وكما سبق وأن أشرت إلى أن تلك المنطقة تسمى البذراني وليس البدراني لكونها منطقة يبذر فيها الأرز الأحمر والمسمى في القطيف حينها (الهندية) ولكون ثرائها بالمياه بسبب كثرة عيون السيح الفائق عددها عن الستين عيناً.
هنا فقط وددت أن أعرض نتائج تتبعاتي الميدانية التي قمت بها وقد لفتت نظري أثناءها ظاهرة غريبة جداً حول عيون طريق البذراني لا أعرف تفسيرها إن كانت متعمدة ومن صنع الإنسان وإن كان الأمر كذلك فمالهدف منها؟ أم أنها وليدة الصدفة مع أني لا اعتقد ذلك فهي ظاهرة متشابهة ومتكررة بعدد تلك القرى، أم يا تُرى أن القدامى قد رسموا تلك الطرقات التي تنقلنا من القرى الشرقية في القطيف الى قرى ومزارع وبساتين البذراني في الغرب قبل أن يداهمها زحف كثبان الرمال بهذه الإستراتيجية الثابتة؟
الظاهرة التي أتحدث عنها هي:
أولاً: أنه عند مخرج كل قرية من قرى القطيف من الغرب بإتجاه البذراني فإنه توجد عين سيح على الطريق.
وثانيا: أن جميع هذه العيون عندما تخرج من اي قرية أو مدينة باتجاه البذراني غرباً فإن العين تكون على شِمالك اي أنها جنوب الطريق.
ثالثا: أن هناك بعض القرى توجد عند مخرجها المؤدي إلى البذراني عينان كما هو الحال في التوبي حيث توجد عينان هما الفوارات الشمالية والجنوبية وكماهو الحال أيضاً في أم الحمام فهناك عينان: أم السلاحف الشمالية وأم السلاحف الجنوبية عند مخرج كل منهما إلى البذراني.
فلاشك أن هؤلاء القدماء قد شقوا هذه الطرق بحيث تمر شمال العين وإن كانت عينان فالطريق يتوسطهما.
*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.