نور علي – حسن المرهون

 جاء في الخبر أن “الإمام علي” عليه السلام كان جالساً على نهر الفرات وبيده قضيب فضرب به على صفحة الماء وقال: ” لو شئت لاستخرجت لكم من الماء نوراً ونارا* “.

لو صح هذا القول عن أمير المؤمنين فهذا يعني أن الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام كان في وقتها يعرف التقنيات والحقائق العلمية التالية:

  1. تقنية بناء السدود أمام الأنهار في مناطق جبلية ومرتفعة.
  2. إمكانية تحويل المجرى الأصلي للنهر الى مجرى مؤقت لإكمال عملية بناء السد.
  3. التحكم في سقوط الماء من علو مرتفع على التوربينات وتصميم الصمامات في السد.
  4. صناعة التوربينات ودقة إنحناء زوايا ريشها العملاقة.
  5. أن دوران التوربينات بسرعة هائلة يولد طاقة.
  6. ماهية الطاقة الكهربائية وأنواعها.
  7. المولد الكهربائي وما يحتويه من أسلاك ومغناطيس.
  8. ربط التوربينات بأقطاب وموصلات كي تنقل الكهرباء من موقع السد الى المدن.
  9.  صناعة المصباح الكهربائي.
  10. قانون حفظ الطاقة – (Law of conservation): والذي يقول أن الطاقة لا تستحدث ولا تنتهي إنما تتحول من شكل الى آخر.
  11. تحويل طاقة الماء المتدفق الى طاقة ميكانيكية.
  12. تحويل الطاقة الميكانيكية الى الطاقة الكهربائية.
  13. طاقة الجاذيبة الأرضية وكيفية الإستفادة منها.
  14. طرق تخزين الماء في بحيرات إصطناعية.
  15. تصميم التسليح وحساب الإجهادات.
  16. صناعة الإسمنت (ربما الجير والجص كانا معروفين أيام الإمام علي عليه السلام لكن هذه المواد لا تصمد لبناء سد عملاق يحجز ملايين الأمتار المكعبة من الماء لتوليد الكهرباء، فلا بد من مادة جديدة قادرة).
  17. الخرسانة وتقنية التسليح بأسياخ الحديد.
  18. القوى المؤثرة على السد العمودية منها والأفقية – علما بأنه إذا لم يتم حساب هذه القوى بدقة وبناء سد قوي ومنيع يتحمل هذه القوى ينهار السد قبل أن يكتمل بناؤه.
  19. تقنية تحريك ورفع ملايين الأطنان من التربة والحديد والإسمنت وغيرها.
  20. تقنية مسح مساحات واسعة من الأرض وتجهيزها للعمل.

ناهيك عن الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية والطبوغرافية والجيوتكتونية اللازمة لبناء السدود.

فبدون ما تقدم لا يمكن أن نستخرج النور من الماء، لذا كانت كل هذه الحقائق العلمية والتقنيات حاضرة في ذهن أبا الحسن عليه السلام.

أما الحصول على النار وهي الطاقة الحرارية من الماء فأمرها أدهى وعلمها أدق وما زال هذا العلم في طور البحث والتجربة ولم يتمكن الإنسان حتى هذه اللحظة من إنتاج هذه الطاقة إلا في المختبرات. والأبحاث قائمة على قدم وساق لإنتاج الهيدروجين من الماء بطرق إقتصادية وتخزينه بصورة آمنة وعملية،  إذ يعتبر الهيدروجين هو الوقود الأرخص والأفضل للإنصهار النووي فيما يسمى الآن بطاقة الإنصهار.

فالدراسات ما زالت في أولها والنتائج حتى الآن متواضعة وقد تم إنشاء أول معمل لإنتاج الطاقة الهيدروجينية في العالم بمدينة فوزينا بإيطاليا، وقد أثبت الإنسان بعد تجارب إستمرت عقود بأن إنصهار ذرات الأوكسجين مع ذرات الهيدروجين يولد طاقة من الحرارة كبيرة جدا بالإضافة للماء.

فالهيدروجين يستطيع أن يلعب دورا رئيسيا في عملية الإحتراق وعملية الإنصهار وهو حامل جيد للطاقة. فالهيدروجين هو طاقة المستقبل بلا أدنى شك عندما تنفذ كل أنواع الطاقة الأخرى. إذن الماء هو أنظف وأفضل مصدر للطاقة الحرارية (النار) لأنه يحتوي على الهيدروجين والأوكسجين وهما مصدران لا ينضبان لتوليد الحرارة والنور بلا نفايات خطرة ولا مخلفات إشعاعية.

صدق رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال أنا مدينة العلم وعلي بابها، وصدق الإمام علي عندما قال علمني رسول الله (ص) الف باب من العلم يفتح من كل باب الف باب.

 * تصنيف نهج البلاغة – لبيب بيضون – المجلد العاشر – صفحة 782 – الطبعة الثانية – 1404هـ.

تعليق واحد

  1. صحت الرواية ام لم تصح … أمير المؤمنين يعلم ذلك والشواهد على ذلك كثير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *