جاوان المندثرة – بقلم عبد الرسول الغريافي*

أشرت إلى سلسلة قرى ومدن طمرتها كثبان صحراء الدهنا تقع إلى الغرب من محافظة القطيف قد امتدت من شمال الظهران بدءًا من نهاية سيهات الجنوبية وحتى ما بعد شمال صفوى فجاوان التي قد يسمع عنها الكثير وربما البعض لايعرف عنها شيئا هي منطقة مرتبطة بمدينة صفوى فهي واقعة إلى الشمال الغربي منها وعلى بعد ٣ كيلو عن البحر تقريباً.

فمن الواضح أن تلك الكثبان لم تطمر إلا ما تبقى فيها من آثار على خلاف تلك القرى والمدن التي طمرتها وهي في أوجها منذ عهد قريب، أما هذه المنطقة فقد غادرها سكانها منذ عهد بعيد بسبب تعرضها لغزو أو ظروف قاهرة فعفّت ماتبقى من معالمها الرمال إلى أن جاء من ينقب عن آثارها.

انها امتداد لمنطقة البذراني فهي تحمل نفس المواصفات الطبيعية لهذه المنطقة بما فيها عيونها وساباتها ومصارفها وما تحويه من آثار تدل على طبيعة زراعية.

يؤكد علماء الآثار ثراء أهلها لما يقتنونه من عقود وأسورة وقطع أخرى من الذهب بل وحتى بعض القصاع كانت من الذهب الخالص.

المحتويات الآثرية المتبقية:
آثار عين كبقية عيون السيح في المنطقة. وبناء لمدافن على شكل خطين متقاطعين وهو عبارة عن حجرات مبنية بصخور مكعبة او شبه مستطيلات كما هو في المعالم الأخرى في المنطقة كبرج أبو الليف ولكنه لقربه من الصحراء فالحجارة جبلية كلسية محلية وهو ممسوح بالجص ويعود بناؤه إلى القرن الرابع قبل الميلاد أي أنه بُنِي في العهد الهيلينستي وتلك المدافن عبارة عن قاعة كبيرة تحيط بها خمس غرف وكل غرفة تشكل مدفن وقد وجد بها تسعين هيكلا عظمياً آدمياً ويبدو أنهم من أهالي المعتقدات بالنشر والرجوع إلى الحياة لذا فقد دفنوا معهم الجرار التي مُلِئت بالماء والطعام وكذلك ممتلكاتهم وحليهم معهم مايدل على إيمانهم بالبعث والحياة الأخرى فهم يحملونها معهم.

لقد وجدوا الكثير من القطع الفخارية وزجاجات وسكين ورؤوس رماح بالإضافة إلى عقود من الذهب. ومن جملة ما وجدوا شاهد لقبر منقوش بالخط المسند كتب عليه اسم صاحبة القبر: (جشم بنت عمره بن تحيو آل عور) من قبيلة شدب.

لقد تم العثور على هذا المدفن أثناء تمهيد طريق إلى رأس تنوره عندها اكتشفت المدينة المفقودة حين كان التنقيب مستمراً لمدة ٢٢ شهراً بقيادة عالم الآثار فردريك شامد فيدال وقد اطلق على هذا المدفن ضريح جاوان.

*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *