بحث من جامعة ميرلاند يظهر أن وظائف الدماغ وراء الأعراف الإجتماعية – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

الدراسة تفصل كيف تتباين وظائف الدماغ عبر الثقافات في جميع أنحاء العالم وعلى مر التاريخ ، إستحدث البشر قواعد (أعراف/معايير) إجتماعية واتبعوها.  هذه الأعراف تنظم ما هو  ممنوع وما هو متوقع وما هو محل تقدير.  وتختلف هذه الأعراف أيضا على نطاق واسع عبر الثقافات.  ولكن على الرغم من الأهمية البالغة للأعراف الإجتماعية ، على العلماء أن يكتشفوا كيف تتم معالجتها في الدماغ.  بحث جديد أجرته برفسورة علم النفس بجامعة ماريلاند ميشيل غيلفاند وزملاؤها يمثل خطوة كبيرة نحو إظهار الأساس العصبي للأعراف الإجتماعية.

قامت غيلفاند ويان مو ، باحث ما بعد الدكتوراه الذي شارك في قيادة المشروع ، بتوظيف ٢٥ مشاركًا من الصين و ٢٥ مشاركًا من الولايات المتحدة للمشاركة في دراسة تخطيط كهربية الدماغ (EEG).  إختار الباحثون هذين البلدين لأن الأبحاث السابقة وجدت أن الصين لديها أعراف إجتماعية أقوى بكثير من الولايات المتحدة ، وأقل تسامحًا مع السلوك المنحرف. وضعت غيلفاند مصطلحاً لهذا الإختلاف في قوة الأعراف الإجتماعية “التشدد – التراخي tightness-looseness” (١) ، في ورقة سابقة في مجلة ساينس Science (٢)، وحدد الصين كدولة تشدد في الأعراف الإجتماعية والولايات المتحدة كدولة متراخية في الأعراف الإجتماعية ، بصفة عامة.

تظهر الدراسة الجديدة ، “كيف أصبحت الثقافة دماغية (مجردة): الإختلافات الثقافية في الإحتمالات المتعلقة بالحدث في انتهاك الأعراف الإجتماعية” (٣) ، في مجلة PNAS (٤).

“لقد أحرزنا بعض التقدم نحو الإجابة على أسئلة مثل ، عندما يعبر شخص ما الطريق وإشارة المرور حمراء أو يغني في المكتبة ، كيف يستجيب دماغنا لذاك التصرف؟  هل سيكون لدى الناس الذين أتوا من ثقافات مختلفة ردود فعل متشابهة أو مختلفة في أدمغتهم؟

في الدراسة ، تم ربط الأشخاص الصينيين والأمريكيين بجهاز EEG  يراقب نشاطهم العصبي بمرور الوقت ويقرأون جملاً صورت الناس إما أنهم يتصرفون حسب الأعراف الإجتماعية أو يشذون عنها.  على سبيل المثال ، قد يقرأ أحد المشاركين عن “سالي” ، التي كانت “ترقص في متحف الفن” (مخالفة للأعراف الإجتماعية) أو “سالي” التي كانت “ترقص في درس التانغو” (حسب الأعراف الإجتماعية).

عندما قام الباحثون بتحليل البيانات ، وجدوا إشارة دماغية موثوقة ظهرت بعد ٤٠٠ مللي ثانية بعد أن رأى المشاركون إنتهاكًا للأعراف الإجتماعية.  سُميت هذه الإشارة بـ “N400” ، ويبدو أنها أقوى في مناطق الدماغ المركزية والجدارية لكل من المشاركين الصينيين والأمريكيين عندما شاهدوا  شخصًا ينتهك أحد الأعراف الإجتماعية.

كانت إشارة N400 في المناطق الأمامية والصدغية أقوى بشكل كبير بين المشاركين الصينيين ولكن ليس بين الأمريكيين ، مما يشير إلى أن تشدد ثقافة شخص يؤثر على كيف يستجيب دماغ الشخص لإنتهاكات الأعراف الإجتماعية.  علاوة على ذلك ، شعر المشاركون الذين تفاعلوا بقوة أكبر مع إنتهاكات الأعراف الإجتماعية بإحساس تفوق ثقافي أكبر، وكان لديهم قدر أكبر من ضبط النفس ، لكنهم كانوا أقل إبداعًا – تمشياً مع سمات التشدد الثقافي المرسخة مسبقاً.

وقالت غيلفاند إن هذه التجربة توفر رؤية فريدة لكل من الأساس العصبي للمعايير (للأعراف) الإجتماعية وتطور الثقافة الصينية والأمريكية.

وقال يان مو: “هذه الدراسة توضح ، للمرة الأولى ، كيف يكتشف الدماغ إنتهاكات الأعراف الإجتماعية ، ويساعدنا على معرفة  كيف يدعم الدماغ الإختلافات الثقافية ويعززها عبر الثقافات المتشددة والمتراخية”.

شارك في تأليف الورقة أيضًا شينوبو كيتاياما من جامعة ميشيغان ، وشيهوي هان من جامعة بكين.

مصادر من داخل النص:
١-https://www.michelegelfand.com/
٢-https://science.sciencemag.org/content/332/6033/1100
٣-https://umdrightnow.umd.edu/news/umd-research-shows-brain-function-behind-social-norms
٤-https://www.pnas.org/

المصدر الرئيسي:
UMD Research Shows Brain Function Behind Social Norms
November 30, 2015
https://umdrightnow.umd.edu/news/umd-research-shows-brain-function-behind-social-norms

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *