آلام الظهر وعلاجاته (1 من 3) – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

مقدمة:
تكرم أحد أبناء العم بإرسال مقالة علمية لي بعنوان “آلام الظهر: لماذا لا يُجدي العلاج نفعًا، وماذا تفعل؟” لمعرفته باهتمامي البالغ بترجمة المقالات العلمية التي أرى فيها منفعة للقارئ. وبالفعل، تحمست وقمت بترجمتها بعد قراءتها واستيعاب ما جاء فيها من مادة علمية مهمة للغاية.
ولضرورة اكتمال المعلومة للقارئ، ترجمت مقالتين أخريين تتكاملان مع هذه المقالة: الأولى بعنوان ” آلام الظهر: ما تحتاج لمعرفته” والثانية بعنوان “عادات سيئة لظهرك”. واخترت عنوانا للمقالات الثلاثة هو “آلام الظهر وعلاجاته”، وها أنا ذا أضع بين يدي القارئ ترجمة المقالات الثلاث واحدة بعد الأخرى، آملا أن التوفيق قد حالفني في ترجمة مادة مفيدة لمتابعي موقع علوم القطيف.

{ آلام الظهر: ما تحتاج لمعرفته }
Back Pain: What You Need to Know
(تحرير: مساهمون في تحرير موقع “ويب م د” وراجعه طبيا الدكتور تايلر ويلر – WebMD Editorial Contributors)

هناك الكثير من الضغوط على عمودك الفقري. فهو الدعامة الهيكلية الرئيسية لجسمك. ويجب أن يحافظ على ثباتك بما يكفي للوقوف منتصبًا، ومرونتك الكافية للحركة. لذا، ليس من المستغرب أن يعاني الكثير من الناس من مشاكل في الظهر من وقت لآخر.

وقد ينشأ الألم من ألم العضلات والأربطة والأوتار، أو من الانزلاق الغضروفي والكسور ومشاكل أخرى في الجزء العلوي والوسطي والسفلي من الظهر. وأحيانًا تشعر بآثاره فورًا. ولكن في كثير من الحالات، تتطور مشاكل الظهر مع مرور الوقت.


[ الأسباب ]
كثيرًا ما نتسبب في مشاكل الظهر نتيجة عادات سيئة، مثل:
• وضعية الجسم الخاطئة، كالجلوس بشكل غير صحيح على المكتب أو خلف عجلة القيادة
• تكرار نفس الحركة أو المبالغة فيها
• الدفع والسحب ورفع الأشياء بلا مبالاة
والعمود الفقري في الواقع عبارة عن مجموعة من 24 عظمة تُسمى فقرات. ويكون العمود الفقري السليم على شكل حرف “اس” (S) عند النظر إليه من الجانب. وينحني للخلف عند الكتفين وللداخل عند الرقبة وأسفل الظهر. وهو يأوي ويحمي الحبل الشوكي، وهو شبكة الأعصاب التي تنقل الإحساس وتتحكم في الحركة في جميع أنحاء الجسم.

[ العمود الفقري ]
وأحد أكثر أنواع آلام الظهر شيوعًا هو إجهاد أربطة العضلات المحيطة بالعمود الفقري. ويحدث غالبًا في انحناء أسفل الظهر وقاعدة الرقبة. وتتحمل هذه المناطق وزنًا أكبر من الجزء العلوي والوسط من الظهر، وهما أقل عرضة للمشاكل.
ويمكن أن تسبب الإصابات الناتجة عن الرياضات الاحتكاكية والحوادث والسقوط مشاكل تتراوح من إجهاد عضلي طفيف إلى انزلاق غضروفي وكسور تُلحق الضرر بالعمود الفقري أو النخاع الشوكي.
وقد يكون ألم أسفل الظهر المؤلم ناتجًا عن تشنجات عضلية، عندما تتقلص عضلاتك ولا تسترخي، كما لو كانت تقلصًا.
ويمكن أن تؤثر هشاشة العظام على فقرات العمود الفقري، عندما يتآكل الغضروف بينها. ويمكن أن تضغط النتوءات العظمية أو الانزلاق الغضروفي على الأعصاب.
وكثيرًا ما يُسبب الحمل آلام الظهر [للنساء] أيضًا. وتُسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن أنواعًا جديدة من الضغوط على العمود الفقري والساقين لدى المرأة الحامل.
وفي بعض الأحيان، قد يكون ظهرك مؤلمًا دون سبب واضح. ويُسمى هذا ألم الظهر غير المحدد. وقد يكون السبب هو ضعف العضلات التي لا تستطيع التعامل مع المشي اليومي والانحناء والتمدد.

[ أعراض أخرى ]
ألم الظهر – سواءً كان ألمًا خفيفًا أو حادًا – هو مجرد علامة على وجود مشكلة في ظهرك. وقد تشعر أيضًا بأعراض في ساقيك أو ذراعيك:
• ألم منتشر
• خدر
• وخز
• ضعف
وقد يشير التبول أو التبرز غير المنضبط، أو عدم القدرة على التبول، وضعف العضلات، إلى مشكلة خطيرة مثل انضغاط الحبل الشوكي؛ [في هذه الحالة] اتصل بطبيبك فورًا.

[ التشخيص ]
يجب عليك زيارة الطبيب في الحالات التالية:
• بعد تعرضك لإصابة، مثل السقوط أو حادث
• عندما يعيقك الألم عن ممارسة أنشطتك اليومية
• إذا استمر لأكثر من 6 أسابيع أو انتشر
وأثناء الفحص، سيختبر طبيبك مدى حركتك – إلا إذا كنت لا تستطيع الحركة – وسيتحقق من كفاءة عمل أعصابك. وقد يكون ذلك كافيًا لتحديد الخطوة التالية.

وقد تحتاج إلى فحوصات تصويرية، مثل الأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب. ولكنها ليست مفيدة دائمًا، ولا توجد دائمًا صلة مباشرة بين نتائج هذه الفحوصات ومدى الألم.

[ العلاج ]
يعتمد علاجك المحدد على سبب ألمك وموقعه في ظهرك…
وبغض النظر عما قد تعتقده أو ما قيل لك سابقًا، فإن البقاء في السرير ليس الحل الأمثل عادةً؛ بل التمارين الخفيفة هي الحل. فهي تساعد على التخلص من التواءات العمود الفقري، وبناء دعم لعمودك الفقري، وتحسين مرونتك. ويمكن لأخصائي العلاج الطبيعي العمل معك لتصميم مجموعة من التمارين، وتخفيف الألم، ومساعدتك على الحركة مجددًا.

وتخفف مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية كالثلج والحرارة من حدة معظم آلام الظهر. وقد يصف لك طبيبك أدوية أقوى، لكن بعضها قد يجعلك تشعر بالنعاس أو تعتمد عليها إذا لم تكن حذرًا.
ويمكن أن تُساعد العلاجات التكميلية، مثل العلاج بتقويم العمود الفقري، والوخز بالإبر، والتدليك، في تخفيف الألم أيضًا.

وإذا كان أحد العظام تالفًا، أو كنت تعاني من انزلاق غضروفي أو انضغاط في العصب، فقد تحتاج إلى جراحة. ولكن في حالة استمرار ألم الظهر، سيجرب الأطباء علاجات أخرى أولًا.
ويمكن أن تساعدك الاستشارة على تعلم كيفية التعايش مع الألم المزمن بشكل أفضل، بالإضافة إلى التعامل مع أعراض الاكتئاب بسببه.

[ الوقاية ]
التمرين! تقوية العضلات المحيطة بعمودك الفقري وعضلات جذعك ستساعدك على الحفاظ على ثباتك وتوازنك. والمشي مفيدٌ جدًا لآلام أسفل الظهر، وهو سهلٌ جدًا.
فتدرب على وضعية جسم جيدة. وكقاعدة عامة، حافظ على استقامة أذنيك وكتفيك ووركيك عند الجلوس والوقوف والمشي. وارفع الأشياء الثقيلة بشكل صحيح، مستخدمًا وركيك وركبتيك للقوة مع الحفاظ على استقامة ظهرك.
وحاول النوم على جانبك على مرتبة متوسطة الصلابة.

وامتنع عن التدخين. فهو يُعيق تدفق الدم، وبالتالي لا تحصل عضلاتك وأنسجتك على كمية كافية من العناصر الغذائية والأكسجين.

*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:

https://www.webmd.com/back-pain/understanding-back-pain-basics

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *