A Balance of Gut Bacteria Could Play a Crucial Role in How MS Develops
(Ashutosh Mangalam, The Conversation – بقلم: أشوتوش مانغالام[1]، ذا كونفرسيشن)
التصلب المتعدد[2] هو مرض يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الدماغ والحبل الشوكي عن طريق الخطأ. ويؤثر على ما يقرب من مليون شخص في الولايات المتحدة وأكثر من 2.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وفي حين تلعب العوامل الوراثية دورًا في خطر الإصابة بالتصلب المتعدد، فإن العوامل البيئية مثل النظام الغذائي والأمراض المعدية وصحة الأمعاء هي العوامل المساهمة الرئيسية.

وتلعب البيئة دورًا رئيسيًا في تحديد من يصاب بالتصلب المتعدد، وهذا واضح من الدراسات التي أجريت على التوائم.
ومن بين التوائم المتطابقة الذين يشتركون في 100 في المائة من جيناتهم، يكون لدى أحد التوأمين فرصة بنسبة 25 في المائة تقريبًا للإصابة بالتصلب المتعدد إذا كان التوأم الآخر مصابًا بالمرض. وبالنسبة للتوائم غير المتطابقين الذين يشتركون في 50 في المائة من جيناتهم، ينخفض هذا المعدل إلى حوالي 2 في المائة.
ولطالما اشتبه العلماء في أن بكتيريا الأمعاء قد تؤثر على خطر إصابة الشخص بالتصلب المتعدد. ولكن الدراسات حتى الآن كانت لها نتائج غير متسقة. ولمعالجة هذه التناقضات، استخدمت أنا وزملائي ما يسميه الباحثون نهج “من سرير إلى مختبر إلى سرير”: بدءًا بعينات من مرضى التصلب المتعدد، وإجراء تجارب معملية على هذه العينات، ثم تأكيد النتائج التي توصلنا إليها لدى المرضى.
وفي بحثنا المنشور حديثًا، وجدنا أن نسبة نوعين من البكتيريا في الأمعاء يمكن أن تتنبأ بشدة التصلب المتعدد لدى المرضى، مما يسلط الضوء على أهمية الميكروبيوم وصحة الأمعاء في هذا المرض.

أولاً، قمنا بتحليل التركيب الكيميائي والبكتيري للأمعاء لدى مرضى التصلب المتعدد، وأكدنا أنهم مصابون بالتهاب الأمعاء وأنواع مختلفة من بكتيريا الأمعاء مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالتصلب المتعدد.
وبشكل خاص، أظهرنا أن مجموعة من البكتيريا تسمى “بلاوتيا” (Blautia) كانت أكثر شيوعًا لدى مرضى التصلب المتعدد، في حين تم العثور على “بريفوتيللا” (Prevotella)، وهو نوع بكتيري مرتبط باستمرار بالأمعاء الصحية، بكميات أقل.
وفي تجربة منفصلة على الفئران، لاحظنا أن التوازن بين نوعين من بكتيريا الأمعاء، “بيفيدوباكتيريوم” (Bifidobacterium) و”أكيرمانسيا” (Akkermansia)، كان حاسمًا في التمييز بين الفئران المصابة أو غير المصابة بمرض يشبه التصلب المتعدد.
وقد أظهرت الفئران التي تعاني من أعراض تشبه التصلب المتعدد مستويات متزايدة من “أكيرمانسيا” ومستويات منخفضة من “بيفيدوباكتيريوم” في برازها أو بطانة أمعائها.
من المقعد إلى السرير
ولاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، عالجنا الفئران بالمضادات الحيوية لإزالة جميع بكتيريا الأمعاء لديها. ثم أعطينا إما “بلاوتيا”، التي كانت أعلى في مرضى التصلب المتعدد؛ أو “بريفوتيللا”، التي كانت أكثر شيوعًا في المرضى الأصحاء؛ أو بكتيريا التحكم “فوسيإكولا” (Phocaeicola)، التي توجد في المرضى المصابين وغير المصابين بالتصلب المتعدد.
وقد وجدنا أن الفئران المصابة بـ “بلاوتيا” أصيبت بالتهابات معوية أكثر وأعراض أسوأ تشبه التصلب المتعدد.
وحتى قبل ظهور الأعراض، كان لدى هذه الفئران مستويات منخفضة من “بيفيدوباكتيريوم” ومستويات عالية من “أكيرمانسيا”. وهذا يشير إلى أن اختلال التوازن بين هاتين البكتريا قد لا يكون مجرد علامة على المرض، بل يمكن أن يتنبأ بالفعل بمدى شدته.
ثم فحصنا ما إذا كان هذا الخلل نفسه يظهر لدى البشر. قمنا بقياس نسبة “البيفيدوباكتيريوم ادوليسينتيس” و”أكيرمانسيا موسينيفيلا” في عينات من مرضى التصلب المتعدد في ولاية آيوا والمشاركين في دراسة شملت الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
وكانت النتائج التي توصلنا إليها متسقة: كان لدى مرضى التصلب المتعدد نسبة أقل من بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم” إلى “أكيرمانسيا”. ولم يكن هذا الخلل مرتبطًا فقط بالإصابة بالتصلب المتعدد، بل وأيضًا بإعاقة أسوأ، مما يجعله مؤشرًا أقوى لشدة المرض من أي نوع من البكتيريا بمفرده.

كيف يمكن للبكتيريا “النافعة” أن تصبح ضارة
كان أحد أكثر النتائج إثارة للاهتمام في دراستنا هو أن البكتيريا المفيدة عادة يمكن أن تتحول إلى ضارة في التصلب المتعدد. وعادة ما تعتبر “أكيرمانسيا” بكتيريا مفيدة، لكنها أصبحت مشكلة في مرضى التصلب المتعدد.
وقد أظهرت دراسة سابقة أجريت على الفئران نمطًا مشابهًا: كان لدى الفئران المصابة بمرض شديد نسبة أقل من “بيفيدوباكتيريوم” إلى “أكيرمانسيا”. وفي تلك الدراسة، أصيبت الفئران التي تتغذى على نظام غذائي غني بالـ”فايتويستروجين” – مواد كيميائية تشبه هيكليًا هرمون الاستروجين البشري والتي تحتاج إلى تكسيرها بواسطة البكتيريا للحصول على تأثيرات صحية مفيدة – بمرض أخف من تلك التي تتبع نظامًا غذائيًا بدون “فايتويستروجين”.
وأظهرنا سابقًا أن الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد يفتقرون إلى بكتيريا الأمعاء التي يمكنها استقلاب “فايتويستروجين”.
وعلى الرغم من أن الآليات الدقيقة وراء الارتباط بين نسبة “بيفيدوباكتيريوم” إلى “أكيرمانسيا” والتصلب المتعدد غير معروفة، إلا أن الباحثين لديهم نظرية. ويستهلك كلا النوعين من البكتيريا المخاط، وهي مادة تحمي بطانة الأمعاء.
ومع ذلك، فإن بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم” تأكل وتنتج المخاط، في حين أن “أكيرمانسيا” تستهلكه فقط. وعندما تنخفض مستويات بكتيريا “بيفيدوباكتيريوم”، كما يحدث أثناء الالتهاب، تستهلك “أكيرمانسيا” المخاط بشكل مفرط وتضعف بطانة الأمعاء. ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى المزيد من الالتهابات وقد تساهم في تطور مرض التصلب المتعدد.
إن اكتشافنا أن نسبة “بيفيدوباكتيريوم” إلى “أكيرمانسيا” قد تكون علامة رئيسية لشدة التصلب المتعدد يمكن أن يساعد في تحسين التشخيص والعلاج. كما يسلط الضوء على كيف أن فقدان بكتيريا الأمعاء المفيدة يمكن أن يسمح لبكتيريا الأمعاء الأخرى بأن تصبح ضارة، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان تغيير مستويات بعض الميكروبات يمكن أن يؤثر على التصلب المتعدد.
وفي حين أن المزيد من الأبحاث يمكن أن تساعد في توضيح الصلة بين ميكروبيوم الأمعاء والتصلب المتعدد، فإن هذه النتائج تقدم اتجاهًا جديدًا واعدًا لفهم وعلاج هذا المرض.
*ترجمة الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencealert.com/a-balance-of-gut-bacteria-could-play-a-crucial-role-in-how-ms-develops
الهوامش:
[1] البروفيسور أشوتوش مانغالام، أستاذ مشارك في علم الأمراض، جامعة أيوا.
[2] التصلب المتعدد هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويستمر لفترة طويلة. ويعتقد أنه اضطراب مناعي ذاتي، وهي حالة يهاجم فيها الجسم نفسه عن طريق الخطأ. وهو مرض غير متوقع يؤثر على الناس بشكل مختلف. وقد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من أعراض خفيفة فقط. وقد يفقد آخرون قدرتهم على الرؤية بوضوح أو الكتابة أو التحدث أو المشي عندما ينقطع الاتصال بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم. وفي التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي الميالين، الذي يتم تدميره في العديد من المناطق. والميالين هو بروتين ومادة دهنية تحيط بالألياف العصبية وتحميها. ويؤدي فقدان الميالين هذا إلى تكوين نسيج ندبي يسمى التصلب. وتسمى هذه المناطق أيضًا باللويحات أو الآفات. وعندما تتلف الأعصاب بهذه الطريقة، لا يمكنها توصيل النبضات الكهربائية بشكل طبيعي من وإلى الدماغ. وعندما يسبب التصلب المتعدد نوبات متكررة، يُطلق عليه التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر. وعندما تتطور الأعراض بمرور الوقت دون نوبات واضحة، يُطلق عليه التصلب المتعدد التقدمي الأولي. المصدر: https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/multiple-sclerosis-ms
[3] تسمح رخصة المشاع الإبداعي المنسوبة للمؤلف والمرخصة بالمثل بإعادة توزيع وإعادة استخدام عمل مرخص بشرط أن يتم ذكر اسم المبدع بشكل مناسب وأن يتم توفير أي عمل مشتق بموجب “نفس الترخيص أو ترخيص مشابه أو ترخيص متوافق”. ويتيح هذا الترخيص لمعيدي الاستخدام توزيع المواد وإعادة مزجها وتكييفها والبناء عليها بأي وسيلة أو تنسيق، طالما تم منح الإسناد إلى المبدع.

توازن بكتيريا الأمعاء، خاصة “بيفيدوباكتيريوم” و“أكيرمانسيا”، قد يكون مفتاحا لفهم شدة التصلب المتعدد، ونتمنى أن تكون هذه الآفاق بلسماً للشفاء.
شكرا اسيدنا العزيزعلى هذه المعلومات النفيسة.