طين اخويلدي.. طين اخويلدي..
عبارة تسمعها في كل مكان في أنحاء القطيف يصدرها رجل يمتطي حمار وعلى جانبيه مرحلتين أي زمبيلين كبيرين قد ملأهما بطين جاف على شكل كتل حجرية وله لون أخضر متميز موشح بالإصفرار …
وحذاري أن يسمعه شخص من بلدة الجارودية لأنه سيغضب منه كثيراً فمقالعه هي حول جبل يعرف بجبل البراق الواقع غرب الجارودية رغم أن لحقله امتداد نحو الشمال يصل إلى الخويلدية ولكن ليس هذا هو السر الحقيقي في تسميته بطين خويلدي وإنما أغلب من كان يعمل فيه ويجمع طينه ويبيعه هم من بلدة الخويلدية المجاورة لها من الشمال مباشرة فهم المسوقين له وهم من ينادون بأعلى اصواتهم (طين اخويلدي). لقد تعرض من كانوا يعملون فيه الى حوداث انهيار الجبل مرتين كما تنهار المناجم وراح ضحية هذا الإنهيار بعض من كان يعمل فيه ومن بينهم نساء كانوا يعملون في قلعه أيضاً.
هذا الطين يعرف أيضاً بطين خاوا وهو معروف بهذا الإسم عند أهالي الجارودية أكثر وحسب التصنيف المحلي له أيضاً. يمتاز هذا الطين بسمات ينفرد بها حيث تضاف له بعض المواد وينقع في الماء ويوضع على الشعر لينظفه وينعمه ويخلصه من بعض المشاكل والأمراض الجلدية وهناك طين من نفس نوعيته في كثير من بلدان العالم…
يستخدم أيضاً للبشرة ولعلاج الامراض الجلدية. لقد اشتهر الطين الخويلدي في جميع أنحاء دول الخليج وقد كانوا يستوردونه بكميات كبيرة وحتى في العراق كانوا يجلبونه ليس فقط للشعر وإنما أيضاً للإغلاق المؤقت لآبار البترول في الزمن القديم.
استمر وجود جبل البرّاق حتى نهاية السبعينات وكانت له رؤوس لها اشكال حيوانات وأشخاص تحاك حولها بعض الأساطير. وحتى بعد إزالته استمر الناس في جلب الطين من قاع أرضه ولاتزال هذه الأرض تنتجه ولكن فيما يبدو أنه قد قلّ الطلب عليه رغم إصرار البعض على استعماله.
*الأستاذ عبد الرسول الغريافي باحث في التراث ومؤرخ.
جميل هذا التوثيق يعطيك عافية على هذا المجهود اخي العزيز عبد الرسول
جميل جذٱ أن نستذكر ماضينا وتراثنا ليفهم جيل اليوم والأجيال القادمة إن لهم ماضي عريق ضارب في الأرض وحرف يدوية كثيرة وفن وجمال…
شكرٱ عزيزي غبد الرسول…. رائع أن نرجع للماضي وذكرياته، وهو جزء يسير من تراثنا الجميل….. يعطيك العافية عزيزي عبد الرسول