يقول السيد سيفرام من وكالة رويتر للأنباء إن الحصول على شهادة جامعية ليست هي الطريقة الوحيدة لتثبيت قدمك في الشركات الكبرى مثل شركة أبل. كما تشير أبحاث شركة لينكدين Linkedin إن العديد من الشركات الأكثر شعبية للعمل فيها في دولة مثل أمريكا لا تحتاج إلى شهادة جامعية ، كما أن هناك وظائف معينة يتم شغلها على الأرجح بموظفين غير جامعيين أكثر من الوظائف الأخرى. في الطرف الآخر بدأ كبار المدراء التنفيذيين في الشركات التساؤل عما إذا كانت هذه الشهادات الجامعية تهيئ العاملين بالفعل للعمل الوظيفي، في حين أن البعض من المدراء التنفيذيين بدأ فعلا في توظيف المزيد والمزيد من غير خريجي الجامعات.
يفترض الطلبة أن الحصول على شهادة جامعية ولمدة أربع سنوات – إضافة الى ما يصاحب ذلك: آلاف الدولارات من ديون القروض الطلابية – هي الطريقة الوحيدة لتثبيت قدمك في الشركات الكبرى مثل أبل Apple وجوجل Google ونيتفليكس Netflix. لكن هذا الإفتراض ليس صحيحا دائما.
يشكك قادة الأعمال البارزون مثلا السيدة باربرا هامبتون المدير التنفيذي لشركة سيمنز الأمريكية والرئيس التنفيذي لشركة أبل السيد تيم كوك في الحاجة إلى الحصول على شهادات جامعية. قال السيد تيم كوك مؤخرًا أن حوالي نصف القوى العاملة في شركة أبل في الولايات المتحدة العام الماضي شمل أشخاصًا لم يحصلوا على شهادات جامعية. كما أن السيد تيم كوك إستنتج من ذلك أن العديد من الجامعات لا تقوم بتعليم المهارات المطلوبة تلك التي يحتاجها قادة الأعمال في شركاتهم، كالبرمجة على سبيل المثال.
السيدة باربرا همبتون تشكك أيضًا في فكرة أن دراسة أربع سنوات والحصول على درجة جامعية تضمن من خلالها الإستعداد الوظيفي: “في كثير من الأحيان، ستقول لكم نماذج وطلبات التوظيف أن المطلوب شهادة جامعية، بينما في الواقع لا يوجد شيء في مسمى الوظيفة يتطلب حقًا هكذا شهادة جامعية. كما قالت السيدة باربرا هامبتون مؤخراً في البيت الأبيض خلال أول إجتماع للمجلس الإستشاري الأمريكي لسياسة القوى العاملة: “لقد ساعد هذا الأمر من هكذا نماذج وطلبات توظيف فقط مديري التوظيف لدينا للتغلب على الحشود المتقدمة وتصنيفها من أجل إختيار مجموعة مرشحة ومؤهلة وبشكل أصغر”.
حاليا، شركات مرموقة مثل جوجل Google وأبل Apple تقوما بتوظيف من لديهم المهارات اللازمة لإنجاز الأعمال، بغض النظر فيما إذا كان المتقدم يحمل شهادة جامعية أم لا. تشير أبحاث شركة لينكدين LinkedIn أن العديد من الشركات اللامعة شهرة للعمل فيها لا تتطلب أن يحمل الموظفون شهادة جامعية. بعد إجراء مزيد من التحليل للبيانات، إستطاعت شركة لينكدين LinkedIn بتشخيص بعض الوظائف المحددة والتي من المحتمل أن يتم شغلها من غير خريجي الجامعات، وتشمل وظائف حتى الفنيين الإلكترونيين والمصممين الميكانيكيين وممثلي التسويق.
ومع ذلك، يبدو أن الشهادات الجامعية تؤتي ثمارها. الموظفون ذوي شهادة البكالوريوس على الأقل يحصلون على أكثر من متوسط الدخل الأسبوعي لجميع الموظفين وهو ٩٣٢ دولارا في عام ٢٠١٨م، وذلك وفقًا لتقرير حديث صادر عن المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل.
ولكن نظرًا لأن الشهادات الجامعية تتطلب في كثير من الأحيان تحمل ديون طلابية، فإن العديد من الأميركيين لا يستطيعون الحصول على شهادات جامعية. وفقًا لوزارة التعليم الأمريكية، فإن ٤٢٪ فقط من طلاب السنة الثانية بالمرحلة الثانوية يذهبون للكليات والجامعات من أجل الحصول على شهادة جامعية لمدة سنتين أو أربع سنوات. حتى من بين الطلاب الذين تخرجوا من الكليات والجامعات، هناك عدد كبير من هؤلاء الخريجين الجدد يعملون بأقل من مؤهلاتهم، مما يعني أنهم يعملون في وظائف لا تتطلب شهادة جامعية.
كما يتوقع الكثيرون أن تؤدي أنظمة الأتمته (المكننة) إلى إحلال ربع القوى العاملة، يقوم الخبراء والباحثون بالفعل للتفكير عن بدائل للمساعدة في تأهيل الموظفين الشباب للعمل. على سبيل المثال، كتب السيد ريتش فيلوني، مراسل مجلة بزنيس انسايدر Business Insider، تقريرا يقترح فيه أن برامج التدريب المهني، والتي تجمع بين التدريب في المدرسة والتدريب أثناء العمل، يمكن أن يتم إعدادها بشكل أفضل من أجل تأهيل القوى العاملة في المستقبل.
وقال السيد تيم كوك في لجنة البيت الأبيض (المجلس الإستشاري الأمريكي لسياسة القوى العاملة) “إن شركتنا، كما تعلمون، تأسست من قبل شخص أسقط دراسته الجامعية ولم يكملها”. “لذلك نحن لم نفكر أبدًا في أن الحصول على الشهادة الجامعية هي الشيء الوحيد للحصول عليه والتي تؤهل الشخص للقيام بعمل جيد. وأضاف قائلا: لقد حاولنا دائمًا في توسيع آفاقنا.”
* تمت الترجمة بتصرف
المصدر: