كيف يساعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي مراكز البيانات على تحقيق وفورات الطاقة – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

How predictive AI helps data centres achieve energy savings
(Muhammad Zulhusni – بقلم: محمد ذوالحسن)

يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تعريف إدارة الطاقة وخفض التكاليف وتعزيز الاستدامة. ويصف الخبراء هذا التحول بأنه ضروري للحفاظ على القدرة التنافسية.

يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل إدارة الطاقة بشكل أساسي، واستبدال النماذج الثابتة القديمة والعمليات اليدوية بحلول ديناميكية تعتمد على البيانات. وغالبًا ما تركت الأساليب التقليدية الشركات تواجه عدم الكفاءة والمدخرات غير المستغلة. ويقدم الذكاء الاصطناعي اليوم نهجًا أكثر ذكاءً – الاستفادة من البيانات في الوقت الفعلي والتحليلات التنبؤية لتحسين استهلاك الطاقة مع خفض التكاليف.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي مراكز البيانات على تحقيق وفورات في الطاقة

وقد تحدثت نشرة “أخبار الاستدامة” (Sustainability News) مع الدكتور زوهار برونفمان، الرئيس التنفيذي لشركة “بيكان أيه آي” (Pecan AI)، الذي وصف كيف يغير الذكاء الاصطناعي اللعبة. ويقول: “بفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات التنبؤ بالطلب على الطاقة بناءً على مجموعة واسعة من المتغيرات – أنماط الطقس ومستويات الإشغال وحتى اتجاهات السوق”. ويضيف: “هذا يعني تقليل النفايات وتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، كل ذلك مع تعزيز الاستدامة. الشركات التي تلتزم بالطرق التقليدية تخاطر بالتخلف عن الركب، حيث أصبحت الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي هي القاعدة”.

فمن خلال دمج الذكاء الاصطناعي مع أجهزة “إنترنت الأشياء”، تصبح إدارة الطاقة أبسط. وتضمن المراقبة والتعديلات في الوقت الفعلي أن تستخدم الشركات ما تحتاجه فقط، عندما تحتاج إليه، دون تدخل يدوي.

قصص نجاح واقعية

ومن الأمثلة البارزة على ذلك شركة “ديب مايند” (DeepMind) التابعة لشركة “غوغل” (Google)، والتي استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمة التبريد في مراكز البيانات الخاصة بها. وقد نجحت الشركة في خفض استهلاك أنظمة التبريد للطاقة بنسبة 40% باستخدام التعلم الآلي، مما أدى إلى توفير التكاليف. وعلى نحو مماثل، تستخدم شركة “فيرديغريس تكنولوجيز” (Verdigris Technologies) الذكاء الاصطناعي التنبئي لتحليل أنظمة المباني التجارية لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الطاقة، مما أدى إلى توفير 30% في فواتير الكهرباء.

ويتصور برونفمان اختراقات مماثلة للشركات المتوسطة الحجم. ويوضح قائلاً: “تخيل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باستهلاك الطاقة بناءً على الطلب الموسمي أو تعديل العمليات في الوقت الفعلي لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الطاقة. لم تعد هذه الحلول مستقبلية؛ بل أصبحت المعيار الجديد للشركات التي تتطلع إلى تحقيق التوازن بين كفاءة التكلفة والاستدامة”.

التغلب على التحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي

تُعد جودة البيانات واحدة من أهم الحواجز. ويزدهر الذكاء الاصطناعي بالبيانات الدقيقة والنظيفة، ولكن العديد من الشركات لديها أنظمة مجزأة وبنية أساسية قديمة تعيق التكامل الفعال. ويقول برونفمان: “يكمن الحل في الاستثمار مقدمًا في البنية الأساسية القوية للبيانات، وضمان ترابط الأنظمة – من أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء إلى الإضاءة – وأن البيانات التي يتم جمعها موثوقة”.

كما أن استعداد الموظفين مهم بنفس القدر. فالذكاء الاصطناعي ليس حلاً جاهزًا؛ فهو يتطلب من الفرق التكيف والتعاون جنبًا إلى جنب مع التقنية. ويقول برونفمان: “يجب على الشركات إعطاء الأولوية للتعليم وإدارة التغيير للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي”.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة

سيلعب الذكاء الاصطناعي في المستقبل دورًا مهمًا في دمج [تكامل] الطاقة المتجددة في الأنظمة السائدة. ومع انتشار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بتوليد الطاقة بناءً على أنماط الطقس، مما يمكن الشركات من تخزين الطاقة الفائضة أثناء ذروة الإنتاج واستخدام الطاقة المخزنة عندما ينخفض ​​الإنتاج.

كما سلط برونفمان الضوء على ظهور الشبكات الذكية – الأنظمة المستقلة التي توازن بين العرض والطلب. وتعد مثل هذه التطورات بتحسين مرونة الشبكة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتعزيز الاستدامة.

التنقل بين اللوائح وأهداف الاستدامة

إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تبسيط الامتثال التنظيمي تشكل ميزة محتملة. فمن خلال أتمتة تتبع وإبلاغ استخدام الطاقة وانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري وغير ذلك من المقاييس الرئيسية، يتم مساعدة الشركات على الامتثال في ظل القواعد البيئية المتغيرة. ويوضح برونفمان: “يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة تتبع وإبلاغ استخدام الطاقة وانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري وغير ذلك من المقاييس”.

وقد يبدد الذكاء الاصطناعي فكرة أن الاستدامة والكفاءة متعارضان. ويقول برونفمان: “يُظهِر الذكاء الاصطناعي أن الشركات قادرة على تلبية وتجاوز المعايير البيئية مع دفع الربحية والابتكار”.

العنصر البشري: الذكاء الاصطناعي والسلوك

إن إدارة الطاقة تتعلق بالناس بقدر ما تتعلق بالتقنية. وبفضل خبرته في علم النفس الحسابي وعلوم البيانات، يسلط برونفمان الضوء على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على السلوك البشري. ويوضح: “إن حلول الذكاء الاصطناعي التي تفهم السلوك البشري يمكن أن تدفع الأفراد نحو عادات أفضل لاستخدام الطاقة”. فعلى سبيل المثال، يمكن للإشعارات الشخصية والملاحظات الممتعة أن تحفز الفرق على تبني ممارسات توفير الطاقة.

ومن خلال ربط التقنية بالسلوك، يمكن للشركات ضمان فعالية حلول الذكاء الاصطناعي وقبولها وتنفيذها. ويختتم برونفمان: “إن هذا التآزر بين التقنية والسلوك البشري هو الذي سيقود مستقبل إدارة الطاقة”.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://sustainability-news.net/industries/energy/how-predictive-ai-helps-data-centres-achieve-energy-savings

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *