سوق الصبخة أو لصبيخة -كما يطلق عليها البعض- والتي بني فيها حديثاً مجمع الخنيزي ثم أزيل هذه الأيام لمشروع التوسعة.
هي سوق مركزية ضمت الكثير من الأسواق المتخصصة بمختلف البضائع واقعة في مربع حدوده بين حي المدارس من الشمال وحي مياس من الجنوب وأما من الشرق فتحدها صكة القطيف (السكة) التي أصبحت جزء من شارع الملك عبدالعزيز، وأما من الغرب فيحدها اليوم شارع الإمام علي بن أبي طالب قبالة مكتب البريد الرئيسي، فهي مربع بمساحة مستغلة بشكل ذكي جداً فقد حوت الكثير من المحلات والدكاكين.
كانت أغلب المحلات فيها مصنوعة من جريد النخيل على شكل مربعات (جريدتين جريدتين) وبعضها على شكل برستجات، وأما الأسواق التي احتضنتها سوق الصبخة فهي سوق الخضار والفواكه وسوق اللحم وسوق السمك لبيع الجملة والمفرد وسوق الدجاج البلدي الذي يباع حياً وعلى جانبها الجنوبي سوق الحدادين وسوق الصفافير وسوق الصفر وكذلك سوق العومة (وهو سمك السردين المجفف المعبأ في أكياس الخيش والمجلوب من عمان وبلاد فارس لغرض الأعلاف الحيوانية لكونه مُدِر للحليب وكذلك المكسر منه يستعمل كسماد عضوي فعّال للزراعة، كما أن البحارة يستعملونه كطعم داخل قراقير صيد الأسماك).
لقد بدأ نقل هذه الأسواق من أرض الضبخة وإفراغها على مراحل مختلفة خلال عدة سنين، فكانت أول مرحلة نُقِلت منها “سوقان” هما سوق سمك الجملة وسوق العومة وذلك لما لهما من روائح مزعجة بالنسبة لسكان المنازل المجاور وكان ذلك النقل في منتصف خمسينات قرن العشرين تقريباً.
بالنسبة لسوق سمك الجملة أو كما تسمى سوق الجزازيف فكان مكانها في وسط الطريق المؤدي لحي بديعة البصري الحديث آنذاك وإلى البحر وهو وسط شارع بدر اليوم (ش.جعفر الخطي سابقاً) المتقاطع مع شارع الجزيرة والمنتهي عند شارع القدس واستمرت في مكانها حتى بداية ثمانينات قرن العشرين وبعدها نقلت من مكانها إلى اتجاه الشمال لعدة أمتار وذلك عند شق شارع بدر وقد استقرت في هذا المكان حتى قبل عامين ٢٠٢٣ عندما تم نقلها لجزيرة الأسماك الحديثة.
أما سوق العومه فقد انتقلت إلى صكة الحرية لفترة قصيرة ثم إلى الشريعة (جنوب سوق الذهب حالياً) وذلك في منتصف خمسينات قرن العشرين أيضاً. وفي عام ١٣٨٣ الموافق ١٩٦٣م تم بناء أول سوق عومه حديثة من قبل البلدية على هيئة سكتين وجدير بالذكر أنه لأول مرة يتم بناء مقصب (مسلخ) الى الغرب من سوق العومة واستمر وجود هذا المسلخ من عام ١٣٨٣هجري ١٩٦٣م حتى بداية السبعينات حيث تم نقله في أرض حي المزروع غرب الدخل المحدود.
وقبلهما في عام ١٣٨٠هجري تم بناء سوق فواكه وسوق خضار وسوق اللحم وسوق سمك لبيع المفرد وجميعها جنوب شرق حي الشريعة في منطقة تسمى الفلاتية وكان أصلها بستان نخيل، وفيما بعد (في ثمانينات القرن العشرين) تم نقل سوق السمك المفرد إلى سوق الخضار واستمرت في تلك السوق حتى تم نقلها لجزيرة الأسماك، وأما سوق الخضار فقد كان نصيبها وسط ساحة الفلاتية، بينما أزيلت سوق العومة في بداية ثمانينات قرن العشرين وتولى بعدها تجّار العومة أنفسهم بناء مكان خاص بهم مقابل سوق الخميس حالياً بالإتفاق مع مجموعة من الحدادين ممن تبقى منهم لمجاورتهم وذلك ليلتم شمل الحدادين مرة أخرى في سوق واحدة بعد شتات استمر قرابة العشرين عاماً.
أما سوق العومة فقد اضمحلت حتى تلاشت لسببين أولهما ضعف إقبال الفلاحين على شراء العومه وكذلك البحارة لوجود البديل الأرخص وثانيا موت تجار العومة ولم يرثهم أحد في مهنتهم.
وأما سوق الحدادين فقد استمر وجودها في نفس المكان رغم وفاة الحدادين القدامى ولكن كان هناك من يرثهم في هذا الجيل.
وبالنسبة لسوق الخميس فكان مكانها في مياس في سوق الذهب حالياً تبدأ من جنوب سوق السبخة وفي بداية الثمانينات تم نقلها لمقرها الحالي.
*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.
شكرا لك استاذ عبد الرسول على كل هذه المعلومات التاريخية من الحقبة الجميلة أتذكر كان هناك ايضا مخازن البصل ومخازن الخشب بين المدارس ومياس وسوق الحمام من جانب الشريعة وكان في مكان مخصص آلى الألعاب الشعبيه مثل الطنقور وملعب كورة قدم بين منجرة الشيوخ وسوق الحدادين ومواقف السيارت الخشبية لنقل الركاب والبضائع المتجهة الى صفوى المعذرة منك إذا كانت في أخطاءهم المعلومات الي سردته وتحية إلى الاخ المؤرخ ومجلة علوم القطيف