إليك ما قد يخبرك به لون مخاطك عن جسمك – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Here’s What Your Snot’s Color Could Be Telling You About Your Body
(Samuel J. White et al, The Conversation – بقلم: صامويل جي وايت وآخرون[1]، ذا كونفرسيشن)

هل تساءلت يومًا عن سبب اختلاف لون مخاطك عندما تكون مريضًا؟ ربما لست أول شخص يطرح هذا السؤال.

في الواقع، هناك العديد من الأسباب التي تجعل لون مخاطك يتغير عندما تكون مريضًا. ويمكن أن يكشف لون وقوام المخاط الأنفي عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول جهاز المناعة لديك، وكيف يستجيب جسمك للأمراض.

مصدر الصورة: جورجكليرك / صور غيتي

وينتج المخاط عن طريق الأنسجة المبطنة لممراتنا الأنفية. وغالبًا ما يُنظر إلى المخاط على أنه مجرد إزعاج، ولكنه يلعب دورًا مهمًا للغاية. فهو يعمل كحاجز وقائي، يحبس الغبار والبكتيريا والفيروسات وغيرها من المهيجات – ويمنعها من الوصول إلى الأجزاء العميقة من الجهاز التنفسي.

وكما أن الإنزيمات مثل الليزوزيم[2] واللاكتوفيرين[3] التي تسكن مخاط أنفنا لها خصائص مضادة للميكروبات. فهي تكسر جدران الخلايا البكتيرية وتساعد في الحد من نمو البكتيريا. وهذا الدور الوقائي يجعل المخاط خط دفاع أساسيًا – حتى عندما لا نكون مرضى.

إن عملية إنتاج المخاط المستمرة بواسطة الأنسجة المبطنة للممرات الأنفية توضح آليات الدفاع الطبيعية للجسم أثناء العمل. فعندما نمرض، يتغير المخاط – فيصبح أكثر سمكًا ووفرة وأحيانًا أكثر لونًا. وتسلط هذه التغييرات الضوء على استجابة جهاز المناعة لديك.

وإليك ما تقوله الألوان العديدة للمخاط عن صحتك:

صافي

هذا هو الأساس لأنف صحي. فهو يتكون في الغالب من الماء، جنبًا إلى جنب مع البروتينات والأملاح والخلايا التي تحافظ على رطوبة الممرات الأنفية وتحبس الجسيمات. ويمكن أن تتسبب الحساسية والمراحل المبكرة جدًا من العدوى الفيروسية في الإفراط في إنتاج المخاط الشفاف. ويمكن أن يحدث هذا أيضًا عندما يتفاعل جسمك مع المهيجات أو مسببات الأمراض.

أبيض

غالبًا ما يكون المخاط الأبيض علامة على الاحتقان. ويؤدي الالتهاب في أنسجة الأنف إلى إبطاء تدفق المخاط، مما يتسبب في تكثيفه. وهذا يشير عادةً إلى بداية الإصابة بعدوى، مثل نزلات البرد، حيث يبدأ جهاز المناعة لديك في التعبئة ضد الغزاة.

أصفر

يشير المخاط الأصفر إلى أن جهاز المناعة لديك يحارب العدوى بنشاط. وتموت خلايا الدم البيضاء المرسلة لمهاجمة العدوى وتفرز إنزيمات تعطي المخاط لونه الأصفر. وهذه هي السمة المميزة لاستجابة الجسم للعديد من الالتهابات الفيروسية – بما في ذلك نزلات البرد الشائعة والإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

قد يكشف لون وسمك المخاط الأنفي الكثير عن حالتك الصحية. (بريتاني كوليت/أونسبلاش).

أخضر

ينتج المخاط الأخضر عن استجابة مناعية مكثفة. ويأتي اللون الأخضر من إنزيم يسمى الميلوبيروكسيديز[4]، والذي تنتجه العدلات (نوع من خلايا الدم البيضاء). يولد هذا الإنزيم جزيئًا محددًا يدمر مسببات الأمراض. وفي حين أن المخاط الأخضر يشير غالبًا إلى عدوى بكتيرية، إلا أنه قد يحدث أيضًا عندما يقوم جسمك باستجابة مناعية قوية لمسببات الأمراض الفيروسية العدوانية.

أحمر أو وردي

يعني اللون الوردي أو المحمر في المخاط وجود دم. ويحدث هذا غالبًا عندما تكون أنسجة الأنف ملتهبة أو جافة أو تالفة – مثل بعد النفخ المفرط للأنف أو التعرض للهواء الجاف. وعادة لا تكون الكميات الصغيرة من الدم سببًا للقلق.

بني أو برتقالي

قد ينتج المخاط البني أو البرتقالي عن اختلاط الدم الجاف بالمخاط، أو من استنشاق الحطام البيئي – مثل الدخان أو الغبار. وفي حين أنه غير ضار عادةً، فقد يشير إلى تهيج أو التهاب طويل الأمد.

أسود

المخاط الأسود نادر وقد يشير إلى مشاكل خطيرة – مثل العدوى الفطرية (خاصة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة) أو التعرض الشديد للملوثات مثل السخام أو دخان السجائر. وهذا يستدعي العناية الطبية.

الجهاز المناعي في العمل

المخاط هو جزء لا غنى عنه من جهاز المناعة لديك، فهو يحمي جسمك بنشاط من خلال حبس وتحييد مسببات الأمراض الضارة. وتوفر التغييرات في لونه وقوامه لمحة عن صحتك – مما يساعد في التمييز بين الالتهابات البكتيرية الفيروسية. كما يوفر نظرة ثاقبة للعمليات المعقدة التي تحدث أثناء عمل جسمك للحفاظ على صحتك.

في المرة القادمة التي تتناول فيها منديلًا، تذكر أن المخاط ليس مجرد عرض للمرض – إنه جهاز المناعة لديك في العمل. وتحكي ألوانه وملمسه قصة المرونة، وتعكس الدفاعات المعقدة التي تحافظ على صحة جسمك وسلامته.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://www.sciencealert.com/heres-what-your-snots-color-could-be-telling-you-about-your-body

الهوامش:

[1] صامويل جي. وايت، أستاذ مشارك ورئيس المشاريع، جامعة يورك سانت جون؛ وفيليب ب. ويلسون، نائب رئيس الجامعة المساعد للابتكار وتبادل المعرفة، جامعة يورك سانت جون

[2] الليزوزيم (يُطلق عليه أيضًا اسم N-acetyl-muramylhydrolase أو muramidase) هو بروتين كاتيوني صغير (14 كيلو دالتون) يمارس نشاطًا مضادًا للبكتيريا من خلال قدرته على تحلل الببتيدوغليكان في جدار الخلية البكتيرية. المصدر: ويكيبيديا

[3] اللاكتوفيرين هو بروتين موجود في الجهاز المناعي، وهو دفاع شائع ضد العدوى البكتيرية. ويحد اللاكتوفيرين من وصول الحديد إلى الجسم من خلال الارتباط بالحديد بألفة أعلى من البروتينات البكتيرية. المصدر: https://www.sciencedirect.com/topics/biochemistry-genetics-and-molecular-biology/lysozyme

[4] الميلوبيروكسيديز (MPO) هو إنزيم بيروكسيديز يتم ترميزه في البشر بواسطة جين (MPO) على الكروموسوم 17. ويتم التعبير عنه بوفرة في الخلايا المتعادلة (نوع فرعي من خلايا الدم البيضاء)، وينتج أحماض هيبوكلوروز للقيام بنشاطها المضاد للميكروبات، بما في ذلك حمض الهيبوكلوروز، والذي يعتبر ملح الصوديوم منه المادة الكيميائية الموجودة في المبيض. وهو بروتين ليزوزومي يتم تخزينه في حبيبات أزوروفيلية للعدلات ويتم إطلاقه في الحيز خارج الخلية أثناء التحبيب. ولميلوبيروكسيديز للعدلات صبغة هيم، والتي تسبب لونه الأخضر في الإفرازات الغنية بالعدلات، مثل المخاط والبلغم. وقد ساهم اللون الأخضر في اسمه القديم فيردوبيروكسيديز. تم العثور على الميلوبيروكسيديز في العديد من الكائنات الحية المختلفة بما في ذلك الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات. ونقص الميلوبيروكسيديز هو مرض موثق جيدًا بين البشر مما يؤدي إلى ضعف وظيفة المناعة. المصدر: ويكيبيديا

ملحوظة: تم إعادة نشر هذه المقالة من مجلة “ذا كونفرسيشن (The Conversation)” ، ويمكن قراءة المقالة الأصلية على الرابط: (What the colour of your snot says about your immune health)

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *