أسواق مياس اليوم لم تعد كما كانت فقد شغلتها محلات مصاغات الذهب والمجوهرات شيئا فشئ حتى أصبحت تشكل أكثر من ٩٠% منها فلم يعد هناك تنوع للبضائع المختلفة من ملابس وعطور واكسسوارات وغيرها إلا ماندر.
إن فكرة سوق الخميس ليست وليدة هذه الأيام وإنما هي من عصور قديمة جداً تعود إلى ما قبل قرون من الزمن ولذا نجد أن سوق الخميس مرتبطة بالعديد من مناطق الخليج القديمة فقط كعمان والقطيف والبحرين والأحساء والبصرة.
ولما لسوق الخميس بالقطيف من مكانة في المبيعات المتنوعة من البضائع فقد حرص الكثير من التجّار والباعة على الحصول على محلات تطل على هذا الطريق الذي تنعقد فيه سوق الخميس منذ القدم وحتى بداية الثمانينات حين انتقلت إلى مقرها الحالي فأصبحت بذلك سوق الخميس مرتبطة بالزمان (كما كانت) ولكنها مقتصرة على مكان محدد فقط،
ولربما تدور عجلة الزمان فيأتي أجيال لايعرفون عن هذه السوق شيئا فيتساءلون مابال هذه السوق تسمى سوق الخميس بينما هي تعقد في يوم السبت إذ لم يعد يوم الخميس هو يوم للإجازة ليتفرغ الناس فيه للتسوق فرحّلوا يوم انعقاد تلك السوق إلى يوم السبت بدلاً من الخميس وذلك عندما صدر الأمر الملكي من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم ٢٠ شعبان عام ١٤٣٤هـ الموافق ٢٣ يونيو عام ٢٠١٣ حول تغيير يومي الإجازة الاسبوعية من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت. فهل سيبقى اسمها كما هو مُحَافَظ عليه أم سيأتي من يقترح بتغييره فيكون لهذا الإقتراح صدى يؤخذ به فيتم التغيير؟
في يوم الخميس كانت كل بقعة من جميع أسواق القطيف في حركة ذائبة إذ يعمُّها الإزدحام وحركات البيع والشراء بشكل مختلف عن سائر الأيام ولكن كانت تلك القصبة المتجهة من الجنوب إلى الشمال تشكل عصب سوق الخميس إذ كانت همزة الوصل بين نهاية سكة الحرية الشرقية من الجنوب إلى نهاية سوق الصبخة (لصبيخة) الجنوبية من الشمال وكانت تتخللها من الزاوية الجنوبية الغربية سوق المواشي والمعروفة بسوق البقر وهي مكان اسواق عامر بن ليل اليوم.
وقد شملت هذه الحركة والإزدحام سوق الحرية وحتى الساحة التي تتوسط مياس والتى يكون مدخلها في الزاوية الجنوبية الشرقية لمياس بل وتشمل السكة الكبيرة وسوق الجبلة وكذلك الممر الذي يشق وسط مياس من الشرق إلى الغرب والذي ينتهي عند عمارة الحداد.
لقد تم نقلها بعد بناء سوق الخميس الحديثة المطلة على شارع الملك فيصل، ثم بعد ذلك تم نقلها خلال فترة زمنية مؤقتة إلى ساحة فعاليات المراسيم لمدة لاتقل عن سنة ثم نقلت ثانية الى مقرها الحالي ولازالت قائمة هناك.
*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.