لو كنت تريد أن يتمتع طفلك بحياة غنية ومحققة للذات (مرضية، ١) ، فإن أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو المساعدة في بناء مفردات طفلك. يُظهر البحث أن القدرة اللغوية القوية مرتبطة بعدد من الأشياء الإيجابية ، بما في ذلك السعادة والصداقات والتواصل مع العائلة والنجاح الأكاديمي ومهنة مُرضية.
بناء القدرة اللغوية لطفلك ليس شيئًا يجب أن تنتظره حتى يبلغ من العمر ما يكفي للإلتحاق بالمدرسة. تطور المفردات سريع للغاية. بين الولادة والصف الثاني ، يتعلم الأطفال في المتوسط حوالي ٥٢٠٠ أصول (جذور) كلمات(٢).
القدرة على تفسير الكلمات بسرعة عند بلوغ الطفل ١٨ شهرًا يمكن أن يحدد حجم مفردات الطفل لاحقًا في مرحلة الطفولة (٣).
عند وصول الطفل الى الصف الثالث والصف الرابع ، المفردات التي يمتلكها مرتبطة أيضًا إرتباطًا وثيقًا بقدرة الأطفال على فهم ما يقرؤون (٤). لأن هذا يعني جزئيًا أن مفردات الطفل هي مؤشر قوي على معرفة الطفل بعالمه.
بصفتي واحد من الذين يبحثون عن أفضل الطرق لتطوير معارف التعليم لدى الأطفال (٥) ، هناك سبعة أشياء أعتقد بأن الوالدين والمعلمين يتمكنون من القيام بها للمساعدة في بناء مهارات الأطفال في اللغة والمفردات:
١. تحدث عن أشياء وأحداث تثير إهتمام الطفل
تحدث عن شيء يلفت إنتباه الطفل. قد تلاحظ أم طفلها البالغ من العمر ٨ أشهر يحدق في قطة كبيرة ويقول: “أوّه، أنظري إلى تلك القطيطة الجميلة. لديها هكذا عينان جميلتان وشعر ناعم. “قد تحدث مثل هذه التفاعلات أيضًا عندما يشير الطفل إلى شيء ويبدأ في محاولة التحدث عنه ، مما يشير إلى إهتمامه المتحمس. هذه التبادلات هي فرص رئيسية للبالغين يمكنهم إستغلالها لتسمية ووصف وتفسير الأشياء للطفل. في المناسبات التي يتحدث فيها كل من الوالدين والأطفال عن أشياء جميعهم مقبلون عليها (يولونها إهتماماً) هي لحظات تعليمية قوية. الكلمات تُقرن بالأشياء والأحداث والعواطف. تتضح أهمية هذه التبادلات من خلال حقيقة أن مقدار ما يشير اليه (مثلاً بالأصبع) الأطفال في عمر ١٨ شهرًا هو مرتبط بتطور اللغة في عمر ٤٢ شهرًا (٦).
٢. حدث طفلك كثيراً
إن مقدار (كمية) اللغة التي يسمعها الأطفال أثناء التحدث مع البالغين في أول ١٨ إلى ٢٤ شهرًا من عمر هم لها أهمية. المناطق اللغوية في دماغ الطفل تتطور بسرعة (٧). القدرة على ترجمة الأصوات إلى كلمات ذات معنى تتحسن بسرعة. إن ربط الأصوات بالمعاني سرعان ما تمكّن الطفل من الإستمرار في فهم معنى الكلمات التي يسمعها. السرعة التي يعين (يضع) بها الأطفال معنىً للكلمات ترتبط إرتباطًا وثيقًا بكمية اللغة التي سمعوها كجزء من الحديث بينهم وبين البالغين (٨).
٣. إنخرط في تفاعلات مستدامة
ببلوغ الأطفال سن الثانية ، ليست كمية الحديث (الكلام) الذي يسمعونه في هذه المرحلة هو المهمة فحسب ، بل نوعيتها. في هذا الوقت بالذات ولتعزيز النمو اللغوي لطفلك ، لا تتعجل – تحدث إلى طفلك عن أشياء أو أحداث معينة لفترة ملائمة من الوقت. ليس بالضرورة فترة معينة من الوقت. ولكن يجب أن يكون هناك على الأقل ثمانية إلى عشر تبادلات حديث بين الوالد (الأب أو الأم) والطفل والعكس. عندما تكون لدى الأطفال القدرة على الكلام ، فإن هذه التبادلات المباشرة من الحديث بين الطفل وأحد الوالدين (والعكس) والتي تحدث على فترات عديدة لها قيمة خاصة (٩).
في الواقع ، فإن أطفال ما قبل المدرسة الذين يتحدثون لفترات طويلة يظهرون نموًا للدماغ بشكل أسرع (١٠) ومعالجة للمعلومات بشكل أكثر كفاءة من أولئك الذين يتحدثون بشكل أقل وأقصر (١١).
٤. إقرأ الكتب وناقشها
واحدة من أقوى الأنشطة التي يمكن أن يشارك بها الوالدان مع طفلهم هي قراءة الكتب (١٠). الكتب يمكن قراءتها والإستمتاع بها سوياً من السنة الأولى من العمر. فإنها توفر فرصا لا نهاية لها لتسمية أشياء وحيوانات وأفعال. يمكن تكرار هذه الممارسات مرارًا وتكرارًا. يتيح النشاط أيضًا للوالدين (سيما الأم ، ١١) وقتًا للإرتباط مع طفلهم أثناء الحديث عن الصور والأحداث والقصص المفضلة.
٥. إستخدم كلمات متنوعة ريثما توسع المعرفة العامة
يكتسب الأطفال المعرفة بسرعة عندما يتعلمون كلمات التي ترجع إلى مفاهيم أكثر تعقيدًا (١٢). بمرور الوقت ، ستُستخدم هذه الكلمات أثناء الحديث عن أفكار وخبرات جديدة. على سبيل المثال ، أثناء الرحلة إلى حوض السمك ، قد يرى الطفل مخلوقات رائعة حين يسميها أحد الوالدين ، ويتحدث عن أجزاء من جسمها – زعانفها وذيلها ، على سبيل المثال – وكيف تتحرك. أو أثناء رحلة إلى البقالة ، يمكن لأحد الوالدين أن يسمي الأشياء ويناقش خصائصها والتحدث عن المكان الذي جاءت منه والكثير من الأشياء عنها.
٦. تحدث عن الأحداث الماضية
من خلال اللغة ، يمكننا السفر عبر الزمن إلى أحداث ماضية ومستقبلية. حين يتحدث الوالدان مع طفلهما عن تجارب من الماضي ، فإنهم عادة يسنخدمون كلمات جديدة لم يسمعها الطفل من قبل ، ويُشجع الأطفال وبدورهم على إستخدامها. على سبيل المثال ، قد يقول أحد الوالدين ، “هل تتذكر عندما ذهبنا إلى حوض السمك؟ يرد الطفل قائلاً: “نعم ، لقد رأينا تلك السمكة الكبيرة الكبيرة ذات الزعانف”. وحينها يرد أحد الوالدين: “نعم ، لقد كان هذا سَمَكُ الرَّاي اللَّسَّاع “”. يعزز الحديث المنتظم عن الماضي من تعلم المفردات.
٧. الإنخراط في اللعب التخيلي
اللغة تمكًن الأطفال من بناء عوالم وهمية والعيش فيها (١٢). إن الحديث الذي يجري أثناء تفعيل أدوارهم في هذه العوالم الخيالية يدفعهم إلى توسيع مفرداتهم.
على سبيل المثال ، يلعب طفلان شخصيات عمل (١٣) تمثل أطباء. أحد الطفلين يحمل شخصية طبيب والآخر يلعب مع شخص ملقى على الأرض. يقول الطبيب: “كن هادئًا أحتاج إلى استخدام سماعة الطبيب الخاصة بي”. تقول الشخصية “المصابة” ، “حسنًا. هل هذه التي ستستخدمها لسماع قلبي؟ ” هنا نرى طفلًا يقوم بتعليم كلمة متقدمة بطريقة حُبية. الطفل الثاني يتعلم ماهية السماعة الطبية ، وأثناء لعبهما ، سيكتسبان بعض المعرفة بكيفية إستخدامها.
هذه الطرق المبنية على الأدلة هي مجرد طرق قليلة التي يستطيع الوالدان أن يساعدا في بناء مفردات طفلهما ومعارفه بالعالم.
مصادر من داخل وخارج النص:
١–معنى الحياة المحققة للذات (الحياة المرضية / حياة القناعة) هو أن تصبح “خاليًا من أي رغبة”. الشخص الذي لا يملك أي رغبة ولا يمكن لأي شيء أن يلفت انتباهه أو عقله هو الشخص الذي حصل على الرضا المطلق والإنجاز في حياته. لمثل هذا الشخص ، لم يبق له أي شيء ليحققه أو يكتسبه. ترجمناه من نص ورد في هذا النص https://www.quora.com/What-is-the-meaning-of-fulfilling-life
٢-https://psycnet.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2F0022-0663.93.3.498
٣-https://psycnet.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2F0012-1649.42.1.98
٤-https://psycnet.apa.org/doiLanding?doi=10.1037%2F0012-1649.38.6.934
٥-https://scholar.google.com/citations?user=rjWpQhMAAAAJ&hl=en&oi=ao
٦-https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1467-7687.2008.00764.x
٧-http://www.hup.harvard.edu/catalog.php?isbn=9780674007437
٨-https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1467-7687.2008.00768.x
٩-https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/0963721415595345
١٠- http://www.jneurosci.org/content/38/36/7870
١١-https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/0956797617742725
١٢-https://journals.sagepub.com/doi/10.3102/0034654309332561
١٣-https://www.jstor.org/stable/748207?origin=crossref&seq=1#page_scan_tab_contents
١٤-https://www.oxfordscholarship.com/mobile/view/10.1093/acprof:oso/9780195382716.001.0001/acprof-9780195382716
١٥-https://ar.m.wikipedia.org/wiki/شخصية_عمل
المصدر الرئيسي:
7 ways to build your child’s vocabulary
June 21, 2019
David Dickinson, Professor of Teaching & Learning, Vanderbilt University
https://theconversation.com/7-ways-to-build-your-childs-vocabulary-112370