكثر مسؤولية.
إن القيام بواجبات مناسبة لأعمارهم سيساعدهم على الشعور بالإحساس بالبراعة والإنجاز. لذا، سواء أكنت تطلب من طفلك المساعدة في الغسيل أو إخراج القمامة، فان هكذا مسؤوليات هي فرص متعددة أمام الأطفال ليروا أنفسهم قادرين ومتفوقين.
٢ منعهم من إرتكاب الأخطاء
من الصعب مشاهدة طفلك يفشل أو يرفض أو يتخبط في شيء. عندما يحدث هذا الأمر، يهرع الكثير من الآباء والأمهات لإنقاذ أطفالهم قبل السقوط والفشل. لكن منعهم من إرتكاب الأخطاء يحرمهم من فرصة تعلم كيفية الإستفادة من معالجة أخطائهم من أجل عدم تكرارها.
سواءً كان طفلك ينسى رباط حذائه قبل مباراة كرة قدم كبرى أو يخطئ في بعض أسئلة إمتحان الرياضيات، فقد تكون هذه الأخطاء أعظم معلم للحياة. كل واحدة من هذه الأخطاء هي فرصة لبناء القوة العقلية التي يحتاجون إليها من أجل القيام بعمل أفضل في المرات القادمة.
٣ حمايتهم من عواطفهم
إنه من المغري دائما أن تبهج أطفالك عندما يكونون حزينين أو القيام بتهدئتهم عندما يكونون غاضبين. ولكن كيفية تفاعلنا مع عواطف أطفالنا له تأثير كبير على تطوير ذكائهم العاطفي واحترامهم لذواتهم.
ساعد أطفالك على تحديد وتعريف ما يثير مشاعرهم ومن ثم علمهم كيف ينظمون أنفسهم ذاتيا. زودهم بإطار يساعدهم على شرح كيف يشعرون ويتحسسون عواطفهم بحيث يكون لديهم وقت أسهل في التعامل مع هذه المشاعر بطريقة مناسبة إجتماعيًا في المستقبل.
٤ التغاضي عن عقلية الضحية
إن قول أشياء مثل “لا يمكننا شراء أحذية جديدة مثل الأطفال الآخرين لأننا نأتي من طبقة فقيرة” يعزز لأطفالك أن معظم ظروف الحياة خارجة عن إرادتهم.
بدلاً من السماح لأطفالك لطلب الشفقة من الآخرين أو المبالغة في مصائبهم، شجعهم على إتخاذ إجراءات إيجابية (على سبيل المثال، وضع طاولة لبيع عصير الليمون حتى يتمكنوا من توفير المال من أجل شراء الأشياء التي يريدونها أو يحتاجون إليها). يشعر الأطفال الذين يدركون خياراتهم في الحياة بثقة أكبر في قدرتهم على خلق مستقبل أفضل لأنفسهم.
٥ الإفراط في الحماية
من المؤكد أن إبقاء أطفالك داخل سياجات واقية يجنبك الكثير من القلق. لكن إبقائهم معزولين عن التحديات يعيق تنميتهم.
ضع نفسك كمرشد ودليل، وليس حارس أمن. إسمح لأطفالك بتجربة الحياة، حتى عندما يكون الأمر مخيفًا. سوف تمنحهم الفرصة لإكتساب الثقة في قدرتهم على التعامل مع أي حدث من الحياة يعترض لهم في طريقهم.
٦ توقع الكمال
التوقعات العالية هي أهداف صحية ولكن المبالغة في التوقعات لها عواقبها الغير محمودة. عندما يرى الأطفال التوقعات عالية جدًا، فإنهم ينأون بأنفسهم عن المحاولة وكأنهم غير معنيين أو قد يشعرون كما لو أنهم لن يرتقوا أبدًا في تحقيقها.
بدلاً من ذلك، أعط توقعات واضحة للمدى الطويل وحدد المعالم على طول الطريق. على سبيل المثال، يعد الذهاب إلى الجامعة توقعًا طويل الأجل، لذا ساعدهم في إنشاء أهداف قصيرة الأجل على طول الطريق (على سبيل المثال، الحصول على درجات جيدة، أداء واجباتهم المدرسية، القراءة).
٧ العقاب، بدلا من الإنضباط
يحتاج الأطفال أن يعلموا أن بعض الأعمال تؤدي إلى عواقب وخيمة. لكن هناك فرق كبير بين الإنضباط والعقاب. الأطفال الذين هم منضبطون يفكرون، “لقد إتخذت خيارًا سيئًا”. والأطفال المعاقبون يعتقدون ” أنا شخص سيء “.
بمعنى آخر، يعطي الإنضباط لأطفالك ثقة في أن بإمكانهم إتخاذ خيارات أكثر ذكاءً وصحة في المستقبل، في حين أن العقوبة تجعلهم يعتقدون أنهم غير قادرين على القيام بأي شيء أفضل.