ومضات معرفية من كتاب: لا يمكن استبدالك: فن التميز في عصر الذكاء الاصطناعي – ترجمة* عبدالله سلمان العوامي

إسم الكتاب: 
“لا يمكن استبدالك”: فن التميز في عصر الذكاء الاصطناعي
[IRREPLACEABLE: The Art of Standing Out in the Age of Artificial Intelligence]

تنصل:
هذه الترجمة لا تعكس بالضرورة تأييدًا أو رفضًا للمحتوى الأصلي، وإنما الهدف منها هو نشر المعرفة وعرض وجهات نظر متنوعة. قد تحتوي المادة المترجمة على معلومات لا تتوافق بالضرورة مع بعض المعتقدات أو التوجهات الشخصية، إلا أنها محاولة جادة لنقل الفكرة الأساسية مع الحفاظ قدر الإمكان على السياق العام، وإن لم تكن الترجمة دقيقة تمامًا.
نسعى من خلال هذه الترجمات إلى توسيع آفاق التفكير وتعزيز التواصل الثقافي والفكري، عن طريق تقديم أبحاث ورؤى في مجالات متعددة مثل الصحة، والتقنية، والاقتصاد وغيرها، مما يُتيح للقارئ العربي الاطلاع على مختلف وجهات النظر بلغته الأم، وتعزيز التفاهم بين الثقافات الى جانب تشجيع النقاش الموضوعي للاستفادة منها أو نقدها بشكل واعٍ وبنّاء.

تعريف مختصر بالكتاب من شركة أمازون (Amazon):
الذكاء الاصطناعي والأتمتة يعيدان تشكيل عالمنا بسرعة غير مسبوقة، مما يجعل المهارات التقليدية غير ذات جدوى ويفتح لنا أبوابًا لفرص جديدة. من يتكيّف ويطوّر قدرات فريدة “لا يمكن استبدالها” وهو من سينجح وسيزدهر. فما هي خطتك لتظل ضروريا ولا تستبدل، وتحمي عملك، وتصون إنسانيتك في هذا العالم الذي تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

المؤلف السيد باسكال بورنيه (Pascal Bornet) — خبير حائز على جوائز في الذكاء الاصطناعي، ومدير تنفيذي سابق في شرك ماكنزي (McKinsey) للاستشارات، وأحد أبرز الأصوات في مجال التكنولوجيا مع أكثر من مليون متابع على منصة لينكدإن (LinkedIn) — يستند إلى 20 عامًا من الأبحاث الرائدة ليقدّم “الكفاءات الثلاثة للمستقبل”. هذه القدرات الجوهرية تكشف أسرار النجاح في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز صفاتنا البشرية الفريدة.
في هذا الكتاب، ستكتشف استراتيجيات عملية لـ:
• فهم الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، إلى أين يتجه، وما الذي يجب أن تنتبه له لتنجو وتزدهر.
• تجنب الوقوع في فخ “سُمنة الذكاء الاصطناعي (AI Obesity)” وعواقبه المدمرة عليك وعلى عملك.
• الارتقاء بمسيرتك المهنية من خلال تعلم كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لصالحك، بدلاً من خسارة وظيفتك لصالح الأتمتة.
• إتقان “القدرات البشرية الفريدة (Humics)” — وهي القدرات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُقلّدها أبدًا — لبناء شراكات قوية بين الإنسان والآلة لك ولشركتك.
• توسيع نطاق عملك ليصبح قوة دافعة للكفاءة والابتكار والثقة.
سواء كنت تسعى لحماية مستقبلك المهني، أو تقود مؤسستك خلال موجات التغيير، أو تُعدّ أبناءك لعالم الغد، فإن كتاب “لا يمكن استبدالك (IRREPLACEABLE)” يقدم لك إطارًا شاملاً وعالميًا.
الذكاء الاصطناعي ليس هو الوجهة؛ بل هو الوسيلة التي تأخذنا نحو مستقبل أكثر إنسانية. وهذا الكتاب هو نظام الملاحة (جي بي إس GPS) الخاص بك. تميز ، وكن” لا يمكن استبدالك”.

مؤلف الكتاب:
السيد باسكال بورنيه (Pascal Bornet) هو خبير حاصل على جوائز، ومؤلف، ومتحدث رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) والأتمتة. حصل على عدة جوائز ويُصنّف باستمرار ضمن أفضل 10 خبراء عالميين في الذكاء الاصطناعي والأتمتة. كما يُعد من أبرز المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه أكثر من مليون شخص.
طوّر السيد بورنيه خبرته على مدى أكثر من 20 عامًا خلال عمله كمدير تنفيذي في شركتي ماكنزي (McKinsey) وإرنست ويونغ (EY)، حيث أنشأ وقاد ممارسات “الأتمتة الذكية”، ونفّذ مبادرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لصالح مئات المؤسسات حول العالم.
على مدى العشرين عامًا الماضية، ركّزت أبحاث السيد باسكال بورنيه على تقاطع الذكاء الاصطناعي والإنسان، حيث يعتقد أن أعظم قيمة تكمن في هذا المجال. وهو مدافع قوي عن الذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان، ويؤمن بأنه مع النهج الصحيح، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل عالمنا أكثر إنسانية.
ألف السيد بورنيه كتابين من الأكثر مبيعًا، وهما: “الأتمتة الذكية (INTELLIGENT AUTOMATION)” و “لا يمكن استبدالك (IRREPLACEABLE)”، وقد نُشرت أفكاره وتحليلاته في منصات مرموقة مثل: فوربس (Forbes)، بلومبرغ (Bloomberg)، ماكنزي كوارترلي (McKinsey Quarterly)، وذا تايمز (The Times). كما يعمل محاضرًا في عدة جامعات، وهو عضو في مجلس فوربس للتكنولوجيا، ويشغل منصب مستشار أول لعدد من الشركات الناشئة والمؤسسات الخيرية.

منصة الوميض** (Blinkist) قامت بتلخيص الكتاب في “ست ومضات” معرفية ومقدمة وخلاصة نهائية، وتعتبر كل ومضة تلخيصا لفصل كامل من الكتاب وهي كالتالي:

مقدمة – اجعل الذكاء الاصطناعي رفيقا لك في مسيرتك المهنية.
تخيل أنك تدخل إلى مكتبك ذات صباح لتكتشف أن معظم مهامك اليومية يمكن إنجازها الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي في دقائق معدودة. وبينما يوفر هذا التقدم التكنولوجي كفاءة مذهلة، فإنه يطرح سؤالًا ملحًّا: كيف تضمن بقاء قيمتك الفريدة ضرورية ولا بديل عنها في عالم تهيمن عليه الخوارزميات بشكل متزايد؟

مع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل بيئة العمل، أصبحت الحاجة إلى أن تكون موظفًا “لا يمكن استبدالك” أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. لكن هذا لا يعني تجاهل الذكاء الاصطناعي تمامًا. فبدلًا من اعتباره تهديدًا، ماذا لو استطعت جعله حليفًا لك من خلال تبني الجوانب التي تعزز الإمكانات البشرية؟

تقدّم لك هذه الومضات لكتاب “لا يمكن استبدالك (IRREPLACEABLE)” للمؤلف السيد باسكال بورنيه دعوة لإعادة التفكير في علاقتك بالتكنولوجيا، ويعرض خارطة طريق مُلهمة حول كيف يمكن لكل من الموظفين والمديرين التنفيذيين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتهم.

ستكتشف استراتيجيات قابلة للتطبيق لتطوير المهارات الأساسية التي تهم بالفعل في بيئة العمل والمنزل سريعة التغير اليوم. إن هذه الرحلة نحو أن تصبح “لا يمكن استبدالك” هي فرصة وضرورة في آنٍ واحد.
فهل أنت مستعد لتتعلم كيف يمكنك الازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي؟

ومضة رقم 1 – لماذا يجب أن تصبح “لا يمكن استبدالك”
تخيّل هذا المشهد: عائلة تنتظر في طابور الصعود إلى الطائرة وقد تم التحقق من بياناتها من قبل طاقم تسجيل الركاب. لكن وبسبب سوء فهم في إجراءات منطقة الصعود، تفوتهم فرصة الصعود قبل أن يُغلق النظام الآلي بوابة الدخول. ورغم أن السماح لهم بالصعود لن يُسبب أي مشكلة، إلا أن مدير الطاقم يرفض تجاوز قرار النظام الآلي. ونتيجة لذلك، تضطر العائلة لانتظار الرحلة التالية.
مع التحول السريع الذي يُحدثه الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، من الضروري ألا نتصرف مثل مدير الطاقم هذا، الذي كان بإمكان حكمه البشري ببساطة أن يتجاوز قرار الآلة. للازدهار في عالم تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، ركّز على تنمية القدرات البشرية الفريدة — مثل اتخاذ الاستثناءات في المواقف، كما في حالة السماح لتلك العائلة بالصعود.
يرتكز مفهوم “لا يمكن استبدالك” على تطوير سمات مرتبطة بطبيعتنا البشرية ولا يمكن تكرارها بواسطة الخوارزميات. تُعرف هذه الصفات باسم “القدرات البشرية الفريدة” (Humics)، وتشمل الإبداع الحقيقي، التفكير النقدي، والأصالة الاجتماعية. من خلال تنمية هذه القدرات، يمكن للأفراد خلق قيمة لا تستطيع الآلات مضاهاتها. وتدرك المؤسسات التي تسعى لأن تكون “لا تُستبدل” أهمية ذلك، فتلجأ إلى الاستثمار ليس فقط في التكنولوجيا، بل أيضًا في العنصر البشري، من خلال توفير التدريب وتعزيز ثقافة تقبل التغيير.

لكي تصبح “لا يمكن استبدالك”، ركّز على الأنشطة التي تجلب لك المتعة أو تسهم في نموك الشخصي والمهني. شارك في أعمال إبداعية، ودرّب عقلك على تمارين التفكير النقدي، وعمّق علاقاتك الأصيلة مع الآخرين. عندما تصبح “لا يمكن استبدالك”، فإنك تحصّن مستقبلك المهني، وتكسب مزيدًا من الثقة، والهدوء الداخلي، والتركيز الأفضل. ويساعدك هذا النهج أيضًا على دعم أحبائك وأعمالك بشكل أكثر فاعلية.

يخاف الكثير من الناس من الذكاء الاصطناعي، لكنه في النهاية هو مجرد أداة أخرى في تاريخ الابتكار البشري. يكمن النجاح في الارتقاء بإنسانيتك إلى مستويات غير مسبوقة، ثم السماح للذكاء الاصطناعي بمساعدتك في التعامل مع البيانات والمهام الروتينية التي قد لا تجد فيها متعة. هكذا تصبح “لا يمكن استبدالك” في سوق العمل، وأكثر من ذلك.
وللبدء، عليك أولًا العمل على بناء مهاراتك “البشرية الفريدة (Humic skills)” التي لا يمكن استبدالها. سنتناول بعضًا من هذه المهارات في الومضة التالية.

ومضة رقم 2 – كيف تنمّي المهارات التي “لا يمكن استبدالها”
في عام 2005، أُقيمت بطولة شطرنج لافتة للنظر، جمعت بين كبار أساتذة اللعبة من البشر، وأجهزة كمبيوتر خارقة، وفِرق مكوّنة من لاعبين بشريين عاديين يحاكون الذكاء الاصطناعي. والمفاجأة أن الفرق المشتركة بين البشر والذكاء الاصطناعي تفوقت على كلٍّ من الأساتذة الكبار وأجهزة الكمبيوتر الخارقة، مما أبرز قوة العلاقة التعاونية بين الإنسان والتكنولوجيا.
وهذا مجرد مثال واحد على كيف يمكن لمزيج من المهارات البشرية والذكاء الاصطناعي أن يخلق شراكة ناجحة. من خلال تطوير الإبداع الحقيقي، والتفكير النقدي، والأصالة الاجتماعية – وهي المهارات الجوهرية المعروفة باسم “Humics” – يمكنك رفع مستوى هذه الشراكة إلى آفاق جديدة، وتمكين الأفراد من التفاعل بذكاء مع التعقيد والنجاح في ظل التعاون مع التكنولوجيا. ومع ذلك، فإن هذه المهارات لا تأتي بشكل طبيعي للجميع. وللاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي، من الضروري أن تطوّر هذه القدرات بنفسك أولًا. فلنبدأ الآن بتفصيل كل من هذه المهارات واستكشاف كيفية تنميتها ذاتيًا.
لتنمية الإبداع الحقيقي، ابدأ بتبني الفضول. استكشف اهتمامات متنوعة وعرّض نفسك لتجارب جديدة، لأن هذا التنوع يُغذي الابتكار. خصص وقتًا للّعب غير المنظم والعصف الذهني، مما يسمح لعقلك بالتجول بحرية دون أحكام مسبقة. يمكن أن يؤدي التعاون مع الآخرين أيضًا إلى توليد حلول غير متوقعة، حيث إن وجهات النظر المتنوعة كثيرًا ما تثير أفكارًا جديدة.
بعد ذلك، نمِّ التفكير النقدي من خلال التشكيك في الافتراضات. تحدَّ معتقداتك بانتظام وابحث عن وجهات نظر مختلفة. انخرط في ممارسات تأملية، مثل كتابة اليوميات، لتحليل أنماط تفكيرك. استخدم أدوات منهجية، مثل قوائم الإيجابيات والسلبيات، لتقييم المعلومات بشكل منهجي. وشجّع على النقاش مع الآخرين لتطوير أفكارك وتعميق فهمك.
وأخيرًا، تعتمد الأصالة الاجتماعية على الوعي الذاتي والذكاء العاطفي. ابدأ بالتعرف على قيمك ونقاط قوتك، فهي ما يوجه تفاعلاتك مع الآخرين. مارس الاستماع النشط، وأظهر اهتمامًا حقيقيًا بوجهات نظر الآخرين، فهذا يبني الثقة ويعزز التواصل العميق. ولا تنسَ أن تكون صريحًا بشأن أفكارك ومشاعرك أيضًا؛ فالتعبير عن الضعف يعزز الأصالة في العلاقات بشكل عام.
قم بدمج هذه المهارات في روتينك اليومي من خلال تحديد أهداف واضحة للمشاريع الإبداعية، والمشاركة بانتظام في مناقشات نقدية، والسعي لتحقيق الأصالة في كل تفاعل. من خلال الالتزام بهذه الممارسات، ستعزز قدرتك على التفكير النقدي، والإبداع الهادف، والتواصل الصادق مع الآخرين. هذه المهارات البشرية الأساسية لن تثري فقط نموك الشخصي، بل ستسهم أيضًا بشكل كبير في نجاح التعاون في أي بيئة.

ومضة رقم 3 – كيف تصبح “لا يمكن استبدالك”
تعتمد شخصية باتمان (Batman) الخارقة على دعم السيد روبن (Robin). وأنت أيضًا بطل خارق، مع الذكاء الاصطناعي كالمساعد الموثوق إلى جانبك. والآن بعد أن استعرضنا المهارات البشرية الأساسية، دعنا نناقش كيف يمكن التعاون مع الذكاء الاصطناعي لتعزيز تلك المهارات.
أولاً، غيّر طريقة تفكيرك لترى الذكاء الاصطناعي كشريك، وليس منافسًا. يعزز هذا التعاون قدراتك، مما يسمح لك بالعمل بشكل أذكى وأكثر كفاءة. ركّز على الجودة (النوعية) بدلاً من الكمية؛ أي على أثر ما تقدمه لا على عدد الساعات التي تقضيها. فالكفاءة هي الأساس، لذا دع الذكاء الاصطناعي يتولى المهام المتكررة، لتتفرغ أنت للتخطيط والابتكار.
بعد ذلك، اعمل على بناء معرفتك الأساسية بالذكاء الاصطناعي. تعرّف على المفاهيم الأساسية مثل تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية. افهم الأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، مما يضمن قدرتك على تجاوز المخاطر المحتملة مع الاستفادة من قوته. خصص وقتًا منتظمًا للاطلاع على التطورات الجديدة، مع التركيز على ما يرتبط منها باهتماماتك وأهدافك. أنت لست بحاجة إلى معرفة كل التفاصيل، فمجرد فهم 30٪ من موضوع ما غالبًا ما يكون كافيًا للتطبيق العملي.
ثم، قم بتطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي في عملك. حدد المهام التي يمكن أتمتتها أو تطويرها أو الاستغناء عنها، مع التركيز على تلك التي تستهلك وقتك دون أن تضيف قيمة حقيقية. يعتبر الدمج السلس للذكاء الاصطناعي في سير عملك أمرًا بالغ الأهمية، لذا خطط بعناية وتحلَّ بالصبر أثناء تبني الأدوات الجديدة. كن مثل الزهور والنحل؛ الزهور توفّر الرحيق للنحل، بينما يجلب النحل حبوب اللقاح الضرورية لتكاثر النبات.
وأخيرًا، نمِّ القدرة على المرونة والتكيّف. فالزهور تستطيع أيضًا الحصول على حبوب اللقاح من الرياح، مما يمنع اعتمادها الكامل على شريك واحد ويزيد من فرص نجاحها. واجه التغيير بتقبّل فعّال؛ اعتبره فرصة لا تهديدًا. طوّر ممارسات مثل الوعي الذاتي (اليقظة الذهنية) والتأمل للحفاظ على صحتك النفسية. وكن يقظًا تجاه إدمان التكنولوجيا والاعتماد المفرط أو التشتت بسبب الأدوات التي تستخدمها. كما أن بناء روابط قوية مع الآخرين يعزز من قدرتك على التكيّف ويوفر بيئة داعمة.
من خلال دمج هذه المهارات البشرية الفريدة مع الذكاء الاصطناعي، فإنك لا تعزز فقط قدراتك المهنية، بل تُعد نفسك أيضًا لمستقبل يستمر فيه تطور طبيعة العمل. احتضن هذا التحول كفرصة للتركيز على ما يجعلنا بشريين بحق.

ومضة رقم 4 – تربية أطفال “لا يمكن استبدالهم”
في عام 1998، احتجّ معلمو الرياضيات ضد استخدام الآلات الحاسبة في المدارس وحاولوا حظرها. لم تنجح جهودهم حينها، ومن الصعب تخيّل كيف يمكن منع الأطفال اليوم من تجربة الذكاء الاصطناعي.
في عالم مقبل تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن تربية أطفال “لا يمكن استبدالهم” ستتطلب نهجًا مدروسًا في التعليم بالمدارس والتربية في البيوت. يجب أن يتحول التركيز من الأساليب التقليدية إلى تنمية المهارات التي تُعدّ الأطفال للمستقبل.
إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي من خلال تعزيز التفكير النقدي والذكاء العاطفي. فبدلًا من حظر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي (ChatGPT)، علّم أطفالك كيفية استخدامها بفعالية وتقييم المعلومات التي تقدّمها. شجّعهم على تحليل المحتوى بوعي وفهم حدود هذه الأدوات. هذا النهج يُمكّن الأطفال من أن يكونوا مستهلكين واعين للمعلومات، لا مجرد متلقّين سلبيين.
كما أن دمج الإبداع والتعاون في عملية التعلم أمر بالغ الأهمية. تجاوز الحفظ الآلي؛ استخدم الذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق للنقاش. على سبيل المثال، بعد أن يستخدم الأطفال الذكاء الاصطناعي لإنشاء مشروع، خصص وقتًا في الصف للتفكير فيه، وفتح حوار حول نقاط القوة والضعف فيه. هذا الأسلوب يعزز فهمًا أعمق ويشجّع على التعبير الشخصي.
بعد ذلك، يمكن أن يؤدي محاولة جعل التعلم ممتعًا كلعبة (Gamification) إلى تعزيز المشاركة والتفاعل. فالأطفال بطبيعتهم يحبون اللعب، لذا فإن تحويل التجارب التعليمية إلى ألعاب يمكن أن يساعد في الحفاظ على اهتمامهم وتحفيزهم. ركّز على جعل التعلم ذا صلة من خلال ربطه بتطبيقات واقعية، مما يساعد الأطفال على فهم أهمية ما يدرسون.
وبصفتك والدًا، حاول تحقيق توازن في استخدام الشاشات من خلال السماح باستخدام معتدل بدلاً من فرض حظر صارم. شجّع على الاستقلالية من خلال إشراك أطفالك في وضع حدودهم الخاصة لاستخدام التكنولوجيا. وناقش معهم بشكل صريح الأساليب المقصودة وراء تصميم الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي، لمساعدتهم على فهم جاذبيتها وتأثيرها.
وأخيرًا، أعطِ الأولوية للروابط العاطفية وسرد القصص في عملية التعلم. فبناء روابط عاطفية مع المفاهيم الجديدة يعزز من ترسيخ المعلومات في الذاكرة، بينما يُعمّق التفاعل النشط مع المحتوى — مثل شرح الأفكار بكلماتهم الخاصة — إلى تعميق فهمهم للمادة.
من خلال دمج هذه الاستراتيجيات مع أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكنك مساعدة أطفالك على تطوير المهارات التي لا يمكن استبدالها، مما يضمن نموهم ليصبحوا أفرادًا واثقين، متكيّفين، مبدعين، ومفكرين نقديين في عالم دائم التغير.

ومضة رقم 5 – بناء نموذج عمل جديد
إليكم قصة قصيرة عن شركتين. انتقلت شركة نتفليكس (Netflix) من تأجير الأفلام والمسلسلات عبر أقراص دي في دي (DVD) إلى البث المباشر عبر الإنترنت، ثم أصبحت تُنتج أعمالها الخاصة الحائزة على جوائز، لتصبح واحدة من أكبر الأسماء في عالم الترفيه. أما شركة بلوكباستر (Blockbuster)، العملاق الذي حلّت شركة نتفليكس محلّه، فأصبح الآن من بقايا الماضي. شركة تأقلمت مع تغيّر السوق، وأخرى لم تفعل — الأمر أصبح واضحا بكل هذه البساطة.
في مشهد الأعمال التجارية المتغير بسرعة اليوم، وخاصة في خضم ثورة الذكاء الاصطناعي، فإن بناء شركة “لا يمكن استبدالها” هو مفتاح البقاء. وبالنسبة للرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال، فإن هذا يعني إنشاء نموذج عمل يدمج التكنولوجيا بسلاسة مع القدرات البشرية.
للبدء، يجب أن تعطي شركتك الأولوية للتناغم بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري. فبدلاً من السماح للذكاء الاصطناعي بالهيمنة على اتخاذ القرار، استخدمه لتعزيز البصيرة البشرية والذكاء العاطفي – وهما عنصران أساسيان في بناء علاقات قوية مع العملاء. الشركات التي تحقق توازنًا بين الأتمتة والإشراف البشري ستكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الأخلاقية المعقدة والحفاظ على ثقة العملاء.
لكن لا تنسَ أن التأكيد على الممارسات الأخلاقية في استخدامك للتكنولوجيا أمرٌ بالغ الأهمية. ضع إرشادات واضحة لنشر الذكاء الاصطناعي، مع التركيز وإعطاء الأولوية للعدالة والشفافية. طبّق آليات لرصد التحيز، وتأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لديك قابلة للفهم والتفسير – فهذا يعزز المصداقية والثقة لدى أصحاب المصلحة.
وبنفس القدر من الأهمية، يجب إنشاء بيئة عمل مهيّأة للعنصر البشري. صمّم الأدوار بحيث تعزّز التعاون بين الذكاء الاصطناعي والموظفين. فهذا النهج لا يرفع الإنتاجية فحسب، بل يحافظ أيضًا على اللمسة البشرية الفريدة التي يقدّرها العملاء. شجّع فريقك على حل المشكلات بطريقة إبداعية، مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة وليس كبديل.
أما القدرة على التكيّف، فهي سمة أساسية لأي شركة “لا يمكن استبدالها”. ازرع ثقافة التحسين المستمر والمرونة. استلهم من شركات مثل شركة نتفليكس (Netflix) وشركة مايكروسوفت (Microsoft)، التي نجحت في التكيّف استجابة لتغيرات السوق. تبنَّ أطرًا مرنة تمكّن مؤسستك من الاستجابة بسرعة للتحديات والفرص الجديدة.

وأخيرًا، عزّز الالتزام بالابتكار من خلال تشجيع المخاطرة المحسوبة. تابع الاتجاهات والتقنيات الناشئة باستمرار، ووجّه شركتك لتكون في موقع الريادة لا التبعية. ومن خلال التركيز على هذه المبادئ، يمكنك بناء شركة مرنة “لا يمكن استبدالها”، ومستعدة للازدهار في مواجهة التغيير.

ومضة رقم 6 – تنفيذ خطة العمل
تعرف على السيدة مايا، وهي مطورة برمجيات تكتب شفرات برمجية بكفاءة وبلغات متعددة، وتُصلح الأخطاء، وتفهم كيفية تفاعل الأجزاء المختلفة في النظام. وبإدراكها لفرصة للنمو، ركزت على تطوير المهارات البشرية مثل التفكير النقدي والأصالة الاجتماعية، مما ساعدها على أن تصبح قائدة مشاريع أفضل. كما بدأت في تصميم برمجيات أكثر سهولة للمستخدم.
بدأت رحلة السيدة مايا نحو أن تصبح “لا يمكن استبدالك” بنهج منظم – ويمكنك أن تفعل الشيء نفسه. في أسبوعك الأول لتصبح “لا يمكن استبدالك”، خصص وقتًا للتأمل في نقاط قوتك وشغفك الفريد. حدد المهارات التي تحتاج إلى تطويرها بما يتماشى مع بيئة العمل المتغيرة. هذا الوعي الذاتي هو أساس ضروري لبناء قاعدة قوية.

مع نهاية الشهر الأول، ركّز على دمج كفاءات الاستعداد للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، والاستعداد للعنصر البشري، والاستعداد للتغيير في روتينك اليومي. تعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز قدراتك، لا كبديل عنها. ابدأ بإجراء تغييرات صغيرة، مثل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينية، مما يوفّر وقتًا للتفكير الاستراتيجي وحل المشكلات بطريقة إبداعية.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وسّع خطة العمل لتشمل التعلم المستمر والابتكار. شارك في برامج تدريبية، ورش عمل، أو دورات عبر الإنترنت لتعميق فهمك للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجال عملك. عزّز ثقافة التعاون من خلال تشجيع تبادل الآراء والملاحظات مع فريقك، وخلق بيئة يشعر فيها الجميع بأنهم قادرون على الإسهام في الابتكار.
مع تقدمك، واصل إعادة تقييم تقدمك وتكييف استراتيجياتك. طوّر روتينًا لتقييم كفاءة أفعالك، وكن دائمًا منفتحًا على التغيير. إن بناء شراكات قوية بين البشر والآلات سيكون مفتاحًا لتحقيق أداء استثنائي وخلق قيمة حقيقية.

في نهاية المطاف، فإن طريقك نحو أن تصبح “لا يمكن استبدالك” هو مسار تطوّر مستمر. إنه يتعلق بإعادة تعريف النجاح من منظور الازدهار البشري والاستدامة. ومن خلال التزامك بهذه الخطة العملية، ستتمكن من التنقل بثقة وإبداع وسط تعقيدات المستقبل، مما يضعك أنت وأعمالك في موقع يؤهلكم لتحقيق أثر دائم.

خلاصة نهائية
في هذه الومضات لكتاب “لا يمكن استبدالك (IRREPLACEABLE)” للمؤلف السيد باسكال بورنيه، تعلّمت أنك تستطيع أن تصبح “لا يمكن استبدالك” في حياتك المهنية والشخصية من خلال تنمية مواهبك البشرية الجوهرية وربطها بالشراكة مع الذكاء الاصطناعي.
لكي تصبح أنت نفسك “لا يمكن استبدالك”، ركّز على الأنشطة التي تعزز الفرح والنمو. شارك في مشاريع إبداعية، وتحدَّ افتراضاتك، وعمّق علاقاتك الأصيلة. إن المراجعة المنتظمة لأفعالك ودوافعك أمرٌ أساسي للحفاظ على إنسانيتك في عالم تقوده التكنولوجيا.
بالنسبة للآباء والأمهات، فإن تعزيز التفكير النقدي والذكاء العاطفي لدى الأطفال أمرٌ بالغ الأهمية. وبدلًا من حظر أدوات الذكاء الاصطناعي، علّم الأطفال كيفية تقييمها واستخدامها بفعالية، وادمج الإبداع والتعاون في تجاربهم التعليمية.
وفي عالم الأعمال، تبنَّ المرونة وثقافة التحسين المستمر. استلهم من الشركات الناجحة كيفية التكيف والابتكار. من خلال دمج مهارات القدرات البشرية الفريدة “Humics” مع التكنولوجيا، والحفاظ على الالتزام بالممارسات الأخلاقية، يمكن للأفراد والمؤسسات تأمين مكانتهم كمساهمين “لا يمكن استبدالهم” في مستقبل معزز بالذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة للمؤسسات، فإن دمج التكنولوجيا مع نقاط القوة البشرية هو مفتاح النجاح. الشركات التي تعطي الأولوية للتوازن بين الذكاء الاصطناعي والبصيرة البشرية تبني علاقات قوية مع العملاء، وتتعامل بفعالية مع المعضلات الأخلاقية. ويُعد التركيز على ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية والحفاظ على الشفافية عاملاً أساسيًا لبناء الثقة مع أصحاب المصلحة.

*تمت الترجمة بتصرف.

**المصدر: منصة الوميض (Blinkist) وهي منصة تقوم بتلخيص الكتب ، ومكتبتها تحتوي على آلاف الكتب ويشترك في هذه المنصة الملايين من القراء.

الأستاذ عبدالله سلمان العوامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *